الفصل 17: فى أن عليا عليه السلام أخص الناس برسول الله صلى الله عليه و آله و سلم

1ـ«لما ولد عليه السلام لم يفتح عينيه ثلاثة أيام،فجاء النبي صلى الله عليه و آله و سلم ففتح عينيه و نظر إلى النبي صلى الله عليه و آله و سلم،فقال:خصني بالنظر،و خصصته بالعلم (1) ».

2ـ«إن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم كان إذا جلس ثم أراد أن يقوم،لا يأخذ بيده غير علي عليه السلام (2) ».

3ـ«كان النبي صلى الله عليه و آله و سلم إذا جلس اتكا على علي عليه السلام (3) ».

4ـسئل النبي صلى الله عليه و آله و سلم عن بعض أصحابه فذكر فيه،فقال له قائل:فعلي؟فقال صلى الله عليه و آله و سلم:إنما سألتني عن الناس،و لم تسألني عن نفسي (4) ».

5ـقال صلى الله عليه و آله و سلم له:«أنت مني كروحي من جسدي،أنت مني كالضوء من الضوء،أنت مني و أنا منك،علي مني مثل رأسي من بدني (5) ».

6ـقال الصادق عليه السلام:«إنه(يعني النبي صلى الله عليه و آله و سلم)أخذ يمسح العرق عن وجه علي،و يمسح به وجهه (6) ».

7ـ«إذا قام(رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم)وضع يده على علي عليه السلام (7) ».

8ـ«إن النبي صلى الله عليه و آله و سلم بعث عليا في سرية رافعا يديه يقول:اللهم لا تمتني حتى تريني عليا (8) ».

9ـعن ابن عباس رضى الله عنه،أنه قال:«كان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في مجلسه و مسجده،و عنده جماعة من المهاجرين و الأنصار،إذ نزل عليه جبرئيل عليه السلام و قال له:يا محمد!الحق يقرئك السلام و يقول لك:أحضر عليا،و اجعل وجهك مقابل وجهه.ثم عرج جبرئيل عليه السلام إلى السماء،فدعا النبي صلى الله عليه و آله و سلم عليا،فأحضروه،و جعل وجهه مقابل وجهه،فنزل ثانيا و معه طبق فيه رطب،فوضعه بينهما،ثم قال:كلا،فأكلا،ثم أحضر طستا و إبريقا و قال:يا رسول اللهـصلى الله عليك و آلكـأمرك الله أن تصب الماء على يدي علي بن أبي طالب،فقال له:السمع و الطاعة لله و لما أمرني به ربي،ثم أخذ الإبريق و قام يصب الماء على يد علي بن أبي طالب عليه السلام،فقال له علي عليه السلام:يا رسول الله أنا أولى أن أصل الماء على يديك،فقال له:يا علي!إن الله سبحانه و تعالى أمرني بذلك،فكان كلما صب الماء على يد علي عليه السلام لم يقع منه قطرة في الطست،فقال علي عليه السلام :يا رسول الله!إني لم أر شيئا من الما يقع في الطست؟فقال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم:يا علي!إن الملائكة يتسابقون على أخذ الماء الذي يقع من يدك،فيغسلون به وجوههم يتبركون به (9) ».

10ـقال ابن أبي الحديد:إن السنة التي ولد فيها علي عليه السلام هي السنة التي بدى‏ء فيها برسالة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فاسمع الهتاف من الأحجار و الأشجار،و كشف عن‏بصره،فشاهد أنوارا و أشخاصا.و كان النبي صلى الله عليه و آله و سلم يتيمن بتلك السنة و بولادة علي فيها،و قال لأهله ليلة ولادته:«و قد ولد لنا الليلة مولود يفتح الله علينا به أبوابا كثيرة من النعمة و الرحمة (10) ».

11ـ«ولد علي في جوف الكعبة،و كان ميلاده ثمة إيذانا بعهد جديد للكعبة،و ولد مسلما لأنه فتح عينيه على رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم (11) ».

