17ـعن العلامة السيد علي البهبهاني رحمه الله:«و قد تبين مما بيناه أيضا أن أئمتناـسلام الله عليهمـأفضل من سائر الأنبياء حتى اولي العزم منهم،أما تقدمهم على غير اولي العزم منهم فقد اتضح مما ظهر لك من أن مرتبة الإمامة فوق مرتبة النبوة و الرسالة،و أما تقدمهم على اولي العزم منهم مع ثبوت الإمامة لهم فمن جهة أن الإمامة و الولاية لها مراتب،و أتم مراتبها و أكملها ما ثبت لنبينا صلى الله عليه و آله و سلم،و لذا كان أفضل الأنبياء عليهم السلام و مرتبة إمامة الفرع في مرتبة أصله،فإمامة أئمتناـسلام الله عليهمـأيضا أتم مراتب الإمامة و الولاية،و قد تبين أيضا أن النبوة و الإمامة قد يجتمعان كما في نبينا صلى الله عليه و آله و سلم و إبراهيم الخليل،بل في اولي العزم مطلقا،و قد تفترق النبوة عن الإمامة كما في غير اولي العزم من الأنبياء عليهم السلام،و قد تفترق الإمامة عن النبوة كما في أئمتنا عليهم السلام. فان قلت:ما ذكرت من أن الإمامة مرتبة فوق النبوة يتنافى مع افتراق الإمامةعنها لأن نيل المرتبة الفائقة متفرع على نيل المرتبة النازلة. قلت:استحقاق المرتبة الفائقةـأي الإمامةـعلى استحقاق المرتبة النازلة و هي النبوة متحقق،و استحقاقها ثابت في أئمتنا عليهم السلام و إنما منع عنها ثبوت مرتبة الخاتمية لخاتم النبيين صلى الله عليه و آله و سلم،و إليه يشير قوله صلى الله عليه و آله و سلم في بعض أحاديث المنزلة المروي عن طرق العامة بعد قوله صلى الله عليه و آله و سلم«إلا أنه لا نبي بعدي»«و لو كان لكنت (96) ». أقول:قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم:«لو لا أني خاتم الأنبياء لكنت شريكا في النبوة،فان لا تكن نبيا فإنك وصي نبي و وارثه،بل أنت سيد الأوصياء،و إمام الأتقياء (97) ». و قالـأيضا:«عن زيد الشحام قال:«سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:إن الله تبارك و تعالى اتخذ إبراهيم عليه السلام عبدا قبل أن يتخذه نبيا،و إن الله اتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا،و إن الله اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا،و إن الله اتخذه خليلا قبل أن يتخذه إماما،فلما جمع له الأشياء قال:«إني جاعلك للناس إماما»فمن عظمها في عين إبراهيم،قال :«و من ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين»،قال:لا يكون السفيه إمام التقي و إذا ثبت أن إمامته كانت بعد نبوته بل رسالته و خلته تبين لك أنها مرتبة فوق النبوة (98) ». و قالـأيضاـ(ص 60):«و أما كونه من الرسول صلى الله عليه و آله و سلم...على ما رواه الفريقان أنه قال صلى الله عليه و آله و سلم:«أنا و علي من شجرة واحدة و الناس من أشجار شتى،و علي مني و أنا منه».و هي منقبة جليلة دالة على اتحادهما و تساويهما في الكمال و عدم ارتقاء أحد من الناس مرتبته و درجته». و قال(ص 50):«و بعد ما ظهر لك أن الآية الكريمة (99) تدل على أن علم الكتاب كله عند مولانا أمير المؤمنين و الائمة المعصومين من ذريتهـسلام الله عليهم أجمعينـظهر لك أنهم أعلم و أفضل من اولي العزم من الانبياء عليهم السلام لأن علومهم محدودة و ليس عندهم علم الكتاب كله». و قال(ص 130):«و اعلم أن هذه الروايات المستفيضة (100) من الجانبين تدل على أن الخمسة الطيبةـصلوات الله عليهمـأفضل الخلائق أجمعين من الأولين و الآخرين حتى اولى العزم من الأنبياءـسلام الله عليهمـضرورة أنهم لو لم يكونوا أفضل من جميعهم لم يكونوا واسطة في إيجادهم». و قال(ص 