فصل ; في نصيحة أمير المؤمنين (عليه السلام) لأصحاب الجمل :
و لما سار أمير المؤمنين (عليه السلام) من ذي قار قدم صعصعة بن صوحان رضي الله عنه بكتاب إلى طلحة و الزبير و عائشة يعظم عليهم حرمة الإسلام و يخوفهم فيما صنعوه و يذكر لهم قبيح ما ارتكبوه من قتل من قتلوا من المسلمين و ما صنعوا بصاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عثمان بن حنيف و قتلهم المسلمين صبرا و يعظهم و يدعوهم إلى الطاعة .
قال صعصعة : فقدمت عليهم فبدأت بطلحة فأعطيته الكتاب و أديت إليه الرسالة .
فقال : الآن حين عضت ابن أبي طالب الحرب يرفق لنا .
ثم جئت إلى الزبير فوجدته ألين من طلحة .
ثم جئت إلى عائشة فوجدتها أسرع الناس إلى الشر ; فقالت :
نعم قد خرجت للطلب بدم عثمان و الله لأفعلن و أفعلن .
فعدت إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فلقيته قبل أن يدخل البصرة ;
[314]
فقال : ما وراؤك يا صعصعة ؟
قلت : يا أمير المؤمنين , رأيت قوما ما يريدون إلا قتالك .
فقال : الله المستعان.
حرب الجمل