1.المحتضر في القصائد و المدائح

1ـقد مر منافي ص 299 أشعار السيد الحميري رحمه الله و قد نظم قول أمير المؤمنين عليه السلام للحارث الهمداني رحمه الله:«و ابشرك يا حارث،لتعرفني عند الممات و عند الصراط و عند الحوض و عند المقاسمة»الخبر.

2ـو له رحمه الله

كذب الزاعمون أن عليا 
لن ينجي محبه من هنات

قد و ربي دخلت جنة عدن‏ 
و عفا لي الإله عن سيئاتي

فأبشروا اليوم أولياء علي‏ 
و توالوا الوصي حتى الممات

ثم من بعده تولوا بنيه‏ 
واحدا بعد واحد بالصفات

3ـو أيضا

أحب الذي من مات من أهل وده‏ 
تلقاه بالبشرى لدى الموت يضحك

و من كان يهوى غيره من عدوه‏ 
فليس له إلا إلى النار مسلك

حدث الحسين بن عون،قال:«دخلت على السيد ابن محمد الحميري عائدا في علته التي مات فيها،فوجدته يساق به،و وجدت عنده جماعة من جيرانه و كانوا عثمانية،و كان السيد جميل الوجه،رحب الجبهة،عريض ما بين السالفين،فبدت في وجهه نكتة سوداء مثل النقطة من المداد،ثم لم تزل تزيد و تنمي حتى طبقت وجهه بسوادها،فاغتم لذلك من حضره من الشيعة،و ظهر من الناصبة سرور و شماتة،فلم يلبث بذلك إلا قليلا حتى بدت في ذلك المكان من وجهه لمعة بيضاء،فلم تزل تزيدـأيضاـو تنمي حتى أسفر وجهه و أشرق و افتر (96) السيد ضاحكا مستبشرا فقال:كذب الزاعمونـالأشعار»،و«احب الذيـإلى آخره (97) ».

4ـأيها المرجي لقاه في الممات‏ 
كل موت فيه لقياك حياة

ليتما عجل بي ما هو آت‏ 
علني ألقى حياتي في الردى

فأئزا منه بأوفى النعم

الشاعر:هو السيد العلامة،الحاج الميرزا إسماعيل الشيرازي،و هو ابن عم سيد الطائفة،آية الله الميرزا الشيرازي.توفي في 11 شعبان سنة 1305 في الكاظمية،و كان قد جاء إليها من سامراء قبل شهرين،و حمل إلى النجف الأشرف فدفن هناك،كان عالما فاضلا جليلا شاعرا أديبا،قرأ على ابن عمه الميرزا الشيرازي في سامراءو كان من أفضل تلامذته،و له أشعار في مدح أمير المؤمنين عليه السلام (98) .

و قد أخذنا و اقتطفنا هذه القطعة من الأشعار من قصيدة غراء له رحمه الله في مدح أمير المؤمنين عليه السلام التي جاءت بتمامها في كتاب«الغدير»القيم(ج 6:ص 31)و«سفينة البحار» (ج 2:ص 230)مطلعها:

رغد العيش فزده رغدا 
بسلاف (99) منه تشفي سقمي

5ـإذا رمت يوم البعث تنجو من اللظى‏ 
و يقبل منك الدين و الفرض و السنن

فوال عليا و الأئمة بعده‏ 
نجوم الهدى تنجو من الضيق و المحن

فهم عترة قد فوض الله أمره‏ 
إليهم لما قد خصهم منه بالمنن

أئمة حق أوجب الله حقهم‏ 
و طاعتهم فرض بها الخلق تمتحن

نصحتك أن ترتاب فيهم و تنثني‏ 
إلى غيرهم من غيرهم في الأنام من؟

فحب علي عدة لوليه‏ 
يلاقيه عند الموت و القبر و الكفن

كذلك يوم البعث لم ينج قادم‏ 
من النار إلا من تولى أبا الحسن

الشاعر:هو الحافظ الشيخ رجب البرسي،و في«الأعيان»:«كان حيا سنة 812،و توفي قريبة من هذا التاريخ،كان فقيها محدثا حافظا أديبا مصفا في الأخبار و غيرها (100) »،و في«الآمل»:«الشيخ رجب البرسي كان فاضلا شاعرا منشئا أديبا،له كتاب«مشارق أنوار اليقين (101) »،و في«الكنى و الألقاب»:«الحافظ رجب البرسى فاضل محدث شاعر أديب منشى‏ء...و البرسي نسبة إلى برس و هي قرية بين الكوفة و الحلة،و عن«معجم البلدان»قال:برس بالضم موضع بأرض بابل،به آثار لبخت نصر (102) ».و الأبيات موجودة في«مشارق الانوار»(ط بيروت،ص 245)و«الغدير»(ج 7:ص 49).

6ـو حضور الوصي حق لدى الم 
وت عيانا بشخصه المترائي

هي بشرى لمبغض و محب‏ 
من علي بالخوف أو بالرجاء

فيفوز المحب فيها بنعمى‏ 
و يخيب القالي بها بالشقاء

حار همدان كل ميت يراني‏ 
في حديث لسيد الأتقياء

و هو يوصى به منانا و عطفا 
ملك الموت ساعد الالتقاء

حين يمسي من الحنو عليه‏ 
خير ام تحنو على الابناء

و يمنيه بالبقاء فيأبى‏ 
رغبا في ثواب يوم البقاء

حين زفت إليه بشرى علي‏ 
بجنان الخلود عند اللقاء

فتسل الروح الأمينة منه‏ 
سل رفق لشعرة برخاء

و تجلى للحميري دليل‏ 
بحضور الوصي قرب الفناء

حينما وجهه استحال ابتداء 
لسواد من نكتة سوداء

ظهرت فيه لانحراف قديم‏ 
كان منه عن منهج الاهتداء

و استقامت عقيدة الحق منه‏ 
حين وافى لجعفر باستواء

فتجلى منه المحيا منيرا 
بعد هذا من نكتة بيضاء

طبقت وجهه المبارك حتى‏ 
صار كالبدر مشرقا بالضياء

مستفيقا من سكرة الموت صحوا 
و هو يشدو بغبطة و هناء:

«كذب الزاعمون أن عليا 
لا ينجي محبه من بلاء»

إي و ربى وردت جنة عدن‏ 
و عفالي الإله عن أخطائى

كل هذا المأثور في الدين صدق‏ 
و يقين حق بغير افتراء (103)

الشاعر:هو الفاضل الألمعي،الشيخ عبد المنعم الفرطوسي المعاصر.

