3ـاصبغ بن نباتة:

قال ابن حجر العسقلاني:«اصبغ بن نباتة التميمي ثم الحنظلي أبو القاسم الكوفي،روى عن عمر و علي و الحسن بن علي و عمار بن ياسر و أبي أيوب...،و قال ابن سعد:كان شيعيا،و كان يضعف في روايته،و كان على شرطة علي...و قال الساجى:منكر الحديث،و قال الدارقطنى:منكر الحديث،و قال ابن عدي:عامة ما يرويه عن علي لا يتابعه أحد عليه،و هو بين الضعف.و قال الجوزجانى:زائغ،و قال البزار:أكثر أحاديثه عن علي لا يرويها غيره،و قال العقيلي:كان يقول بالرجعة،و قال ابن حبان:فتن بحب علي فأتى بالطامات فاستحق الترك (45) ».

أقول:و ما لهذا الرجل العظيم ذنب إلا حبه لعلي عليه السلام و قربه منه.

حب علي كله ضرب‏ 
يرجف من خيفته القلب

قال الشعبى:ماذا لقينا من علي عليه السلام!إن أحببناه ذهبت دنيانا،و إن أبغضناه ذهب ديننا.

4ـالحارث الأعور الهمداني:

قال ابن حجر العسقلانى:«الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني الخارفي،أبو زهير الكوفي،و يقال:الحارث بن عبيد،و يقال:الحوتيـو حوت بطن من همدانـروى عن علي و ابن مسعود و زيد بن ثابت و بقيرة امرأة سلمان...قال ابن عبد البر في كتاب العلم لهـلما حكي عن إبراهيم أنه كذب الحارثـ:أظن الشعبى عوقب بقوله في الحارث كذاب،و لم يبن من الحارث كذبه،و إنما نقم عليه إفراطه في حب علي،و قال ابن سعد:كان له قول سوء،و هو ضعيف في رأيه...و قال الجوزجاني:سألت علي بن المديني عن عاصم و الحارث،فقال:مثلك يسأل عن ذا؟الحارث كذاب. ..قال ابن حبان:كان الحارث غاليا في التشيع واهيا في الحديث،مات سنة 65 (46) ».

أقول:تعسا لقوم يكذبون رجلا له منزلة رفيعة عند أمير المؤمنين عليه السلام حتى قال له سيده و مولاه:ابشرك يا حار،لتعرفني عند الممات،و عند الصراط،و عندالحوض و عند المقاسمة ... (47) ».

ثم إنهم لم يكتفوا بجرح رجال الشيعة و نالة مكانتهم فحسب،بل رموا و قذفوا كل محدث من أهل مذهبهم و طريقتهم يروي منقبة علي عليه السلام بالتشيع و الرفض (48) بل بالتكفير و القتل قال العلامة الحسن المغربي:«و قد تطورت الحالة و المحنة إلى حد التفسيق و التكفير،فذهب القوم إلى نجاسة من يروي منقبة أو فضيلة في فضل الإمام أمير المؤمنين عليه السلام،و مقابلته بالجرح و القدح،و هذه الطامة لا شك أنها من صنع النواصب التي دسوها بين أهل الحديث ليتوصلوا بها إلى إبطال كل ما ورد في فضل علي عليه السلام،و ذلك إنهم جعلوا آية تشيع الراوي و علامة بدعته هى روايته فضائل علي عليه السلام (49) »،و إليك أسماء بعضهم:

1ـالحافظ الكبير الحاكم النيسابوري:

قال الذهبي:«الحافظ الكبير إمام المحدثين أبو عبد الله،محمد بن عبد الله ابن محمد بن حمدويه بن نعيم الضبي الطهمانى النيسابوري المعروف بابن البيع،صاحب التصانيف،ولد سنة إحدى و عشرين و ثلاثمائة في ربيع الأول...قال الخطيب أبوبكر:أبو عبد الله الحاكم كان ثقة،كان يميل إلى التشيع،فحدثني إبراهيم بن محمد الارمويـو كان صالحا عالماـقال:جمع الحاكم أحاديث و زعم أنها صحاح على شرط البخاري و مسلم،منها حديث الطير،و حديث«من كنت مولاه فعلي مولاه»،فأنكر عليه أصحاب الحديث فلم يلتفتوا إلى قوله...و قال ابن طاهر:سألت أبا إسماعيل الأنصاري عن الحاكم فقال:ثقة في الحديث،رافضي خبيث،ثم قال ابن طاهر:كان شديد التعصب للشيعة في الباطن،و كان يظهر التسنن في التقديم و الخلافة،و كان منحرفا عن معاوية و آله متظاهرا بذلك و لا يعتذر منه.قلت:أما انحرافه عن خصوم علي فظاهر،و أما أمر الشيخين فمعظم لهما بكل حال،فهو شيعي لا رافضي،و ليته لم يصنف المستدرك فإنه غض من فضائله بسوء تصرفه... (50) ».

2ـابن السقاء:

قال الذهبي:«الحافظ الإمام محدث واسط أبو محمد،عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي.. .و قال علي بن محمد الطيب الجلابي في تاريخه:ابن السقاء من أئمة الواسطيين و الحفاظ المتقنين،توفى في جمادى الآخرة سنة ثلاث و سبعين و ثلاثمائة،قال السلفى:سألت خميسا الحوزي عن ابن السقاء فقال:هو من مزينة مضر،و لم يكن سقاء بل لقب له،من وجوه الواسطيين و ذي الثروة و الحفظ،رحل به أبوه فأسمعه من أبي خليفة و أبي يعلى،و ابن زيدان البجلي،و المفضل بن الجندي،و بارك الله في سنه و علمه،و اتفق أنه أملى حديث الطير،فلم تحتمله نفوسهم،فوثبوا به و أقاموا و غسلوا موضعه،فمضى و لزم بيته،فكان لا يحدث أحدا من الواسطيين،فلهذا قل حديثه عندهم،و توفي سنة احدى و سبعين و ثلاثمائة (51) ».