12ـقال عبد الكريم خطيب:«دعا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم عليا ليلة الهجرة،و طلب أن يبيت في المكان الذي اعتاد الرسول صلى الله عليه و آله و سلم أن يبيت فيه،و أن يتغطى بالبرد الحضرمي الذي كان النبي يتغطي به،حتى إذا نظر ناظر رأى كأن النبي نائم في مكانه مغطى بالبرد الحضرمي،أحسب أن أحدا لم ينظر إلى هذا حتى شيعة علي عليه السلام فإنا نراهم لا يلتفتون إلى هذه الواقعة،حين نظرنا إلى علي و هو في برد الرسول صلى الله عليه و آله و سلم و في مثوى منامه،قلنا:هذا خلف الرسول (12) ».

13ـقال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم:«يا أنس!من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين،و سيد المسلمين،و قائد الغر المحجلين،و خاتم الوصيين.قال أنس:قلت:اللهم اجعله رجلا من الأنصارـو كتمتهـ،إذ جاء علي فقال:من هذا؟فقلت:علي،فقام مستبشرا فاعتنقه،و جعل يمسح عرق وجهه بوجهه،و يمسح عرق علي بوجهه (13) ».

14ـعن علي عليه السلام قال:«أتانا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حتى وضع رجليه بيني و بين فاطمة عليهما السلام (14) ».

ـعن علي عليه السلام قال:«و لقد علمتم أني كان لي مجلس سر لا يطلع عليه غيري،و أنه أوصى إلي دون أصحابه و أهل بيته،و لأقولن ما لم أقله لأحد قبل هذا اليوم:سألته مرة أن يدعو لي بالمغفرة،فقال:أفعل،ثم قام فصلى،فلما رفع يده للدعاء استمعت عليه فإذا هو قائل:«اللهم بحق علي عندك اغفر لعلي».فقلت:يا رسول الله!ما هذا؟قال:أو أحد أكرم منك عليه فأستشفع به إليه؟ (15) ».

16ـعن علي عليه السلام،قال:«كنت في أيام رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم كجزء من رسول الله،ينظر إلى الناس كما ينظر إلى الكواكب (16) ».

17ـ«دخل النبي صلى الله عليه و آله و سلم دار فاطمة عليها السلام فقال:يا فاطمة!إن أباك اليوم ضيفك،فقالت عليها السلام:يا أبت!إن الحسن و الحسين يطالباني بشى‏ء من الزاد فلم أجد لهما شيئا يقتاتان به،ثم إن النبي صلى الله عليه و آله و سلم دخل و جلس مع علي و الحسن و الحسين و فاطمة عليه السلام،و فاطمة متحيرة ما تدري كيف تصنع،ثم إن النبي صلى الله عليه و آله و سلم نظر إلى السماء ساعة و إذا بجبرئيل عليه السلام قد نزل و قال :يا محمد!العلي الأعلى يقرئك السلام،و يخصك بالتحية و الإكرام،و يقول لك:قل لعلي و فاطمة و الحسن و الحسين أي شي‏ء يشتهون من فواكه الجنة؟فقال النبي صلى الله عليه و آله و سلم :يا علي و يا فاطمة و يا حسن و يا حسين!إن رب العزة علم أنكم جياع،فأي شي‏ء تشتهون من فواكه الجنة؟.

فأمسكوا عن الكلام،و لم يردوا جوابا حياء من النبي صلى الله عليه و آله و سلم،فقال الحسين عليه السلام:عن إذنك يا أباه يا أمير المؤمنين،و عن إذنك يا اماه يا سيدة نساء العالمين،و عن إذنك يا أخاه الحسن الزكي أختار لكم شيئا من فواكه الجنة؟فقالوا جميعا:قل،يا حسين !ما شئت فقد رضينا بما تختاره لنا،فقال:يا رسول الله!قل لجبرئيل:إنا نشتهي رطبا جنيا،فقال النبي صلى الله عليه و آله و سلم:قد علم الله ذلك،ثم قال:يا فاطمة!قومي،وادخلي البيت،و احضري إلينا ما فيه،فدخلت فرأت فيه طبقا من البلور مغطى بمنديل من السندس الأخضر و فيه رطب جني في غير أوانه،فقال النبي صلى الله عليه و آله و سلم:يا فاطمة!أنى لك هذا؟قالت :هو من عند الله،إن الله يرزق من يشاء بغير حساب،كما قالت مريم بنت عمران.