142):إن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام و أبناءه الطاهرينـسلام الله عليهم أجمعينـهم الذين اختارهم الله على جميع خلقه». و قال(ص 184):«إنه عليه السلام أفضل الخلق بعد خاتم النبيين صلى الله عليه و آله و سلم حتى الأنبياء عليهم السلام». و قال(ص 236):«و يستفاد من هذه الروايات الشريفة المفسرة للآية الكريمة (101) المستفيضة من طريق العامة المتواترة من طريقنا:أن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام سيد المؤمنين،و خيرهم،و أفضلهم بعد النبي صلى الله عليه و آله و سلم،و أنه بمنزلةنفس النبي صلى الله عليه و آله و سلم و ليس أحد أقرب منه إلى النبي درجة و منزلة،توضيح ذلك:أن قوله صلى الله عليه و آله و سلم في جواب السائل:«إن داري و دار علي واحدة غدا في مكان واحد،يدل على أن منزلته عليه السلام منه صلى الله عليه و آله و سلم منزلة نفسه الشريفة،و هما في درجة واحدة عند الله تعالى شأنه». 18ـعن العلامة الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء رحمه الله:«و قد ذكروا أن مريم عليها السلام لما جاءها المخاض بعيسى عليه السلام أوت إلى بيت المقدس لتضعه فيه،فنوديت:اخرجي يا مريم،فهذا بيت العبادة لا بيت الولادة،و فاطمة بنت أسد لما أحست بالطلقـو هي بالكعبةـأنسدت أبوابها و لم تقدر على الخروج حتى وضعت علياـسلام الله عليهـ،لعل في هذه الحادثة الغريبة أسرارا و رموزا أجلها و أجلاها أن الله سبحانه كأنه يقول:أيها الكعبة،إني ساطهرك من رجس الأوثان،و الأنصاب،و الأزلام بهذا المولود فيك،و هكذا كان،فإن النبي صلى الله عليه و آله و سلم دخلها عام الفتح،و الأصنام معلقة على جدرانها،و لكل قبيلة من قبائل العرب صنم،فأصعد عليا عليه السلام على منكبه و صار حطمها و يرمي بها إلى الأرض و النبي صلى الله عليه و آله و سلم يقول:/جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقا/ (102) . و قد نظم الشافعي هذه الفضيلة بأبيات تنسب إليه،يقول في آخرها:
و علي واضع أقدامه فإن النبي صلى الله عليه و آله و سلم كان يحدث عن المعراج قائلا:«أن الله عز شأنه وضع يده على كتفي حتى أحسست بردها على كبدي».و في ولادته رمز آخر لعله أدق و أعمق،و هو أن حقيقة التوجه إلى الكعبة هو التوجه إلى ذلك النور المتولد فيها،و لو أن القصد مقصور على محض التوجه إلى تلك البنية و الأحجار لكانـأيضاـنوعا من عبادة الأصنام(معاذ الله)و لكن التناسب يقتضي أن البدن و هو تراب يتوجهإلى الكعبة التي هي تراب،و الروح التي هي جوهر مجرد تتوجه إلى النور المجرد،و كل جنس لاحق بجنسه،النور للنور،و التراب للتراب .و إلى بعض هذا أشار بعض شعراء فاطميين إذ يقول عن الإمام:
بشر في العين إلا أنه
جل أن تدركه أبصارنا
فهو التسبيح زلفى راكع
تدرك الأفكار منه جوهرا
فهو الكعبة و الوجه الذي و هذان السطران من الشعر و إن كان فيه شيء من الغلو ففيه كثير من الحقيقة،و فيه لمعات من التوحيد،نعم،نتوجه بأبداننا في صلواتنا إلى الكعبة،و بأرواحنا إلى النور الذي أشرق و أضاء فيها... (103) و عنه رحمه الله في خطبته يوم ميلاد أمير المؤمنين عليه السلام:«قال الله سبحانه في محكم كتابه:/و أشرقت الأرض بنور ربها و وضع الكتاب و جىء بالنبيين و الشهداء/ (104) . نعم،في مثل هذا اليوم أو هذه الليلة أشرقت الأرض بنور ربها،وجىء بوارث النبيين و جامع علوم الاولين و الآخرين،إمام الشهدا و سيد الصديقين،و احتفالنا بانبثاق هذا النور الإلهي (105) في مثل هذا اليوم ليس كاحتفال الأمم بيوم ولادة ملوكها أو عظمائها و سلاطينها و رجال نهضتها،بل احتفال بالنعمة و الآية الكبرى و المثل الأعلى الذي تنزلت الأحدية به من عليا ملكوتها الشامخ،و جبروتها الباذخ،و قدس تجردها إلى عوالم الناسوت و تقمص المادة لتعود المادة روحا،و الجسد عقلا،و الموت حياة.