3ـالحافظ النسائي:

قال المحدث القمي رحمه الله:«أبو عبد الرحمن أحمد بن علي ابن شعيب النسأي (52) الحافظ،كان من كبراء عصره في الحديث،ولد بنسا مدينة بخراسان،و سكن مصر،و كان يسكن بزقاق القناديل،كان كثير التهجد و العبادة،يصوم يوما و يفطر يوما،و عن الحاكم قال:كان النسأئي أفقه مشايخ عصره و أعرفهم بالصحيح و السقيم من الآثار،و أعرفهم بالرجال،و عن الذهبي أنه أحفظ من مسلم،إلى غير ذلك،له كتاب الخصائص و السنن أحد الصحاح الستة.

حكي أنه لما أتى دمشق و صنف كتاب الخصائص في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام انكر عليه ذلك و قيل له:لم لا صنفت في فضائل الشيخين؟فقال:دخلت دمشق و المنحرف عن علي بها كثير،فصنفت كتاب الخصائص رجاء أن يهديهم الله تعالى به،فدفعوا في حضنيه و أخرجوه من المسجد،ثم ما زالوا به حتى أخرجوه من دمشق إلى الرملة فمات بها...

قال محمد بن إسحاق الاصبهاني:سمعت مشايخنا بمصر يقولون:إن أبا عبد الرحمن فارق مصر في آخر عمره و خرج إلى دمشق،فسئل عن معاوية و ما روي من فضائله،فقال:أما يرضى معاوية أن يخرج رأسا برأس حتى يفضل؟و في رواية اخرى:ما أعرف له فضيلة إلا«لا أشبع الله بطنك» (53) ،و كان يتشيع،فما زالوا يدفعون في حضنه حتى أخرجوه من المسجد...و كان وفاته في سنة 303 (شج)،و نساـبفتح أوله و القصرـاسم بلدة بخراسان،بينها و بين سرخس يومان (54) ».

4ـالحافظ الكنجي الشافعى:

قال الحافظ فخر الدين أبو عبد الله،محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي،المقتول سنة 658 في مقدمة كتابه«كفاية الطالب»:«أما بعد،فإنى لماجلست يوم الخميس لست ليال بقين من جمادى الآخرة سنة سبع و أربعين و ستمائة بالمشهد الشريف بالحصباء من مدينة الموصل،و دار الحديث المهاجرية،حضر المجلس صدور البلد من النقباء و المدرسين و الفقهاء و أرباب الحديث،فذكرت بعد الدرس أحاديث،و ختمت المجلس بفضل في مناقب أهل البيت عليهم السلام،فطعن بعض الحاضرين لعدم معرفته بعلم النقل في حديث زيد بن أرقم في غدير خم،و في حديث عمار في قوله صلى الله عليه و آله و سلم:«طوبي لمن أحبك و صدق فيك»،فدعتني الحمية لمحبتهم على إملاء كتاب يشتمل على بعض ما رويناه عن مشايخنا في البلدان من أحاديث صحيحة من كتب الأئمة و الحفاظ في مناقب أمير المؤمنين علي عليه السلام الذي لم ينل رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فضيلة في آبائه و طهارة فى مولده إلا و هو قسيمه فيها».

هذا،و قد قال الذهبي في شأن هذا الرجل الموالي لآل الله عليهم السلام:«و المحدث المفيد،فخر الدين،محمد بن يوسف الكنجي قتل بجامع دمشق لدبره (55) و فضوله (56) ».

و قال محقق كتاب«كفاية الطالب»:«و تبجح ابن تغرى بردي بالفعلة الدنيئة،فقال:فسر عوام دمشق و أهلها بذلك سرورا زائدا،و قتلوا فخر الدين محمد بن يوسف بن محمد الكنجي في جامع دمشق،و كان المذكور من أهل العلم لكنه كان فيه شر،و كان رافضيا خبيثا،و انضم على التتار (57) ».

5ـنصر بن علي الأزدي الجهضمي:

قال العسقلاني:«و قال ابن أبي حاتم:سألت أبي عن نصر بن علي و أبي حفص‏الصيرفي،فقال:نصر أحب و أوثق و أحفظ من أبي حفص،قلت:فما تقول في نصر؟قال:ثقة،و قال أبو علي بن الصواف عن عبد الله بن أحمد:لما حدث نصر بن علي بهذا الحديثـيعني حديث علي بن أبي طالب:ان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أخذ بيد حسن و حسين فقال:من أحبني و أحب هذين و أباهما و أمهما كان في درجتي يوم القيامةـأمر المتوكل بضربه ألف سوط،فكلمه فيه جعفر بن عبد الواحد،و جعل يقول:هذا من أهل السنة،فلم يزل به حتى تركه (58) ».

6ـعلى بن رباح:

قال العسقلاني:«على بن رباح...ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل مصر،قال:كان ثقة ...،و ذكره ابن حبان في«الثقات»،و قال الليث قال علي بن رباح:لا أجعل في حل من سماني«علي»فإن اسمي«علي»،و قال المقري:كان بنو أمية إذا سمعوا بمولود اسمه علي قتلوه،فبلغ ذلك رباحا فقال:هو علي،و كان يغضب من علي،و يحرج على من سماه به (59) ».

أقول:و بعد ما تلونا عليك أسماء من لم تسلم مكانتهم من سهام المتعصبين المسمومة،نتلو عليك أسماء رجال عدلوهم و وثقوهم مع نصبهم لعلي عليه السلام و انحرافهم عنه،و هذا أسوء تقليب و تحريف،فقبحا لقوم حرفوا الحقائق،و قلبوها،و هم الذين اتخذوا الشيطان لأمرهم ملاكا،و اتخذهم له أشراكا،فباض و فرخ في صدورهم،و دب و درج في حجورهم،فنظر بأعينهم،و نطق بألسنتهم (60) ،فتعسا لجماعة جعلت السب و التحامل و الوقيعة الشديدة في سيد الأولياء وأمير البرايا تصلبا في السنة،و بغضه علامة للديانة.

