17ـعن العلامة السيد علي البهبهاني رحمه الله:«و قد تبين مما بيناه أيضا أن أئمتناـسلام الله عليهمـأفضل من سائر الأنبياء حتى اولي العزم منهم،أما تقدمهم على غير اولي العزم منهم فقد اتضح مما ظهر لك من أن مرتبة الإمامة فوق مرتبة النبوة و الرسالة،و أما تقدمهم على اولي العزم منهم مع ثبوت الإمامة لهم فمن جهة أن الإمامة و الولاية لها مراتب،و أتم مراتبها و أكملها ما ثبت لنبينا صلى الله عليه و آله و سلم،و لذا كان أفضل الأنبياء عليهم السلام و مرتبة إمامة الفرع في مرتبة أصله،فإمامة أئمتناـسلام الله عليهمـأيضا أتم مراتب الإمامة و الولاية،و قد تبين أيضا أن النبوة و الإمامة قد يجتمعان كما في نبينا صلى الله عليه و آله و سلم و إبراهيم الخليل،بل في اولي العزم مطلقا،و قد تفترق النبوة عن الإمامة كما في غير اولي العزم من الأنبياء عليهم السلام،و قد تفترق الإمامة عن النبوة كما في أئمتنا عليهم السلام.

فان قلت:ما ذكرت من أن الإمامة مرتبة فوق النبوة يتنافى مع افتراق الإمامةعنها لأن نيل المرتبة الفائقة متفرع على نيل المرتبة النازلة.

قلت:استحقاق المرتبة الفائقةـأي الإمامةـعلى استحقاق المرتبة النازلة و هي النبوة متحقق،و استحقاقها ثابت في أئمتنا عليهم السلام و إنما منع عنها ثبوت مرتبة الخاتمية لخاتم النبيين صلى الله عليه و آله و سلم،و إليه يشير قوله صلى الله عليه و آله و سلم في بعض أحاديث المنزلة المروي عن طرق العامة بعد قوله صلى الله عليه و آله و سلم«إلا أنه لا نبي بعدي»«و لو كان لكنت (96) ».

أقول:قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم:«لو لا أني خاتم الأنبياء لكنت شريكا في النبوة،فان لا تكن نبيا فإنك وصي نبي و وارثه،بل أنت سيد الأوصياء،و إمام الأتقياء (97) ».

و قالـأيضا:«عن زيد الشحام قال:«سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:إن الله تبارك و تعالى اتخذ إبراهيم عليه السلام عبدا قبل أن يتخذه نبيا،و إن الله اتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا،و إن الله اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا،و إن الله اتخذه خليلا قبل أن يتخذه إماما،فلما جمع له الأشياء قال:«إني جاعلك للناس إماما»فمن عظمها في عين إبراهيم،قال :«و من ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين»،قال:لا يكون السفيه إمام التقي و إذا ثبت أن إمامته كانت بعد نبوته بل رسالته و خلته تبين لك أنها مرتبة فوق النبوة (98) ».

و قالـأيضاـ(ص 60):«و أما كونه من الرسول صلى الله عليه و آله و سلم...على ما رواه الفريقان أنه قال صلى الله عليه و آله و سلم:«أنا و علي من شجرة واحدة و الناس من أشجار شتى،و علي مني و أنا منه».و هي منقبة جليلة دالة على اتحادهما و تساويهما في الكمال و عدم ارتقاء أحد من الناس مرتبته و درجته».

و قال(ص 50):«و بعد ما ظهر لك أن الآية الكريمة (99) تدل على أن علم

الكتاب كله عند مولانا أمير المؤمنين و الائمة المعصومين من ذريتهـسلام الله عليهم أجمعينـظهر لك أنهم أعلم و أفضل من اولي العزم من الانبياء عليهم السلام لأن علومهم محدودة و ليس عندهم علم الكتاب كله».

و قال(ص 130):«و اعلم أن هذه الروايات المستفيضة (100) من الجانبين تدل على أن الخمسة الطيبةـصلوات الله عليهمـأفضل الخلائق أجمعين من الأولين و الآخرين حتى اولى العزم من الأنبياءـسلام الله عليهمـضرورة أنهم لو لم يكونوا أفضل من جميعهم لم يكونوا واسطة في إيجادهم».

و قال(ص 142):إن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام و أبناءه الطاهرينـسلام الله عليهم أجمعينـهم الذين اختارهم الله على جميع خلقه».

و قال(ص 184):«إنه عليه السلام أفضل الخلق بعد خاتم النبيين صلى الله عليه و آله و سلم حتى الأنبياء عليهم السلام».

و قال(ص 236):«و يستفاد من هذه الروايات الشريفة المفسرة للآية الكريمة (101) المستفيضة من طريق العامة المتواترة من طريقنا:أن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام سيد المؤمنين،و خيرهم،و أفضلهم بعد النبي صلى الله عليه و آله و سلم،و أنه بمنزلةنفس النبي صلى الله عليه و آله و سلم و ليس أحد أقرب منه إلى النبي درجة و منزلة،توضيح ذلك:أن قوله صلى الله عليه و آله و سلم في جواب السائل:«إن داري و دار علي واحدة غدا في مكان واحد،يدل على أن منزلته عليه السلام منه صلى الله عليه و آله و سلم منزلة نفسه الشريفة،و هما في درجة واحدة عند الله تعالى شأنه».

18ـعن العلامة الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء رحمه الله:«و قد ذكروا أن مريم عليها السلام لما جاءها المخاض بعيسى عليه السلام أوت إلى بيت المقدس لتضعه فيه،فنوديت:اخرجي يا مريم،فهذا بيت العبادة لا بيت الولادة،و فاطمة بنت أسد لما أحست بالطلقـو هي بالكعبةـأنسدت أبوابها و لم تقدر على الخروج حتى وضعت علياـسلام الله عليهـ،لعل في هذه الحادثة الغريبة أسرارا و رموزا أجلها و أجلاها أن الله سبحانه كأنه يقول:أيها الكعبة،إني ساطهرك من رجس الأوثان،و الأنصاب،و الأزلام بهذا المولود فيك،و هكذا كان،فإن النبي صلى الله عليه و آله و سلم دخلها عام الفتح،و الأصنام معلقة على جدرانها،و لكل قبيلة من قبائل العرب صنم،فأصعد عليا عليه السلام على منكبه و صار حطمها و يرمي بها إلى الأرض و النبي صلى الله عليه و آله و سلم يقول:/جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقا/ (102) .