نحتفل بذكرى ولادة بحر العلم الخضم الذي تدفق بنهج البلاغة،و هو نبع من ينابيعه،و شرعة من مشاريعه،و لا جاءت العصور،و لا انجلت الدهور عن كتاب بعد كتاب الله العظيم أنفع و لا أجمع و لا ألمع و لا أنصع منه في إقامة براهين التوحيد،و دلائل الصنعة،و أسرار الخلقة،و أنوار الحقيقة،و تهذيب النفس،و سياسة المدن،و حكمة التشريع،و العظات البليغة،و الحجج الدامغة،و إنارة العقول،و طهارة النفوس بينا نراه يفيض ينابيع الحكمة النظرية و العملية و يرهق على توحيد الصانع،و يعرق في وصف الملائكة و المجردات بيانا،و يمثل لك الجنة و النار عيانا... نحتفل بذكرى ولادة الأمام الذي وضع الدنيا تحت قدميه،و كانتـو هى العزيزة لغيرهـأحقر شيء لديه،الإمام الذي عرف حقيقتها،و أعطاها حقها،قال:«يا دنيا غرى غيري»،الإمام الذي لو لا ضرب ماضيه ما اخضر للإسلام عود،و لا قام له عمود،بل لولاه لما استقام الوجود،و لا عرف المعبود... (106) ». 19ـعن المولى الحاج محمد علي (107) :«اعلم أن من تتبع الأخبار و الآثار،و جاس خلال تلك الديار ظهر عنده كالشمس في رائعة النهار أن أفضل جميع المخلوقات،و أشرف جميع الموجودات هم الأنوار الأربعة عشر،و هم أهل دائرة واحدة هي أعلى الدوائر الكونية لا دائرة فوقها في الشرف و الفضيلة،و هم من طينة واحدة،و نور كل واحد منهم من جنس نور الآخر،لكن بالتقدم و التأخركالضوء من الضوء على ما في الخبر.و المبدأ في تلك الدورة العلية و السلسلة الجلية هو ختم الأنبياء و المنتهى هي فاطمة الزهراء و بعد ختم الأنبياء في درجة الفضيلة هو ختم الأولياء و بعده أولاده المعصومون... ثم المحقق من الروايات و الأخبار أن مرتبة الأنبياء مطلقا تحت مرتبة هؤلاء الأنوار،فيكون كل من الأنوار الأربعة عشر أفضل من الأنبياء حتى اولي العزم منهم أيضا لكون الأنبياء مطلقا مخلوقين من أنوار هؤلاء الأنوار،و النور أسفل من المنير بمراتب كثيرة (108) ». و قالـأيضا:«و في كتاب«المناقب»مسندا إلى صعصعة بن صوحان أنه دخل على أمير المؤمنين لما ولي،فقال:يا أمير المؤمنين!أنت أفضل،أم آدم أبو البشر؟قال علي عليه السلام:تزكية المرء نفسه قبيح،قال الله تعالى لآدم:/يا آدم اسكن أنت و زوجك الجنةـالآية/ (109) ،و إن أكثر الاشياء أباحنيها الله،و تركتها و ما قاربتها،ثم قال:أنت أفضل أم نوح؟فقال علي عليه السلام:إن نوحا دعا على قومه،و أنا ما دعوت على ظالمي حقي،و ابن نوح كان كافرا،و ابناي سيدا شباب أهل الجنة. قال:أنت أفضل،أم موسى؟قال عليه السلام:إن الله تعالى أرسل موسى إلى فرعون فقال:/إني أخاف أن يقتلون/ (110) ،و أنا ما خفت حين ارسلني رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بتبليغ سورة براءة أن أقرأها على قريش في الموسم مع أني كنت قتلت كثيرا من صناديدهم،فذهبت إليهم و قرأتها عليهم و ما خفتهم. قال:أنت أفضل،أم عيسى بن مريم؟فقال عليه السلام:عيسى كانت امه في بيت المقدس،فلما جاءت وقت ولادتها سمعت قائلا يقول:اخرجي،هذا بيت العبادة لا بيت الولادة،و أما أمي فاطمة بنت أسد لما قرب وضع حملها كانت في الحرم،فانشق حائط الكعبة و سمعت قائلا يقول لها:ادخلي،و دخلت في وسط البيت و أنا ولدت به،و ليس لأحد هذه الفضيلة لا قبلي و لا بعدي (111) » 20ـعن الشيخ محمد عبده:و أحيانا كنت أشهد أن عقلا نورانيا لا يشبه خلقا جسدانيا فصل عن الموكب الألهي،و اتصل بالروح الإنساني،فخلعه عن غاشيات الطبيعة،و سمابه إلى الملكوت الأعلى،و نما إلى مشهد النور الأجلى،و سكن به إلى عمار جانب التقديس بعد إستخلاصه من شوائب التلبيس (112) ». 