خطبة طلحة :
فلما عرفا خروجه إليه قام طلحة في الناس خطيبا فنعى إليهم عثمان بن عفان و ذكر قاتليه و أكثر الذم عليهم و الشتم و عزا قتله إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) و أنصاره و ذكر أن عليا أكره الناس على البيعة له ; فقال فيما قال :
يا معشر المسلمين إن الله قد جاءكم بأم المؤمنين و قد عرفتم بحقها و مكانها من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و مكان أبيها من الإسلام و ها هي تشهد لنا إنا لم نكذبكم فيما خبرناكم به و لا غررناكم فيما دعوناكم إليه من قتال علي بن أبي طالب و أصحابه الصادين عن الحق و لسنا نطلب خلافة و لا ملكا و إنا نحذركم أن تغلبوا على أمركم و تقصروا دون الحق و قد رجونا أن يكون عندكم عون لنا على طاعة الله و إصلاح الأمة فإن أحق من عناه أمر المسلمين و مصلحتهم أنتم يا أهل البصرة لتمكنكم بالدين و إن عليا لو عمل الجد في نصرة أمكم لاعتزل هذا الأمر حتى تختار الأمة لأنفسها من ترضاه.
فقال أهل البصرة : مرحبا و أهلا و سهلا بأم المؤمنين و الحمد لله على إكرامنا بها و أنتم عندنا رضا و ثقة و أنفسنا مبذولة لكم و نحن نموت على طاعتكم و رضاكم ثم
[305]
انصرفوا ; فساروا إلى عائشة فسلموا عليها و قالوا قد علمنا أن أمنا لم تخرج إلينا إلا لثقتها بنا و أنها تريد الإصلاح و حقن الدماء و إطفاء الفتنة و الألفة بين المسلمين و إنا ننتظر أمرها في ذلك فإن أبى عليها أحد فيه قاتلناه حتى يفيء إلى الحق .
حرب الجمل