و قد نظم الشافعي هذه الفضيلة بأبيات تنسب إليه،يقول في آخرها:

و علي واضع أقدامه‏ 
في محل وضع الله يده

فإن النبي صلى الله عليه و آله و سلم كان يحدث عن المعراج قائلا:«أن الله عز شأنه وضع يده على كتفي حتى أحسست بردها على كبدي».و في ولادته رمز آخر لعله أدق و أعمق،و هو أن حقيقة التوجه إلى الكعبة هو التوجه إلى ذلك النور المتولد فيها،و لو أن القصد مقصور على محض التوجه إلى تلك البنية و الأحجار لكانـأيضاـنوعا من عبادة الأصنام(معاذ الله)و لكن التناسب يقتضي أن البدن و هو تراب يتوجه‏إلى الكعبة التي هي تراب،و الروح التي هي جوهر مجرد تتوجه إلى النور المجرد،و كل جنس لاحق بجنسه،النور للنور،و التراب للتراب .و إلى بعض هذا أشار بعض شعراء فاطميين إذ يقول عن الإمام:

بشر في العين إلا أنه‏ 
من طريق الحق نور و هدى

جل أن تدركه أبصارنا 
و تعالى أن نراه جسدا

فهو التسبيح زلفى راكع‏ 
سمع الله به من حمدا

تدرك الأفكار منه جوهرا 
كاد من إجلاله أن يعمدا

فهو الكعبة و الوجه الذي‏ 
وحد الله به من وحدا

و هذان السطران من الشعر و إن كان فيه شي‏ء من الغلو ففيه كثير من الحقيقة،و فيه لمعات من التوحيد،نعم،نتوجه بأبداننا في صلواتنا إلى الكعبة،و بأرواحنا إلى النور الذي أشرق و أضاء فيها... (103)

و عنه رحمه الله في خطبته يوم ميلاد أمير المؤمنين عليه السلام:«قال الله سبحانه في محكم كتابه:/و أشرقت الأرض بنور ربها و وضع الكتاب و جى‏ء بالنبيين و الشهداء/ (104) .

نعم،في مثل هذا اليوم أو هذه الليلة أشرقت الأرض بنور ربها،وجى‏ء بوارث النبيين و جامع علوم الاولين و الآخرين،إمام الشهدا و سيد الصديقين،و احتفالنا بانبثاق هذا النور الإلهي (105) في مثل هذا اليوم ليس كاحتفال الأمم بيوم ولادة ملوكها أو عظمائها و سلاطينها و رجال نهضتها،بل احتفال بالنعمة و الآية الكبرى و المثل الأعلى الذي تنزلت الأحدية به من عليا ملكوتها الشامخ،و جبروتها الباذخ،و قدس تجردها إلى عوالم الناسوت و تقمص المادة لتعود المادة روحا،و الجسد عقلا،و الموت حياة.نحتفل بذكرى ولادة بحر العلم الخضم الذي تدفق بنهج البلاغة،و هو نبع من ينابيعه،و شرعة من مشاريعه،و لا جاءت العصور،و لا انجلت الدهور عن كتاب بعد كتاب الله العظيم أنفع و لا أجمع و لا ألمع و لا أنصع منه في إقامة براهين التوحيد،و دلائل الصنعة،و أسرار الخلقة،و أنوار الحقيقة،و تهذيب النفس،و سياسة المدن،و حكمة التشريع،و العظات البليغة،و الحجج الدامغة،و إنارة العقول،و طهارة النفوس بينا نراه يفيض ينابيع الحكمة النظرية و العملية و يرهق على توحيد الصانع،و يعرق في وصف الملائكة و المجردات بيانا،و يمثل لك الجنة و النار عيانا...

نحتفل بذكرى ولادة الأمام الذي وضع الدنيا تحت قدميه،و كانتـو هى العزيزة لغيرهـأحقر شي‏ء لديه،الإمام الذي عرف حقيقتها،و أعطاها حقها،قال:«يا دنيا غرى غيري»،الإمام الذي لو لا ضرب ماضيه ما اخضر للإسلام عود،و لا قام له عمود،بل لولاه لما استقام الوجود،و لا عرف المعبود... (106) ».

19ـعن المولى الحاج محمد علي (107) :«اعلم أن من تتبع الأخبار و الآثار،و جاس خلال تلك الديار ظهر عنده كالشمس في رائعة النهار أن أفضل جميع المخلوقات،و أشرف جميع الموجودات هم الأنوار الأربعة عشر،و هم أهل دائرة واحدة هي أعلى الدوائر الكونية لا دائرة فوقها في الشرف و الفضيلة،و هم من طينة واحدة،و نور كل واحد منهم من جنس نور الآخر،لكن بالتقدم و التأخركالضوء من الضوء على ما في الخبر.و المبدأ في تلك الدورة العلية و السلسلة الجلية هو ختم الأنبياء و المنتهى هي فاطمة الزهراء و بعد ختم الأنبياء في درجة الفضيلة هو ختم الأولياء و بعده أولاده المعصومون...

ثم المحقق من الروايات و الأخبار أن مرتبة الأنبياء مطلقا تحت مرتبة هؤلاء الأنوار،فيكون كل من الأنوار الأربعة عشر أفضل من الأنبياء حتى اولي العزم منهم أيضا لكون الأنبياء مطلقا مخلوقين من أنوار هؤلاء الأنوار،و النور أسفل من المنير بمراتب كثيرة (108) ».

و قالـأيضا:«و في كتاب«المناقب»مسندا إلى صعصعة بن صوحان أنه دخل على أمير المؤمنين لما ولي،فقال:يا أمير المؤمنين!أنت أفضل،أم آدم أبو البشر؟قال علي عليه السلام:تزكية المرء نفسه قبيح،قال الله تعالى لآدم:/يا آدم اسكن أنت و زوجك الجنةـالآية/ (109) ،و إن أكثر الاشياء أباحنيها الله،و تركتها و ما قاربتها،ثم قال:أنت أفضل أم نوح؟فقال علي عليه السلام:إن نوحا دعا على قومه،و أنا ما دعوت على ظالمي حقي،و ابن نوح كان كافرا،و ابناي سيدا شباب أهل الجنة.

قال:أنت أفضل،أم موسى؟قال عليه السلام:إن الله تعالى أرسل موسى إلى فرعون فقال:/إني أخاف أن يقتلون/ (110) ،و أنا ما خفت حين ارسلني رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بتبليغ سورة براءة أن أقرأها على قريش في الموسم مع أني كنت قتلت كثيرا من صناديدهم،فذهبت إليهم و قرأتها عليهم و ما خفتهم.

قال:أنت أفضل،أم عيسى بن مريم؟فقال عليه السلام:عيسى كانت امه في بيت المقدس،فلما جاءت وقت ولادتها سمعت قائلا يقول:اخرجي،هذا بيت العبادة لا بيت الولادة،و أما أمي فاطمة بنت أسد لما قرب وضع حملها كانت في الحرم،فانشق حائط الكعبة و سمعت قائلا يقول لها:ادخلي،و دخلت في وسط البيت و أنا ولدت به،و ليس لأحد هذه الفضيلة لا قبلي و لا بعدي (111) »

20ـعن الشيخ محمد عبده:و أحيانا كنت أشهد أن عقلا نورانيا لا يشبه خلقا جسدانيا فصل عن الموكب الألهي،و اتصل بالروح الإنساني،فخلعه عن غاشيات الطبيعة،و سمابه إلى الملكوت الأعلى،و نما إلى مشهد النور الأجلى،و سكن به إلى عمار جانب التقديس بعد إستخلاصه من شوائب التلبيس (112) ».

21ـقال الجاحظـمع نصبهـفي رسالة له في فضل أهل البيت عليهم السلام:«و المولد مكان عظيم،و النشأ مبارك مكرم،و الشأن عظيم،و العلم كثير،و ليس له نظير،و الهمة عالية،و القوة كاملة،و البيان عجيب،و اللسان خطيب،و الصدر رحيبـالخ (113) ».