قال العلامة المجاهد،الشهيد آية الله السيد محمد باقر الصدر رحمه الله في تقريظه على ديوانه«ملحمة أهل البيت» (104) .

فقد أطلعني جناب العلامة الجليل،الشاعر الألمعي،الشيخ عبد المنعم الفرطوسيـأدام الله تأييده و تسديدهـعلى جزء من ملحمته الشعرية الرائعة التي نظم فيها اصول الدين،و شيئا مهما من اسس العقيدة الإسلامية و قسطا من المعالم العامة للشريعة الأسلامية الغراء كما نظم حياة الرسول الأعظم الشريفة بما حفلت به من آيات باهرات و أمجاد و كرامات و سيرة أهل البيتـعليهم الصلاة و السلامـو أضواء من حياتهم و علومهم و موفور حكمتهم و عطائهم الفكري و الروحي،فوجدت الملحمة فريدة في بابهاـإلى آخر ما قاله رحمه الله».

2.القرآن و المحتضر:

1ـقال الله تعالى:/الذين آمنوا و كانوا يتقون،لهم البشرى في الحيوة الدنيا و/في الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم/ (105) .

في الكافي بإسناده عن أبان بن عثمان،عن عقبة أنه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول :«إن الرجل إذا وقعت نفسه في صدره يرى،قلت:جعلت فداك و ما يرى؟قال:يرى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فيقول له رسول الله:أنا رسول الله،أبشر،ثم قال:ثم يرى علي بن أبي طالب عليه السلام فيقول:أنا علي بن أبى طالب الذي كنت تحب،أما لأنفعنك اليوم،قال :قلت له:أيكون أحد من الناس يرى هذا،ثم يرجع إلى الدنيا؟قال:لا،إذا رأى هذا أبدا مات و أعظم ذلك قال:و ذلك في القرآن،قول الله عز و جل:/الذين آمنوا و كانوا يتقون لهم البشرى في الحيوة الدنيا و في الآخرة لا تبديل لكلمات الله/.

أقول:و هذا المعنى مروي عن أئمة أهل البيت عليهم السلام بطرق كثيرة جدا،و قوله«و أعظم ذلك»أي عده عظيما (106) .

و عن ابن شهر آشوب،روايته عن زريق،عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى«لهم البشرى في الحيوة الدنيا»،قال:هو أن يبشراه بالجنة عند الموت،يعني محمدا و عليا عليهما السلام (107) ».

2ـقال الله تعالى:/إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا و لا تحزنوا و أبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحيوة الدنيا و في الآخرة و لكم فيها ما تشتهي أنفسكم و لكم فيها ما تدعون/ (108)

في«البرهان»،عن الإمام أبى محمد العسكري عليهما السلام،قال:قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم:لا يزال المؤمن خائفا من سوء العاقبة لا يستيقن الوصول إلى رضوان الله حتى يكون‏وقت نزوع روحه و ظهور ملك الموت له،و ذلك أن ملك الموت يرد على المؤمن و هو في شدة علته و عظيم ضيق صدره بما يخلفه من أمواله و عياله و ما هو عليه من اضطراب أحواله في معاطبه و عقباته و قد بقيت نفسه حزارتها،و انقطعت آماله فلم ينلها،فيقول له ملك الموت :مالك تجرع غصصك؟فيقول:لاضطراب أحوالى و أنقطاعى دون آمالي.

فيقول له ملك الموت:و هل يجزع عاقل من فقد درهم زائف و قد اعتاض منه بألف ألف ضعف الدنيا؟ (فيقول:لا)،فيقول له ملك الموت:فانظر فوقك،فينظر فيرى درجات الجنان و قصورها التي تقصر دونها الأماني،فيقول له ملك الموت:هذه منازلك و نعمك و أموالك و من كان من ذريتك صالحا فهو هناك معك،أفترضي به بدلا مما ههنا؟فيقول:بلى،و الله.

ثم يقول ملك الموت:انظر،فيرى محمدا و عليا و الطيبين من آلهما فى أعلى عليين،فيقول له :أو تراهم و هؤلاء سادتك و أئمتك؟هم هنا جلاسك و آناسك،(أ)فما ترضى بهم بدلا مما تفارق هنا؟فيقول:بلى و ربي،و ذلك ما قال الله تعالى:/إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا و لا تحزنوا/فما أمامكم من الأموال فقد كفيتموه،و لا تحزنوا على ما تخلفونه من الذراري و العيال و الأموال،فهذا الذي شاهدتموه في الجنان بدل منهم،و أبشروا بالجنة التي كنتم توعدون،هذه منازلكم،و هؤلاء آناسكم و جلاسكم،و نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا و في الآخرة،و لكم فيها ما تشتهي أنفسكم و لكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم (109) ».

3ـقال الله تعالى:/يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية//مرضية فادخلي في عبادي و ادخلي جنتي/ (110) .

في«البرهان»،عن سدير الصيرفي قال:«قلت لأبي عبد الله عليه السلام:جعلت فداك،يابن رسول الله،هل يكره المؤمن على قبض روحه؟قال:لا،إذا أتاه ملك الموت لقبض روحه جزع عند ذلك،فيقول له ملك الموت:يا ولي الله!لا تجزع،فو الذي بعث محمدا بالحق نبيا لأنا أبر بك و أشفق عليك من الوالد البر الرحيم بولده،افتح عينيك و انظر،قال:فيمثل له رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة عليهم السلام،فيقول :هؤلاء رفقاؤك،فيفتح عينيه و ينظر إليهم،ثم ينادي نفسه:/يا أيتها النفس المطمئنة(إلى محمد و أهل بيته)إرجعي إلى ربك راضية مرضية(بالولاية و بالثواب)فادخلي في عبادي(يعنى محمدا و أهل بيته)،فما من شي‏ء أحب إليه من استلال روحه و اللحوق بالمنادى (111) ».

