خطبة أخرى لطلحة :
و روى عبد الله بن عبيدة قال : لما كان من كلام عبد الله بن حكيم لطلحة ما كان قام طلحة فحمد الله و أثنى عليه ثم قال :
أيها الناس إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) توفي و هو عنا راض و كنا مع أبي بكر حتى توفاه الله فمات و هو عنا راض ; ثم كان عمر بن الخطاب فسمعنا و أطعنا حتى قبض و هو عنا راض ; فأمرنا بالتشاور في أمر الخلافة من بعده و اختار ستة نفر و رضيهم للأمر فاستقام أمرنا على رجل من الستة وليناه و اجتمع رأينا عليه و هو عثمان و كان أهلا لذلك فبايعناه و سمعنا له و أطعناه , فأحدث بعد ذلك أحداثا لم تكن على عهد أبي بكر و عمر فكرهها الناس منه و لم يكن لنا بد مما صنعناه ; ثم أخذ هذا الرجل الأمر دوننا من غير مشورتنا و تغلب عليه و نحن و هو فيه شرع سواء فأتي بنا إليه و نحن أكره الناس إليه و اللج على أعناقنا , فبايعناه كرها و الذي نطلب أيها الناس الآن منه أن يدفع إلى ورثة عثمان قاتليه ; فإنه قتل مظلوما , و يخلع هذا الأمر و يعتزله ليتشاور المسلمون فيمن يكون لهم إماما كسنة عمر بن الخطاب في الشورى ; فإذا استقام رأينا و رأي أهل الإسلام على رجل بايعناه .
[307]
حرب الجمل