1ـإبراهيم الجوزجاني:

قال العسقلاني:«إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق السعدي أبو إسحاق الجوزجاني...قال الخلال :إبراهيم جليل جدا،كان أحمد بن حنبل يكاتبه و يكرمه إكراما شديدا...و قال الدار قطني :...كان من الحفاظ المصنفين و المخرجين الثقات...و قال السلمي،عن الدار قطني بعد أن ذكر توثيقه:لكن فيه انحراف عن علي،اجتمع على بابه أصحاب الحديث فأخرجت جارية له فروجه (61) لتذبحها،فلم تجد من يذبحها،فقال سبحان الله،فروجة لا توجد من يذبحها،و علي يذبح في ضحوة نيفا و عشرين ألف مسلم!...و قال ابن حبان في الثقات:كان حروري المذهب،و لم يكن بداعية،و كان صلبا في السنة حافظا للحديث إلا أنه من صلابته ربما يتعدى طوره،و قال ابن عدي:كان شديد الميل إلى مذهب أهل دمشق في الميل على علي...قلت:و رأيت نسخة من كتاب ابن حبان :حريزى المذهب،و هو بفتح الحاء المهملة و كسر الراء و بعد الياء زاي،نسبة إلى حريز بن عثمان المعروف بالنصب (62) ».

و قالـأيضاـفي ترجمة«مصدع»:«و الجوزجاني مشهور بالنصب و الإنحراف (63) ».

قال العلامة الحضرموتي رحمه الله:«أقول:قوله«حروري المذهب»أو«حريزي المذهب»أيهما كان كاف في إثبات نفاق الرجل و فسقه و خبثه،و قوله:«صلبا في السنة؟ما هى تلك السنة؟»ما أراها إلا التي أنكر أهل دمشق على عمر بن‏عبد العزيز تركها،و هي لعن مولى المؤمنين،و صاحوا به،فلعنها الله من سنة و لعن من سنها و من عمل بها كائنا من كان،آمين،و قوله كالمعتذر عنه«إنه من صلابته ربما كان يتعدى طوره»عذر أقبح من الذنب،لأنه من باب غسل النجاسة بأخبث منها (64) ».

2ـحريز بن عثمان الحمصي:

قال العسقلاني:«حريز بن عثمان بن جبر بن أبي أحمر بن السعد الرحبي المشرقي...،و قال الآجري عن أبي داود:شيوخ حريز كلهم ثقات،قال:و سألت أحمد بن حنبل عنه،فقال:ثقة،ثقة،و قال أيضا:ليس بالشام أثبت من حريز،و قال ابن المديني:لم يزل من أدركناه من أصحابنا يوثقونه و قال دخيم:حمصي جيد الإسناد صحيح الحديث،و قالـأيضا:ثقة (65) ».

و قالـأيضا:«وثقه أحمد و ابن معين و الائمة...و قال أبو حاتم:لا أعلم بالشام أثبت منه،و لم يصح عندي ما يقال عنه من النصب،قلت:قد جاء عنه ذلك من غير وجه،و جاء عنه خلاف ذلك (66) ».

و قالـأيضا:«و قال العجلي:شامى ثقة،و كان يحمل على علي،و قال عمرو بن علي كان ينقص عليا و ينال منه،و قال في موضع آخر:ثبت شديد التحامل على علي،و قال أحمد بن سعيد الدارمى عن أحمد بن سليمان المروزي:سمعت إسماعيل بن عياش قال:عادلت حريز بن عثمان من مصر إلى مكة،فجعل يسب عليا و يلعنه،و قال الضحاك بن عبد الوهاب:و هو متروك متهم،حدثنا إسماعيل ابن عياش:سمعت حريز بن عثمان يقول:هذا الذي يرويه الناس عن‏النبي صلى الله عليه و آله و سلم أنه قال لعلي:«أنت مني بمنزلة هارون من موسى»حق و لكن أخطأ السامع،قلت:فما هو؟فقال :إنما هو:أنت مني بمنزلة هارون من موسى...»قيل ليحيى بن صالح:لم لم تكتب عن حريز؟فقال :كيف أكتب عن رجل صليت معه الفجر سبع سنين،فكان لا يخرج من المسجد حتى يلعن عليا سبعين مرة،و قال ابن حبان:كان يلعن عليا بالغداة سبعين مرة،و بالعشي سبعين مرة،فقيل له في ذلك،فقال:هو القاطع رؤوس آبائي و أجدادي (67) ».

قال ابن أبي الحديد:«و قد كان في المحدثين من يبغضه(يعنى عليا عليه السلام)،و روى فيه الأحاديث المنكرة،منهم حريز بن عثمان،كان يبغضه و ينتقصه و يروي فيه أخبارا مكذوبة.قال محفوظ:قلت ليحيى بن صالح الوحاظي:قد رويت عن مشايخ من نظراء حريز،فما بالك لم تحمل عن حريز؟قال:إني أتيته فناولني كتابا فإذا فيه:«حدثني فلان عن فلان أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم لما حضرته الوفاة أوصى أن تقطع يد علي بن أبي طالب»،فرددت الكتاب،و لم أستحل أن أكتب عنه شيئا (68) ».

أقول:إذا شاهدت ما تقدم من توثيقهم له و اعتمادهم عليه،و نقل البخاري عنه حديثين في صحيحهـكما في«هدى الساري»(ج 2:ص 157)ـو تعديل أحمد إياه بقوله«ثقة،ثقة»مع تصريحهم بأنه يلعن عليا و يبغض عليا و ينتقص عليا و يسب عليا و كان يحمل على علي،تنكشف لك الحقيقة،و تقول بعد الحوقلة:بخ بخ لثقة و ياله من عدالة!

إن كان هذا عندك عادلا 
فان المرادي لا محالة أعدل

3ـخالد بن عبد الله القسري:

قال العسقلاني:«خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد القسري الأمير أبو القاسم،يقال:أبو الهيثم الدمشقي،ذكره ابن حبان في الثقات،و قال يحيى الحماني:قيل لسيار:تروي عن خالد؟ !قال:إنه كان أشرف من أن يكذب (69) ».