21ـقال الجاحظـمع نصبهـفي رسالة له في فضل أهل البيت عليهم السلام:«و المولد مكان عظيم،و النشأ مبارك مكرم،و الشأن عظيم،و العلم كثير،و ليس له نظير،و الهمة عالية،و القوة كاملة،و البيان عجيب،و اللسان خطيب،و الصدر رحيبـالخ (113) ». 22ـعن العلامة ابن الصباغ المالكي:«فهؤلاء(أي الآل)هم أهل البيت المرتقون بتطهيرهم إلى ذروة أوج الكمال،المستحقون لتوقيرهم مراتب الإعظام و الإجلال،و لله در القائل إذ قال :
هم القوم فاقوا العالمين مناقبا أقول:إذا كان عليه السلام عقلا نورانيا لا يشبه خلقا جسدانيا،أو إذا كان لم يكن له نظير،أو فاق هو و أولاد،المعصومون العالمين صاروا أفضل من جميع الأنبياء،و النبي صلى الله عليه و آله و سلم و إن كان أفضل منهم إلا أنهم من رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و هو منهم عليهم السلام. و إلى هنا نختم البحث عن أفضلية علي و ذريته عليهم السلام،فخذ قصيرة من طويلة،و في هذا غني و كفاية.و لنشرع الآن في البحث عن مقاماته و مقاماتهم الأربعة فيمواقف الآخرة و هو الباب الثالث من هذا الكتاب. الاستدراكأفضلية علي عليه السلام في القصائد و المدائحأيها القارئ الكريم!أنت بعد ما لا حظت و شاهدت أفضلية علي عليه السلام على جميع البشر حتى الأنبياء و اولي العزم من الرسل في الآيات القرآنية بمعونة الأخبار و الأحاديث التي جاءت من الفريقين جدير بنا أن نشير إلى أفضليته عليه السلام في القصائد و المدائح،فعلى هذا نختار و نختطف منها موضع الحاجة،أي الأبيات التي تصرح بمقصودنا كالأشعار التي تدل على إتحاد النورين(نور النبوة و نور الولاية)أو أن عليا عليه السلام نظير النبي،أو خير البرية،أو ان الأنبياء توسلوا به،أو انه عليه السلام أصل الأصول،أو أنه خير الورى،أو أنه خير البشر،أو أنه صنو النبي،أو أنه واحد البشر،أو أنه خير الأنام،أو أنه علة الخلق،أو أنه مشبه للرسول،أو أن هديه هدي النبي،أو أنه نفس النبي،أو أنه روح النبي،أو عضو منه،أو أن الله يوحي إلى رسوله بلسان علي،أو أنه أمير البرايا،أو لولاه لم يخلق تراب،أو لولا حيدر ما كانت الدنيا و لا جمع البرية أجمع،أو من أجله خلق الزمان،أو أنه نار موسى،أو لو لا حيدر لم يكن في الأرض ديار،و أمثال هذه الكلمات التي جاءت في القصائد،فلاحظ. بولس سلامه
جلجل الحق في المسيحي حتى
أنا من يعشق البطولة و الإلها
فإذا لم يكن علي نبيا
أنت رب العالمين إلهي
و أنلنى ثواب ما سطرت كفي
سفر خير الأنام من بعد طه
يا سماء اشهدي و يا أرض قري و له أيضا
هو فخر التاريخ لا فخر شعب
لا تقل شيعة هواة علي
إنما الشمس للنواظر عيد قال الشاعر في مقدمة ديوانه:فيا أبا الحسن!ماذا أقول فيك،...و إن شعري لحصاة في ساحلك يا أمير الكلام!و لكنها حصاة مخضوبة بدم الحسين الغالي،فتقبل هذه الملحمة،و انظر من رفارف الخلد إلى عاجز شرف قلمه بذكرك (116) . عبد الباقي العمري البغدادي
أنت العلي الذي فوق العلى رفعا
و أنت نقطة باء مع توحدها
و أنت صنو نبي غير شرعته
و أنت أنت ركن الذي حطت له قدم
و أنت ركن يجير المستجير به
و أنت أنت الذي للقبلتين مع
و أنت أنت الذي في نفس مضجعه
ما فرق الله شيئا في خليقته
و باب خيبر لو كانت مسامره
