‹ صفحه 50 ›

ولا ريب ان نقلة خبر غدير خم باخبار بعضهم يحصل الا من من
تواطئهم على الكذب ، فكيف العامة والخاصة على نقله لا ينكره الا مكابرا .
والعجب من العامة المخالفين ان مسألة الإمامة عندهم من الفروع ، لا
يشترط القطع في طريقها ، بل تكفي الامارة المفيدة للظن ، بل يكفي في
مثلها الخبر الواحد ، كما يثبتون الاحكام بخبر أبي هريرة ، وعائشة ، وأنس ،
وعبد الله بن عمر ، بل الفروع عندهم تؤخذ عندهم بالقياس والاستحسان ،
بما ليس فيها نص من صاحب الشرع ! فكيف لا تثبت الإمامة لعلي بن أبي
طالب بما ثبت به العلم الضروري من الاخبار المتواترات ؟ ! وما هذا من
المخالفين الا نصب وعداوة لعلي وأولاده الأئمة ( عليهم السلام ) * ( وسيعلم
الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) * ( 1 ) .
ولقد روينا سابقا عن قريب عن مولانا الصادق ( عليه السلام ) : ان
حقوق الناس تعطى بشهادة شاهدين ، وما أعطي أمير المؤمنين ( عليه السلام )
بشهادة عشرة آلاف نفس - يعني يوم غدير خم - ان هذا الا ضلال عن الحق
المبين ، قال الله سبحانه وتعالى : * ( فماذا بعد الحق الا الضلال فانى
تصرفون ) * ( 2 ) .
وفي رواية عن الباقر ( عليه السلام ) : ان الحاضرين في نص النبي ( صلى
الله عليه وآله ) على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بغدير خم كانوا سبعين ألف .
وذكر ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : انهم كانوا مائة ألف ،
وهو من أعيان العامة المعتزلة .
* ( كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا انهم لا يؤمنون ) * ( 3 ) .
قال المصنف : ولنعد إلى ذكر طرق الخبر وروايته :

000000000000000000

( 1 ) الشعراء 227 .
( 2 ) يونس 32 .
( 3 ) يونس 33 .

‹ صفحه 51 ›

الحادي عشر : ما ذكره السيد ابن طاووس في كتاب " الاقبال " حيث
قال : اعلم أن ما نذكر في هذا الفصل ما رواه أيضا مخالفوا الشيعة ، المعتمد
عليهم في النقل ، فمن ذلك ما رواه عنهم مصنف كتاب الخالص ( 1 )
المسمى ب‍ " النشر والطي " ، وجعله حجة ظاهرة باتفاق العدو والولي ، فيما رواه
عن رجالهم بالاسناد المتصل ، عن عطية السعدي ، قال : سألت حذيفة بن
اليمان عن إقامة النبي ( صلى الله عليه وآله ) عليا يوم الغدير ( غدير خم )
كيف كان ؟ فقال : ان الله تعالى انزل على نبيه ( صلى الله عليه وآله ) - أقول إنه
: لعله يعني بالمدينة ( 2 ) - * ( النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم وازواجه
أمهاتهم والوا الأرحام بعضهم أولي ببعض في كتاب الله من
المؤمنين والمهاجرين ) * ( 3 ) ، فقالوا : يا رسول الله ، ما هذه الولاية التي أنتم
بها أحق منا [ بأنفسنا ] ( 4 ) ؟ فقال ( عليه السلام ) : السمع والطاعة فيما أحببتم
وكرهتم ، فقلنا : سمعنا وأطعنا ، فأنزل الله : * ( واذكروا نعمة الله عليكم
وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا ) * ( 5 ) .
فخرجنا إلى مكة مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) في حجة الوداع ، فنزل
جبرئيل ، فقال : يا محمد ان ربك يقرؤك السلام ، ويقول : انصب عليا ( عليه
السلام ) للناس ، فبكى النبي ( صلى الله عليه وآله ) حتى اخضلت لحيته ،
وقال : يا جبرئيل ان قومي حدثوا عهد بالجاهلية ، ضربتهم على الدين طوعا
وكرها حتى انقادوا إلي ، فكيف إذا حملت على رقابهم غيري ؟ ! قال : فصعد
جبرئيل .
ثم قال صاحب كتاب " النشر والطي " ، ( 6 ) حذيفة : وقد كان النبي

000000000000000000

( 1 ) في النسخة : الخايص ، وما أثبتناه من المصدر .
( 2 ) في المصدر : بالمدنية .
( 3 ) الأحزاب 6 .
( 4 ) من المصدر .
( 5 ) المائد 7 .
( 6 ) في النسخة : عند ، وما أثبتناه من المصدر .

‹ صفحه 52 ›

( صلى الله عليه وآله ) بعث عليا ( عليه السلام ) إلى اليمن ، فوافى مكة
ونحن مع الرسول ، ثم توجه علي ( عليه السلام ) يوما نحو الكعبة يصلي ،
فلما ركع اتاه سائل فتصدق عليه بحلقة خاتمه ، فأنزل الله * ( انما وليكم
الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم
راكعون ) * ( 1 ) فكبر رسول الله ، وقرأه علينا ، ثم قال : قوموا نطلب هذه الصفة
التي وصفه الله بها ، فلما دخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المسجد
استقبله سائل ، فقال : من أين جئت ؟ فقال : من عند هذا المصلي ، تصدق علي
بهذه الحلقة وهو راكع ، فكبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومضى نحو
علي ، فقال : يا علي ما أحدثت اليوم من خير ؟ فأخبره بما كان منه إلى السائل ،
فكبر ثالثة ، فنظر المنافقون بعضهم إلى بعض ، وقالوا : ان أفئدتنا لا تقوى
على ذلك ابدا مع الطاعة له ، فنسأل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ان يبدله
لنا ، فأتوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فاخبروه بذلك ، فأنزل قرآنا وهو
* ( قل ما يكون لي ان أبد له من تلقاء نفسي ) * الآية ( 2 ) .
فقال جبرئيل : يا رسول الله أتمه ، فقال : حبيبي جبرئيل قد سمعت ما
تآمروا به ، فانصرف رسول الله الأمين جبرئيل .
ثم قال صاحب كتاب " النشر والطي " : - من غير حديث حذيفة - فكان
من قول رسول الله في حجة الوداع بمنى : يا أيها الناس اني قد تركت
فيكم أمرين ان أخذتم بهما لن تضلوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وانه قد
نبأني اللطيف الخبير : انهما لن يفترقا حتى يردا ( 3 ) علي الحوض كإصبعي
هاتين ، وجمع بين سبابتيه ، الا فمن اعتصم بهما فقد نجى ، ومن خالفهما
فقد هلك ، الا هل بلغت أيها الناس ؟ قالوا : نعم ، قال : أشهدتم ؟
( ثم ) ( 4 ) قال صاحب كتاب " النشر والطي " : فلما كان في آخر يوم من أيام

00000000000000000

( 1 ) المائدة 55 .
( 2 ) سورة يونس 15 .
( 3 ) في النسخة يردوا .
( 4 ) ليس في المصدر .

‹ صفحه 53 ›

التشريق ، انزل الله عليه * ( إذا جاء نصر الله والفتح ) * ( 1 ) إلى آخرها ،
فقال ( عليه السلام ) : نعيت إلي نفسي ، فجاء إلى مسجد الخيف فدخله ، ونادى :
الصلاة جامعة ، فاجتمع الناس ، فحمد الله وأثنى عليه ، وذكر خطبته ( عليه
السلام ) ، ثم قال فيها :
أيها الناس اني تارك فيكم الثقلين ، الثقل الأكبر : كتاب الله عز وجل ،
طرف بيد الله عز وجل ، وطرف بأيديكم ، فتمسكوا به ، والثقل الأصغر :
عترتي أهل بيتي ، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير : انهما لن يفترقا حتى يردا
علي الحوض كإصبعي ، وجمع بين سبابتيه ، ولا أقول كهاتين وجمع بين
سبابته ( 2 ) والوسطى ، فتفضل هذه على هذه .
قال مصنف كتاب " النشر والطي " : فاجتمع قوم ، وقالوا : يريد محمد ان
يجعل الإمامة في أهل بيته ، فخرج منهم أربعة ودخلوا إلى مكة ودخلوا
الكعبة ، وكتبوا فيما بينهم : إن أمات الله محمدا أو قتل ، لا يرد هذا الامر
في أهل بيته ، فأنزل الله تعالى * ( أم أبرموا أمرا فانا مبرمون * أم
يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون ) * ( 3 ) .
قال السيد ابن طاووس ( 4 ) أقول : فانظر هذا التدريج من النبي ( صلى
الله عليه وآله ) ، والتلطف من الله جل جلاله في نصه على مولانا علي
( صلوات الله عليه ) فأول مرة بالمدينة قال سبحانه * ( وأولوا الأرحام
بعضهم أولي ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين ) * ( 5 ) [ فنص
على أن الأقرب إلى النبي ( صلوات الله عليه ) أولي به من المؤمنين
والمهاجرين ] ( 6 ) فعزل جل جلاله عن هذه الولاية المؤمنين والمهاجرين ،
وخص بها اولي الأرحام من سيد المرسلين .