و قال ابن أبي الحديد:«و ذكر المبرد في الكامل:أن خالد بن عبد الله القسري لما كان أمير العراق في خلافة هشام كان يلعن عليا عليه السلام على المنبر فيقول:اللهم العن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم صهر رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم على بنته و أبا الحسن و الحسين،ثم يقبل على الناس فيقول:هل كنيت (70) ».

أقول:إن خالدا هذا لما لاموه على ظلمه و إرساله سعيد بن جبير إلى الحجاج ليقتله،قال :«و الله،لو علمت أن عبد الملك لا يرضى عني إلا بنقض هذا البيت حجرا حجرا لنقضته في مرضاته (71) »،فهل يسوغ لمسلم أن يقول في هذا و أمثاله:ثقة؟!قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم :«ما عادانا كلب إلا و قد جرب،و ما عادانا بيت إلا و قد خرب،من لم يصدق فليجرب».

4ـعمران بن حطان السدوسي:

قال العسقلاني:«و قد وثقه العجلي،و قال قتادة:كان لا يتهم في الحديث،و قال أبو داود :ليس في أهل الأهواء أصح حديثا من الخوارج،ثم ذكر عمران هذا و غيره...و قال العقيلي:حدث عن عائشة،و لم يتبين سماعه منها،قلت:لم يخرج له البخاري سوى حديث واحد من رواية يحيى بن أبي كثير عنه...و هوالذي رثى عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي عليه السلام بتلك الأبيات السائدة (72) ».

قال العلامة الحضرموتى رحمه الله:«و أما ما رثى به عمران ابن ملجم فهو قولهـأخزاهما الله و لعنهماـ:

يا ضربة من تقي ما أراد بها 
إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا

إنى لأذكره يوما فأحسبه‏ 
أوفى البرية عند الله ميزانا

أكرم بقوم بطون الأرض أقبرهم‏ 
لم يخلطوا دينهم بغيا و عدوانا

لله در المرادي الذي سفكت‏ 
كفاه مهجة شر الخلق إنسانا

أمسى عشية عشاه بضربته‏ 
مما جناه من الآثام عريانا

و أقول:لا يشك أن هذه الأبيات أشد إيلاما للنبي و لوصيهـعليهما و على آلهما الكرام أفضل الصلاة و السلامـمن تلك الضربة،فمن الوقاحة و الإيذاء للنبي و الوصي ذكر ابن ملجم و عمران و من على شاكلتهما بغير اللعن ممن يدعى الإسلام،و قد رد على ابن حطان بعض علماء أهل السنة،منهم القاضي أبو الطيب رحمه الله فقال:

إنى لأبرأ مما أنت قائله‏ 
في ابن ملجم الملعون بهتانا

إني لأذكره يوما فألعنه‏ 
دينا و ألعن عمران بن حطانا

عليك ثم عليه الدهر متصلا 
لعائن الله إسرارا و إعلانا

فأنتم من كلاب النار جاءلنا 
نص الشريعة برهانا و تبيانا

و منهم أبو المظفر طاهر بن محمد الإسفرائيني رحمه الله فقال:

كذبت و أيم الذي حج الحجيج له‏ 
و قد ركبت ضلالا منك بهتانا

لتلقين بها نارا مؤججة 
يوم القيامة لا زلفى و رضوانا

تبت يداه لقد خابت و قد خسرت‏ 
و صار أبخس من في الحشر ميزانا

هذا جوابي لذاك النذل مرتجلا 
أرجو بذاك من الرحمن غفرانا (73)

5ـعمر بن سعد بن أبي وقاص:

قال العسقلاني:«عمر بن سعد بن أبي وقاص الزهري أبو حفص المدني سكن الكوفة،و قد روى عن أبيه،و أبي سعيد الخدري...قال العجلي:كان يروي عن أبيه أحاديث،و روى الناس عنه،و هو تابعي ثقة،و هو الذي قتل الحسين (74) ».أقول:في ذكر قتل الحسين عليه السلام بعد قوله:«ثقة»،ما لا يخفى.

6ـمروان بن حكم:

قال العسقلاني:«و قال عروة بن الزبير:كان مروان لا يتهم في الحديث،و قد روى عنه سهل بن سعد الساعدي الصحابي اعتمادا على صدقه...و هؤلاء(يعني أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث،و عروة،و سهل الساعدي)أخرج البخاري أحاديثهم عنه في صحيحه (75) ».

أقول:نعم،أخرج البخاري أحاديثهم عنه،و هو الذي نقل عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فيه قال:«هو الوزغ بن الوزغ،الملعون بن الملعون»ثم يتجنب عن الرواية عن جعفر بن محمد عليهما السلام!أخرج ابن عساكر مرفوعا فيه:«ويل لامتي من هذا و ولد هذا»،قاله صلى الله عليه و آله و سلم لما جاؤوا به مولودا ليحنكه فلم يفعل...و عن عبد الرحمن بن عوف قال:كان لا يولد لأحد مولود إلا اتي به النبي صلى الله عليه و آله و سلم فيدعو له،فادخل عليه مروان بن الحكم فقالـعليه الصلاة و السلامـ:«هو الوزغ بن الوزغ،الملعون بن الملعون (76) ».

قال ابن أبي الحديد بعد قوله في الحكم:«و أما مروان ابنه فأخبث عقيدة و أعظم إلحادا و كفرا،و هو الذي خطب يوم وصل إليه رأس الحسين عليه السلام إلى المدينة،و هو يومئذ أميرها،و قد حمل الرأس على يديه فقال:

يا حبذا بردك في اليدين‏ 
و حمرة تجري علي الخدين

كأنما بت بمحشدين

ثم رمى بالراس نحو قبر النبي،و قال:يا محمد يوم بيوم بدر (77) ».