فاقبل فدتك نفوس العالمين ثنا و له ايضا
يا أبا الأوصياء أنت لطه
إن لله في معانيك سرا
أنت ثاني الآباء في منتهى الدو
خلق الله آدما من تراب ابن أبي الحديد المعتزلي
لقد فاز عبد للوصي ولائه
و خاب معاديه و لو حلقت به (120)
هو النبأ المكنون و الجوهر الذي (122)
و ذو المعجزات الواضحات أقلها
و وارث علم المصطفى و شقيقه (123)
ألا إنما الإسلام لولا حسامه
ألا إنما التوحيد لولا علومه
ألا إنما الأقدار طوع يمينه
تعاليت عن مدح فأبلغ خاطب
صفاتك أسماء و ذاتك جوهر
يجل عن الأعراض و الأين و المتى
إذا طاف قوم في المشاعر و الصفا
و إن ذخر الأقوام نسك عبادة
و ان صام ناس في الهواجر حسبة
و إن اك فيما جئته شر مذنب
إذا كنت للنيران في الحشر قاسما
نصرتك فى الدنيا بما أستطيعه
فليت ترابا حال دونك لم يحل
لتنظر ما لاقى الحسين و ما جنت
من ابن زياد و ابن هند و ابن
بني الوحي هل أبقى الكتاب لناظم
إذا كان مولى الشاعرين و ربهم
فاقسم لولا أنكم سبل الهدى
فلو لم تكونوا في البسيطة (130) زلزلت فانظر أخي الكريم!كيف جعل عليا أخا و نظيرا لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في العلى و الأواصر و خاطبه يا خير الورى!و إذا كان علي عليه السلام نظيرا لرسول الله و كان خير الورى فيكون مقدما على جميع الانبياء و الرسل. و له أيضا
يا برق إن جئت الغري (131) فقل له
فيك ابن عمران الكليم و بعده
بل فيك جبريل و ميكال و اس
بل فيك نور الله جل جلاله
فيك الامام المرتضى فيك الوصي
هذا ضمير العالم الموجود عن
هذا هو النور الذى عذباته (136)
و شهاب موسى حيث أظلم ليله
يا هازم الأحزاب لا يثنيه عن
يا قالع الباب الذي عن هزها (138)
لولا حدوثك قلت إنك جاعل
لو لا مماتك قلت إنك باسط
ما العالم العلوي إلا تربة (140)
ما الدهر إلا عبدك القن (141) الذي
أأقول فيك سميدع كلا و لا
بل أنت في يوم القيامة حاكم
و الله لو لا حيدر ما كانت ال
من أجله خلق الزمان و ضوئت
و إليه في يوم المعاد حسابنا و له أيضا
ألم تخبر الأخبار في فتح خيبر
و فوز علي بالعلى فوزها به
و ما أنس لا أنس اللذين تقدما
و للراية العظمى و قد ذهبا بها
يشلهما من آل موسى شمردل
أحضرهما أم حضر أخرج خاضب
عذرتكما إن الحمام لمبغض
حنانيك فاز العرب منك بسؤدد
فما ماس موسى في رداء من العلى
و يا علة الدنيا و من بدو خلقها
ظننت مديحي في سواك هجاءة أقول:القصيدة طويلة جدا أخذنا منها موضع الحاجة. و له أيضا
و قل:السلام عليك يا مولى الورى (144)
و خلافة ما إن لها لو لم تكن
عجبا لقوم أخروك و كعبك ال
عجبا لهذي الأرض يضمر تربها
يا أيها النبأ العظيم فمهتد
يا أيها النار التي شب السنا
يا فلك نوح حيث كل بسيطة
يا وارث التوراة و الإنجيل و الفر
لولاك ما خلق الزمان و لا دجي
سمعا أمير المؤمنين قصائدا
الدر من ألفاظها لكنه
هي دون مدح الله فيك و فوق ما الخطيب الخوارزمي
ألا هل من فتى كأبي تراب
إذا ما مقلتي رمدت فكحلي
هو البكاء في المحراب لكن
كأن الناس كلهم قشور
ولايته بلا ريب كطوق
ففاطمة و مولانا علي الكوثرية للعلامة السيد رضا الهندي
أمفلج ثغرك أم جوهر
قد قال لثغرك صانعه:
و الخال بخدك أم مسك
أم ذاك الخال بذاك الخد
عجبا من جمرته تذكو ـإلى أن قال:ـ
فلقد أسرفت و ما أسلف
سودت صحيفة أعمالي
هو كهفي من نوب الدنيا
قد تمت لي بولايته
لاصيب بها الحظ الأوفى
بالحفظ من النار الكبرى
هل يمنعني و هو الساقي
أم يطردني عن مائدة
يا من قد أنكر من آيا
إن كنت لجهلك بالأيا
فاسأل بدرا و اسأل احدا
من دبر فيها الأمر و من
من هد حصون الشرك و من