000000000000000000

( 1 ) سورة النصر 1 .
( 2 ) في النسخة : سبابتيه .
( 3 ) سورة الزخرف 79 - 80 .
( 4 ) اقبال الأعمال 454 .
( 5 ) الأحزاب 6 .
( 6 ) من المصدر .

‹ صفحه 54 ›

ثم انظر كيف نزل جبرئيل بعد خروجه ( عليه السلام ) إلى مكة بالتعيين
على علي ( عليه السلام ) ، فلما راجع النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأشفق على
قومه من حسدهم لعلي ( عليه السلام ) ، كيف عاد الله جل جلاله انزل * ( انما
وليكم الله ورسوله ) * ( 1 ) ، وكشف عن علي ( عليه السلام ) بذلك الوصف .
ثم انظر كيف مال النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى التوطئة يذكر ( 2 ) أهل بيته
بمنى ، ثم أعاد ذكرهم في مسجد الخيف .
ثم ذكر صاحب كتاب " النشر والطي " توجههم إلى المدينة ، ومراجعة
رسول الله مرة بعد مرة لله جل جلاله ، وما تكرر من الله تعالى إلى رسول
الله في ولاية علي ، قال حذيفة : واذن النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالرحيل
نحو المدينة ، فارتحلنا ، ثم قال صاحب كتاب " النشر والطي " : فنزل جبرئيل
على النبي ( عليهما السلام ) بضجنان في حجة الوداع باعلان علي ( عليه
السلام ) ، ثم قال صاحب الكتاب : فخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
حتى نزل الجحفة ، فلما نزل القوم وأخذوا منازلهم ، فاتاه جبرئيل ، فامره ان
يقوم بعلي ، وقال : يا رب ان قومي حديثوا عهد بالجاهلية ، فمتى افعل هذا
يقولوا : فعل بابن عمه .
أقول : وزاد في الجحفة أبو سعيد مسعود بن ناصر السجستاني في
كتاب " الدراية " ، فقال باسناده عن عدة طرق إلى عبد الله بن عباس ، قال : لما
خرج النبي ( صلى الله عليه وآله ) في حجة الوداع ، فنزل جحفة اتاه جبرئيل
( عليه السلام ) ، فامره ان يقوم بعلي ، قال : ألستم تزعمون اني أولي بالمؤمنين
من أنفسهم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم
وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وأحب من أحبه ، وابغض من أبغضه ، وانصر
من نصره ، وأعن من اعانه ، قال ابن عباس : وجبت والله في أعناق الناس .

0000000000000000

( 1 ) المائدة 55 .
( 2 ) في المصدر : بذكر .

‹ صفحه 55 ›

أقول : وسار النبي ( صلى الله عليه وآله ) من الجحفة .
قال مسعود السجستاني في كتاب " الدراية " باسناده إلى عبد الله بن
عباس أيضا ، قال : أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ان يبلغ ولاية علي
( عليه السلام ) ، فأنزل الله تعالى * ( يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من
ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) * ( 1 ) .
ثم قال ركن الاسلام أبو القاسم علي بن طاووس : اعلم أن موسى نبي الله
راجع الله تعالى في ابلاغ رسالته ، وقال في مراجعته * ( اني قتلت منهم
نفسا فأخاف ان يقتلون ) * ( 2 ) وانما [ كان ] ( 3 ) قتل نفسا واحدة ، واما علي بن
أبي طالب ، فإنه كان قد ( 4 ) قتل من قريش وغيرهم من القبائل قتلى كل
واحد منهم يحتمل مراجعة النبي ( صلوات الله عليه وآله ) شفيقا على أمته
كما وصفه الله جل جلاله ، فاشفق عليهم من الامتحان باظهار ولاية علي
( عليه السلام ) في أوان .
ويحتمل ان يكون الله جل جلاله اذن لنبي ( عليه السلام ) في مراجعته
لتظهر لأمته ما ( 5 ) اثر لمولانا علي ( عليه السلام ) ، وانما الله جل جلاله قال :
* ( ما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ) * ( 6 ) .
قال صاحب كتاب " النشر والطي " في تمام حديثه ما هذا لفظه : فهبط
جبرئيل ، فقال : اقرأ * ( يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك ) * ( 7 )
الآية وقد بلغنا غدير خم في وقت لو طرح اللحم فيه على الأرض
لا نشوى ( 8 ) ، وانتهى إلينا رسول الله ، فنادى الصلاة جامعة .
ولقد كان أمر علي أعظم عند الله مما يقدر ، فدعا المقداد وسلمان وأبا

00000000000000000

( 1 ) المائدة 67 .
( 2 ) القصص 33 .
( 3 ) من المصدر .
( 4 ) في النسخة : قال .
( 5 ) في المصدر : بزيادة : انه .
( 6 ) النجم 4 .
( 7 ) المائدة 67 .
( 8 ) في النسخة : لا شتوي .

‹ صفحه 56 ›

ذر وعمار ، فأمرهم ان يعمدوا إلى أصل شجرتين فيقيموا ( 1 ) ما تحتها ،
فكسحوه ، وأمرهم ان يضعوا الحجارة على بعض كقامة رسول الله ،
وامر بثوب فطرح عليه .
ثم فصعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) المنبر ينظر يمنه ويسرة ينتظر
اجتماع الناس إليه ، فلما اجتمعوا ، فقال : الحمد لله الذي علا [ فقهر ] ( 2 ) في توحده ،
ودنا في تفرده . . . إلى أن قال : أقر له على نفسي بالعبودية ، واشهد له بالربوبية ،
وأؤدي ما أوحي إلي حذار ان لم افعل ان تحل بي قارعة ، أوحي إلي * ( يا
أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك ) * ( 3 ) الآية .
معاشر الناس ما قصرت في تبليغ ما أنزله الله تبارك وتعالى ، وانا أبين
لكم سبب هذه الآية : ان جبرئيل هبط إلي مرارا ، امرني عن السلام ان أقول
في المشهد وأعلم الأبيض والأسود ان علي بن أبي طالب أخي وخليفتي ،
والإمام بعدي ، أيها الناس علمي بالمنافقين الذين يقولون بألسنتهم ما ليس
في قلوبهم ، ويحسبونه هينا ، وهو عند الله عظيم ، وكثرة اذاهم لي مرة سموني
اذنا لكثرة ملازمته إياي ، واقبالي عليه ، حتى انزل الله * ( ومنهم الذين
يؤذون النبي ويقولون هو اذن ) * ( 4 ) . محيط ، ولو شئت ان اسمي القائلين
بأسمائهم لسميت .
واعلموا : ان الله قد نصبه لكم وليا واماما ، مفترضا طاعته على
المهاجرين والأنصار ، وعلى التابعين ، وعلى البادي والحاضر ، وعلى العجمي
والعربي ، وعلى الحر والمملوك ، وعلى الكبير والصغير ، وعلى الأبيض
والأسود ، وعلى كل موحد ، فهو ماض حكمه ، جائز قوله ، نافذا امره ، ملعون
من خالفه ، مرحوم من صدقه .

0000000000000000

( 1 ) في المصدر : فنقموا .
( 2 ) من المصدر .
( 3 ) المائدة 67 .
( 4 ) التوبة 61 .

‹ صفحه 57 ›

معاشر الناس : تدبروا القرآن ، وافهموا آياته ومحكماته ، ولا تتبعوا
متشابهه ، فوالله لا يوضح تعبيره ( 1 ) . الا الذي انا آخذ بيده ، ورافعها بيدي ،
ومعلمكم أن من كنت مولاه فهو مولاه ، وهو علي .
معاشر الناس : ان عليا والطيبين من ولدي من صلبه هم الثقل الأصغر ،
والقرآن الثقل الأكبر ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، ولا تحل ( 2 )
امرة المؤمنين لأحد بعدي غيره ، ثم ضرب بيده إلى عضده ، فرفعه على درجه
دون مقامه ، متيامنا عن وجه رسول الله ، فرفعه [ بيده ، وقال : أيها الناس من
أولي بكم من أنفسكم ؟ قالوا : الله ورسوله ، فقال : الا من كنت ] ( 3 ) مولاه فهذا
علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من
خذله ، انما أكمل الله لكم دينكم بولايته وامامته ، وما نزلت آية خاطب الله
بها المؤمنين الا بدا به ، ولا شهد الله بالجنة في * ( هل اتى ) * الا له ، ولا
أنزلها في غيره ، وذرية كل نبي من صلبه ، وذريتي من صلب علي ، لا
يبغض عليا الا شقي ، ولا يوالي عليا الا تقي ، وفي علي نزلت : * ( والعصر ) * ،
وتفسيرها : ورب عصر القيامة * ( ان الانسان لفي خسر ) * أعداء آل محمد
* ( الا الذين آمنوا ) * بولايتهم * ( وعملوا الصالحات ) * بمواساتهم
اخوانهم * ( وتواصوا بالصبر ) * في غيبة غائبهم .
معاشر الناس : * ( فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا ) * ( 4 ) .
انزل الله النور في ، ثم في علي ، ثم النسل منه إلى المهدي الذي يأخذ ( 5 )
بحق الله .
معاشر الناس : اني رسول الله قد خلت من قبلي الرسل ، الا ان عليا
الموصوف بالصبر والشكر ، ثم من بعده من ولده من صلبه ( 6 ) .