7ـلمازة بن زبار الأزدي:

قال العسقلاني:«لمازة بن زبار الازدي الجهضمي أبو اللبيد البصري،ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل البصرة،و قال:سمع من علي،و كان ثقة،و له أحاديث و قال حرب،عن أبيه:كان أبو اللبيد صالح الحديث،و أثنى عليه ثناء حسنا...و ذكره ابن حبان في الثقات...و عن مطر بن حمران:كنا عند أبي اللبيد فقيل له:أتحب عليا؟فقال:ء أحب عليا و قد قتل من قومي في غداة واحدة ستة آلاف؟...و قال عباس الدوري،عن يحيى بن معين:حدثنا وهب بن جرير،عن أبيه،عن أبي اللبيد و كان شتاما قلت:زاد العقيلي:قال وهب:قلت لأبي:من كان يشتم؟قال:كان يشتم علي بن أبي طالب...و عن جرير بن حازم:حدثني زبير بن خريت،عن أبي اللبيد قال:قلت له:لم تسب عليا؟قال:ألا أسب رجلا قتل منا خمس مائة و ألفين و الشمس هيهنا؟ (78) ».

أقول:أنشدكم الله و رسوله و أولياءه،الا تقولون إن كان الرجل يسب و يشتم كما يشتم عليا عليه السلام غيره من المهاجرين،هل هم يقولون فيه ثقة،أو صالح الحديث؟فكيف يعدلون هؤلاء النواصب مع تصريحهم بنصبهم و سبهم‏عليا عليه السلام؟و ما عذرهم عند الله و رسوله؟نعوذ بالله من الخذلان.

نعم،قد اعتذر عنهم ابن حجر العسقلاني،و ياليته لم يدافع و لم يعتذر عنهم على هذا الطريق،و قد رد عليه العلامة الحضرموتي رحمه الله حرفا حرفا،و ها نحن نورد كلامهما بنصه مع التلخيص و الاقتصار على موضع الحاجة.

قال العسقلاني:«و قد كنت أستشكل توثيقهم الناصبي غالبا[خ ل‏]و توهينهم الشيعة مطلقا،و لا سيما أن عليا ورد في حقه:«لا يحبه إلا مؤمن،و لا يبغضه إلا منافق»ثم ظهر لي في الجواب عن ذلك أن البغض هنا مقيد بسبب و هو كونه نصر النبي صلى الله عليه و آله و سلم،لأن من الطبع البشري بغض من وقعت منه إساءة في حق المبغض،و الحب بعكسه،و ذلك ما يرجع إلى امور الدنيا غالبا،و الخبر في حب علي و بغضه ليس على العموم،فقد أحبه من أفرط فيه حتى ادعى أنه نبي أو أنه إلهـتعالى الله عن إفكهمـ،و الذي ورد في حق علي من ذلك قد ورد مثله في حق الأنصار.

و أجاب عنه العلماء أن بغضهم لأجل النصر كان ذلك علامة نفاقه،و بالعكس،فكذا يقال في حق علي،و أيضا فأكثر من يوصف بالنصب يكون مشهورا بصدق اللهجة و التمسك بامور الديانة،بخلاف من يوصف بالرفض فإن غالبهم كاذب و لا يتورع في الأخبار.و الأصل فيه أن الناصبة اعتقدوا أن علياـرضى الله عنهـقتل عثمان أو كان أعان عليه،فكان بغضهم له ديانة بزعمهم،ثم اضاف إلى ذلك أن منهم من قتلت أقاربه في حروب علي (79) ».

أقول:محصل كلامه أن بغض النواصب لعلي عليه السلام شخصية،لا مذهبية،لأنه عليه السلام قتل أقاربهم في الحروب الإسلامية،و الجواب عن ذلك ما قاله العلامة الحضرموتي رحمه الله فاستمع لما يتلى:

قالـرحمة الله و رضوانه عليهـ:«قال الشيخ:«ثم ظهر لي في الجواب عن ذلك أن‏البغض ههنا مقيد بسبب...»و أقول:ليس الأمر كما ظهر له،و دعواه التقييد و ذكره السبب مما لا دليل عليه.و الدعاوي ما لم تقيموا عليها بينات،أبناؤها أدعياء و الصوابـإن شاء الله تعالىـأن بغض علي عليه السلام لا يصدر من مؤمن أبدا،لأنه ملازم للنفاق،و حبه لا يتم من منافق أبدا،لأنه ملازم للايمان،فتقييد الشيخ بغض علي الدال على النفاق بأنه الذي يكون سببه نصره للنبي صلى الله عليه و آله و سلم خطأ و غفلة ظاهرة،لأنه يلزم منه إلغاء كلام المعصوم بتخصيصه عليا بهذا،لأن البغض لأجل نصر النبي صلى الله عليه و آله و سلم كفر بواح سواء كان المبغض بسببه عليا عليه السلام أو غيره،مسلما كان،أو كافرا،أو حيوانا،أو جمادا،ألا ترى لو أن مكلفا أبغض المطعم بن العدي،أو أبا البختري اللذين ماتا على الشرك لأجل سعيهما في نقض الصحيفة القاطعة،و وصلهما بذلك رحم النبي صلى الله عليه و آله و سلم و رحم بني هاشم،ألا يكون ذلك المبغض كافرا لبغضه الكافر من هذه الجهة؟

و لو أن آخر أبغض كلبا من أجل حراسته للنبي صلى الله عليه و آله و سلم،أو حمارا من أجل حمله إياه،أو الغار من أجل ستره له عن المشركين لكان كافرا بذلك إتفاقا،فما هي إذا فائدة تخصيص علي عليه السلام بالذكر فيما يعم المسلم و الكافر و الحيوان و الجماد؟فتقييد الشيخ إلغاء و إهدار لكلام المعصوم و إبطال له،و الحقـإن شاء الله تعالىـأن حب علي عليه السلام مطلقا علامة لرسوخ الإيمان في قلب المحب،و بغضه علامة لوجود النفاق فيه،خصوصية فيه كما هي في أخيه النبيـصلوات الله و سلامه عليهما و على آلهماـ... (80) .

ثم قال:قال الشيخ:«لأن من الطبع البشري بغض من وقعت منه إساءة في حق‏المبغض،و الحب بالعكس»،و أقول:ليس هذا من هذا الباب،فإن عليا عليه السلام لم يسى‏ء إلى أحد من مبغضيه،و من قتله علي من آباء مبغضيه و قراباتهم فإنما قتله الحق،و نفذ فيه علي عليه السلام أمر اللهـجل جلالهـو أمر رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم،فهو في قتله لهم محسن مستحق لشكر أولئك الذين أبغضوه،و لو جاز بغضه على ذلك أو عذرناهم في بغضهم له لذلك لكان لمنافقي قريش و أشباههم عذر في بغضهم للنبي صلى الله عليه و آله و سلم لقتله صناديدهم،و لا قائل بذلك،كيف لا و ربنا سبحانه و تعالى يقول:/فلا و ربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما/ (81) ...