4ـقال الله تعالى:/و إن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته و يوم القيامة يكون عليهم شهيدا (112) /.

عن جابر،عن أبى جعفر عليه السلام في قوله تعالى:/و إن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته و يوم القيامة يكون عليهم شهيدا/قال:ليس من أحد من جميع الأديان يموت إلا رأى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و أمير المؤمنين حقا من الأولين و الآخرين (113) ».

3.نهج البلاغة و المحتضر:

1ـقال عليه السلام:«فإنكم لو قد عاينتم ما قد عاين من مات منكم لجزعتم و وهلتم و سمعتم و أطعتم،و لكن محجوب عنكم ما قد عاينوا (114) ».قال ابن أبى الحديد في شرحه:«و يمكن أن يعني(علي عليه السلام)به ما يعاينه المحتضر من ملك الموت و هول قدومه،و يمكن أن يعني به ما كان عليه السلام يقوله عن نفسه أنه لا يموت ميت حتى يشاهده عليه السلام حاضرا عنده (115) .و الشيعة تذهب إلى هذا القول و تعتقده و تروي عنه عليه السلام شعرا قاله للحارث الأعور الهمدانى:«يا حار همدان!من يمت يرنيـإلى آخر الأشعار»،و ليس هذا بمنكر إن صح أنه عليه السلام قاله عن نفسه،ففي الكتاب العزيز ما يدل على أن أهل الكتاب لا يموت منهم ميت حتى يصدق بعيسى بن مريم عليه السلام،و ذلك قوله:/و إن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته و يوم القيامة يكون عليهم شهيدا/ (116) .

2ـقال عليه السلام:«و داعى لكم وداع امرء مرصد للتلاقى!غدا ترون أيامي،و يكشف لكم عن سرائري،و تعرفونني بعد خلو مكاني و قيام غيري مقامي (117) »قال المولى صالح البرغاني في شرح هذا الكلام گويند:«أرصد له»أي أعد،پس مرصد به معنى«مهيا شده»باشد (118) .وداع من شما را وداع كردن مردى است كه چشم به ملاقات او دارند و اصحاب او متوقع و مهياى وصل او باشند نه وداع كسى كه ديگر ملاقات با اصحاب نكند.مى‏تواند ملاقات روز آخرت باشد،و مى‏تواند مراد آن ملاقات باشد كه در ابيات مشهور به حارث همداني گفت و در ديوان مذكور است،و هي هذه:يا حار همدان من يمت يرني... (119) .

أقول:أيها الموالى الكريم!أحب أن أختم هذا المقال بحديث شريف مناسب‏للباب و فيه بشارة و مسرة لمحبي الأئمة الطاهرين الأطياب عليهم السلام«عن أبى بصير،عن أحدهما عليهما السلام،قال :إذا مات العبد المؤمن دخل معه في قبره ست صور،فيهن صورة أحسنهن وجها،و أبهاهن هيئة،و أطبهن ريحا،و أنظفهن صورة،قال:فيقف صورة عن يمينه،و اخرى عن يساره،و اخرى بين يديه،و اخرى خلفه،و اخرى عند رجله،و تقف التي هي أحسنهن فوق رأسه،فإن اتي عن يمينه منعته التي عن يمينه ثم كذلك إلى أن يؤتى من الجهات الست،قال:فتقول أحسنهن صورة:و من أنتمـجزاكم الله عني خيراـ؟فتقول التى عن يمين العبد:أنا الصلاة،و تقول التي عن يساره:أنا الزكاة،و تقول التي بين يديه:أنا الصيام،و تقول التي خلفه:أنا الحج و العمرة،و تقول التي عند رجليه:أنا بر من وصلت من إخوانك،ثم يقلن من أنت،فأنت أحسننا وجها،و أطيبنا ريحا،و أبهانا هيئة؟فتقول:أنا الولاية لآل محمدـصلوات الله عليهم أجمعين (120) ».

الاستدراك

قال ابن أبي الحديد في«شرح النهج»:روى أبو غسان النهدي،قال:دخل قوم من الشيعة على علي عليه السلام في الرحبة و هو على حصير خلق،فقال:ما جاء بكم؟قالوا:حبك،يا أمير المؤمنين !قال:أما إنه من أحبني رآني حيث يحب أن يرانى،و من أبغضني رآنى حيث يكره أن يراني (121) .

عن عثمان بن سعيد،عن أبي علي بن راشد قال:اجتمعت العصابة بنيسابور في‏أيام أبي عبد الله عليه السلام فتذاكروا ما هم فيه من الانتظار للفرج،و قالوا:نحن نحمل في كل سنة إلى مولانا ما يجب علينا،و قد كثرت الكاذبة و من يدعي هذا الأمر،فينبغي لنا أن نختار رجلا ثقة نبعثه إلى الإمام ليتعرف لنا الأمر.

فاختاروا رجلا يعرف بأبي جعفر محمد بن إبراهيم النيسابوري،و دفعوا إليه ما وجب عليهم في السنة من مال و ثياب،و كانت الدنانير ثلاثين ألف دينار،و الدراهم خمسين ألف درهم،و الثياب ألفي شقة،و أثواب مقاربات و مرتفعات.

و جاءت عجوز من عجائز الشيعة الفاضلات اسمها(شطيطة)و معها درهم صحيح،فيه درهم و دانقان،و شقة من غزلها خام تساوي أربعة دراهم،و قالت:ما يستحق علي في مالي غير هذا،فادفعه إلى مولاي،فقال:يا امرأة!أستحي من أبي عبد الله عليه السلام أن أحمل إليه درهما و شقة بطانة .فقالت:«[ألا خ ل لم‏]لا تفعل؟إن الله لا يستحي من الحق،هذا الذي يستحق،فاحمل يا فلان !فلئن ألقى الله عز و جل و ما له قبلي حق قل أم كثر أحب إلي من أن ألقاه و في رقبتي لجعفر بن محمد حق.