00000000000000000

( 1 ) في المصدر : تفسيره .
( 2 ) في النسخة : ولا تجب .
( 3 ) من المصدر .
( 4 ) التغابن 8 .
( 5 ) في النسخة : يأخذه ، وما أثبتناه من المصدر .
( 6 ) كذا في النسخة والمصدر .

‹ صفحه 58 ›

معاشر الناس : قد ضل من قبلكم أكثر الأولين ، انا صراط الله
المستقيم ، الذي امركم ان تسلكوا الهدى إليه ، ثم علي من بعدي ، ثم ولدي
من صلبه أئمة يهدون بالحق ، اني [ قد ] ( 1 ) بينت لكم وفهمتكم ، هذا علي
يفهمكم بعدي .
الا واني عند انقطاع خطبتي أدعوكم إلى مصافحتي على بيعته ،
والاقرار له ، الا اني بايعت الله ، وعلي بايع لي ، وانا آخذكم بالبيعة له عن
الله ، * ( فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أو في بما عاهد عليه
الله فسيؤتيه اجرا عظيما ) * ( 2 ) .
معاشر الناس : أنتم أكثر من أن تصافحوني بكف واحدة ، قد امرني الله
ان آخذ من ألسنتكم الاقرار بما عقدتم الامرة لعلي بن أبي طالب ، ومن جاء
من بعده من الأئمة مني ومنه ، على ما أعلمتكم ان ذريتي من صلبه ، فليبلغ
الحاضر الغائب ، فقولوا سامعين مطيعين ، راضين لما بلغت عن ربك ،
نبايعك على ذلك ، قلوبنا وألسنتنا وأيدينا على ذلك ، نحيا ونموت ونبعث لا
نغير ولا نبدل ، ولا نشك ولا نرتاب ، أعطينا بذلك - الله وإياك ، وعليا
والحسن والحسين ، والأئمة الذين ذكرت - كل عهد وميثاق من قلوبنا
وألسنتنا ، [ ونحن ] ( 3 ) لا نبتغي بذلك بدلا ، ونحن نؤدي ذلك إلى كل من
رأينا .
فبادر الناس بنعم نعم ، سمعنا وأطعنا أمر الله وامر رسوله ، آمنا به
بقلوبنا ، وتداركوا على رسول الله وعلي بأيديهم ، إلى أن صليت الظهر
والعصر في وقت واحد [ وباقي ذلك اليوم إلى أن صليت العشاء ان في
وقت واحد ] ( 4 ) ورسول الله يقول كلما اتى فوج : الحمد لله الذي فضلنا على
العالمين ( 5 ) .

00000000000000000

( 1 ) من المصدر .
( 2 ) الفتح 10 .
( 3 ) من المصدر .
( 4 ) من المصدر .
( 5 ) اقبال الأعمال ص 455 - 457 .

‹ صفحه 59 ›

قال السيد ابن طاووس : واماما رواه مسعود بن ناصر السجستاني في
صفة نص النبي على مولانا علي ( عليه السلام ) بالولاية ، فإنه مجلد أكثر من
عشرين كراسا ، واما الذي ذكره محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ في
ذلك فإنه مجلد ، وكذلك ما ذكره أبو العباس بن عقدة ، وغيره من العلماء
وأهل الروايات ، فإنها عدة مجلدات ( 1 ) الثاني عشر : ما رواه ابن طاووس أيضا في كتاب " الاقبال " بالاسناد
المتصل عن الفياض بن محمد بن عمر الطوسي بطوس ، ( رواه ) ( 2 ) سنة تسع
وخمسين ومائتين ، وقد بلغ التسعين [ انه شهد ] ( 3 ) أبا الحسن علي بن موسى
الرضا ( عليهما السلام ) في يوم الغدير ( 4 ) وبحضرته جماعة من
خاصته قد احتسبهم للافطار ، وقد قدم إلى منازلهم الطعام ، والبر ( 5 ) ،
والصلاة والكسوة حتى الخواتيم والنعال ، وقد غير أحوالهم ، وأحوال
حاشيته ، وجددت له آلة غير الآلة التي جرى الرسم بابتذالها قبل يومه ، وهو
يذكر فضل اليوم وقدمه ، فكان من قوله ( عليه السلام ) : حدثني الهادي أبي ،
قال : حدثني ( 6 ) الصادق ، قال : حدثني الباقر ، قال : حدثني سيد العابدين ، قال :
حدثني أبي الحسين ، قال :
اتفق في بعض سني أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الجمعة والغدير ،
فصعد المنبر على خمس ساعات من نهار ذلك اليوم ، فحمد الله وأثنى عليه
حمدا لم يسمع بمثله ، وأثنى عليه بما لا يتوجه إلى غيره ، فكان ما حفظ من
ذلك : الحمد لله الذي جعل الحمد - من غير حاجة منه إلى حامديه - طريقا
من طرق الاعتراف بلاهوتيته وصمدانيته وفردانيته ، وسببا إلى المزيد من

000000000000000000

( 1 ) اقبال الأعمال ص 457 .
( 2 ) ليس في المصدر .
( 3 ) من المصدر .
( 4 ) في النسخة : غدير خم .
( 5 ) في النسخة : بزيادة والفاجر .
( 6 ) في المصدر : حدثني جدي .

‹ صفحه 60 ›

رحمته ومحجته للطالب من فضله ، ومكن ( 1 ) في ابطان حقيقة الاعتراف له
بأنه المنعم على كل حمد باللفظ وان عظم ، واشهد ان لا إله إلا الله وحده لا
شريك له ، شهادة نزعت عن اخلاص الطوى ، ونطق اللسان بها عبارة عن
صدق خفى انه الخالق الباري المصور ، له الأسماء الحسنى ، ليس كمثله
شئ ، إذ كان الشئ من مشيته ، وكان لا يشبهه مكنونه ، وأشهد أن محمدا
عبده ورسوله ، استخلصه في القدم على سائر الأمم ، على علم منه بأنه انفرد
عن التشاكل والتماثل من أبناء الجنس وانتجبه آمرا وناهيا عنه ، إقامة في
سائر عالمه في الأداء مقامه إذا كان لا تدركه الابصار ، ولا تحويه خواطر
الأفكار ، ولا تشغله ( 2 ) غوامض الظنون في الاسرار ، لا اله الا هو الملك
الجبار ، قرن الاعتراف بنبوته بالاعتراف بلاهوتيته ، واختصه من تكرمته بما
لم يلحقه فيه أحد من بريته ، فهو أهل ذلك بخاصته وخلته ، إذ لا يختص من
يشوبه التغيير ، ولا يخالل من يلحقه التظنين ، وامر بالصلاة عليه مزيدا في
تكرمته ، وطريقا للداعي إلى اجابته ، فصلى الله عليه وكرم وشرف وعظم
مزيدا لا يلحقه ( 3 ) التفنية ، ولا ينقطع على التأييد ( 4 ) .
وان الله تعالى اختص لنفسه بعد نبيه ( صلى الله عليه وآله ) من بريته
خاصة ، علاهم بتعليته ، وسمى بهم إلى رتبته ، وجعلهم الدعاة بالحق إليه ،
والأداء بالارشاد عليه لقرن قرن ، وزمن زمن ، أنشأهم في القدم قبل كل
مذروء ومبروء ، أنوار أنطقها بتحميده ، والهمها على شكره وتمجيده ،
وجعلها الحجج على كل معترف له بملكوت ( 5 ) الربوبية وسلطان العبودية ،
واستنطق بها الخراسات بأنواع اللغات بخوعا ( 6 ) له بأنه فاطر الأرضين
والسماوات ، واستشهدهم خلقه ، وولاهم ما شاء من امره ، جعلهم تراجم

00000000000000000

( 1 ) في المصدر : وكمن .
( 2 ) في المصدر : تمثله .
( 3 ) في المصدر : لا تلحقه .
( 4 ) في المصدر : التأبيد .
( 5 ) في النسخة : بملكه ، وما أثبتناه من المصدر .
( 6 ) في النسخة : تجوعا ، وما أثبتناه من المصدر .

