كتاب عائشة إلى أهل اليمامة :
و كتبت إلى أهل اليمامة و أهل تلك النواحي أما بعد فإني أذكركم الله الذي أنعم عليكم و ألزمكم بالإسلام فإن الله يقول ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ فاعتصموا عباد الله بحبله و كونوا مع كتابه فإن أمكم ناصحة لكم فيما تدعوكم إليه من الغضب له و الجهاد لمن قتل خليفة حرمه و ابتز المسلمين أمرهم و قد أظهر الله عليه و إن ابن حنيف الضال المضل كان بالبصرة يدعو المسلمين إلى سبيل النار و إنا أقبلنا إليها ندعو المسلمين إلى كتاب الله و أن يضعوا بينهم القرآن فيكون ذلك رضى لهم و أجمع لأمرهم و كان ذلك لله عز و جل على المسلمين فيه الطاعة فإما أن ندرك به حاجتنا أو نبلغ عذرا .
فلما دنونا إلى البصرة و سمع بنا ابن حنيف جمع لنا الجموع و أمرهم أن يلقونا بالسلاح فيقاتلونا و يطردونا و شهدوا علينا بالكفر و قالوا فينا المنكر فأكذبهم المسلمون و أنكروا عليهم و قالوا لعثمان بن حنيف ويحك إنما تابعنا زوج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و أم المؤمنين و أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و أئمة المسلمين فتمادى في غيه و أقام على أمره فلما رأى المسلمون أنه قد عصاهم و رد عليهم أمرهم غضبوا لله عز و جل و لأم المؤمنين و لم نشعر به حتى أظلنا في ثلاثة آلاف
[302]
من جهلة العرب و سفهائهم و صفهم دون المسجد بالسلاح فالتمسنا أن يبايعوا على الحق و لا يحولوا بيننا و بين المسجد فرد علينا ذلك كله حتى إذا كان يوم الجمعة و تفرق الناس بعد الصلاة عنه دخل طلحة و الزبير و معهما المسلمون و فتحوه عنوة و قدموا عبد الله بن الزبير للصلاة بالناس و إنا نخاف من عثمان و أصحابه أن يأتونا بغتة ليصيبوا منا غره فلما رأى المسلمون أنهم لا يبرحون تحرزوا لأنفسهم و لم يخرج و من معه حتى هجموا علينا و بلغوا سدة بيتي و معهم هاد يدلهم علي ليسفكوا دمي فوجدوا نفرا على باب بيتي فردوهم عني و كان حولي نفر من القرشيين و الأزديين يدفعونهم عني فقتل منهم من قتل و انهزموا فلم نعترض لبقيتهم و خلينا ابن حنيف منا عليه و قد توجه إلى صاحبه و عرفناكم ذلك عباد الله لتكونوا على ما كنتم عليه من النية في نصرة دين الله و الغضب للخليفة المظلوم.
و روى الواقدي عن عبد السلام بن حفص قال حدثني المنهال بن عمرو بن سلامة البصري قال : لما بدا لطلحة و الزبير في حبس عثمان بن حنيف و أشفقا من
[303]
أخيه سهل بن حنيف على مخلفيهم في المدينة أطلقوه فتوجه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) و هو بذي قار .
[304]
حرب الجمل