قتل الناكثين حراس بيت المال :
و طلب طلحة و الزبير غدرته حتى كانت ليلة مظلمة ذات رياح فخرج طلحة و الزبير و أصحابهما حتى أتوا دار الإمارة و عثمان بن حنيف غافل عنهم و على الباب السبابجة يحرسون بيوت الأموال و كانوا قوما من الزط قد استبصروا و أكل السجود جباحهم و ائتمنهم عثمان على بيت المال و دار الإمارة فأكب عليهم القوم و أخذوهم من أربع جوانبهم و وضعوا فيهم السيف فقتلوا منهم أربعين رجلا صبرا يتولى منهم ذلك الزبير خاصة ثم هجموا على عثمان فأوثقوه رباطا و عمدوا إلى لحيته و كان شيخا كث اللحية فنتفوها حتى لم يبق منها شيء و لا شعرة واحدة .
و قال طلحة : عذبوا الفاسق و انتفوا شعر حاجبيه و أشفار عينيه و أوثقوه بالحديد .
فلما أصبحوا اجتمع الناس إليهم و أذن مؤذن المسجد لصلاة الغداة فرام طلحة أن يتقدم للصلاة بهم فدفعه الزبير و أراد أن يصلي بهم فمنعه طلحة فما زالا يتدافعان حتى كادت الشمس أن تطلع فنادى أهل البصرة الله الله يا أصحاب
[282]
رسول الله في الصلاة نخاف فوتها .
فقالت عائشة : مروا أن يصلي بالناس غيرهما .
فقال لهم يعلى بن منية : يصلي عبد الله بن الزبير يوما و محمد بن طلحة يوما حتى يتفق الناس على أمير يرضونه .
فتقدم ابن الزبير و صلى بهم ذلك اليوم .
[283]
حرب الجمل