من قدمه طه و على
قاسوك أبا حسن بسوا
أنى ساووك بمن ناوو
من غيرك من يدعى للحر
أفعال الخير إذا أنتشرت
و إذا ذكر المعروف فما
أحييت الدين بأبيض قد
قطبا للحرب يدير الضر
فاصدع بالأمر فناصر
لو لم تؤمر بالصبر و كظم الغي
ما نال الأمر أخو تيم
لكن أعراض العاجل ما
أنت المهتم بحفظ الدي
أفعالك ما كانت فيها
حججا ألزمت بها الخصما
آيات جلالك لا تحصى
من طول فيك مدائحه
فاقبل يا كعبة آمالي و قال شاعر تتمة لهذه القصيدة:
كف لطمت عين الزهراء
و الكسر بأضلاع الزهراء شاعر
أخو أحمد المختار صفوة هاشم
وصي إمام المرسلين محمد
هما ظهرا شخصين و الروح واحد عبد المنعم الفرطوسي
قال طه:كنا أنا و علي
قبل إيجاد آدم بالوف
و سلكنا في صلبه و انتقلنا
و قسمنا نورين في أبوينا
فعلي مني و إني حقا و له أيضا
قال طه:إن النبيين أسمى
و أنا أفضل النبيين شأنا
و لك الفضل في الخلائق بعدي
يا علي لم يخلق الخلق لولانا
و انطوى الكون من جنان و من نار و له أيضا
قال:ما من نبى الا و يحكى
و علي في امتي هو مثلي و له أيضا
قال:إن شئت أن ترى في البرايا
و ترى آدما بعلم و يحيى
فترى المرتضى فهذي المزايا و له أيضا
قد تغذى من روحه و هداه
حيث صدر النبي مهد و ثير
كان يدني فراشه منه حتى
و يهز المهد الذي هو فيه
و يناغيه و هو في المهد ملقى
و تربى في حجره و هو طفل
حين آوى إليه في عام عسر
فرعاه حتى ترعرع منه
و تلقى الآداب منه دروسا
فهو صنو له و أحمد صنو نابغة الدهر الشيخ محمد حسين الإصفهاني رحمه الله اسمه العلى
و مذ تجلى مشرقا نور الهدى
و في اسمه كنز النجاح و الفرج
سماه باسمه العلي الأعلى
اسم سما في عالم الأسماء
اسم به يستدفع البلاء
اسم به أو رقت الأشجار
و قامت السبع العلى بلا عمد
اسم به استدارت الأفلاك
اسم به آدم نال الصفوة
و باسمه نوح نجا من الغرق
و باسمه نال الخليل الخلة
و نال منه البرد و السلامة
و باسمه موسى غدا كليما
و باسمه سما المسيح ذو العلى
و باسمه استغاث سيد الورى
و باسمه كل نبي و ولي الشيخ الحر العاملي رحمه الله
كيف تحظا بمجدك الأوصياء؟
ما لخلق سوى النبي و سبطيه
فبكم آدم استغاث و قد مس
يوم أمسي في الأرض فردا غريبا
فتلقى من ربه كلمات
فاستجيب الدعاء منه و لولا
ثم يعقوب قد دعا مستجيرا
و أتاه بكم قميص يوسف و ارتد
و بكم كان للخليل ابتهال
حين ألقاه عصبة الكفر في النا
أ يضام الخليل من بعد ما كا
و بكم يونس استغاث و نوح
و بأسمائكم توسل أيوب
لعلي مجد غدا دون أد
أي فخر كفخره و النبيون بعض شعراء الموصل
و بهم آدم توسل لما
إذ تلقى من ربه كلمات
و أنارت بروح شيث و نوح
و جرت في محل كل زكي
ثم صارت محمدا و عليا الشيخ البهائي رحمه الله
إمام البرية أصل الاصول
فتى حبه الله ثم الرسول حوى في الزمان الندى و الفخارا (160) السيد ميرزا علي آغا الشيرازي
كيف أدري و هو سر فيه قد حار العقول
مظهر لله لكن لا اتحاد لا حلول ابن الرومي
رأيتك عند الله أعظم زلفة العلامة النباطي البياضي
فآدم لما أن عصى زال فضله
و قد سأل إبراهيم إحياء ميت
و لو يكشف المستور مولاي لم يزد
و قد خاف موسى حين ولى مبادرا أبو الرقعمق الأنطاكي(المتوفى سنة 399)
لا و الذي نطق النبي
ما للإمام أبي علي الصاحب بن عباد
لآل محمد أصبحت عبدا
اناس حل فيهم كل خير البياري
أمير المؤمنين لنا إمام
فلم أنكرتم لو قلت يوما
ستذكر بغضه و قلاه يوما أبو الحسين فاذشاه
من قال ليس المرتضى خير الورى الحميري
أشهد بالله و الآئه
إن علي بن أبي طالب الخطيب الخوارزمى
إن علي بن أبي طالب
خير الورى و الطالب الغالب الحسن بن حمزة العلوي