‹ صفحه 61 ›

مشيته ، والسن ارادته ، عبيدا لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون * ( يعلم ما
بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته
مشفقون ) * ( 1 ) يحكمون باحكامه ، ويسنون بسنته ( 2 ) ، ويعتمدون حدوده ،
ويؤدون فرضه ، ولم يدع الخلق في بهم صما ، ولا في عمى بكما ، بل جعل
[ لهم ] ( 3 ) عقولا ما زجت شواهدهم ، وتفرقت في هياكلهم ، حققها في نفوسهم ،
واستعدلها حواسهم ، فقررتها ( 4 ) على اسماع ( 5 ) ونواظر وأفكار وخواطر ،
ألزمهم بها حجته ، واراهم بها محجته ، وانطقهم عما شهدته بألسن ذرية ( 6 ) بما
قام فيها من قدرته وحكمته ، وبين عندهم بها * ( ليهلك من هلك عن بينه
ويحيى من حي عن بينة ) * ( 7 ) وان الله لسميع عليم ، بصير شاهد خبير ، وان
الله تعالى جمع لكم - معشر المؤمنين - في هذا اليوم عيدين عظيمين
كبيرين ، لا يقوم أحدهما الا بصاحبه ليكمل عندكم جميل صنعه ، ويقفكم
على طريق رشده ، ويقفوا بكم آثار المستضيئين بنور هدايته ، ويسلك بكم
منهاج قصده ، ويوفر ( 8 ) عليكم هنئ رفده ، فجعل الجمعة مجمعا ، ندب إليه
لتطهير ما كان قبله ، وغسل ما أوقعته مكاسب السوء من مثله إلى مثله ،
وذكرى للمؤمنين ، وتبيان خشية المتقين ، ووهب لأهل طاعته في الأيام قبله ،
وجعله لا يتم الا بالأئتمار لما أمر به ، والانتهاء عما نهى عنه ، والبخوع
بطاعته فيما حدث ( 9 ) عليه وندب إليه ، ولا يقبل توحيده الا بالاعتراف لنبيه
( صلى الله عليه وآله ) بنبوته ، ولا يقبل دينا الا بولاية من أمر بولايته ، ولا
ينتظم أسباب طاعته الا بالتمسك بعصمه وبعصم ( 10 ) أهل ولايته ، فأنزل على
نبيه ( صلى الله عليه وآله ) في يوم الدوح ما بين فيه عن ارادته في خلصائه

00000000000000000000

( 1 ) الأنبياء : 28 .
( 2 ) في النسخة سنته ، وما أثبتناه من المصدر .
( 3 ) من المصدر .
( 4 ) في المصدر : فقرر بها .
( 5 ) في النسخة : أسماء ، وما أثبتناه من المصدر .
( 6 ) في المصدر : ذربة .
( 7 ) الأنفال : 42 .
( 8 ) في النسخة : توقر ، وما أثبتناه من المصدر .
( 9 ) في المصدر : حث .
( 10 ) في المصدر : وعصم .

‹ صفحه 62 ›

وذوي اجتبائه ، وأمره بالبلاغ ، وترك الحفل باهل الزيغ والنفاق ، وضمن له
عصمته منهم ، وكشف من خبايا أهل الريب وضمائر أهل الارتداد ما رمز فيه ،
فعقله ( 1 ) المؤمن والمنافق ، فاعن معن ، وتثبت ( 2 ) على الحق ثابت ، وازدادت
جهالة المنافق وحمية المارق ، ووقع العض على النواجد ، والغمز على
السواعد ، ونطق ناطق ، ونعق ناعق ( 3 ) ونشق ناشق ، واستمر على مارقته
مارق ، ووقع الاذعان من طائفة باللسان دون حقائق الايمان ، ومن طائفة باللسان
وصدق الايمان ، وأكمل الله دينه ، وأقر عين نبيه والمؤمنين والتابعين ( 4 ) وكان
ما قد شهده بعضهم ، وبلغ بعضكم ، وتمت كلمة ربك ( 5 ) الحسنى على
الصابرين ، ودمر الله ما صنع فرعون وهامان وقارون وجنوده وما كانوا
يعرشون ، وبقيت حثالة من الضلال لا يألون الناس خبالا ، فيقصدهم الله
في ديارهم ، ويمحوا آثارهم ، ويبيد معالمهم ، ويعقبهم عن قرب الحسرات ،
ويلحقهم عن بسط أكفهم ومد أعناقهم ، ومكنهم من دين الله حتى بدلوه ،
[ و ] من حكمه حتى غيروه ، وسيأتي نصر الله على عدوه لحينه ، والله لطيف
خبير .
وفي دون ما سمعتهم كفاية وبلاغ ، فتأملوا - رحمكم الله - ما ندبكم [ الله ] ( 6 )
وحثكم عليه ، واقصدوا شرعه ، واسلكوا نهجه ، * ( ولا تتبعوا السبل فتفرق
بكم عن سبيله ) * ( 7 ) ، هذا يوم عظيم الشأن فيه وقع الفرج ، ورفعت الدرج ،
وضحت الحجج ، وهو يوم الايضاح والافصاح عن المقام الصراح ، ويوم
كمال الدين ، ويوم العهد المعهود ، ويوم الشاهد والمشهود ، ويوم تبيان
العقود عن النفاق والجحود ، ويوم البيان عن حقائق الايمان ، ويوم دحر
الشيطان ، ويوم البرهان ، هذا يوم الفصل الذي كنتم [ به ] ( 8 ) توعدون ، هذا يوم

0000000000000000

( 1 ) في النسخة : ونعقله ، وما أثبتناه من المصدر .
( 2 ) في المصدر : وثبت .
( 3 ) في النسخة : ونغق ناغق .
( 4 ) في المصدر : والمتابعين .
( 5 ) في المصدر : الله .
( 6 ) من المصدر .
( 7 ) الانعام : 153 .
( 8 ) من المصدر .

‹ صفحه 63 ›

الملأ الا على الذي أنتم عنه معرضون ، هذا يوم الارشاد ويوم محنة على
العباد ( 1 ) ويوم الدليل على الرواد ، وهذا يوم أبدى خفايا الصدور ،
ومضمرات الأمور ، هذا يوم النصوص على أهل الخصوص ، هذا يوم شيث ،
هذا يوم إدريس ، هذا يوم يوشع ، هذا يوم شمعون ، هذا يوم الامن المأمون ،
هذا يوم اظهار المضمون من المكنون ، هذا يوم ابلاء ( 2 ) السرائر ، فلم يزل
( عليه السلام ) يقول : هذا يوم . . . فراقبوا الله واتقوه ، واسمعوا له وأطيعوه ،
واحذروا المكر ولا تخادعوه ، وفتشوا ضمائركم ولا تواربوه ، وتقربوا إلى
الله بتوحيده وطاعة من امركم ان تطيعوه ، * ( ولا تمسكوا بعصم
الكوافر ) * ( 3 ) ، ولا يجنح ( 4 ) بكم الغي فتضلوا عن سبيل الرشاد باتباع
أولئك الذين ضلوا وأضلوا ، قالب الله تعالى عز من قائل في طائفة ذكرهم
بالذم في كتابه : * ( انا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ربنا
آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا ) * ( 5 ) وقال الله تعالى :
* ( وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا انا كنا
لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا ) * ( 6 ) * ( من عذاب الله من شئ قالوا لو
هدانا الله لهديناكم ) * ( 7 ) .
أفتدرون الاستكبار ما هو ؟ هو ترك الطاعة لمن أمر الله بطاعته ، والترفع
عمن ندبوا إلى متابعته ، والقرآن ينطق عن ( 8 ) هذا عن كثير ان تدبره متدبر ،
وزجره ووعظه .
واعلموا أيها المؤمنون ان الله عز وجل قال * ( ان الله يحب الذين
يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ) * ( 9 ) أتدرون ما سبيل الله

000000000000000000

( 1 ) في النسخة : العتاد ، وما أثبتناه من المصدر .
( 2 ) في النسخة : بلا ، وما أثبتناه من المصدر .
( 3 ) الممتحنة 10 .
( 4 ) في النسخة : يحتج .
( 5 ) الأحزاب 67 - 68 .
( 6 ) غافر 47 .
( 7 ) إبراهيم 21 .
( 8 ) في المصدر : من .
( 9 ) الصف 4 .

‹ صفحه 64 ›

ومن سبيله ؟ ومن صراط الله ومن طريقه ؟ انا صراط الله الذي من لا يسلكه
بطاعة الله فيه هوى به إلى النار ، انا سبيله الذي نصبني للاتباع بعد نبيه
( صلى الله عليه وآله ) ، انا قسيم النار ، انا حجة الله على الفجار ، انا نور
الأنوار ، فانتبهوا من رقدة الغفلة ، وبادروا بالعمل قبل حلول الأجل ، وسابقوا
إلى مغفرة من ربكم قبل ان يضرب بالسور بباطن الرحمة وظاهر العذاب ،
فتنادون فلا يسمع نداؤكم ، وتضجون فلا يحفل بضجيجكم ، وقبل ان
تستغيثوا فلا تغاثوا ، سارعوا إلى الطاعات قبل فوات الأوقات ، فكأن قد جاء
هادم اللذات ، فلا مناص نجاة ، ولا محيص تخليص .
عودوا رحمكم الله بعد انقطاع مجمعكم بالتوسعة على عيالكم ، والبر
باخوانكم ، والشكر لله عز وجل على [ ما ] ( 1 ) منحكم ، وأجمعوا بجمع ( 2 ) الله ( على ) ( 3 )
شملكم ، وتباروا يصل الله ألفتكم ، وتهانوا ( 4 ) نعمة الله كما هنأكم فيه
بالثواب ( 5 ) فيه على اضعاف الأعياد قبله وبعده الا في مثله ، والبر فيه يثمر
المال ، ويزيد في العمر ، والتعاطف فيه يقتضي رحمة الله وعطفه ، وهبوا
لاخوانكم وعيالكم من فضله بالجهد من جودكم ، وبما تناله القدرة من
استطاعتكم ، وأظهروا البشر فيما بينكم ، والسرور في ملاقاتكم ، والحمد لله
على ما منحكم ، وعودوا بالمزيد على أهل التأميل لكم ، وساووا بكم
ضعفائكم ومن ملككم ، وما تناله القدرة من استطاعتكم وعلى حسب
امكانكم ، فالدرهم بمائتي ألف درهم ، والمزيد من الله عز وجل .
وصوم هذا اليوم مما ندب [ الله ] ( 6 ) إليه ، وجعل العظيم كفالة عنه ، حتى لو
تعبد له عبد من العبيد في التشبيه من ابتداء الدنيا إلى تقضيها ، صائما
نهارها قائما ليلها - إذا أخلص في صومه - ، لقصرت أيام الدنيا عن كفائه ،

00000000000000000

( 1 ) من المصدر .
( 2 ) في المصدر : يجمع .
( 3 ) ليس في المصدر .
( 4 ) في النسخة : وتهاونوا ، وما أثبتناه من المصدر .
( 5 ) في المصدر : بالصواب .
( 6 ) من المصدر .