ثم قال:قال الشيخ«و ذلك ما يرجع إلى امور الدنيا غالبا»،و أقول:لم يظهر لي ما أراد الشيخ بهذه العبارة،لأنه إن أراد أن عليا ظلمهم في دنياهم،فذلك لم يقله أحد يعتد به لا قبل الشيخ و لا بعده،و إن أراد أن عليا كحبهم عن الظلم،و عن اتخاذهم عباد الله خولا و مال الله دولا و عن قلبهم الدين ظهرا لبطن،عاد الأمر إلى ما ذكرناه آنفا من أن عليا منفذ لأمر الله تعالى و أمر نبيهـعليه و آله أفضل الصلاة و التسليمـفيجب حبه لذلك،و يكون بغضه بسببه من أقوى علامات النفاق»...

ثم قال:قال الشيخ:«و الخبر في حب علي،و بغضه ليس على العموم،فقد أحبه من أفرط فيه.. .»،و أقول:هذه القضية لا تخص عليا وحده،فمن أحب النبي صلى الله عليه و آله و سلم و أعتقد أنه إله فهو كافر ضال،مثل الذين زعموا أن المسيح أو عزيزا عليهما السلام إله،و لا دخول لهذا فيما نحن بصدده،و مثل هؤلاء جهال غلاة بعض المتصوفة فيما يعتقدونه في بعض المشايخ و الدراويش،و نحن لا نمدح و لا نحب إلا من أحبـكما أمره اللهـمن أحبه الله تعالى و أمرنا بحبه.

ثم قال:قال الشيخ:«و الذي ورد في حق علي من ذلك قد ورد مثله في حق‏الأنصار»،و أقول. ..على أن ههنا فرقا بين علي و الأنصار يظهر من لفظ الحديثين الواردين في هذه المنقبة،إذ الوارد عن الشارع في حق الأنصار رتب فيه الحكم على الصفة المشتقة من النصر و هي لفظ الأنصار،و فيه إيماء إلى العلة و هي النصر،و يدل عليه عدوله إليه عن نحو أبناء قيلة أو الأوس أو الخزرج مثلا،و هذا هو مسلك من مسالك العلة يسميه الاصوليون بالإيماء،قالوا :و من الإيماء ترتيب الحكم على وصف مشتق،نحو«أكرم العلماء»فترتيب الإكرام على العلم القائم بالعلماء لو لم يكن لعلية العلم له لكان بعيدا،فكذا يقال في ترتيب الحكم على النصر القائم بالأنصار.

و أما الوارد في حق الإمام علي عليه السلام فقد رتب الشارع فيه الحكم،و هو إثبات النفاق للمبغض،و الإيمان للمحب على ذات علي عليه السلام و باسمه العلم،فلو علم الشارع إمكان تلبس علي بأي صفة تسوغ بغضه و لا يكون مبغضه لأجلها منافقا لما رتب الحكم بالنفاق على اسمه العلم بدون قيد،فالسياق دال على أن ذات علي عليه السلام قدسية مطهرة لا تنفك عنها صفاتها التي لا يتصور أن يبغضه لواحدة منها إلا المنافق،فانتفت دعوى المساواة بين علي و الأنصار،و ظهر الفرق جليا،قرر هذا شيخنا العلامة السيد أبو بكر بن شهاب الدينـجزاه الله أحسن الجزاءـو هو واضح جلي.

ثم قال:قال الشيخ:«وـأيضاـفأكثر من يوصف بالنصب يكون مشهورا بصدق اللهجة...»و أقول:و هذهـأيضاـهفوة منه و غفلة عما ثبت عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم في الصحيحين و السنن و غيرهما في مروق الخوارج من الدين و في ذمهم،و منه أنهم كانوا مسلمين فصاروا كفارا يمرقون من الدين ثم لا يعودون فيه...و لعل الشيخ سها عما تقدم نقلنا له من كتابيه«تهذيب التهذيب»و«لسان الميزان»من اعتراف بعض من تاب منهم بأنهم كانوا إذا هووا أمرا صيروه حديثا،أفبعد هذا يسوغ أن يقال في كلاب النار و شر الخلق و الخليقةـكما في الحديثـما زعمه الشيخ آنفا(و هو صدق اللهجة و الديانة)؟حاشا و كلا،بل الخوارج من أفسق خلق الله و أكذبهم،و الكذب من صفة المنافق،و الله يعلم أن المنافقين لكاذبون،و هيهات أن يصح قوله«فأكثر من يوصف بالنصبـالخ»و أنى بهذا في طائفة شأنها الكذب...

و ما ذكر الشيخ آنفا به الشيعة في قوله«بخلاف من يوصفـالخ»فهو مما لا يصح على إطلاقه،و كيف و فيهم الكثير الطيب من سلالة النبي صلى الله عليه و آله و سلم و العدد الجم من أئمة الهدى من أهل العلم و الفضل و الزهادة و العبادة و الورع و العدالة من الذين أثنى عليهم المخالف و الموافق...

ثم قال:قال الشيخ:«و الأصل فيه أن الناصبة اعتقدوا أن عليا رضى الله عنه قتل عثمان. ..»،و أقول:يفهم من عبارته هذه الاعتذار للناصبةـعاملهم الله بعدلهـبأن اعتقادهم و تدينهم بما ذكره من بغض من هو نفس النبي صلى الله عليه و آله و سلم مسوغ لهم ذلك،و فساد هذا بديهي لا يشك فيه منصف،لأنه لو ساغ أن يكون الاعتقاد و التدين بالباطل مما يعذر الله به أحدا لكان لليهود و النصارى واسع العذر في كفرهم و بغضهم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم،لأنهم اعتقدوا كذبه،و تدينوا به تبعا لقول أحبارهم و رهبانهم،و بديهي بطلان هذا و ذاك (82) .