22ـعن العلامة ابن الصباغ المالكي:«فهؤلاء(أي الآل)هم أهل البيت المرتقون بتطهيرهم إلى ذروة أوج الكمال،المستحقون لتوقيرهم مراتب الإعظام و الإجلال،و لله در القائل إذ قال :

هم القوم فاقوا العالمين مناقبا 
محاسنها تجلى و آياتها تروى (114)

أقول:إذا كان عليه السلام عقلا نورانيا لا يشبه خلقا جسدانيا،أو إذا كان لم يكن له نظير،أو فاق هو و أولاد،المعصومون العالمين صاروا أفضل من جميع الأنبياء،و النبي صلى الله عليه و آله و سلم و إن كان أفضل منهم إلا أنهم من رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و هو منهم عليهم السلام.

و إلى هنا نختم البحث عن أفضلية علي و ذريته عليهم السلام،فخذ قصيرة من طويلة،و في هذا غني و كفاية.و لنشرع الآن في البحث عن مقاماته و مقاماتهم الأربعة في‏مواقف الآخرة و هو الباب الثالث من هذا الكتاب.

الاستدراك

أفضلية علي عليه السلام في القصائد و المدائح

أيها القارئ الكريم!أنت بعد ما لا حظت و شاهدت أفضلية علي عليه السلام على جميع البشر حتى الأنبياء و اولي العزم من الرسل في الآيات القرآنية بمعونة الأخبار و الأحاديث التي جاءت من الفريقين جدير بنا أن نشير إلى أفضليته عليه السلام في القصائد و المدائح،فعلى هذا نختار و نختطف منها موضع الحاجة،أي الأبيات التي تصرح بمقصودنا كالأشعار التي تدل على إتحاد النورين(نور النبوة و نور الولاية)أو أن عليا عليه السلام نظير النبي،أو خير البرية،أو ان الأنبياء توسلوا به،أو انه عليه السلام أصل الأصول،أو أنه خير الورى،أو أنه خير البشر،أو أنه صنو النبي،أو أنه واحد البشر،أو أنه خير الأنام،أو أنه علة الخلق،أو أنه مشبه للرسول،أو أن هديه هدي النبي،أو أنه نفس النبي،أو أنه روح النبي،أو عضو منه،أو أن الله يوحي إلى رسوله بلسان علي،أو أنه أمير البرايا،أو لولاه لم يخلق تراب،أو لولا حيدر ما كانت الدنيا و لا جمع البرية أجمع،أو من أجله خلق الزمان،أو أنه نار موسى،أو لو لا حيدر لم يكن في الأرض ديار،و أمثال هذه الكلمات التي جاءت في القصائد،فلاحظ.

بولس سلامه

جلجل الحق في المسيحي حتى‏ 
عد من فرط حبه علويا

أنا من يعشق البطولة و الإلها 
م و العدل و الخلاق الرضيا

فإذا لم يكن علي نبيا 
فلقد كان خلقه نبويا

أنت رب العالمين إلهي‏ 
فأنلهم حنانك الأبويا

و أنلنى ثواب ما سطرت كفي‏ 
فهاج الدموع في مقليا

سفر خير الأنام من بعد طه‏ 
ما رأى الكون مثله آدميا

يا سماء اشهدي و يا أرض قري‏ 
و اخشعي،إننى ذكرت عليا

و له أيضا

هو فخر التاريخ لا فخر شعب‏ 
يدعيه و يصطفيه وليا

لا تقل شيعة هواة علي‏ 
إن في كل منصف شيعيا

إنما الشمس للنواظر عيد 
كل طرف يرى الشعاع السنيا (115)

قال الشاعر في مقدمة ديوانه:فيا أبا الحسن!ماذا أقول فيك،...و إن شعري لحصاة في ساحلك يا أمير الكلام!و لكنها حصاة مخضوبة بدم الحسين الغالي،فتقبل هذه الملحمة،و انظر من رفارف الخلد إلى عاجز شرف قلمه بذكرك (116) .

عبد الباقي العمري البغدادي

أنت العلي الذي فوق العلى رفعا 
ببطن مكة عند البيت إذ وضعا

و أنت نقطة باء مع توحدها 
بها جميع الذي في الذكر قد جمعا

و أنت صنو نبي غير شرعته‏ 
لأنبياء اله العرش ما شرعا

و أنت أنت ركن الذي حطت له قدم‏ 
في موضع يده الرحمن قد وضعا

و أنت ركن يجير المستجير به‏ 
و أنت حصن لمن من دهره فزعا

و أنت أنت الذي للقبلتين مع‏ 
النبي أول من صلى و من ركعا

و أنت أنت الذي في نفس مضجعه‏ 
في ليل هجرته قد بات مضطجعا

ما فرق الله شيئا في خليقته‏ 
من الفضائل إلا عندك اجتمعا

و باب خيبر لو كانت مسامره‏ 
كل الثوابت حتى القطب لا ينقلبا

فاقبل فدتك نفوس العالمين ثنا 
بمثله العالم العلوي ما سمعا

و له ايضا

يا أبا الأوصياء أنت لطه‏ 
صهره و ابن عمه و أخوه

إن لله في معانيك سرا 
أكثر العالمين ما علموه

أنت ثاني الآباء في منتهى الدو 
ر و آباؤه تعد بنوه

خلق الله آدما من تراب‏ 
فهو ابن له و أنت أبوه (117)

ابن أبي الحديد المعتزلي

لقد فاز عبد للوصي ولائه‏ 
و إن شابه (118) بالموبقات (119) الكبائر

و خاب معاديه و لو حلقت به (120)  
قوادم فتخاء الجناحين كاسر (121)

هو النبأ المكنون و الجوهر الذي (122)  
تجسد من نور من القدس زاهر

و ذو المعجزات الواضحات أقلها 
الظهور على مستودعات السرائر

و وارث علم المصطفى و شقيقه (123)  
أخا و نظيرا في العلى و الأواصر (124)

ألا إنما الإسلام لولا حسامه‏ 
كعفطة عنز (125) أو قلامة حافر

ألا إنما التوحيد لولا علومه‏ 
كعرضة ضليل أو كنهبة كافر

ألا إنما الأقدار طوع يمينه‏ 
فبورك من وتر مطاع و قادر (126)

تعاليت عن مدح فأبلغ خاطب‏ 
بمدحك بين الناس أقصر قاصر

صفاتك أسماء و ذاتك جوهر 
بري‏ء المعاني من صفات الجواهر (127)

يجل عن الأعراض و الأين و المتى‏ 
و يكبر عن تشبيهه بالعناصر (128)

إذا طاف قوم في المشاعر و الصفا 
فقبرك ركني طائفا و مشاعري

و إن ذخر الأقوام نسك عبادة 
فحبك أو في عدتي و ذخائري

و ان صام ناس في الهواجر حسبة 
فمدحك أسنى من صيام الهواجر

و إن اك فيما جئته شر مذنب‏ 
فربك يا خير الورى خير غافر

إذا كنت للنيران في الحشر قاسما 
أطعت الهوى و الغي غير محاذر

نصرتك فى الدنيا بما أستطيعه‏ 
فكن شافعي يوم المعاد و ناصري

فليت ترابا حال دونك لم يحل‏ 
و ساتر وجه منك ليس بساتر

لتنظر ما لاقى الحسين و ما جنت‏ 
عليه العدى من مفظعات الجرائر

من ابن زياد و ابن هند و ابن‏ 
سعد و أبناء الإماء العواهر

بني الوحي هل أبقى الكتاب لناظم‏ 
مقالة مدح فيكم أو لناثر

إذا كان مولى الشاعرين و ربهم‏ 
لكم باتيا مجدا فما قدر شاعر

فاقسم لولا أنكم سبل الهدى‏ 
لضل الورى عن لاحب (129) النهج ظاهر

فلو لم تكونوا في البسيطة (130) زلزلت‏ 
و أخرب من أرجائها كل عامر

فانظر أخي الكريم!كيف جعل عليا أخا و نظيرا لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في العلى و الأواصر و خاطبه يا خير الورى!و إذا كان علي عليه السلام نظيرا لرسول الله و كان خير الورى فيكون مقدما على جميع الانبياء و الرسل.