‹ صفحه 65 ›

ومن أسعف فيه أخاه مبتدئا وبره راغبا ( 1 ) فله ( 2 ) كأجر من صام هذا اليوم
وقام ليلة ، ومن فطر مؤمنا في ليلته فكأنما فطر فئاما وفئاما ، يعدها بيده عشرة .
فنهض ناهض فقال : يا أمير المؤمنين وما الفئام ( 3 ) ؟ قال : مائة ( 4 ) الف
نبي وصديق وشهيد ، فكيف بمن يكفل عددا من المؤمنين والمؤمنات ؟ ! فانا
ضمينه على الله تعالى الأمان من الكفر والفقر ، وان مات ليلته أو يومه أو
بعده إلى مثله من غير ارتكاب كبيرة فأجره على الله .
ومن استدان لاخوانه وأعانهم ، فانا الضامن على الله بقاه ، وان قبضه
حمله عنه .
وإذا تلاقيتم فتصافحوا بألسنتكم ، وتهانوا ( 5 ) بالنعمة في هذا اليوم ،
وليبلغ الحاضر الغائب والشاهد البائن ، وليعد الغني على الفقير ، والقوي
على الضعيف ، امرني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بذلك .
ثم اخذ ( صلوات الله عليه ) في خطبة الجمعة ، وجعل صلاته جمعة
صلاة عيد ، وانصرف بولده وشيعته إلى منزل أبي محمد الحسن بن علي
( عليهما السلام ) [ بما ] ( 6 ) أعد له من طعامه ، وانصرف غنيهم وفقيرهم برفده
إلى عياله ( 7 ) .
الثالث عشر : ما رواه السيد ابن طاووس في كتاب " الاقبال " من كتاب
" النشر والطي " ، رواه عن الرضا ( عليه السلام ) ، قال : إذا كان يوم القيامة زفت

000000000000000000

( 1 ) في النسخة : راعيا ، وما أثبتناه من المصدر .
( 2 ) في النسخة : قبله ، وما أثبتناه من المصدر .
( 3 ) في النسخة : واما القيام ، وما أثبتناه من المصدر .
( 4 ) في المصدر : مائتي .
( 5 ) في النسخة : وتهاونوا .
( 6 ) من المصدر .
( 7 ) اقبال الأعمال ص 461 - 464 .

‹ صفحه 66 ›

أربعة أيام إلى الله كما تزف العروس إلى خدرها ، قيل : ما هذه الأيام ؟ قال : يوم
الأضحى ، ويوم الفطر ، ويوم الجمعة ، ويوم الغدير ، وان يوم الغدير بين
الأضحى والفطر والجمعة كالقمر بين الكواكب ، وهو اليوم ( 1 ) الذي نجا
فيه إبراهيم الخليل من النار فصامه شكرا لله ، وهو [ اليوم ] ( 2 ) الذي أكمل [ الله ] ( 3 ) به
الدين في إقامة النبي ( صلى الله عليه وآله ) عليا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) علما ، وأبان
فضيلته ووصائته ( 4 ) ، فصام ذلك اليوم .
وانه ليوم الكمال ، ويوم مرغمة الشيطان ، ويوم تقبل اعمال الشيعة
ومحبي آل محمد ، وهو اليوم الذي يعمد الله فيه إلى ما عمله المخالفون
فيجعله هباء منثورا ، وذلك قوله تعالى : * ( فجعلناه هباء منثورا ) * ( 5 ) .
وهو اليوم الذي يأمر جبرئيل ( عليه السلام ) ان ينصب كرسي كرامة الله
بإزاء بيت المعمور ، ويصعده جبرئيل ، ويجتمع إليه الملائكة من جميع
السماوات ، ويثنون على محمد ، ويستغفرون لشيعة أمير المؤمنين والأئمة
( عليهم السلام ) ومحبيهم من ولد آدم ( عليه السلام ) .
وهو اليوم الذي يأمر الله فيه الكرام الكاتبين ان يرفعوا القلم عن محبي
أهل البيت وشيعتهم ثلاثة أيام من يوم الغدير ، ولا يكتبون عليهم شيئا من
خطاياهم ، كرامة لمحمد وعلي والأئمة .
وهو اليوم الذي جعله الله لمحمد وآله وذوي رحمته ، وهو اليوم الذي
يزيد الله في مال من عبد فيه ووسع على عياله ونفسه واخوانه ، ويعتقه الله من

00000000000000000

( 1 ) في النسخة : يوم ، وما أثبتناه من المصدر .
( 2 ) من المصدر .
( 3 ) من المصدر .
( 4 ) في النسخة : ووصاته .
( 5 ) الفرقان : 23 .

‹ صفحه 67 ›

النار ، وهو اليوم الذي يجعل الله فيه سعي الشيعة مشكورا ، وذنبهم مغفورا ،
وعملهم مقبولا .
وهو يوم تنفيس الكرب ، ويوم تحطيط الوزر ، ويوم الحباء والعطية ،
ويوم نشر العلم ، ويوم البشارة والعيد الأكبر ، ويوم يستجاب فيه الدعاء ، ويوم
الموقف العظيم ، ويوم لبس الثياب ونزع السواد ، ويوم الشرط المشروط ،
ويوم نفي الهموم ، ويوم الصفح عن مذنبي شيعة أمير المؤمنين ، وهو يوم
السبقة ، ويوم اكثار الصلاة على محمد وآل محمد ، ويوم الرضا ، ويوم عيد
أهل بيت محمد ، ويوم قبول الأعمال ، ويوم طلب الزيادة ، ويوم استراحة
المؤمنين ، ويوم المتاجرة ، ويوم التودد ، ويوم الوصول إلى رحمة الله ، ويوم
التزكية ، ويوم ترك الكبائر والذنوب ، ويوم العبادة ، ويوم تفطير الطائمين ،
فمن فطر فيه صائما مؤمنا [ كان ] ( 1 ) كمن أطعم فئاما وفئاما ، إلى أن عد
عشرا ، ثم قال : أو تدري ما الفئام ؟ قال : لا ، قال : مائة الف .
وهو يوم التهنئة ، يهنئ بعضكم بعضا ، فإذا لقي المؤمن أخاه ، يقول :
الحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين والأئمة ( عليهم
السلام ) ، وهو يوم التبسم في وجوه الناس من أهل الايمان ، فمن تبسم في
وجه أخيه يوم الغدير نظر الله إليه يوم القيامة بالرحمة ، وقضى له [ الف ] ( 2 )
حاجة ، وبنى له قصرا في الجنة من درة بيضاء ، ونظر وجهه ، وهو يوم الزينة ،
فمن تزين ليوم الغدير غفر الله له كل خطية عملها صغيرة أو كبيرة ، وبعث
الله إليه ملائكة يكتبون له الحسنات ، ويرفعون له الدرجات إلى قابل مثل
ذلك اليوم ، فان مات مات شهيدا ، وان عاش عاش سعيدا .
ومن أطعم مؤمنا كان كمن أطعم جميع الأنبياء والصديقين ، ومن زار

‹ صفحه 68 ›

فيه مؤمنا ادخل الله قبره سبعين نورا ، ووسع في قبره ، ويزور قبره كل يوم
سبعون الف ملك ، ويبشرونه بالجنة .
وفي يوم الغدير عرض الله الولاية على أهل السماوات السبع فاستبق ( 1 )
إليها أهل السماء السابعة ، فزين بها العرش ، ثم سبق إليها أهل السماء الرابعة
فزينها بالبيت المعمور ، ثم سبق إليها أهل السماء الدنيا فزينها بالكواكب ،
ثم عرضها على ( 2 ) الأرضين فسبقت مكة فزينها بالكعبة ، ثم سبقت إليها
المدينة فزينها بالمصطفى محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم سبقت إليها
الكوفة فزينها بأمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
وعرضها على الجبال ، فأول جبل أقر بذلك ثلاثة أجبال العقيق ، وجبل
الفيروز ج ، وجبل الياقوت ، فصارت هذه الجبال جبالهن وأفضل الجواهر ، ثم
سبقت إليها جبال اخر ، فصارت معادن الذهب والفضة ، وما لم يقر بذلك
ولم يقبل صارت لا تنبت شيئا .
وعرضت في ذلك اليوم على المياه ، فما قبل منها صار عذبا ، وما أنكر
صار ملحا أجاجا .
وعرضها في ذلك اليوم على النبات ، فما قبل ( 3 ) صار حلوا طيبا ، وما لم
يقبل صار مرا .
ثم عرضها في ذلك اليوم على الطير ، فما قبلها صار فصيحا مصوتا ،
وما أنكرها صار أخرس مثل اللكن .
ومثل المؤمنين في قبولهم ولاء أمير المؤمنين في يوم غدير خم كمثل
الملائكة في سجودهم لآدم ، ومثل من أبى ولاية أمير المؤمنين في يوم الغدير
[ مثل إبليس ] ( 4 ) .
* ( هامش ) ( 1 ) في النسخة : فتسيق .
( 2 ) في النسخة : إلى .
( 3 ) في المصدر : قبله .
( 4 ) من المصدر . ( * )

00000000000000000

( 1 ) من المصدر .
( 2 ) من المصدر .

