خطبة أمير المؤمنين (عليه السلام) في التحريض على القتال :

قال : ثم إن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنظرهم ثلاثة أيام ليكفوا و يرعوا فلما علم إصرارهم على الخلاف قام في أصحابه , فقال : عباد الله انهدوا إلى هؤلاء القوم منشرحة صدوركم فإنهم نكثوا بيعتي و قتلوا شيعتي و نكلوا بعاملي و أخرجوه من البصرة بعد أن آلموه بالضرب المبرح و العقوبة الشديدة و هو شيخ من وجوه الأنصار و الفضلاء و لم يرعوا له حرمة و قتلوا السبابجة رجالا صالحين و قتلوا حكيم بن جبلة ظلما و عدوانا لغضبه لله ثم تتبعوا شيعتي بعد أن هربوا منهم و أخذوهم في كل غائطة و تحت كل رابية يضربون أعناقهم صبرا ما لهم قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ فانهدوا إليهم عباد الله و كونوا أسودا عليهم فإنهم شرار و مساعدوهم على الباطل شرار فالقوهم صابرين محتسبين موطنين أنفسكم إنكم منازلون و مقاتلون قد وطنتم أنفسكم على الضرب و الطعن و منازلة الأقران فأي امرئ أحس من نفسه رباطة جأش عند الفزع و شجاعة عند اللقاء و رأى من أخيه

[335]

فشلا و وهنا فليذب عنه كما يذب عن نفسه فلو شاء الله لجعله مثله .

فقام إليه شداد بن شمر العبدي فحمد الله و أثنى عليه ثم قال :

أما بعد فإنه لما كثر الخطاءون و تمرد الجاحدون فزعنا إلى آل نبينا الذين بهم ابتدئنا بالكرامة و هدينا من الضلالة الزموهم رحمكم الله و دعوا من أخذ يمينا و شمالا فإن أولئك في غمرتهم يعمهون و في ضلالتهم يترددون .

[336]

حرب الجمل