فقام النبي صلى الله عليه و آله و سلم و تناوله،و قدمه بين أيديهم،ثم قال:بسم الله الرحمن الرحيم،ثم أخذ رطبة واحدة فوضعها في فم الحسين عليه السلام فقال:هنيئا مريئا لك يا حسين،ثم أخذ رطبة فوضعها في فم الحسن عليه السلام و قال:هنيئا مريئا(لك)يا حسن،ثم أخذ رطبة ثالثة فوضعها في فم فاطمة الزهراء،و قال لها:هنيئا مريئا لك،يا فاطمة الزهراء،ثم أخذ رطبة رابعة فوضعها في فم علي عليه السلام و قال:هنيئا مريئا لك،يا علي،ثم ناول عليا رطبة اخرى و النبى يقول له:هنيئا مريئا لك يا علي،ثم وثب النبي صلى الله عليه و آله و سلم قائما ثم جلس،ثم أكلوا جميعا عن ذلك الرطب،فلما اكتفوا و شبعوا ارتفعت المائدة إلى السماء بإذن الله تعالى.

فقالت فاطمة:يا أبه!رأيت اليوم منك عجبا؟فقال:يا فاطمة!أما الرطبة الأولى التي وضعتها في فم الحسين و قلت له:هنيئا،يا حسين،فإني سمعت ميكائيل و إسرافيل يقولان:هنيئا لك،يا حسين،فقلت أيضا موافقا لهما في القول،ثم أخذت الثانية فوضعتها في فم الحسن،فسمعت جبرئيل و ميكائيل يقولان:هنيئا لك،يا حسن،فقلت أنا موافقا لهما في القول،ثم أخذت الثالثة فوضعتها في فمك يا فاطمة فسمعت الحور العين مسرورين مشرفين علينا من الجنان،و هن يقلن:هنيئا لك،يا فاطمة،فقلت موافقا لهن بالقول،و لما أخذت الرابعة فوضعتها في فم علي سمعت النداء من(قبل)الحق سبحانه و تعالى يقول:هنيئا مريئا لك،يا علي،فقلت موافقا لقول الله عز و جل،ثم ناولت عليا رطبة اخرى ثم اخرى و أنا أسمع صوت الحق سبحانه و تعالى يقول:هنيئا مريئا لك،يا علي،ثم قمت إجلالا لرب العزة جل جلاله،فسمعته يقول:يا محمد!و عزتي و جلالي،لونا ولت عليا من‏هذه الساعة إلى يوم القيامة رطبة رطبة لقلت له:هنيئا مريئا بغير انقطاع (17) ».

18ـذكر أبو القاسم في أخبار أبي رافع من ثلاثة طرق:«أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم حين تزوج خديجة،قال لعمه أبي طالب:إني احب أن تدفع إلى بعض ولدك يعينني على أمري و يكفيني،و أشكر بك بلاءك عندي.فقال أبو طالب:خذ أيهم شئت،فأخذ عليا عليه السلام.فمن استقى عروقه من منبع النبوة،و رضعت شجرته ثدي الرسالة،و تهدلت أغصانه عن نبعة الإمامة،و نشأ في دار الوحي،و ربي في بيت التنزيل،و لم يفارق النبي صلى الله عليه و آله و سلم في حال حياته إلى حال وفاته،لا يقاس بسائر الناس (18) ».

19ـ«و كان علي عليه السلام ينام مع النبي في سفره،فأسهرته الحمى ليلة أخذته،فسهر النبي صلى الله عليه و آله و سلم لسهر علي عليه السلام ينظر إليه حتى أصبح (19) ».

تعليقات:

1ـالبحار،ج 38:ص .294

2ـالبحار،ج 38:ص .297

3ـالمصدر.

4ـالبحار،ج 38:ص .296

5ـالمصدر.

6ـالبحار،ج 38:ص .298

7ـبحار الانوار،ج 38:ص .307

8ـالبحار،ج 38:ص .299

9ـالبحار،ج 38:ص .121

10ـشرح نهج البلاغة،ج 4:ص .114

11ـعبقرية الإمام،للعقاد.

12ـالإمام على،صص 103 و .105

13ـحلية الاولياء،ج 1:صص 63 و .70

14ـالمصدر.

15ـشرح نهج البلاغة،لابن أبي الحديد،ج 20:ص .316

16ـالمصدر السابق،ج 20:ص .326

17ـالبحار،ج 43:ص .310

18ـالبحار،ج 38:صص 295 و .299

19ـالمصدر.