‹ صفحه 69 ›

وفي هذا اليوم أنزلت هذه الآية : * ( اليوم أكملت لكم دينكم
وأتممت عليكم نعمتي ) * ( 1 ) الآية ، وما بعث الله نبيا الا وكان يوم بعثه مثل
يوم الغدير عنده ، وعرف حرمته ، إذ نصب لأمته وصيا وخليفة من بعده في
ذلك اليوم ( 2 ) .
الرابع عشر : ما رواه ابن طاووس في كتاب " الاقبال " عن محمد بن
يعقوب الكليني ، باسناده إلى عبد الرحمن بن سالم ، عن أبيه ، قال : سألت أبا عبد
الله ( عليه السلام ) هل للمسلمين عيد هو غير الجمعة والأضحى والفطر ؟
قال : نعم اعظمها حرمة ، قلت : وأي عيد هو جعلت فداك ؟ قال : اليوم
الذي نصب فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أمير المؤمنين ( عليه
السلام ) ، وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، قلت : وأي يوم هو ؟ قال : ما
تصنع باليوم ؟ ان السنة تدور ، ولكنه يوم ثماني عشر من ذي الحجة ، فقلت :
وما ينبغي لنا ان نفعل في ذلك اليوم ؟ قال : تذكرون فيه بالصيام والعبادة
والذكر لمحمد وآل محمد ( صلى الله عليهم ) ، واوصى رسول الله ( صلى
الله عليه وآله ) أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ان يتخذ ذلك اليوم عيدا ،
وكذلك كانت الأنبياء تفعل ، كانوا يوصون أوصياء هم بذلك ، فيتخذونه
عيدا ( 3 ) .
الخامس عشر : ما رواه ابن طاووس في كتاب " الاقبال " ، عن علي بن
الحسن بن فضال في كتاب " الصيام ، باسناده إلى الحسن بن راشد ، قال :
سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) هل للمسلمين عيد سوى الفطر والأضحى ؟
فقال : نعم أعظمها وأشرفها ، قال : قلت : أي يوم هو ؟ قال : [ يوم ] ( 4 ) نصب رسول

00000000000000000

( 1 ) المائدة 3 .
( 2 ) اقبال الأعمال 464 .
( 3 ) اقبال الأعمال ص 465 .
( 4 ) من المصدر .

‹ صفحه 70 ›

الله ( صلى الله عليه وآله ) أمير المؤمنين للناس ، فدعاهم إلى ولايته ، قال :
قلت : في أي يوم ذلك ؟ قال : يوم ثمانية عشر من ذي الحجة ، قال : قلت : فما
ينبغي فيه ، أو ما يستحب فيه ؟ قال : الصيام والتقرب إلى الله عز وجل فيه
باعمال الخير ، قال : قلت : فما لمن صامه ؟ قال : يحسب ( 1 ) له بصيام ستين
شهرا ( 2 ) .
السادس عشر : ما رواه ابن طاووس في كتاب " الاقبال " عن أبي جعفر
محمد بن بابويه ، والمفيد محمد بن محمد بن النعمان ، وأبو جعفر
محمد بن الحسن الطوسي ، باسنادهم جميعا ، عن الصادق ( عليه السلام ) : ان
العمل في يوم الغدير ، - ثامن عشر ذي الحجة - يعدل العمل في ثمانين
شهرا ( 3 ) .
السابع عشر : باسنادهم جميعا ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال :
صوم يوم غدير خم كفارة ستين سنة ( 4 ) .
الثامن عشر : ما رواه ابن طاووس في كتاب " الاقبال " ، عن مصنف
كتاب " النشر والطي " باسناده المتصل ، عن عبد الله بن الفضل ، عن
الصادق ، عن آبائه ، قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : يوم غدير خم أفضل
أعياد أمتي ، وهو اليوم الذي امرني الله فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب
فيه علما لأمتي يهتدون به بعدي ، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين ،
وأتمم على أمتي فيه النعمة ، ورضي لهم الاسلام دينا ، ثم قال :

0000000000000000

( 1 ) في النسخة : يستحب .
( 2 ) اقبال الأعمال ص 465 .
( 3 ) اقبال الأعمال ص 465 .
( 4 ) اقبال الأعمال ص 466 .

‹ صفحه 71 ›

معاشر الناس : ان عليا مني وانا من علي ، خلق من طينتي ، وهو بعدي
يبين لهم ما اختلفوا فيه من سنتي ، وهو أمير المؤمنين ، وقائد الغر
المحجلين ، ويعسوب المؤمنين ، وخير الوصيين ، وزوج سيدة نساء العالمين ،
وأبو الأئمة المهديين ( 1 ) .
التاسع عشر : ما رواه في كتاب " الاقبال " ، عن محمد بن علي بن
محمد الطرازي في كتابه ، باسناده المتصل إلى المفضل بن عمر ، قال : قال
لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) : إذا كان يوم القيامة زفت أربعة أيام إلى الله
عز وجل كما تزف العروس إلى خدرها ، يوم الفطر ، ويوم الأضحى ، ويوم
الجمعة ، ويوم غدير خم ، ويوم غدير خم بين الفطر [ والأضحى ويوم ] ( 2 )
الجمعة كالقمر بين الكواكب ، وان الله تعالى ليوكل بغدير خم ملائكته ( 3 )
المقربين ، وسيدهم يومئذ جبرئيل ( عليه السلام ) ، وأنبياءه المرسلين ، وسيدهم
يومئذ محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، وأوصياء الله المنتجبين ، وسيدهم يومئذ
أمير المؤمنين ، وأولياء الله ، وساداتهم يومئذ سلمان ، وأبو ذر ، والمقداد ،
وعمار ، حتى يورده الجنان كما يورد الراعي بغنمه الماء والكلاء .
قال المفضل : سيدي تأمرني بصيامه ؟ قال لي : اي والله ، اي والله اي والله انه
اليوم الذي تاب الله فيه على آدم ( عليه السلام ) ، فصام شكرا لله تعالى ( ذلك
اليوم ) ( 4 ) ، وانه اليوم الذي نجا الله تعالى فيه إبراهيم ( عليه السلام ) من النار ،
فصام شكر الله تعالى على ذلك ، وانه اليوم الذي أقام موسى هارون ( عليهما
السلام ) علما ، فصام شكر الله تعالى ذلك اليوم ، وانه اليوم الذي أظهر عيسى

000000000000000

( 1 ) اقبال الأعمال ص 466 .
( 2 ) من المصدر .
( 3 ) في النسخة : ملائكة .
( 4 ) ليس في المصدر .

‹ صفحه 72 ›

( عليه السلام ) وصيه شمعون الصفا ، فصام شكرا لله عز وجل ذلك اليوم ،
وانه اليوم الذي أقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليا للناس علما ، وأبان
فيه فضله ووصيه ، فصام شكرا لله تبارك وتعالى ذلك اليوم ، وانه ليوم صيام
وقيام واطعام وصلة الاخوان ، وفيه مرضاة الرحمن ، ومرغمة الشيطان ( 1 ) .
العشرون : ما رواه في كتاب " الاقبال " ، قال : رويناه بالاسناد الذي
ذكرناه قبل هذا الفصل إلى الشيخ الموثوق بروايته محمد بن أحمد بن
داود في كتاب " كمال الزيارات " ، قال : أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن
عمار الكوفي ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا علي بن الحسن بن فضال ( 2 ) ، عن
محمد بن عبد الله بن زرارة ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، قال : كنا
عند الرضا ( عليه السلام ) والمجلس غاص باهله ، فتذاكروا يوم الغدير ،
فأنكره بعض الناس ، فقال الرضا ( عليه السلام ) : حدثني أبي ، عن أبيه ( عليهما
السلام ) ، قال : إن يوم الغدير في السماء أشهر منه في الأرض ، ان لله ( 3 ) عز
وجل في الفردوس ( 4 ) الا على قصرا ، لبنة من ذهب ولبنة من فضة ، فيه مائة
الف قبة من ياقوتة حمراء ، ومائة الف خيمة من ياقوتة خضراء ( 5 ) ، ترابه المسك
والعنبر ، فيه أربعة انهار ، نهر من خمر ، ونهر من ماء ، ونهر من لبن ، ونهر من
عسل حواليه أشجار جميع الفواكه ، عليه طيور أبدانها من لؤلؤ وأجنحتها من
ياقوت ، تصوت بألوان الأصوات ، فإذا كان يوم الغدير ورد إلى ذلك القصر
أهل السماوات ، يسبحون الله ويقدسونه ويهللونه ، فتتطاير ( 6 ) تلك الطيور فتقع
في ذلك الماء ، وتتمرغ على ذلك المسك والعنبر ، فإذا اجتمعت الملائكة
طارت تلك الطيور فتنفض ذلك ( عليهم ) ( 7 ) وانهم في ذلك اليوم ليتهادون نثار

00000000000000000

( 1 ) اقبال الأعمال ص 466 .
( 2 ) في المصدر هكذا : علي بن الحسن بن علي بن فضال .
( 3 ) في النسخة : الله . ، وما أثبتناه من المصدر .
( 4 ) في النسخة : بزيادة : من .
( 5 ) في المصدر : ياقوت أخضر .
( 6 ) في المصدر : فتطاير .
( 7 ) ليس في المصدر .