قال:فعوجت الدرهم،و طرحته في كيس فيه أربع مائة درهم لرجل يعرف بخلف بن موسى اللؤلؤي،و طرحت الشقة في رزمة فيها ثلاثون ثوبا لأخوين بلخيين يعرفان بابني نوح بن إسماعيل،و جاءت الشيعة بالجزء الذي فيه المسائل،و كان سبعين ورقة،و كل مسألة تحتها بياض،و قد أخذوا كل ورقتين فحزموها بحزائم ثلاثة،و ختموا على كل حزام بخاتم،و قالوا:تحمل هذا الجزء[خ ل:الحزم،الحزائم‏]معك،و تمضي إلى الإمام،فتدفع الجزء إليه،و تبيته عنده ليلة،و عد عليه و خذه منه،فإن وجدت الخاتم بحاله لم يكسر و لم يتشعب فاكسر منها ختمه و انظر الجواب،فإن أجاب و لم يكسر الخواتيم فهو الإمام،فادفعه إليه و إلا فرد أموالنا علينا.

قال أبو جعفر:فسرت حتى وصلت إلى الكوفة،و بدأت بزيارة أميرالمؤمنين عليه السلام،و وجدت على باب المسجد شيخا مسنا قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر،و قد تشنج وجهه،متزرا ببرد،متشحا بآخر،و حوله جماعة يسألونه عن الحلال و الحرام،و هو يفتيهم على مذهب أمير المؤمنين عليه السلام،فسألت من حضر عنده،فقالوا:أبو حمزة الثمالي.فسلمت عليه،و جلست إليه،فسألني عن أمري،فعرفته الحال،ففرح بي و جذبني إليه،و قبل بين عيني و قال:لو تجدب‏[خ ل:تخرب،نحرت،تجرت‏]الدنيا ما وصل إلى هؤلاء حقوقهم،و إنك ستصل بحرمتهم إلى جوارهم.

فسررت بكلامه،و كان ذلك أول فائدة لقيتها بالعراق،و جلست معهم أتحدث إذ فتح عينيه،و نظر إلى البرية،و قال:هل ترون ما أرى؟فقلنا:و أي شي‏ء رأيت؟قال:أرى شخصا على ناقة.فنظرنا إلى الموضع فرأينا رجلا على جمل،فأقبل،فأناخ البعير،و سلم علينا و جلس،فسأله الشيخ و قال:من أين أقبلت؟قال:من يثرب.قال:ما وراءك؟قال:مات جعفر بن محمد عليهما السلام.فانقطع ظهري نصفين،و قلت لنفسي:إلى أين أمضي؟فقال له أبو حمزة:إلى من أوصى؟قال:إلى ثلاثة،أولهم أبو جعفر المنصور،و إلى ابنه عبد الله،و إلى ابنه موسى.

فضحك أبو حمزة،و التفت إلي و قال:لا تغتم فقد عرفت الإمام.فقلت:و كيف أيها الشيخ؟!

فقال:أما وصيته إلى أبي جعفر المنصور فستر على الإمام،و أما وصيته إلى ابنه الأكبر و الأصغر فقد بين عن عوار الأكبر،و نص على الأصغر.فقلت:و ما فقه ذلك؟فقال:قول النبي صلى الله عليه و آله و سلم:«الإمامة في أكبر ولدك يا علي،ما لم يكن ذاعاهة»فلما رأيناه قد أوصى إلى الأكبر و الأصغر،علمنا أنه قد بين عن عوار كبيره،و نص على صغيره،فسر إلى موسى،فإنه صاحب الأمر.

قال أبو جعفر:فودعت أمير المؤمنين،و ودعت أبا حمزة،و سرت إلى المدينة،و جعلت رحلي في بعض الخانات،و قصدت مسجد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و زرته،وصليت،ثم خرجت و سألت أهل المدينة:إلى من أوصى جعفر بن محمد؟فقالوا:إلى ابنه الأفطح عبد الله،فقلت :هل يفتي؟قالوا:نعم،فقصدته و جئت إلى باب داره،فوجدت عليها من الغلمان ما لم يوجد على باب دار أمير البلد،فأنكرت،ثم قلت:الإمام لا يقال له:لم و كيف،فاستأذنت،فدخل الغلام،و خرج و قال:من أين أنت؟فأنكرت و قلت:و الله!ما هذا بصاحبي.ثم قلت:لعلة من التقية،فقلت :قل:فلان الخراساني،فدخل و أذن لي،فدخلت،فإذا به جالس في الدست (122) على منصة عظيمة،و بين يديه غلمان قيام،فقلت في نفسي:ذا أعظم،الإمام يقعد في الدست!ثم قلت:هذاـأيضاـمن الفضول الذي لا يحتاج إليه،يفعل الإمام ما يشاء،فسلمت عليه،فأدناني و صافحني،و أجلسني بالقرب منه،و سألنى فأحفى (123) ،ثم قال:في أي شي‏ء جئت؟قلت:في مسائل أسأل عنها،و أريد الحج.فقال لي:اسأل عما تريد.

فقلت:كم في المائتين من الزكاة؟قال:خمسة دراهم.

قلت:كم في المائة؟قال:درهمان و نصف.

فقلت:حسن يا مولاي،أعيذك بالله،ما تقول في رجل قال لامرأته:أنت طالق عدد نجوم السماء؟قال :يكفيه من رأس الجوزا ثلاثة.

فقلت:الرجل لا يحسن شيئا.فقمت و قلت:أنا أعود إلى سيدنا غدا.فقال:إن كان لك حاجة فإنا لا نقصر.