جاء إلينا في الخبر
فمن أبى فقد كفر أبو الطفيل الكنانى
اشهد بالله و آلائه
إن علي بن أبي طالب
لو يسمعوا قول نبي الهدى عمر النوقاني
أشهد بالله و آلائه
إن علي بن أبي طالب ابن حجاج
فمذهبي أن خير الناس كلهم الحميرى
ألم يك خيرهم أهلا و ولدا
ألم يك أهله خير الأنام الناشي
إن الإمام علي عند خالقه
هذا نبي و هذا خير امته الفضل بن عتبة
ألا إن خير الناس بعد محمد ديك الجن
إن عليا خير أهل الأرض البشنوي الكردي
خير البرية خاصف النعل الذي
و بعلمه و قضائه و بسيفه ابن الحجاج
أهلا و سهلا بالأغر
أهلا و سهلا يابن زم
يابن الذي لولاه ما
يابن الذي هو و النبي
و من استجاز خلاف ذلك ابن شهر آشوب
ألا إن خير الناس بعد نبينا
به قام للدين الحنيف عموده عن الحميدي
علي أمير المؤمنين أخو الهدى
أسر إليه أحمد العلم جملة مما قيل على لسان الأشعث بن قيس الكندي
أتانا الرسول رسول الوصي
رسول الوصي وصي النبي
وزير النبي و ذو صهره
له الفضل و السبق بالصالحات و من قول زجر بن قيس إلى خاله جرير:
جرير بن عبد الله لا تردد الهدى
فإن عليا خير من وطىء الحصى و من قول النجاشي أحد بني الحرب بن كعب:
جعلتم عليا و أشياعه
إلى أفضل الناس بعد الرسول الصاحب بن عباد
و قالوا:علي علا،قلت:لا
و لكن أقول كقول النبي
ألا إن من كنت مولى له ابن حماد
الله سماه عليا عنده و له أيضا:
سلام على أحمد المرسل
سلام على من علا فى العلى و له أيضا:
سماك رب العلى عليا
يا سيدا ما له من نظير و له أيضا:
الله سماه عليا باسمه العوني
علي علا عند ذي العرش عاليا
أنا مولى لعلي و علي لي ولي
على على فى المواقف كلها
و قال قوم قد علا برازا فهو علي إذ علا العديا
و فرقة قالت علي الدار إذ نال منه المنزل العلويا
و فرقة قالت علاهم علما فوال كهف الكرم الفتيا (188) العوني
عدل القرآن و صنو المصطفى و أبو
بعل المطهرة الزهراء و النسب العبدي
و إنك وجهه الباقي و عين و له أيضا:
و هو عين الله و الوجه الذي و له أيضا:
فسماه في القرآن ذو العرش جنبه و له أيضا:
أنت عين الله و الجنب من فرـ و له أيضا:
يا علي بن أبي طالب يابن الأول
أنت أنت العروة الوثقى التي لم تفصل ابن حماد
و جنب الله فرط فيه قوم
يا من حكى المآء فرط رقته
يا ليت حظي كحظ ثوبك من
لا تعجبوا من بلا غلالته أبو عبد الله المفجع
أيها اللائمي لحبي عليا
أبخير الأنام عرضت لا زل
أشبه الأنبياء كهلا و زولا
كان في علمه كآدم إذ عل
و كنوح نجا من الهلك من س ـإلى أن قال:ـ
فارتقى منكب النبي علي
فأماط الأوثان عن ظاهر الك
و لو أن الوصي حاول مس الن
أفهل تعرفون غير علي الشيخ علي بن الشهيفنة الحلي
يا روح أنس من الله البدء بدا
يا علة الخلق يا من لا يقارب خير ال
أنت الذي اختارك الهادي البشير أخا ابن حماد
جل العلي علا
إمام كل إمام
حجاب كل حجاب
باب إلى كل رشد أبو القاسم الزاهي
يا سادتي!يا آل ياسين فقط
لولاكم لم يقبل الفرض و لا
أنتم ولاة العهد في الذر و من
ما أحد قايسكم بغيركم
إلا كمن ضاهى الجبال بالحصا الصاحب بن عباد
ما لعلي العلى أشباه
مبناه مبنى النبي تعرفه
إن عليا علا على شرف
يا ضحوة الطير هنئي شرفا أبو الحسن الخليعي
حبذا يوم الغدير
إذ أقام المصطفى
قائلا:هذا وصيي
و ظهيري و نصيري و
تالله ما ذنب من يقيس إلى
أنكر قوم عيد الغدير و ما
حكمك الله فى العباد به
و أكمل الله فيه دينهم
نعتك في محكم الكتاب و في
عليك عرض العباد تقض على
و المادحون المخبرون غلوا
و عظمتك التوراة و الصحف الاولى
و الأنبياء المكرمون وفوا ابن حماد العبدي
ما لعلى سوى أخيه