و له أيضا

يا برق إن جئت الغري (131) فقل له‏ 
أتراك تعلم من بأرضك مودع

فيك ابن عمران الكليم و بعده‏ 
عيسى يقفيه (132) و أحمد يتبع

بل فيك جبريل و ميكال و اس 
رافيل و الملأ المقدس (133) أجمع

بل فيك نور الله جل جلاله‏ 
لذوي البصائر يستشف و يلمع

فيك الامام المرتضى فيك الوصي‏ 
المجتبى فيك البطين الأنزع (134)

هذا ضمير العالم الموجود عن‏ 
عدم و سر وجوده المستودع (135)

هذا هو النور الذى عذباته (136)  
كانت بجبهة آدم تتطلع

و شهاب موسى حيث أظلم ليله‏ 
رفعت له لألاؤه تتشعشع

يا هازم الأحزاب لا يثنيه عن‏ 
خوض الحمام مدجج و مدرع (137)

يا قالع الباب الذي عن هزها (138)  
عجزت أكف أربعون و أربع

لولا حدوثك قلت إنك جاعل‏ 
الأرواح في الأشباح (139) و المستنزع

لو لا مماتك قلت إنك باسط 
الأرزاق تقدر في العطاء و توسع

ما العالم العلوي إلا تربة (140)  
فيها لجثتك الشريفة مضجع

ما الدهر إلا عبدك القن (141) الذي‏ 
بنفوذ أمرك في البرية مولع

أأقول فيك سميدع كلا و لا 
حاشا لمثلك أن يقال سميدع (142)

بل أنت في يوم القيامة حاكم‏ 
في العالمين و شافع و مشفع

و الله لو لا حيدر ما كانت ال 
دنيا و لا جمع البرية مجمع

من أجله خلق الزمان و ضوئت‏ 
شهب كنسن و جن ليل أدرع (143)

و إليه في يوم المعاد حسابنا 
و هو الملاذ لنا غدا و المفزع

و له أيضا

ألم تخبر الأخبار في فتح خيبر 
ففيها لذي اللب الملب أعاجيب

و فوز علي بالعلى فوزها به‏ 
فكل إلى كل مضاف و منسوب

و ما أنس لا أنس اللذين تقدما 
و فرهما،و الفر قد علما حوب

و للراية العظمى و قد ذهبا بها 
ملابس ذل فوقها و جلابيب

يشلهما من آل موسى شمردل‏ 
طويل نجاد السيف أجيد يعبوب

أحضرهما أم حضر أخرج خاضب‏ 
و ذان هما أم ناعم الخد مخضوب

عذرتكما إن الحمام لمبغض‏ 
و إن بقاء النفس للنفس محبوب

حنانيك فاز العرب منك بسؤدد 
تقاصر عنه الفرس و الروم و النوب

فما ماس موسى في رداء من العلى‏ 
و لا آب ذكرا بعد ذكرك أيوب

و يا علة الدنيا و من بدو خلقها 
له و سيتلو البدو في الحشر تعقيب

ظننت مديحي في سواك هجاءة 
و خلت مديحي إنه فيك تشبيب

أقول:القصيدة طويلة جدا أخذنا منها موضع الحاجة.

و له أيضا

و قل:السلام عليك يا مولى الورى (144)  
نصا به نطق الكتاب المنزل

و خلافة ما إن لها لو لم تكن‏ 
منصوصة عن جيد مجدك معدل (145)

عجبا لقوم أخروك و كعبك ال 
عالى و خد سواك أضرع أسفل (146)

عجبا لهذي الأرض يضمر تربها 
أطواد مجدك كيف لا تتزلزل (147)

يا أيها النبأ العظيم فمهتد 
في حبه و غواة قوم ضلل (148)

يا أيها النار التي شب السنا 
منها لموسى و الظلام مجلل (149)

يا فلك نوح حيث كل بسيطة 
بحر يمور و كل بحر جدول (150)

يا وارث التوراة و الإنجيل و الفر 
ـقان و الحكم التي لا تعقل

لولاك ما خلق الزمان و لا دجي‏ 
غب ابتلاج الفجر ليل أليل

سمعا أمير المؤمنين قصائدا 
يعنو لها بشر و يخضع جرول

الدر من ألفاظها لكنه‏ 
در له ابن الحديد يفصل

هي دون مدح الله فيك و فوق ما 
مدح الورى و علاك منها أكمل

الخطيب الخوارزمي

ألا هل من فتى كأبي تراب‏ 
إمام طاهر فوق التراب

إذا ما مقلتي رمدت فكحلي‏ 
تراب مس نعل أبي تراب

هو البكاء في المحراب لكن‏ 
هو الضحاك في يوم الحراب

كأن الناس كلهم قشور 
و مولانا علي كاللباب

ولايته بلا ريب كطوق‏ 
على رغم المعاطس في الرقاب

ففاطمة و مولانا علي‏ 
و نجلاه سروري في الكتاب (151)

الكوثرية للعلامة السيد رضا الهندي

أمفلج ثغرك أم جوهر 
و رحيق رضابك أم سكر

قد قال لثغرك صانعه: 
إنا أعطيناك الكوثر

و الخال بخدك أم مسك‏ 
نقطت به الورد الأحمر

أم ذاك الخال بذاك الخد 
فتيت الند على مجمر

عجبا من جمرته تذكو 
و بها لا يحترق العنبر

ـإلى أن قال:ـ

فلقد أسرفت و ما أسلف 
ت لنفسى ما فيه أعذر

سودت صحيفة أعمالي‏ 
و وكلت الأمر إلى حيدر

هو كهفي من نوب الدنيا 
و شفيعي في يوم المحشر

قد تمت لي بولايته‏ 
نعم جمت عن أن تشكر

لاصيب بها الحظ الأوفى‏ 
و أخصص بالسهم الأوفر

بالحفظ من النار الكبرى‏ 
و الأمن من الفزع الاكبر

هل يمنعني و هو الساقي‏ 
أن أشرب من حوض الكوثر

أم يطردني عن مائدة 
وضعت للقانع و المعتر

يا من قد أنكر من آيا 
ـت أبي حسن ما لا ينكر

إن كنت لجهلك بالأيا 
م جحدت مقام أبي شبر

فاسأل بدرا و اسأل احدا 
و سل الأحزاب و سل خيبر

من دبر فيها الأمر و من‏ 
أردي الأبطال و من دمر

من هد حصون الشرك و من‏ 
شاد الإسلام و من عمر

من قدمه طه و على‏ 
أهل الإيمان له أمر

قاسوك أبا حسن بسوا 
ـك و هل بالطود يقاسى الذر

أنى ساووك بمن ناوو 
ـك و هل ساووا نعلي قنبر

من غيرك من يدعى للحر 
ـب و للمحراب و للمنبر

أفعال الخير إذا أنتشرت‏ 
في الناس فأنت لها مصدر

و إذا ذكر المعروف فما 
لسواك به شي‏ء يذكر

أحييت الدين بأبيض قد 
أودعت به الموت الأحمر

قطبا للحرب يدير الضر 
ـب و يجلو الكرب بيوم الكر

فاصدع بالأمر فناصر 
ـك البتار و شانئك الأبتر

لو لم تؤمر بالصبر و كظم الغي 
ظ وليتك لم تؤمر

ما نال الأمر أخو تيم‏ 
و ناوله منه حبتر

لكن أعراض العاجل ما 
علقت بردائك يا جوهر

أنت المهتم بحفظ الدي 
ـن و غيرك بالدنيا يغتر

أفعالك ما كانت فيها 
إلا ذكرى لمن اذكر

حججا ألزمت بها الخصما 
ء و تبصرة لمن استبصر

آيات جلالك لا تحصى‏ 
و صفات كمالك لا تحصر

من طول فيك مدائحه‏ 
عن أدنى واجبها قصر

فاقبل يا كعبة آمالي‏ 
من هدي مديحي ما استيسر

و قال شاعر تتمة لهذه القصيدة:

كف لطمت عين الزهراء 
كانت للبغي هي المصدر

و الكسر بأضلاع الزهراء 
أبد الآباد فلا يجبر

شاعر

أخو أحمد المختار صفوة هاشم‏ 
ابو السادة الغر الميامين مؤتمن

وصي إمام المرسلين محمد 
علي أمير المؤمنين أبو الحسن

هما ظهرا شخصين و الروح واحد 
بنص حديث النفس و النور فاعلمن (152)

عبد المنعم الفرطوسي

قال طه:كنا أنا و علي‏ 
عند عرش الرحمن أسنى ضياء

قبل إيجاد آدم بالوف‏ 
من سني الأزمان و الآناء

و سلكنا في صلبه و انتقلنا 
بين أصلاب خيرة الآباء

و قسمنا نورين في أبوينا 
من إناء مطهر لإناء

فعلي مني و إني حقا 
من علي على صعيد سواء (153)

و له أيضا

قال طه:إن النبيين أسمى‏ 
من جميع الملائك الأصفياء

و أنا أفضل النبيين شأنا 
و مقاما و أكرم السفراء

و لك الفضل في الخلائق بعدي‏ 
و لباقي الأئمة الأتقياء

يا علي لم يخلق الخلق لولانا 
و لا كان منه خلق السماء

و انطوى الكون من جنان و من نار 
و من آدم و من حواء (154)

و له أيضا

قال:ما من نبى الا و يحكى‏ 
بنظير من أحسن النظراء

و علي في امتي هو مثلي‏ 
و نظيري من سائر الأولياء (155)

و له أيضا

قال:إن شئت أن ترى في البرايا 
شخص موسى في البطش و الاجتراء

و ترى آدما بعلم و يحيى‏ 
مع نوح في زهده و الذكاء

فترى المرتضى فهذي المزايا 
فيه قد جمعت من الأنبياء (156)

و له أيضا

قد تغذى من روحه و هداه‏ 
بلبان الإخا و در الصفاء

حيث صدر النبي مهد و ثير 
و يداه للحفظ خير وقاء

كان يدني فراشه منه حتى‏ 
لا ينام النبي و المهد نائي

و يهز المهد الذي هو فيه‏ 
بحنو في ساعة الإغفاء

و يناغيه و هو في المهد ملقى‏ 
بحنان في ضحكه و البكاء

و تربى في حجره و هو طفل‏ 
مستظلا من عطفه برداء

حين آوى إليه في عام عسر 
عم شيخ البطحاء بالبأساء

فرعاه حتى ترعرع منه‏ 
فهو غرس في خلقه و النماء

و تلقى الآداب منه دروسا 
فدروسا من حكمة و ذكاء

فهو صنو له و أحمد صنو 
لعلي في دوحة العلياء (157)

نابغة الدهر الشيخ محمد حسين الإصفهاني رحمه الله

اسمه العلى

و مذ تجلى مشرقا نور الهدى‏ 
خرت له الأصنام طرا سجدا

و في اسمه كنز النجاح و الفرج‏ 
حدث بما شئت هنا و لا حرج

سماه باسمه العلي الأعلى‏ 
تكرما منه له و فضلا

اسم سما في عالم الأسماء 
كالشمس في كواكب السماء

اسم به يستدفع البلاء 
و إن يكن أبرمه القضاء

اسم به أو رقت الأشجار 
إسم به أينعت الثمار

و قامت السبع العلى بلا عمد 
باسم علي فهو خير معتمد

اسم به استدارت الأفلاك‏ 
اسم به استجارت الأملاك

اسم به آدم نال الصفوة 
من ربه و نال منه عفوه

و باسمه نوح نجا من الغرق‏ 
و فلكه جرى على خير نسق

و باسمه نال الخليل الخلة 
شرفه الله بتلك الحلة

و نال منه البرد و السلامة 
بل منه نال منصب الإمامة

و باسمه موسى غدا كليما 
و نال منه منزلا كريما

و باسمه سما المسيح ذو العلى‏ 
إلى السماء آمنا من البلا

و باسمه استغاث سيد الورى‏ 
حين الذي جرى عليه ما جرى

و باسمه كل نبي و ولي‏ 
نجى من الشر الذي به ابتلي (158)

الشيخ الحر العاملي رحمه الله

كيف تحظا بمجدك الأوصياء؟ 
و به قد توسل الأنبياء

ما لخلق سوى النبي و سبطيه‏ 
السعيدين هذه العلياء

فبكم آدم استغاث و قد مس 
ته بعد المسرة الضراء

يوم أمسي في الأرض فردا غريبا 
و نأت عنه عرسه حواء

فتلقى من ربه كلمات‏ 
شرفتها من ذكركم أسماء

فاستجيب الدعاء منه و لولا 
ذكركم ما استجيب منه الدعاء

ثم يعقوب قد دعا مستجيرا 
من بلاء بكم فزال البلاء

و أتاه بكم قميص يوسف و ارتد 
بصيرا و تمت النعماء

و بكم كان للخليل ابتهال‏ 
و دعاء لربه و اشتكاء

حين ألقاه عصبة الكفر في النا 
ر فما ضر جسمه الإلقاء

أ يضام الخليل من بعد ما كا 
ن إليكم له هوى التجاء؟

و بكم يونس استغاث و نوح‏ 
إذ طغا الماء و استجد العناء

و بأسمائكم توسل أيوب‏ 
فزالت عنه بها الأسواء

لعلي مجد غدا دون أد 
ناه الثريا في البعد و الجوزاء

أي فخر كفخره و النبيون‏ 
عليهم عهد له و ولاء

بعض شعراء الموصل

و بهم آدم توسل لما 
ضل عن رشده عن التضليل

إذ تلقى من ربه كلمات‏ 
آدم فاستخصه بالقبول

و أنارت بروح شيث و نوح‏ 
ثم أفضت إلى النبي الخليل

و جرت في محل كل زكي‏ 
و رضي من نسل إسماعيل

ثم صارت محمدا و عليا 
و هما في الفخار أصل الاصول (159)

الشيخ البهائي رحمه الله

إمام البرية أصل الاصول‏ 
شفيع الأنام بيوم مهول

فتى حبه الله ثم الرسول‏ 
وصي النبي و زوج البتول

حوى في الزمان الندى و الفخارا (160)