فانصرفت من عنده،و جئت إلى ضريح النبي صلى الله عليه و آله و سلم فانكببت‏[خ ل:فبكيت‏]على قبره،و شكوت خيبة سفري،و قلت:يا رسول الله!بأبي أنت و أمي،إلى من أمضي في هذه المسائل التي معي؟إلى اليهود،أم إلى النصارى،أم إلى المجوس،أم إلى فقهاء النواصب؟إلى أين يا رسول الله؟فما زلت أبكي و أستغيث به،فإذا أنا بإنسان يحركني،فرفعت رأسي من فوق القبر،فرأيت عبدا أسودا عليه قميص خلق،و على رأسه عمامة خلق،فقال لي:يا أبا جعفر النيسابوري!يقول لك مولاك موسى بن جعفر عليه السلام:«لا إلى اليهود،و لا إلى النصارى،و لا إلى المجوس،و لا إلى أعدائنا من النواصب،إلى،فأنا حجة الله،قد أجبتك عما في الجزو و بجميع ما تحتاج إليه منذ أمس،فجئني به و بدرهم شطيطة الذي فيه درهم و دانقان،الذي في كيس أربع مائة درهم اللؤلؤي،و شقتها التي في رزمة الأخوين البلخيين.»

قال:فطار عقلي،و جئت إلى رحلي،ففتحت و أخذت الجزو و الكيس و الرزمة،فجئت إليه فوجدته في دار خراب،و بابه مهجور ما عليه أحد،و إذا بذلك الغلام قائم على الباب،فلما رآني دخل بين يدي،و دخلت معه،فإذا بسيدنا عليه السلام جالس على الحصير،و تحته شاذ كونه (124) يمانية،فلما رآني ضحك و قال: «لا تقنط،و لم تفزع؟لا إلى اليهود،و لا إلى النصارى و المجوس،أنا حجة الله و وليه،ألم يعرفك أبو حمزة على باب مسجد الكوفة جري أمري؟!».

قال:فأزاد ذلك في بصيرتى،و تحققت أمره.ثم قال لي:«هات الكيس»فدفعته إليه،فحله و أدخل يده فيه،و أخرج منه درهم شطيطة،و قال لي:هذا درهمها؟»فقلت:نعم،فأخذ الرزمة و حلها و أخرجها[أخرج ظ]منها شقة قطن مقصورة،طولها خمسة و عشرون ذراعا،و قال لي،«اقرأ عليها السلام كثيرا،و قل لها:قد جعلت شقتك في أكفاني،و بعثت إليك بهذه من أكفاننا،من قطن قريتنا صريا،قرية فاطمة عليها السلام،و بذر قطن كانت تزرعه بيدها الشريفة لأكفان ولدها،و غزل أختي حكيمة بنت أبي عبد الله عليه السلام و قصارة (125) يده لكفنه،فاجعليها في كفنك».ثم قال:«يا معتب!جئني بكيس نفقة مؤناتنا»فجاء به،فطرح درهما فيه،و أخرج منه أربعين درهما،و قال:«اقرأها مني السلام،و قل لها:«ستعيشي‏[كذا]تسع عشرة ليلة من دخول أبي جعفر،و وصول هذا الكفن و هذه الدراهم،فانفقي منها ستة عشر درهما،و اجعلي أربعة و عشرين صدقة عنك و ما يلزم عليك،و أنا أتولى الصلاة عليك».فإذا رأيتني فاكتم،فإن ذلك أبقى لنفسك.و افكك هذه الخواتيم و انظر هل أجبناك أم لا؟قبل أن تجي‏ء بدارهمهم كما أوصوك،فإنك رسول».

فتأملت الخواتيم فوجدتها صحاحا،ففككت من وسطها واحدا فوجدت تحتها:ما يقول العالم عليه السلام في رجل قال:نذرت لله عز و جل لاعتقن كل مملوك كان في ملكي قديما.و كان له جماعة من المماليك؟تحته الجواب من موسى بن جعفر عليه السلام:«من كان في ملكه قبل ستة أشهر،و الدليل على صحة ذلك قوله تعالى:/حتى عاد كالعرجون القديم/ (126) و كان بين العرجون القديم و العرجون الجديد في النخلة ستة أشهر».

و فككت الآخر،فوجدت فيه:ما يقول العالم عليه السلام في رجل قال:أتصدق بمال كثير،بما يتصدق؟تحته الجواب بخطه عليه السلام:«إن كان الذي حلف بهذا اليمين من أرباب الدنانير تصدق بأربعة و ثمانين دينارا،و إن كان من أرباب الدراهم تصدق بأربعة و ثمانين درهما،و إن كان من أرباب الغنم فيتصدق بأربعة و ثمانين غنما،و إن كان من أرباب البعير فبأربعة و ثمانين بعيرا،و الدليل على ذلك قوله تعالى:/لقد نصركم الله في مواطن كثيرة و يوم حنين/ (127) فعددت مواطن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قبل نزول الآية فكانت أربعة و ثمانين موطنا».و كسرت الأخرى فوجدت تحته:ما يقول العالم عليه السلام في رجل نبش قبرا و قطع رأس الميت و أخذ كفنه؟

الجواب تحته بخطه عليه السلام:«تقطع يده لأخذ الكفن من وراء الحرز،و يؤخذ منه مائة دينار لقطع رأس الميت،لأنا جعلناه بمنزلة الجنين في بطن أمه من قبل نفخ الروح فيه،فجعلنا في النطفة عشرين دينارا،و في العلقة عشرين دينارا،و في المضغة عشرين دينارا،و في اللحم عشرين دينارا،و في تمام الخلق عشرين دينارا،فلو نفخ فيه الروح لألزمناه ألف دينار،على أن لا يأخذ ورثة الميت منها شيئا،بل يتصدق بها عنه،أو يحج،أو يغزى بها،لأنها أصابته في جسمه بعد الموت».

قال أبو جعفر:فمضيت من فوري إلى الخان و حملت المال و المتاع إليه،و أقمت معه و حج في تلك السنة فخرجت في جملته (128) معادلا له (129) في عماديته (130) في ذهابي يوما و في عمادية أبيه يوما،و رجعت إلى خراسان فاستقبلني الناس،و شطيطة من جملتهم،فسلموا علي،فأقبلت عليها من بينهم و أخبرتها بحضرتهم بما جرى،و دفعت إليها الشقة و الدراهم،و كادت تنشق مرارتها (131) من الفرح،و لم يدخل إلى المدينة من الشيعة إلا حاسد أو متأسف على منزلتها،و دفعت الجزء إليهم،ففتحوا الخواتيم،فوجدوا الجوابات تحت مسائلهم.