ألا إنه نفسي و نفسي نفسه
أمير النحل مولى الخلق
شبيه المصطفى بالفض
و جنب الله في كتب
ما لابن حماد سوى من حمدت
ذاك علي المرتضى الطهر الذي
صنو النبي هديه كهديه ابن حماد
و سماه رب العرش في الذكر نفسه
و قال لهم هذا وصيي و وارثي
على كزرى من قميصي أشارة و له ايضا:
من الذي قال النبي له و له ايضا:
الله سماه نفس أحمد في
فكيف شبهه بطائفة ديك الجن
عضو النبي المصطفى و روحه السوسي
من نفسه من نفسه و جنسه من جنسه الجماني
و أنزله منه النبي كنفسه
فمن نفسه فيكم كنفس محمد عبد المنعم الفرطوسي
أنت نفسي و أنت مني بحق العبدي:
أشهد بالله لقد قال لنا
لو أن إيمان جميع الخلق ممن
يجعل في كفة ميزان لكي عبد المنعم الفرطوسي
قال طه للمرتضى يوم احد
لو وضعنا في كفة كل فعل
و وضعنا الأعمال في يوم أحد
لاستبان الرجحان عنك فيما
و لقد فاخر الإله و باهى
و لقد أشرفت بما كان فيها
حينما قد أزاح رب البرايا
و هو في الحشر سوف يجزيك فض
يغبط الأنبياء فضلك فيه ابن العطار الواسطي الهاشمي
و لقد أرانا الله أفضل خلقه المفجع
كان النبي لما تمنى
إذ دعا الله أن يسوق أحب ابن حماد
و في قصة الطير لما دعا
أيا رب ابعث إلى أحب
فلم يستتم النبي الدعاء
ثلاث مرار فلما انتهى
فقال النبي له ادخل فقد
فخبره أنه جاءه
فقطب في وجه من رده
فأورثه برصا فاحشا الشيخ إبراهيم الكفعمي العاملي
هنيئا هنيئا ليوم الغدير
و يوم الكمال لدين الإله
و يوم العقود و يوم الشهود
و يوم الفلاح و يوم النجاح
و يوم الإمارة للمرتضى
ترى ألف عبد له معتقا
أمير السرايا بأمر النبي الايرواني
كيف لتحصى صفاتك الكتاب
ليت شعري و هل يحيط بمعناك
فلعمري ما أنت في الناس إلا
علي كالنبي بكل فضل سوى
هو المعني بالباب الذي من
فتى في كنهه خبط البرايا أبو محمد العوني
يا آل أحمد لولاكم لما طلعت
أبوكم خير من يدعى لحادثة
عدل القرآن وصي المصطفى و أبو الشيخ عبد الرضا المقري الكاظمي
وقفت دون سعيك الأنبياء
و عن الأنبياء فضلا عليك
و إذا لم يكن سوى آية التط
كنت نورا و ليس كون و لا
أنت عين اليقين سلطان موسى
و سنا النار حين آنسها من
روح قدس به تأيد عيسى
أنت لو لم تكن لما عبد الله عبد المنعم الفرطوسي
سئل المصطفى بأي لسان
قال يوحيه في لسان علي
أنت خاطبتني بصوتك حقا
قال:إني لا أشبه الناس طرا
من سناك الذاكي خلقت عليا
و أحب العباد بعد اطلاعي
فأتاك الخطاب بالوحي مني
ليكون اطمينان نفسك أمرا السيد على خان شارح الصحيفة السجادية
أمير المؤمنين فدتك نفسى
تولاك الاولى سعدوا ففازوا
و لو علم الورى ما أنت أضحوا
يمين الله لو كشف المغطى
خفيت على العيون و أنت شمس
و ليس على الصباح إذا تجلى
لسر ما دعاك أبا تراب
فكان لكل من هو من تراب
فلو لا أنت لم يخلق سماء
و فيك و في ولائك يوم حشر
بفضلك أفصحت توراة موسى
و هل لسواك بعد غدير خم
ألم يجعلك مولاهم فذلت
و كم سفهت عليك حلوم قوم الملا مهر علي
ها علي بشر كيف بشر
هو و المبدأ شمس و ضياء
اذن الله و عين الباري
علة الكون و لولاه لما
فلك في فلك فيه نجوم
جنس الأجناس علي و
كل من مات و لم يعرفهم
قوسه قوس صعود و نزول
ما رمى رمية إلا و كفى
أسد الله إذا صال و صاح
بوتراب و كنوز العالم
من له صاحبة كالزهراء
أيها الخصم تذكر سندا
إذ أتى أحمد في خم غدير
قال من كنت أنا مولاه العبدي الكوفي
محمد و صنوه و ابنته
صلى عليهم ربنا بارى الورى
صفاهم الله تعالى و ارتضى
لولاهم الله ما رفع السما
لا يقبل الله لعبد عملا
و لا يتم لامرء صلاته
لو ان عبدا لقي الله بأعما
و لم يكن والى عليا حبطت |