فصل ; خطبة عائشة :
و روى محمد بن عمر الواقدي عن موسى بن طلحة قال : لقد شهدت عائشة يوم الجمل و قد سألها الناس عن عثمان فما رأيت أفصح منها لسانا و لا أربط منها جنانا فاستجلست الناس بيديها ثم حمدت الله و أثنت عليه و قالت :
أيها الناس إنا نقمنا على عثمان خصالا ثلاثا إمارة بالغنى و ضربه بالسوط و رفعه موضع الغمامة المحماة حتى إذا عتبنا منهن ماصوه موص الماء بالصابون ثم عدوا
[310]
عليه فاستحلوا منه الحرمات الثلاث حرمة الشهر الحرام و حرمة البلد الحرام و حرمة الخلافة و الله لعثمان كان أتقاهم للرب و أوصلهم للرحم و أحصنهم للفرج أقول قولي هذا و أستغفر الله لي و لكم.
و روى إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق الهمداني قال : جاء جليد بن زهير الجشمي و عبد الله بن عامر التميمي فدخلا على عائشة فسلما عليها , فقالت : من هذان الرجلان ؟
فقيل لها : هذا جليد بن زهير صاحب خراسان , و هذا عبد الله بن عامر التميمي .
فقالت : هما معنا أم علينا ؟
فقالا : لا معك و لا عليك ; حتى يستبين لنا الأمر .
فقالت : كفى بالاعتزال نصرة.
و روى عمر بن صباح قال : اجتمع نفر من وجوه البصرة إلى طلحة و الزبير فقالوا لهما فإن ولاة عثمان غيركما فدعوا ولاته يطلبون بدمه , و الله ما نراكما أنصفتما رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حبيسته عرضتماها للرياح و الشموس و القتال ; و قد أمرها الله أن تقر في بيتها , و تركتما نساءكما في الأكنان و البيوت , هلا جئتما بنسائكما معكما ؟
فقال لهم طلحة : اعزبوا عنا , قبحكم الله.
حرب الجمل