و أقامت شطيطة تسعة عشر يوما،و ماتت رحمها الله،فتزاحمت الشيعة على الصلاة عليها،فرأيت أبا الحسن عليه السلام على نجيب،فنزل عنه و أخذ بخطامه،و وقف‏يصلي عليها مع القوم،و حضر نزولها إلى قبرها و نثر[خ ل طرح‏]في قبرها من تراب قبر أبي عبد الله الحسين عليه السلام،فلما فرغ من أمرها ركب البعير و ألوى برأسه نحو البرية،و قال:«عرف أصحابك و اقرأهم عني السلام،و قل لهم:إنني و من جرى مجراي من أهل البيت لا بد لنا من حضور جنائزكم في أي بلد كنتم،فاتقوا الله في أنفسكم،و أحسنوا الأعمال لتعينونا على خلاصكم،و فك رقابكم من النار».

قال أبو جعفر:فلما ولى عليه السلام عرفت الجماعة،فرأوه و قد بعد و النجيب يجري به،فكادت أنفسهم تسيل حزنا إذ لم يتمكنوا من النظر إليه.

و في ذلك عدة آيات،و كفى بها حجة للمتأمل الذاكر (132) .

تعليقات:

1ـالحارث الأعور الهمدانيـبسكون الميمـعده البرقي في الاولياء من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام،و عن ابن داود:أنه كان أفقه الناس،مات سنة خمس و ستين،و عن شيخنا البهائي كان يقول:هو جدنا و هو من خواص أمير المؤمنين عليه السلام،و عنه قال:«أتيت أمير المؤمنين عليه السلام ذات يوم نصف النهار،فقال:ما جاء بك؟قلت،حبك و الله،قال:إن كنت صادقا لتراني في ثلاثة مواطن:حيث تبلغ نفسك هذهـو أومأ بيده إلى حنجرتهـو عند الصراط،و عند الحوض»،و فى الكافى:ان حارثا الأعور أتى أمير المؤمنين عليه السلام فقال:يا أمير المؤمنين!احب أن تكرمني أن تأكل عندى،فقال له أمير المؤمنين عليه السلام على أن لا تتكلف لي شيئا،فدخل،فأتاه الحارث بكسرة فجعل أمير المؤمنين يأكل،فقال له الحارث:إن معي دراهم و أظهرها و إذا هي فى كمهـفان أذنت لي اشتريت لك،فقال له أمير المؤمنين:هذه مما فى بيتك».

(القمي:سفينة البحار،ج 1:ص 240)

أقول:هذا الخبر يدل على أن للحارث الهمداني(ره)منزلة رفيعة عند علي عليه السلام لأن مولاه يدخل بيته،و يأكل من كسرة طعامه و خبزه،و هذا كمال الإخلاص و العناية له،رضى الله عنه من سيده و مولاه.

2ـأى أدفع و أطرد.

3ـمجلسي:بحار الانوار،ج 6:ص .181

4ـرجال الكشي،/تحقيق:الأستاذ حسن المصطفوي،ص 89،(نقلناه ملخصا).

5ـالأصبغـبفتح الهمزة و الباءـبن نباتةـبضم النونـكان رضي الله عنه من خواص أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام و شهد معه صفين،و كان على شرط الخميس،و كان شاعرا،و عده البرقي في رجاله في أصحاب على عليه السلام من اليمن.(الأمين:اعيان الشيعة،ج 4:ص 464).

6ـاي ينعطف في مشيه،يستقيم مرة و يعوج أخرى.

7ـالخبط:الضرب الشديد.

8ـالمحجنـكمنبرـ:العصا المعوجة رأسها.

9ـأى أصابني.

10ـالأوارـبالضمـحرارة الشمس و حرارة العطش،و يوم ذو أوار:ذو سموم و حر شديد،و الغليل :الحقد و الضغن،و حرارة الحب و الحزن.

11ـأي غال في المحبة،و فى بعض النسخ«مفرط قال»أى مفرط فى البغض و العداوة.

12ـأي معتدل فى المحبة و يتلوك.و فى بعض النسخ«مقتصد قال»أى مبغض و فى البحار،ج 39:ص 241«أقال»،أى أقال البيعة.

13ـأحجم عنه:كف عنه أو نكص هيبة.

14ـالنمط:جماعة من الناس.

15ـالرين:الطبع و الدنس.

16ـقد مخففةـحرفية و إسمية،و الإسمية على وجهين:إسم فعل مرادفة ليكفى نحو قولهم:قدني درهم،و قد زيدا درهم،و اسم مرادف لحسب.

17ـأى اختلط الأمر عليك و اشتبه،فان أقدار الرجال في الظاهر و شخصيتهم لا تكون معيارا في معرفة الدين في جميع الموارد،و لا توجب صدقهم في جميع المقال و الفعال،لأنهم في مظان الخطأ و الزلل،بل لا بد من أن تعرف الدين و الحق و الباطل قبل معرفتك بالرجال حتى لا يختلط و لا يلتبس عليك الأمر،و أن تعلم أن المعيار هو الدين وحده لا أقدار الرجال،فو الله،إن هذا الكلام الشريف أحسن كلام لمعرفة الحقائق،فداك أبي و أمي و روحي و جسمي و أولادي يا أمير المؤمنين،يا ولى الله الاعظم،إن كلامك فوق كلام المخلوق و دون كلام الخالق .

و قد جاء نظير هذا الكلام في كتاب الفتنة الكبرى(على و بنوه)لطه حسين(ص 40،ط دار المعارف بمصر)قال مؤلف الكتاب:«سأله رجل منهم:أيمكن أن يجتمع الزبير و طلحة و عائشة على باطل؟فقال :«إنك لملبوس عليك،ان الحق و الباطل ليعرفان باقدار الرجال؟اعرف الحق تعرف أهله،و اعرف الباطل تعرف أهله».و ما أعرف جوابا أروع من هذا الجواب الذي لا يعصم من الخطأ أحدا مهما تكن منزلته،و لا يحتكر الحق لاحد مهما تكن مكانته بعد أن سكت الوحي و انقطع خبر السماء» .

