فصل ; كتاب عائشة إلى حفصة و فرح حفصة به :

و لما بلغ عائشة نزول أمير المؤمنين (عليه السلام) بذي قار كتبت إلى حفصة بنت عمر أما بعد فإنا نزلنا البصرة و نزل علي بذي قار و الله دق عنقه كدق البيضة على الصفا إنه بذي قار بمنزلة الأشقر إن تقدم نحر و إن تأخر عقر فلما وصل الكتاب إلى حفصة استبشرت بذلك و دعت صبيان بني تيم و عدي و أعطت جواريها دفوفا و أمرتهن أن يضربن بالدفوف و يقلن ما الخبر ما الخبر علي كالأشقر إن تقدم نحر و إن تأخر عقر .

فبلغ أم سلمة رضي الله عنها اجتماع النسوة على ما اجتمعن عليه من سب أمير المؤمنين (عليه السلام) و المسرة بالكتاب الوارد عليهن من عائشة , فبكت و قالت : أعطوني ثيابي حتى أخرج إليهن و أقع بهن .

فقالت أم كلثوم بنت أمير المؤمنين (عليه السلام) : أنا أنوب عنك فإنني أعرف منك فلبست ثيابها و تنكرت و تخفرت و استصحبت جواريها متخفرات و جاءت حتى دخلت عليهن كأنها من

[277]

النظارة فلما رأت ما هن فيه من العبث و السفه كشفت نقابها و أبرزت لهن وجهها ; ثم قالت لحفصة : إن تظاهرت أنت و أختك على أمير المؤمنين (عليه السلام) فقد تظاهرتما على أخيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من قبل فأنزل الله عز و جل فيكما ما أنزل , و الله من وراء حربكما .

فانكسرت حفصة و أظهرت خجلا , و قالت : إنهن فعلن هذا بجهل و فرقتهن في الحال ; فانصرفن من المكان .

[278]

حرب الجمل