السيد ميرزا علي آغا الشيرازي

كيف أدري و هو سر فيه قد حار العقول‏ 
حادث في اليوم لكن لم يزل أصل الاصول

مظهر لله لكن لا اتحاد لا حلول‏ 
غاية الإدراك أن أدري بأني لست أدري (161)

ابن الرومي

رأيتك عند الله أعظم زلفة 
من الأنبياء المصطفين ذو و الرشد (162)

العلامة النباطي البياضي

فآدم لما أن عصى زال فضله‏ 
و في هل أتى شكر الإمام على الرفد

و قد سأل إبراهيم إحياء ميت‏ 
ليطمئن منه القلب بالواحد الفرد

و لو يكشف المستور مولاي لم يزد 
يقينا على ما كان من سالف العهد

و قد خاف موسى حين ولى مبادرا 
و بات علي لم يخف سطوة الضد

أبو الرقعمق الأنطاكي(المتوفى سنة 399)

لا و الذي نطق النبي‏ 
بفضله يوم الغدير

ما للإمام أبي علي‏ 
في البرية من نظير (163)

الصاحب بن عباد

لآل محمد أصبحت عبدا 
و آل محمد خير البرية

اناس حل فيهم كل خير 
مواريث النبوة و الوصية

البياري

أمير المؤمنين لنا إمام‏ 
له العلياء و الرتب السنية

فلم أنكرتم لو قلت يوما 
بأن المرتضى خير البرية

ستذكر بغضه و قلاه يوما 
أتاك ردى و حم لك المنية (164)

أبو الحسين فاذشاه

من قال ليس المرتضى خير الورى‏ 
بعد النبي فهو في قعر لظى (165)

الحميري

أشهد بالله و الآئه‏ 
و الله عما قلته سائل

إن علي بن أبي طالب‏ 
لخير ما حاف و ما ناعل (166)

الخطيب الخوارزمى

إن علي بن أبي طالب‏ 
خير الورى و الطالب الغالب

خير الورى و الطالب الغالب‏ 
بعد النبي ابن أبي طالب (167)

الحسن بن حمزة العلوي

جاء إلينا في الخبر 
بأنه خير البشر

فمن أبى فقد كفر 
بفضل من يفاضل (168)

أبو الطفيل الكنانى

اشهد بالله و آلائه‏ 
و آل ياسين و آل الزمر

إن علي بن أبي طالب‏ 
بعد رسول الله خير البشر

لو يسمعوا قول نبي الهدى‏ 
من حاد عن حب علي كفر (169)

عمر النوقاني

أشهد بالله و آلائه‏ 
شهادة بالحق لا بالمرا

إن علي بن أبي طالب‏ 
خير الورى من بعد خير الورى (170)

ابن حجاج

فمذهبي أن خير الناس كلهم‏ 
بعد النبي أمير المؤمنين علي (171)

الحميرى

ألم يك خيرهم أهلا و ولدا 
و أفضلهم معالا ينكرونا

ألم يك أهله خير الأنام‏ 
و سبطاه رئيس الفائزينا (172)

الناشي

إن الإمام علي عند خالقه‏ 
غداه فينا أخوه فاعرف الذنبا

هذا نبي و هذا خير امته‏ 
دينا و أعلى البرايا كلهم نسبا (173)

الفضل بن عتبة

ألا إن خير الناس بعد محمد 
مهيمنه التاليه في العرف و النكر (174)

ديك الجن

إن عليا خير أهل الأرض‏ 
بعد النبي فاربعي أو امضي (175)

البشنوي الكردي

خير البرية خاصف النعل الذي‏ 
شهد النبي بحقه في المشهد

و بعلمه و قضائه و بسيفه‏ 
شهد الرسول مع الملائك فاشهد (176)

ابن الحجاج

أهلا و سهلا بالأغر 
ابن الميامين الغرر

أهلا و سهلا يابن زم 
زم و المشاعر و الحجر

يابن الذي لولاه ما 
اقتربت و لا انشق القمر

يابن الذي هو و النبي‏ 
محمد خير البشر

و من استجاز خلاف ذلك‏ 
أو رواه فقد كفر (177)

ابن شهر آشوب

ألا إن خير الناس بعد نبينا 
علي ولي الله و ابن المهذب

به قام للدين الحنيف عموده‏ 
و صار رفيقا ذا رواق مطنب (178)

عن الحميدي

علي أمير المؤمنين أخو الهدى‏ 
و أفضل ذي نعل و من كان حافيا

أسر إليه أحمد العلم جملة 
و كان له دون البرية واعيا (179)

مما قيل على لسان الأشعث بن قيس الكندي

أتانا الرسول رسول الوصي‏ 
علي المهذب من هاشم

رسول الوصي وصي النبي‏ 
و خير البرية من قائم

وزير النبي و ذو صهره‏ 
و خير البرية في العالم

له الفضل و السبق بالصالحات‏ 
لهدي النبي به يأتمي (180)

و من قول زجر بن قيس إلى خاله جرير:

جرير بن عبد الله لا تردد الهدى‏ 
و بايع عليا إننى لك ناصح

فإن عليا خير من وطى‏ء الحصى‏ 
سوى أحمد و الموت غاد و رائح (181)

و من قول النجاشي أحد بني الحرب بن كعب:

جعلتم عليا و أشياعه‏ 
نظير ابن هند أما تستحونا؟

إلى أفضل الناس بعد الرسول‏ 
و صنو الرسول من العالمينا (182)

الصاحب بن عباد

و قالوا:علي علا،قلت:لا 
فإن العلاء بعلي علا

و لكن أقول كقول النبي‏ 
و قد جمع الخلق كل الملا

ألا إن من كنت مولى له‏ 
يوالي عليا و إلا فلا (183)

ابن حماد

الله سماه عليا عنده‏ 
فما على علائه خلق علا (184)

و له أيضا:

سلام على أحمد المرسل‏ 
سلام على الفاضل المفضل

سلام على من علا فى العلى‏ 
فسماه رب العلى علي (185)

و له أيضا:

سماك رب العلى عليا 
إذ لم تزل عالى المكان

يا سيدا ما له من نظير 
و لا شبيه و لا مدان (186)

و له أيضا:

الله سماه عليا باسمه‏ 
فسما علوا في العلى و سموقا (187)

العوني

علي علا عند ذي العرش عاليا 
علي تعالى عن شبيه و عن ند

أنا مولى لعلي و علي لي ولي‏ 
بأبي اسم علي بأبي ذكر علي

على على فى المواقف كلها 
و لكنهم قد خانهم فيه مولد

و قال قوم قد علا برازا 
أقرانه يبتزها ابتزازا

فهو علي إذ علا العديا

و فرقة قالت علي الدار 
في جنة الخلد مع الأبرار

إذ نال منه المنزل العلويا

و فرقة قالت علاهم علما 
و كان أعلاهم أبا و أما

فوال كهف الكرم الفتيا (188)

العوني

عدل القرآن و صنو المصطفى و أبو 
ـالسبطين أكرم به من والد و أب

بعل المطهرة الزهراء و النسب‏ 
الطهر الذي ضمه حقا إلى نسب (189)

العبدي

و إنك وجهه الباقي و عين‏ 
له ترعى الخلائق أجمعينا

و له أيضا:

و هو عين الله و الوجه الذي‏ 
نوره نور الذي لا ينطفى

و له أيضا:

فسماه في القرآن ذو العرش جنبه‏ 
و عروته و الوجه و العين و الاذنا (190)

و له أيضا:

أنت عين الله و الجنب من فرـ 
ط فيه يصلى لظى مذموما (191)

و له أيضا:

يا علي بن أبي طالب يابن الأول‏ 
يا حجاب الله و الباب القديم الأزلي

أنت أنت العروة الوثقى التي لم تفصل‏ 
أنت باب الله من يأتيك منه يصل (192)

ابن حماد

و جنب الله فرط فيه قوم‏ 
فأضحوا في القيامة نادمينا (193) ابن طباطبا الإصبهاني

يا من حكى المآء فرط رقته‏ 
و قلبه في قساوة الحجر

يا ليت حظي كحظ ثوبك من‏ 
جسمك يا واحد البشر

لا تعجبوا من بلا غلالته‏ 
قد زر أزراره على القمر (194)

أبو عبد الله المفجع

أيها اللائمي لحبي عليا 
قم ذميما إلى الجحيم خزيا

أبخير الأنام عرضت لا زل 
ت مذودا عن الهدى مزويا

أشبه الأنبياء كهلا و زولا 
و فطيما و راضعا و غذيا

كان في علمه كآدم إذ عل 
لم شرح الأسماء و المكنيا

و كنوح نجا من الهلك من س 
ير في الفلك إذ علا الجوديا

ـإلى أن قال:ـ

فارتقى منكب النبي علي‏ 
صنوه ما أجل ذاك رقيا

فأماط الأوثان عن ظاهر الك 
عبة ينفي الأرجاس عنها نفيا

و لو أن الوصي حاول مس الن 
جم بالكف لم يجده قصيا

أفهل تعرفون غير علي‏ 
و ابنه استرحل النبي مطيا؟! (195)

الشيخ علي بن الشهيفنة الحلي

يا روح أنس من الله البدء بدا 
و روح قدس على العرش العلى بدا

يا علة الخلق يا من لا يقارب خير ال 
مرسلين سواه مشبه أبدا

أنت الذي اختارك الهادي البشير أخا 
و ما سواك ارتضى من بينهم أحداأنت الذي عجبت فيك الملائك في‏ 
بدر و من بعده إذ شاهدوا احدا (196)

ابن حماد

جل العلي علا 
عن مشبه و نظير

إمام كل إمام‏ 
أمير كل أمير

حجاب كل حجاب‏ 
سفير كل سفير

باب إلى كل رشد 
نور على كل نور (197)

أبو القاسم الزاهي

يا سادتي!يا آل ياسين فقط 
عليكم الوحي من الله هبط

لولاكم لم يقبل الفرض و لا 
رحنا لبحر العفو من أكرم شط

أنتم ولاة العهد في الذر و من‏ 
هواهم الله علينا قد شرط

ما أحد قايسكم بغيركم‏ 
و مازج السلسل بالشرب اللمط

إلا كمن ضاهى الجبال بالحصا 
أو قايس الأبحر جهلا بالنقط (198)

الصاحب بن عباد

ما لعلي العلى أشباه‏ 
لا و الذي لا إله إلا هو

مبناه مبنى النبي تعرفه‏ 
و ابناه عند التفاخر ابناه

إن عليا علا على شرف‏ 
لو رامه الوهم زل مرقاه

يا ضحوة الطير هنئي شرفا 
فاز به لا ينال أقصاه (199)

أبو الحسن الخليعي

حبذا يوم الغدير 
يوم عيد و سرور

إذ أقام المصطفى‏ 
من بعده خير أمير

قائلا:هذا وصيي‏ 
في مغيبي و حضوري

و ظهيري و نصيري و 
وزيري و نظيري

تالله ما ذنب من يقيس إلى‏ 
نعلك من قدموا بمغتفر

أنكر قوم عيد الغدير و ما 
فيه على المؤمنين من نكر

حكمك الله فى العباد به‏ 
و سرت فيهم بأحسن السير

و أكمل الله فيه دينهم‏ 
كما أتانا في محكم السور

نعتك في محكم الكتاب و في‏ 
التوراة باد و السفر و الزبر

عليك عرض العباد تقض على‏ 
من شئت منهم بالنفع و الضرر

و المادحون المخبرون غلوا 
و بالغوا في ثناك و اعتذروا

و عظمتك التوراة و الصحف الاولى‏ 
و أثنى الإنجيل و الزبر

و الأنبياء المكرمون وفوا 
فيك بما عاهدوا و ما غدروا (200)

ابن حماد العبدي

ما لعلى سوى أخيه‏ 
محمد في الورى نظير

ألا إنه نفسي و نفسي نفسه‏ 
به النص أنبا و هو وحي منزل

أمير النحل مولى الخلق‏ 
في خم على الأبد

شبيه المصطفى بالفض 
ل لم ينقص و لم يزد

و جنب الله في كتب‏ 
و عين الواحد الصمد

ما لابن حماد سوى من حمدت‏ 
آثاره و أبهجت غرانه (201)

ذاك علي المرتضى الطهر الذي‏ 
بفخره قد فخرت عدنانه

صنو النبي هديه كهديه‏ 
إذ كل شي‏ء شكله عنوانه (202)

ابن حماد

و سماه رب العرش في الذكر نفسه‏ 
فحسبك هذا القول إن كنت ذا خبر

و قال لهم هذا وصيي و وارثي‏ 
و من شد رب العالمين به أزري

على كزرى من قميصي أشارة 
بأن ليس يستغني القميص عن الزر

و له ايضا:

من الذي قال النبي له‏ 
أنت مني مثل روحي في البدن

و له ايضا:

الله سماه نفس أحمد في‏ 
القرآن يوم البهال إذ ندبا

فكيف شبهه بطائفة 
شبهها ذو المعارج الخشبا (203)

ديك الجن

عضو النبي المصطفى و روحه‏ 
و شمه و ذوقه و ريحه

السوسي

من نفسه من نفسه و جنسه من جنسه‏ 
و عرسه من عرسه فهل له معادل

الجماني

و أنزله منه النبي كنفسه‏ 
رواية أبرار تأدت إلى بر

فمن نفسه فيكم كنفس محمد 
ألا بأبي نفس المطهر و الطهر (204)

عبد المنعم الفرطوسي

أنت نفسي و أنت مني بحق‏ 
مثل رأسي من سائر الأعضاء (205)

العبدي:

أشهد بالله لقد قال لنا 
محمد و القول منه ما خفى

لو أن إيمان جميع الخلق ممن‏ 
سكن الأرض و من حل السما

يجعل في كفة ميزان لكي‏ 
يوفي بإيمان علي ما وفى (206)

عبد المنعم الفرطوسي

قال طه للمرتضى يوم احد 
حين أبلى في الله خير بلاء

لو وضعنا في كفة كل فعل‏ 
من فعال الأبرار و الصلحاء

و وضعنا الأعمال في يوم أحد 
منك في كفة بوزن سواء

لاستبان الرجحان عنك فيما 
فيه أبليت عند وقت اللقاء

و لقد فاخر الإله و باهى‏ 
بك غر الملائك الامناء

و لقد أشرفت بما كان فيها 
لك ترنو عينا جنان السماء

حينما قد أزاح رب البرايا 
كل حجب عنها و كل غطاء

و هو في الحشر سوف يجزيك فض 
لا منه فيما عملت خير جزاء

يغبط الأنبياء فضلك فيه‏ 
و جميع الأبرار و الأولياء (207)