و أما قول الشيخ:«ثم انضاف إلى ذلك...»و أقول:و هذاـأيضاـلا يصح كونه عذرا لهم،لأن الحق قتل آباءهم و قراباتهم،و قاتلهم منفذ فيهم حكم الله تعالى،فهو مأجور ممدوح على قتله لهم... (83) ».

هذا آخر كلامنا في تحريف الكتب و مكانة الرجال لأجل تشيعهم أو لنقلهم‏فضائل علي عليه السلام،و هذه قصيرة من طويلة،و فيها غنى و كفاية إن شاء الله تعالى.

المستدرك لصفحة 572

وقوع الاسقاط في تاريخ الخلفاء للسيوطي،ص 37

قال عبد الرحمن احمد البكري في كتاب حياة الخليفة عمر بن الخطاب صفحه 37ـطبع بيروتـلندن :

أخرج المتقي الهندي،عن الضحاك أنه قال:قال عمر:يا ليتني كنت كبش أهلي.سمنوني ما بدا لهم حتى إذا كنت أسمن زارهم بعض ما يحبون فجعلوا بعضي شواء،و بعضي قديدا (84) ثم أكلوني فأخرجوني عذرة،و لم أك بشرا (85) .

و قال الشيخ جلال الدين السيوطى:

أخرج البيهقي في شعب الإيمان عن الضحاك أنه قال:قال أبوبكر:

و الله لوددت أني كنت شجرة إلى جنب الطريق،فمر علي بعير فأخذني فأدخلني فاه فلاكني ثم ازدردني (86) ،ثم أخرجني بعرا،و لم اكن بشرا.فقال عمر:ياليتني كنت كبش أهلي سمنوني ما بدالهم،حتى إذا كنت أسمن ما يكون زارهم من يحبون،فذبحوني لهم فجعلوا بعضي شواء و بعضي قديدا ثم أكلوني و لم أكن بشرا (87) .

المؤلف(يعنى عبد الرحمن احمد البكري):الشيخ السيوطي بتر من الحديث:(و أخرجوني عذرة)و قد ذكرها كل من صاحب كنز العمال ط حيدرآبادـالهند،و الفتوحات الإسلامية لزيني بن دحلان و حياة الصحابة للكاندهلوي،و حلية الأولياء لأبي نعيم،و نور الأبصار للشيخ مؤمن الشبلنجي،و غيرهم و غيرهم.

تعليقات:

1ـتقدم و فى كتاب«الإمام على فى الاحاديث النبوية»،للعلامة السيد محمد ابراهيم الموحد (ص 221،ط بيروت):«و إلى محمد فى خلقه و جسمه و شرفه و كمال منزلتهـالخ».

2ـالصفوري:نزهة المجالس و منتخب النفائس،ص 454،ط بيروت.

3ـابن منظور:لسان العرب.

4ـالحريفيشي،روض الفائق،ص 291،ط مصر.

5ـابن منظور:لسان العرب،ج 14:ص 216/مادة«حيا».

6ـالمصدر،ج 17:ص 46/مادة«شرص».

7ـابن منظور:لسان العرب،ج 18:ص 352/مادة«نزع».

8ـابن الطلحة:مطالب السؤول،ص 12،ط ايران.

9ـالهيثمي:ذخائر العقبى،ص 57،ط القاهرة.

10ـالهيثمي:ذخائر العقبى،ص 57،ط القاهرة.

11ـالمجلسي:بحار الانوار،ج 35:ص 2 و .3

12ـاندمج:إذا دخل في الشي‏ء و استتر فيه،و الأرشية:الحبال،واحدها:رشاء و الطوي:البئر المطوية.

13ـإربلي:كشف الغمة،ج؟:ص 75ـ .77

14ـالمجلسي:بحار الانوار،ج 41:صص 131 و .51

15ـابن أبى الحديد:شرح نهج البلاغة،ج 1:ص 25.و التلعابةـبفتح التاء و كسرهاـ:الكثير اللعب و المزح.و المعافسة:الملاعبة.و الممارسة:ملاعبة النساء.

16ـراجع هامش الغدير،ج 1،ص .8

17ـالمائدة،5: .87

18ـالسيد الامام الخوئى:البيان في تفسير القرآن،قسم التعليقات(7)،ص .546

19ـالكنجي:كفاية الطالب،ص 411،ط الحيدريةـالنجف الأشرف.

20ـابن شهر آشوب:مناقب آل أبي طالب،ج 3:ص .358

21ـالمظفر:دلائل الصدق،ج 2:ص 414،ط القاهرة.

22ـالنيسابوري:المستدرك على الصحيحين،ج 3:ص 154،مطبوعات الاسلاميةـحلب.

23ـملحقات الإحقاق،ج 14:ص .2

24ـكتاب المعارف لابن قتيبة بتعليق ثروت عكاشة.

25ـابن خلكان:وفيات الأعيان،ج 3:ص .52

26ـأوردناها ملخصا.

27ـالأميني:الغدير،ج 4:ص .27

28ـالصدوق:كمال الدين،ج 2:ص 106،ط طهران المطبوع بالترجمة الفارسية سنة 1396.و أيضا :النجعة،كتاب النكاح،ص 166ـ167،و مستدرك الوسائل 15/141،و فيه:لم تكن هذه الزيادة في نسخة العلامة المجلسي.

29ـالمجلسي:بحار الانوار،ج 104:ص 120،ط طهران.

30ـان شئت أن تدري من مجالد؟و كيف حاله؟فلاحظ تهذيب(ج 10:ص 39،ط حيدرآبادـدكن)قال:«و كان أحمد بن حنبل لا يراه شيئا،و قال البخارى:كان يحيى بن سعيد يضعفه،و قال أبو طالب :عن أحمد:ليس بشي‏ء،و قال ابن خيثمة،عن ابن معين:ضعيف واهى الحديث.

31ـابن حجر:تهذيب التهذيب،ج 2:ص 102،ط حيدر آبادـدكن.