18ـالصدع:المجاهر.

19ـأى استمع لمقالتي.

20ـالحصافة:العقل و سديد الرأى.

21ـأي زائدا.

22ـأى مقابلة و عيانا.

23ـأى تظنه.

24ـالمفيد:كتاب الأمالي/المجلس الاول،الطوسي:كتاب الأمالي،ج 2:ص 238،المجلسي:

بحار الانوار،ج 6:ص 178 و ج 39:ص .239

و اعلم أن هذا الحديث الشريف يدل بدلالة واضحة أن هذه الأبيات للسيد الحميرى رحمه الله لأنك لاحظت قول الجميل في آخر الحديث:«و أنشدني أبو القاسم الحميري فيما تضمنه هذا الخبر»قال المحدث القمى رحمه الله في«الكنى و الالقاب»(ج 2:ص 105)«و قد نظم السيد الحميرى رحمه الله ما تضمنه هذا الحديث»،و لعل توهم الرواة و جمع كثير من الباحثين كون هذه الأبيات من انشاء على عليه السلام لعدم اشتهار البيت الاول حتى لم ينقلها العلامة المامقاني في رجاله،و وقع في هذا التوهمـأيضاـابن أبي الحديد في«شرح نهج البلاغة»(ج 1:ص 299)بقوله :«إن الشيعة تروى عنه شعرا قاله للحارث الهمداني».

25ـبشارة المصطفى،ص .6

26ـكتاب المحتضر لحسن بن سليمان الحلى،ص 5،ط النجف.

27ـابن قولويه:كامل الزيارات/الباب 32:ص .101

28ـالمجلسي:بحار الانوار،ج 6:ص .229

29ـالنوري:دار السلام،ج 4:ص .286

30ـالغبطة:حسن الحال.

31ـالنوري:دار السلام،ج 4:ص .287

32ـالنوري:دار السلام،ج 4:ص .293

33ـالنوري:دار السلام،ج 4:صص 287 و .293

34ـالمجلسي:بحار الانوار،ج 6:ص .178

35ـكلمة تقال في الاستعجال،و المعنى:البدار البدار.

36ـفلنتضعـظ،أي فلنتذلل و لنتخشع لهما.

37ـالمجلسي:بحار الانوار،ج 6:ص .173

38ـالمجلسي:بحار الانوار،ج 6:ص .197

39ـالمجلسي:بحار الانوار،ج 6:ص .185

40ـالمجلسي:بحار الانوار،ج 6:ص .200

41ـالمجلسي:بحار الانوار،ج 6:ص .199

42ـالمجلسي:بحار الانوار،ج 6:ص .193

43ـسيأتى معنى التمثل في ختام البحث إن شاء الله تعالى.

44ـالبحراني:البرهان،ج 4:ص .461

45ـالغنزةـبالتحريكـ:أطول من العصا و أقصر من الرمح.

46ـالوترـبالكسرـالجناية.

47ـأى اما أن تموت في طاعة الله و طاعة الامام فترد على رسول الله صلى الله عليه و آله أو تعيش الى أن تدرك ظهور امام منا.

48ـالسنام الأعلى:اشرف مرتبة من المراتب الانسانية.

49ـحملاق العين:ـبالكسر و الضمـباطن الاجفان.

50ـشرح الكافي للمولى صالح المازندراني،ج 11:ص .415

51ـقال صاحب«الوافى»:«كنى بمن شاء الله أمير المؤمنين عليه السلام،و إنما لم يصرح به كتمانا على المخالفين المنكرين».

52ـالمجلسي:بحار الانوار،ج 6:ص .200

53ـالطباطبائي:الميزان،ج 10:ص .100

54ـابن صباغ:الفصول المهمة،ص .113

55ـالنساء،4: .159

56ـالقاساني:علم اليقين،ج 2:ص .856

57ـاللهاة:اللحمة المشرفة على الحلق فى أقصى سقف الفم.

58ـالكلوم:جمع الكلمـبفتح الكاف و سكون اللامـ:الجرح.

59ـالمفيد:أوائل المقالات فى المذاهب و المختارات،ص .48

60ـالجزائري:الانوار النعمانية،ج 4:ص .210

61ـالمجلسي:بحار الانوار،ج 6:ص .202

62ـفى هذا الكلام جفاء بالنسبة الى الشيخ رحمه الله،عصمنا الله من عثرات اللسان و القلم .

63ـالكهف،18: .45

64ـالنحل،16: .8

65ـالحسن بن سليمان الحلي:كتاب المحتضر،ص 2،ط النجف.

66ـالنوري:دار السلام،ج 4:ص .306

67ـو أيضا ان نسبة الكوكب بالناظرين إليه نسبة متساوية،و ان نسبتهم عليهم السلام بالمحتضرين مختلفة،فيلقون المحبين بوجه مستبشر،و يواجهون المنكرين بوجه عبوس متنكر،و هذا يستدعى التفاتا خاصا لكل واحد من الطائفتين فلا يساعد الاستقرار فى مكان واحد مع وضع واحد. (استاد ولي).

68ـقد ثبت فى الفلسفة الإسلامية إن الملائكة وجودات مجردات عن المادة و الجسمية،و قد ثبتـايضاـفي الأخبار أن للمك الموت أعوانا،و بهذين الامرين تنحسم مادة الإشكال،و التنظير بملك الموت فحسب.(استاد ولي).

69ـالم السجدة،41: .11

70ـالحاقة،69: .17

71ـالجزائري:الانوار النعمانية،ج 4:ص 210،ط تبريز.

72ـالقاضي الطباطبائي:هامش الأنوار النعمانية،ج 4:ص 212،و أيضا الجنة المأوى،ص .175

73ـالعلامة كاشف الغطاء:الجنة المأوى/فى الهامش،ص 175،ط تبريز.

74ـالدهر،76: .2

75ـالنازعات،79:13 و .14

76ـق،50:19.و تحيد:تميل و تفر.