‹ صفحه 73 ›

فاطمة ( عليها السلام ) ، فإذا كان آخر اليوم نودوا انصرفوا إلى مراتبكم ، فقد
امنتم من الخطايا ( 1 ) والزلل إلى قابل في مثل هذا اليوم ، تكرمة لمحمد وعلي
( عليهما السلام ) .
ثم التفت ، فقال لي : يا ابن أبي نصر أين ما كنت فاحضر يوم الغدير عند
أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فان الله تبارك وتعالى يغفر لكل مؤمن ومؤمنة
ومسلم ومسلمة ذنوب ستين سنة ، ويعتق من النار ضعف ما أعتق من شهر
رمضان وليلة القدر وليلة الفطر ، والدرهم فيه بألف درهم لإخوانك العارفين ،
وأفضل على اخوانك في هذا اليوم ، وسر فيه كل مؤمن ومؤمنة .
ثم قال : يا أهل الكوفة لقد أعطيتم خيرا كثيرا ، وانكم لمن امتحن الله
قلبه للايمان ، مستذلون ( 2 ) مقهورون ممتحنون ، يصب البلاء عليهم صبا ، ثم
يكشفه كاشف الكرب العظيم .
والله لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقته لصافحتهم الملائكة في
كل يوم عشر مرات ، ولولا أني أكره التطويل لذكرت فضصل هذا اليوم ،
وما أعطاه الله لمن عرفه ما لا يحصى بعدد .
قال علي بن الحسن بن فضال : قال لي محمد بن عبد الله : لقد ترددت
إلى أحمد بن محمد انا وأبوك والحسن بن الجهم أكثر من خمسين مرة
سمعناه منه ( 3 ) .
قلت : وروى هذا الخبر السيد عبد الكريم بن أحمد بن موسى بن جعفر
بن محمد الطاووس الحسيني ، وكان نهاية الخبر : وما اعطى ( 4 ) الله من عرفه
ما لا يحصى بعدد .

0000000000000000

( 1 ) في المصدر : الخطأ .
( 2 ) في النسخة : مبتدلون .
( 3 ) اقبال الأعمال ص 468 .
( 4 ) في المصدر : أعطاه .

‹ صفحه 74 ›

ذكر ذلك في رسالته المعمولة في تعيين قبر أمير المؤمنين ( عليه
السلام ) ، وانه في المشهد الغروي ( 1 ) .
الحادي والعشرون : ما رواه ابن طاووس في كتاب " الاقبال " ، قال :
روى ( 2 ) الحاكم عبيد الله بن عبد الله الحسكاني في كتاب " دعاء الهداة إلى
أداء حق الموالاة " ، وهو من أعيان رجال الجمهور ، بالاسناد المتصل ، عن
حذيفة بن اليماني ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي : من
كنت مولاه فهذا مولاه ؟
قام النعمان بن المنذر الفهري ، فقال : هذا شئ قلته من عندك ، أو شئ
امرك به ربك ؟ قال : لا ، بل امرني [ به ] ( 3 ) ربي ، فقال : اللهم انزل علينا حجارة
من السماء ، فما بلغ رحله حتى جاء ( 4 ) حجر فأدماه ، فخر ميتا ، فأنزل الله تعالى
* ( سأل سائل بعذاب واقع ) * ( 5 ) .
أقول : روى هذا الحديث الثعلبي في تفسيره للقرآن بأفضل وأكمل من
هذه الرواية ( 6 ) .
الثاني والعشرون : ما رواه ابن طاووس في كتاب " الاقبال " ، عن
صاحب كتاب " النشر والطي " ، قال : لما كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
بغدير خم ، نادى الناس ، فاجتمعوا ، فأخذ بيد علي ، فقال : من كنت مولاه
فعلي مولاه ، فشاع ذلك في كل بلد ، فبلغ ذلك الحرث بن النعمان الفهري ،

000000000000000

( 1 ) فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) ص 106 - 107 .
( 2 ) في المصدر : فروي .
( 3 ) من المصدر .
( 4 ) في المصدر : جاءه .
( 5 ) المعارج : 1 .
( 6 ) اقبال الأعمال ص 459 .

‹ صفحه 75 ›

فاتى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على ناقة له حتى اتى النبي وهو في
ملاء من أصحابه ، فقال : يا محمد امرتنا عن الله ان نشهد ان لا إله إلا الله
وانك رسول الله فقبلناه ، وامرتنا ان نصلي خمسا فقبلناه ، ثم بالحج فقبلناه ،
ثم لم ترض بذلك حتى رفعت بضبعي ابن عمك ففضلته علينا ، فقلت ( 1 ) : من
كنت مولاه فعلي مولاه ، هذا شئ من عندك أم من عند الله تعالى ؟
فقال : والله الذي لا اله الا هو ان هذا من الله ، فولى الحرث يريد
راحلته ، وهو يقول : اللهم إن كان ما يقوله محمد حقا ، فامطر علينا حجارة
من السماء وائتنا بعذاب اليم ، فما وصل إليها حتى رماه بحجر ، فسقط على
هامته وخرج من دبره ، فقتله ( 2 ) .
الثالث والعشرون : ما ذكره ابن طاووس في كتاب " الاقبال " ، قال : واما
ما جرى من [ اظهار ] ( 3 ) بعض من حضر في يوم الغدير لكراهة نص الرسول
( صلوات الله عليه ) على مولانا علي ( صلى الله عليه ) ، فقد ذكر الثعلبي في
تفسيره ان الناس تنحوا على النبي ( عليه السلام ) ، فامر عليا فجمعهم ، فلما
اجتمعوا ، قام وهو متوسد [ على ] ( 4 ) يد علي بن أبي طالب ، فحمد الله وأثنى عليه
، ثم قال :
أيها الناس : اني قد كرهت تخلفكم عني حتى خيل لي ( 5 ) انه ليس
شجرة [ أبغض من شجرة ] ( 6 ) تليني ، ثم قال : لكن علي بن أبي طالب أنزله الله
مني بمنزلتي منه ، فرضي الله عنه كما انا راض عنه ، فإنه لا يختار على قربي
ومحبتي شيئا ، ثم رفع يديه فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من
والاه ، وعاد من عاداه .

0000000000000000000

( 1 ) في المصدر : وقلت .
( 2 ) الاقبال الأعمال ص 459 .
( 3 ) من المصدر .
( 4 ) من المصدر .
( 5 ) في المصدر : إلي .
( 6 ) من المصدر .

‹ صفحه 76 ›

قال : فابتدر الناس إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يبكون
ويتضرعون ، ويقولون : يا رسول الله ما تنحينا عنك الا كراهية ان نثقل
عليك ، فنعوذ بالله من سخط رسوله ، فرضي رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
عنهم عند ذلك ( 1 ) .
الرابع والعشرون : ما ذكره ابن طاووس في كتاب " الاقبال " قال : قال
مصنف كتاب " النشر والطي " : قال أبو سعيد الخدري : فلم ننصرف حتى
نزلت هذه الآية * ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي
ورضيت لكم الاسلام دينا ) * ( 2 ) ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
الحمد لله على كمال الدين وتمام النعمة ، ورضا الرب برسالتي ، وولاية علي
ابن أبي طالب ، ونزلت * ( اليوم يئس الذين كفروا من دينكم ) * الآية ( 3 ) .
قال ابن طاووس : قال صاحب الكتاب : فقال الصادق ( عليه السلام ) يئس
الكفرة وطمع الظلمة .
ثم قال ابن طاووس : قلت انا ، وقال مسلم في صحيحه باسناده إلى طارق
بن شهاب ، قال : قلت اليهود لعمر : لو علينا - معشر اليهود - نزلت هذه الآية
* ( اليوم أكملت كم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم
الاسلام دينا ) * ، نعلم اليوم الذي أنزلت فيه ، لاتخذنا ذلك اليوم عيدا .
وروى نزول هذه يوم الغدير جماعة من المخالفين ، ذكرناهم في
الطرائف ( 4 ) .
الخامس والعشرون : ما ذكره ابن طاووس في كتاب " الاقبال " ، قال :
قال : قال مصنف كتاب " النشر والطي " [ فصل ] ( 5 ) وروي ان الله

0000000000000000000

( 1 ) اقبال الأعمال ص 457 .
( 2 ) المائدة 3 .
( 3 ) المائدة 3 .
( 4 ) اقبال الأعمال ص 458 .
( 5 ) من المصدر .