32ـابن حجر:هدى السارى،ج 2:ص 200،ط مصطفى البابي بمصر.

33ـالمصدر،ج 2:ص .212

34ـالكهف،18: .104

35ـكان عالما جليلا حاويا لفنون العلم مؤلفا فى كثير منها،قوى الحجة ساطع البرهان،أديبا شاعرا مخلص الولاء لاهل البيت،ولد سنة 1262،و توفى سنة 1341 بحيدرآباد دكن(القمي:الكنى و الالقاب،ج 1:ص 23[و الاشعار موجودة فيه‏]).

36ـابن حجر:تهذيب التهذيب،ج 1:ص .93

37ـابن حجر:لسان الميزان،ج 1:ص 9،ط حيدر آبادـدكن.

38ـالكلمة فى المتن:«تعرض لسبهم»فالاعتراض عليه فى غير موقعه.(م).

39ـالحضرموتي:العتب الجميل على أهل الجرح و التعديل،ص 34،ط بيروت.

40ـابن حجر:هدى السارى،ج 2:ص 131،ط مصر.

41ـالحضرموتي:العتب الجميل،ص .33

42ـالاردبيلي:جامع الرواة،باب الالف.

43ـأى تفرقت اليه الصفوف.

44ـالقمي:سفينة البحار،ج 1:ص .7

45ـابن حجر:تهذيب التهذيب،ج 1:ص 362(أوردناه بالتلخيص و التقديم و التأخير،و كذا ما نقلناه منه فيما يأتي).

46ـابن حجر:تهذيب التهذيب،ج 2:ص .145

47ـالمفيد:كتاب أمالى/المجلس الاول(و قد تقدم بيانه).

48ـو هذان اللقبان عندهم تنابز بالالقاب و من ألفاظ الجرح،و لكن عندنا من أفضل الالقاب لان المتشيعة و الرافضة هم الذين شايعوا عليا و أولاده عليهم السلام و رفضوا طاعة الطواغيت و الغصاب،و هذا اسم قد سمى الله تعالى به فى التوراة سبعين رجلا من عسكر فرعون رفضوا فرعون فأتوا موسى عليه السلام،كما عن أبى جعفر الباقر عليه السلام.

49ـفتح الملك العلى،ص 109(على ما في مقدمة«كفاية الطالب»،ص 16).

50ـتذكرة الحفاظ،ج 3:ص .1039

51ـالذهبي:المصدر،ج 3:ص .965

52ـكذا في المصدر.

53ـدعاء من النبي صلى الله عليه و آله.

54ـالقمي:الكنى و الالقاب،ج 3:ص .413

55ـأى تعديه عن حده.

56ـالذهبي:تذكرة الحفاظ،ج 4:ص .1441

57ـنقلا من«النجوم الزاهرة»(ج 6:ص 80).

58ـابن حجر:تهذيب التهذيب،ج 10:ص .430

59ـابن حجر:تهذيب التهذيب،ج 7:ص 318(و نقل الترمذى أن إبنه موسى يقول:لا أجعل أحدا فى حل صغر اسم أبى).

60ـاقتبسناه من نهج البلاغة،الخطبة .7

61ـالفروجةـبالفتح و تشديد الراء:واحدة الفروجـبالضم و التشديدـو هو فرخ الدجاجة خاصة .

62ـابن حجر:تهذيب التهذيب،ج 1:ص .181

63ـالمصدر،ج 10:ص .158

64ـالحضرموتي:العتب الجميل على أهل الجرح و التعديل،ص .105

65ـابن حجر:تهذيب التهذيب،ج 2:ص .237

66ـابن حجر:هدى السارى،ج 2:ص .157

67ـابن حجر:تهذيب التهذيب،ج 2:ص .238

68ـابن ابي الحديد:شرح نهج البلاغة،ج 4:ص .69

69ـابن حجر:تهذيب التهذيب،ج 3:ص .101

70ـابن ابى الحديد:شرح نهج البلاغة،ج 4:ص .57

71ـابن قتيبة:الامامة و السياسة،ج 2:ص .42

72ـالعسقلاني:هدى الساري،ج 2:ص .200

73ـالعتب الجميل،ص .122

74ـابن حجر:تهذيب التهذيب،ج 7:ص .450

75ـهدى السارى،ج 2،ص .212

76ـالحضرموتي:العتب الجميل،ص .101

77ـابن ابى الحديد:شرح نهج البلاغة،ج 4:ص .71

78ـابن حجر:تهذيب التهذيب،ج 7:ص .450

79ـابن حجر:تهذيب التهذيب،ج 8:ص .458

80ـهذا.مع أن بغضهم له عليه السلام ليست شخصية و إنما هي على الدين،لأنه عليه السلام قتلهم لشركهم،أو لمروقهم عن الدين،فما ندبهم على أعظم حائلة و أرواح فى النار هاوية؟او قال الله تعالى:/لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله و لو كانوا آبائهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم/ـالآية(المجادلة:22).و قد أشار إلى هذا العلامة الحضرموتي فيما يأتي.(م).

81ـالنساء،4: .65

82ـو مضافا إلى ذلك كون هذا القول اعترافا من حيث لا يشعر،بأن بغضهم له عليه السلام على الدين،و كانت مذهبية لا شخصية،و هذا خلاف ما قاله من قبل،و قد صدق مولانا أمير المؤمنين عليه السلام حيث قال:«ما أضمر أحد شيئا إلا ظهر فى فلتات لسانه و صفحات وجهه».(م)

83ـالحضرموتي:العتب الجميل،ص 41 فصاعدا.

84ـالقديد:اللحم المجفف في الشمس.النهاية لابن اثير:4/22 ط مصر.

85ـكنز العمال:6/365 حيدر آباد الهند رقم الحديث 5536،الفتوحات الإسلامية لمفتي مكة :2/408،حياة الصحابة للكاند هلوي:2/99،حلية الأولياء لأبي نعيم:1/52،نور الأبصار شبلنجي :ص .60

86ـازدردها:ابتلعها.مصباح المنير للفيومي:ص .252

87ـتاريخ الخلفاء:ص .142