ابن العطار الواسطي الهاشمي

و لقد أرانا الله أفضل خلقه‏ 
في الطائر المشوي لما أن دعا

المفجع

كان النبي لما تمنى‏ 
حين أتوه طائرا مشويا

إذ دعا الله أن يسوق أحب‏ 
الخلق طرا إليه سوقا و حيا

ابن حماد

و في قصة الطير لما دعا 
النبي الإله و أبدى الضرع

أيا رب ابعث إلى أحب‏ 
خلقك يا من إليه الفزع

فلم يستتم النبي الدعاء 
إذا بإمام الهدى قد رجع

ثلاث مرار فلما انتهى‏ 
إلى الباب دافعه و اقترع

فقال النبي له ادخل فقد 
أطلت احتباسك يا ذا الصلع

فخبره أنه جاءه‏ 
ثلاثا و دافعه من دفع

فقطب في وجه من رده‏ 
و أنكر ما بأخيه صنع

فأورثه برصا فاحشا 
فظل و في الوجه منه بقع (208)

الشيخ إبراهيم الكفعمي العاملي

هنيئا هنيئا ليوم الغدير 
و يوم النصوص و يوم السرور

و يوم الكمال لدين الإله‏ 
و إتمام نعمة رب غفور

و يوم العقود و يوم الشهود 
و يوم العهود لصنو البشر

و يوم الفلاح و يوم النجاح‏ 
و يوم الصلاح لكل الامور

و يوم الإمارة للمرتضى‏ 
أبي الحسنين الإمام الأمير

ترى ألف عبد له معتقا 
و يختار في القوت قرص الشعير

أمير السرايا بأمر النبي‏ 
و ليس عليه بها من أمير (209)

الايرواني

كيف لتحصى صفاتك الكتاب‏ 
و مزاياك ما لهن حساب

ليت شعري و هل يحيط بمعناك‏ 
خبير كما أحاط الكتاب

فلعمري ما أنت في الناس إلا 
نفس طه و ما بذاك ارتياب (210)

علي كالنبي بكل فضل سوى‏ 
فضل النبوة قد عداه

هو المعني بالباب الذي من‏ 
أتى الهادي النبي فقد أتاه

فتى في كنهه خبط البرايا 
و في معنى الحقيقة منه تاهوا

أبو محمد العوني

يا آل أحمد لولاكم لما طلعت‏ 
شمس و لا ضحكت أرض من العشب

أبوكم خير من يدعى لحادثة 
فيستجيب بكشف الخطب و الكرب

عدل القرآن وصي المصطفى و أبو 
ـالسبطين أكرم به من والد و أب (211)

الشيخ عبد الرضا المقري الكاظمي

وقفت دون سعيك الأنبياء 
فلتطل مفخرا بك الأوصياء

و عن الأنبياء فضلا عليك‏ 
الله أثنى فحبذا الإثناء

و إذا لم يكن سوى آية التط 
هير فيكم لكان فيها اكتفاء

كنت نورا و ليس كون و لا 
آدم بل ليس كان طين و ماء

أنت عين اليقين سلطان موسى‏ 
و العصى منه و اليد البيضاء

و سنا النار حين آنسها من‏ 
جانب الطور إذ بدا اللالاء

روح قدس به تأيد عيسى‏ 
و لأمواته به إحياء

أنت لو لم تكن لما عبد الله‏ 
و لا للأنام كان اهتداء (212)

عبد المنعم الفرطوسي

سئل المصطفى بأي لسان‏ 
لك يوحي الخطاب رب العطاء

قال يوحيه في لسان علي‏ 
و سألت الباري بوقت النداء

أنت خاطبتني بصوتك حقا 
أم بصوت الوصي من أصفيائي

قال:إني لا أشبه الناس طرا 
أنا شي‏ء و لست كالأشياء

من سناك الذاكي خلقت عليا 
و هو نور خلقته من سنائي

و أحب العباد بعد اطلاعي‏ 
لك بالغيب سيد الأوصياء

فأتاك الخطاب بالوحي مني‏ 
بلسان الحبيب من أوليائي

ليكون اطمينان نفسك أمرا 
ثابتا باليقين دون انتفاء (213)

السيد على خان شارح الصحيفة السجادية

أمير المؤمنين فدتك نفسى‏ 
لنا من شأنك العجب العجاب

تولاك الاولى سعدوا ففازوا 
و ناواك اللذين شقوا فخابوا

و لو علم الورى ما أنت أضحوا 
لوجهك ساجدين و لم يحابوا

يمين الله لو كشف المغطى‏ 
و وجه الله لو رفع الحجاب

خفيت على العيون و أنت شمس‏ 
سمت من أن يجللها سحاب

و ليس على الصباح إذا تجلى‏ 
و لم يبصره أعمى العين عاب

لسر ما دعاك أبا تراب‏ 
محمد النبي المستطاب

فكان لكل من هو من تراب‏ 
إليك و أنت علته انتساب

فلو لا أنت لم يخلق سماء 
و لو لا أنت لم يخلق تراب

و فيك و في ولائك يوم حشر 
يعاقب من يعاقب أو يثاب

بفضلك أفصحت توراة موسى‏ 
و إنجيل ابن مريم و الكتاب

و هل لسواك بعد غدير خم‏ 
نصيب في الخلافة أو نصاب

ألم يجعلك مولاهم فذلت‏ 
على رغم هناك لك الرقاب

و كم سفهت عليك حلوم قوم‏ 
فكنت البدر تنبحه الكلاب (214)

الملا مهر علي

ها علي بشر كيف بشر 
ربه فيه تجلى و ظهر

هو و المبدأ شمس و ضياء 
هو و الواجب شمس و قمر

اذن الله و عين الباري‏ 
يا له صاحب سمع و بصر

علة الكون و لولاه لما 
كان للعالم عين و أثر

فلك في فلك فيه نجوم‏ 
صدف في صدف فيه درر

جنس الأجناس علي و 
بنوه نوع الأنواع إلى حاديعشر

كل من مات و لم يعرفهم‏ 
موته موت حمار و بقر

قوسه قوس صعود و نزول‏ 
سهمه سهم قضاء و قدر

ما رمى رمية إلا و كفى‏ 
ما غزى غزوة إلا و ظفر

أسد الله إذا صال و صاح‏ 
أبو الأيتام إذا جاد و بر

بوتراب و كنوز العالم‏ 
عنده نحو تراب و مدر

من له صاحبة كالزهراء 
أو سليل كشبير و شبر

أيها الخصم تذكر سندا 
متنه صح بنص و خبر

إذ أتى أحمد في خم غدير 
بعلي و على الرحل نبر

قال من كنت أنا مولاه‏ 
فعلي له مولى و مفر

العبدي الكوفي

محمد و صنوه و ابنته‏ 
و ابناه خير من تحفى و احتذا

صلى عليهم ربنا بارى الورى‏ 
و منشى‏ء الخلق على وجه الثرى

صفاهم الله تعالى و ارتضى‏ 
و اختارهم من الأنام و اجتبى

لولاهم الله ما رفع السما 
و لا دحى الأرض و لا انشأ الورى

لا يقبل الله لعبد عملا 
حتى يواليهم بإخلاص الولا

و لا يتم لامرء صلاته‏ 
الا بذكراهم و لا يزكو الدعا

لو ان عبدا لقي الله بأعما 
ل جميع الخلق برا و تقى

و لم يكن والى عليا حبطت‏ 
أعماله و كب في نار لظى (215)