77ـالعنكبوت،29: .64

78ـيونس،10: .5

79ـالدهر،76:13.و المراد من الزمهرير القمر.

80ـالحويزي:تفسير نور الثقلين،ج 5:ص .481

81ـالبحراني:البرهان،ج 3:ص .7

82ـمريم،19: .62

83ـالسيوطي:الدر المنثور،ج 4:ص .278

84ـغافر،40: .46

85ـالحويزي:تفسير نور الثقلين،ج 5:ص .480

86ـكقوله تعالى:/ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون الذين آمنوا و كانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا و في الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم/ (يونس،10:62ـ64).

87ـاورده البحراني في«البرهان»(ج 4:ص 460)و هو:«و يمثل له رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و امير المؤمنين و فاطمة الزهراء و الحسن و الحسين و الائمة من ذريتهمـصلوات الله عليهمـفيقال له:هذا رسول الله،و امير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين و الائمة عليهم السلام رفقاؤك».

88ـالمجلسي:بحار الانوار،ج 6:ص .201

89ـالجزائري:الانوار النعمانية،ج 4:ص .212

90ـالمجلسي:بحار الانوار،ج 6:ص .194

91ـلا يخفى أن هناك إشكالا آخر على نظرية حضور أعيانهم عليهم السلام و هو أنه لا شك في حضورهم عليهم السلام لكل واحد من المؤمنين و المنافقين على هيئة خاصة على قدر حظه من الايمان و النفاق و الصفات المختلفة الراسخة في نفسه،كما اشير إليه في الأخبار،فيتلاقون بعضا بالبشرى و السرور،و بعضا بالعبوس و التنكر،و هذه الحالات و الهيئات المختلفة لا تجتمع في آن واحد فى واحد من الاشخاص،و هذا غير الاشكال الأول على حضور الجسم الواحد في آن واحد في أمكنة مختلفة،و يمكن الجواب عن هذا كله بأنا لسنا بصدد بيان كيفية حضورهم و حل الاشكالات الواردة عليه و بيان كيفية نظام الآخرة،و إنما نستهدف فى هذا البحث قصور توجيهات القوم و تأويلاتهم بالتمثل و غيره،و إنما نعلم بتا أنه ليس بالتمثل لأن المتمثل غير الوجود الحقيقي للممثل،و نعلم أيضا أن الحضور بأعيانهم الحقيقية فحسب،و أما كيفيته فغير واضح لنا،و إنما نعلم كليا أن نظام الآخرة غير هذا النظام و أن التزاحم من خواص هذا العالم،و الله أعلم بحقيقة الحال.(استاد ولي).

92ـالنوري:دار السلام،ج 4:ص .294

93ـالمجلسي:بحار الانوار،ج 102:ص .40

94ـابن شهر آشوب:مناقب آل ابي طالب،ج 4:ص .292

95ـالنوري:دار السلام،ج 4:ص .272

96ـضحك ضحكا حسنا.

97ـالمجلسي:بحار الانوار،ج 6:ص 193،و قد نظم الشاعر المعاصر الشيخ عبد المنعم الفرطوسى هذه القصة،أوردناه تحت الرقم .5

98ـالامين:اعيان الشيعة،ج 3:ص 4324،ط بيروت.

99ـالسلافة من الخمر:اخلصها.

100ـالامين:اعيان الشيعة،ج 6:ص 465،ط بيروت.

101ـالحر العاملي:امل الامل،تحت عنوانه.

102ـالقمي:الكنى و القاب،ج 2:ص .151

103ـالفرطوسي:ملحمة اهل البيت عليهم السلام،ج 2:ص .29

104ـالفرطوسي:ملحمة اهل البيت عليهم السلام،ج 1:ص .7

105ـيونس،10: .64

106ـالطباطبائي:الميزان،ج 10:ص .100

107ـالبحراني:البرهان،ج 2:ص .191

108ـالزخرف،43:31ـ .30

109ـالبحراني:البرهان،ج 4:ص 111،المجلسي:بحار الانوار،ج 6:ص .176

110ـالفجر،89: .30

111ـالبحراني:البرهان،ج 4:ص .461

112ـالنساء،4: .159

113ـالمجلسي:بحار الانوار،ج 6:ص .188

114ـنهج البلاغة،الخطبة .20

115ـحضوره عليه السلام عند المحتضر مما لا يرد كما مر،و لكن كلامه هذا لا يدل عليه لما فيه من التخويف و الوعيد،كما لا يخفى.و حضوره عليه السلام للبشرى و السرور للمؤمن(استاد ولى).

116ـابن أبى الحديد:شرح نهج البلاغة،ج 1:ص .298

117ـنهج البلاغة،الخطبة .147

118ـهذا على بنائه للمجهول،و فى بعض الشروح كشرح عبده و الصبحي صالح بالمعلوم،أى منتظر .

119ـابن أبى الحديد:شرح نهج البلاغة،ج 2:ص .41

120ـالمجلسي:بحار الانوار،ج 6:ص .234

121ـابن أبي الحديد:شرح النهج،ج 4:ص .104

122ـالدست:صدر البيت،المجلس،الوسادة،و المراد هنا الأول.

123ـفأحفى:من الحفاوة و هي المبالغة في السؤال عن الرجل و العناية في أمره.(لسان العرب/حفا،ج 14:ص 188).

124ـالشاذ كونه:معرب شاد كونه أي عباءة أو جبة،فراش أو متكأ.

125ـالقصارة:فضل الشي‏ء(لسان العرب/قصر،ج 5:101)او لعل المعنى غاية جهده بيده.

126ـيس،36: .39

127ـالتوبة،9: .25

128ـالجملة:الجماعة(لسان العرب/جمل،ج 11:ص 128).

129ـمعادلا له:أي راكبا معه(لسان العرب/عدل،ج 11:ص 342).

130ـالمعاد:البناء المرتفع،و كأنه استعارها هنا للمنزل الذي ينزله الرجل في السفر،(لسان العرب/عمد،ج 3:ص 303).

131ـالمرارة يقال لها بالفارسية:زهره.

132ـالثاقب فى المناقب،ص 439ـ .446