‹ صفحه 77 ›

تعالى عرض عليا على الأعداء يوم الابتهال ، فرجعوا عن العداوة ، وعرضه
على الأولياء يوم الغدير فصاروا أعداء ، فشتان ما بيننا .
ثم قال ابن طاووس : وروى أبو سعيد السمان باسناده : ان إبليس اتى
رسول الله في صورة شيخ حسن السمت ، فقال : يا محمد أقل من يبايعك
على ما تقول في ابن عمك [ علي ] ؟ ( 1 ) فأنزل الله * ( ولقد صدق عليهم إبليس
ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين ) * ( 2 ) .
فاجتمع جماعة من المنافقين الذين نكثوا عهده ، فقالوا : قد قال محمد
بالأمس في مسجد الخيف ما قال : وقال ها هنا ما قال : فان رجع إلى
المدينة يأخذ البيعة له والرأي ان نقتل محمدا قبل ان يدخل المدينة ، فلما
كان في تلك الليلة قعد له ( عليه السلام ) أربعة عشر رجلا في العقبة ليقتلوه
- وهي عقبة بين الجحفة والايواء - فقعد سبعة عن يمين العقبة وسبعة عن
يسارها لينفروا ناقته ، فلما امسى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وصلى
وارتحل وتقدم أصحابه وكان ( صلى الله عليه وآله ) على ناقة ناجبة ، فلما
صعدوا العقبة ناداه جبرئيل يا محمد ان فلانا وفلانا وسماهم كلهم ، وذكر
أصحاب الكتاب أسماء القوم المشار إليهم ، ثم قال : قال جبرئيل : يا محمد
هؤلاء قد قعدوا لك في العقبة ليغتالوك ، فنظر رسول الله إلى من خلفه ، فقال :
من هذا خلفي ؟ فقال حذيفة بن اليمان : انا حذيفة يا رسول الله ، قال : سمعت
ما سمعناه ؟ قال : نعم ، قال : اكتم ، ثم دنا منهم فناداهم بأسمائهم وأسماء آبائهم ،
فلما سمعوا نداء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مروا ودخلوا في غمار
الناس وتركوا رواحلهم ، وقد كانوا عقلوها داخل العقبة ، ولحق الناس
برسول الله ، وانتهى رسول الله إلى رواحلهم فعرفها ، فلما نزل قال : ما بال
أقوام تحالفوا في الكعبة ان أمات الله محمدا أو قتل لا نرد هذا الامر إلى

0000000000000000000

( 1 ) من المصدر .
( 2 ) سبأ : 20 .

‹ صفحه 78 ›

أهل بيته ، ثم هموا بما هموا به ، فجاؤوا إلى رسول الله يحلفون انهم لم يهموا
بشئ من ذلك ، فأنزل الله تبارك وتعالى : * ( يحلفون بالله ما قالوا ولقد
قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم وهموا بما لم ينالوا ) *
الآية ( 1 ) .
ثم قال ابن طاووس : وذكر الزمخشري في كتاب " الكشاف " - وهو
ممن لا يتهم عند أهل الخلاف - ، فقال في تفسير قوله تعالى * ( لقد ابتغوا
الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور ) * ( 2 ) .
ما هذا لفظه ، وعن أبي جريح وقفوا لرسول الله ليلة الثنية على العقبة ،
وهم اثنى عشر رجلا ليفتكوا به من قبل غزاة تبوك ، وقلبوا لك الأمور ودبروا
لك الحيل والمكائد ، ودوروا الآراء في ابطال امرك ، وقرئ ( وقلبوا )
بالتخفيف ، حتى جاء الحق وظهر أمر الله .
ثم قال الزمخشري أيضا في الكتاب في تفسير قوله جل جلاله
* ( وكفروا بعد اسلامهم وهموا بما لم ينالوا ) * ما هذا لفظه : وهو
الفتك برسول الله ، وذلك عند مرجعه من تبوك توافق خمسة عشر منهم على أن
يدفعوه عن راحلته إلى الواد إذ تسنم العقبة بالليل ، فاخذ عمار بن ياسر
( رضي الله عنه ) بخطام راحلته يقودها ، وحذيفة خلفه يسوقها ، فبينما هو
كذلك إذ سمع حذيفة بوقع أخفاف الإبل وبقعقعة السلاح ، فالتفت إلى
قوم يتلثمون ، فقال : إليكم أعداء الله ، فهربوا ( 3 ) .
السادس والعشرون : ما رواه ابن طاووس في كتاب " الاقبال " قال : مما
رويناه بصحيح الأسانيد المتصلة مما ذكره ورواه محمد بن علي الطرازي

000000000000000

( 1 ) التوبة 74 .
( 2 ) التوبة 48 .
( 3 ) اقبال الأعمال ص 458 .

‹ صفحه 79 ›

في كتابه ، عن محمد بن سنان ، عن داود بن كثير الرقي ، عن عمارة بن جوين
أبي هارون العبدي ، قال : رويناه بأسانيدنا أيضا إلى الشيخ المفيد محمد بن محمد
النعمان فيما رويناه عن عمارة بن جوين العبدي أيضا ، قال : دخلت على أبي
عبد الله في اليوم الثامن من ذي الحجة : فوجدته صائما ، فقال : ان هذا اليوم
يوم عظم الله حرمته على المؤمنين إذ أكمل الله لهم فيه الدين ، وتمم عليهم
النعمة ، وجدد لهم ما اخذ عليهم من الميثاق والعهد في الخلق الأول إذ
أنساهم الله ذلك الموقف ، ووفقهم للقبول منه ، ولم يجعلهم من أهل الانكار
الذين جحدوا ، فقلت له : جعلت فداك ، فما ثواب صيام هذا اليوم ؟ فقال : انه
يوم عيد وفرح وسرور وصوم شكر لله عز وجل ، فان صومه يعدل ستين شهرا
من الأشهر الحرم ، ومن صلى فيه ركعتين أي وقت شاء ، وأفضل ذلك قرب
الزوال ، وهي الساعة التي أقيم فيها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بغدير خم
علما للناس وذلك انهم كانوا قربوا من المنزل في ذلك الوقت فمن صلى
ركعتين ثم سجد وشكر الله عز وجل مائة مرة ودعا بهذا الدعاء بعد رفع
رأسه من السجود ( 1 ) .
الدعاء : اللهم إني أسألك ان ( 2 ) لك الحمد وحدك ولا شريك لك ،
وانك واحد أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، وأن محمدا
عبدك ورسولك ( صلواتك عليه وآله ) يا من هو كل يوم في
شأن ، كما كان من شأنك ان تفضلت علي بان جعلتني من أهل
حاجتك ( 3 ) وأهل دينك وأهل دعوتك ، ووفقتني لذلك في مبتدأ خلقي
تفضلا منك وكرما وجودا ، ثم أردفت الفضل فضلا ، والجود جودا ،
والكرامة كرما ، رأفة منك ورحمة إلى أن جددت ذلك العهد لي

0000000000000000

( 1 ) اقبال الأعمال ص 472 .
( 2 ) في المصدر : بان .
( 3 ) في المصدر : اجابتك .

‹ صفحه 80 ›

تجديدا بعد تجديدك خلقي ، وكنت نسيا منسيا ناسيا ساهيا غافلا
فأتممت ( 1 ) نعمتك بان ذكرتني ذلك ، ومننت به علي ، وهديتني له ،
فليكن من شأنك يا الهي وسيدي ومولاي ان تمم لي ذلك ولا تسلبنيه
حتى تتوفاني على ذلك وأنت عني راض ، فإنك أحق المنعمين ان
تمم نعمتك علي ، اللهم سمعنا وأطعنا واجبنا داعيك بمنك ، فلك
الحمد غفرانك ربنا واليك المصير ، آمنا بالله وحده لا شريك له
وبرسوله محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، وصدقنا ، واجبنا داعي الله ،
واتبعنا الرسول في موالاة مولانا ومولى المؤمنين أمير المؤمنين علي
ابن أبي طالب ، عبد الله وأخي رسوله ، والصديق الأكبر ، والحجة
على بريته ، المؤيد به نبيه ودينه الحق المبين ، علما لدين الله ،
وخازنا لعلمه ، وغيبة ( 2 ) غيب الله ، وموضع سر الله ، وامين الله على
خلقه ، وشاهده في بريته ، اللهم ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان
ان آمنوا بربكم فآمنا ، ربنا فاغفر لنا [ ذنوبنا ] ( 3 ) وكفر عنا سيئاتنا
وتوفنا مع الأبرار ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم
القيامة انك لا تخلف الميعاد فانا يا ربنا بمنك ولطفك أجبنا داعيك
واتبعنا الرسول وصدقناه وصدقنا مولى المؤمنين وكفرنا بالجبت
والطاغوت ، فولنا ما تولينا ، واحشرنا مع أئمتنا فانا بهم مؤمنون
موقنون ولهم مسلمون ، آمنا بسرهم وعلانيتهم ، وشاهدهم
[ وغائبهم ] ( 4 ) ، وحيهم وميتهم ، ورضينا بهم [ وبموالاتهم ] ( 5 ) أئمة وقادة
وسادة ، وحسبنا بهم بيننا وبين الله دون خلقه ، لا نبتغي بهم بدلا ،

00000000000000000

( 1 ) في النسخة : فلا أتممت .
( 2 ) في المصدر : وعيبة .
( 3 ) من المصدر .
( 4 ) من المصدر .
( 5 ) من المصدر .