الفصل 4: فى أن كل ما ثبت للنبي صلى الله عليه و آله من الفضائل المنثورة و المنظومة فهو ثابت لعلى عليه السلام

أخي العزيز!أنت بعد ما لاحظت هذه الكلمات من العامة و الخاصة،منثورها و منظومها في شأن سيدنا محمد صلى الله عليه و آله و سلم فاعلم أنها متحققه لمولانا على عليه السلام لاتحاد نورهما عليهم السلام،و اشتقاقهما من منبع واحد،و ارتضاعهما من ثدي واحد.قال الازري رحمه الله:

و تراضعتما بثدي وصال‏ 
كان من جوهر الجلي غذاها

و قال الشاعر:

هما ظهرا شخصين و النور واحد 
بنص حديث النفس و النور فاعلمن

تو نور احمد و حيدر يكى دان‏ 
كه تا گردد به تو اسرار آسان

(الشيخ العطار)

هر دو يك در ز يك صدف بودند 
هر دو پيرايه شرف بودند

(الحكيم السنائى)

از محمد و ز على بهر سجود قدسيان‏ 
هيكل توحيدى اندر كاخ سرمد ساختن

دچون على عين محمد شد محمد از على‏ 
آفريدند و على باز از محمد ساختند

أيها القارى‏ء العزيز!إذا قرأت عن العلامة الديار بكري:ما من نبي يأخذ شيئا من الكمالات إلا من مشكاة خاتم النبيين،يظهر لك أن عليا عليه السلام من حيث إنه نفس النبي صلى الله عليه و آله و سلم كذلك منشأ الكمالات و منبع الفيوضات للنبيين عليهم السلام.

و أيضا إذا قرأت عن العلامة الشيخ سليمان الحنفي:أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم مبدأ العوالم في ايجاده،و أن له سيادة الكونين،و هو برزخ بين الوجوب و الامكان،و هو محيط بالمقامات الكونية،فكذلك علي عليه السلام،لأنهما من نور واحد.

و أيضا،عن العلامة القسطلاني:إن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم جنس العالي على الأجناس،و الأب الكبير لجميع الموجودات،فإذا علي عليه السلام أب كبير لجميع الموجودات لاتحاد نورهما عليهما السلام.و أيضا عن العلامة البوصيري المصري:

و كلهم من رسول الله ملتمس‏ 
غرفا من اليم أو رشفا من الديم

فإذا كلهم عن علي عليه السلام ملتمس لأنهما عليهما السلام من شجرة واحدة

و أيضا عن العلامة ابن الفارض المصري،العارف الكبير:

و إني و إن كنت ابن آدم صورة 
فلي منه معنى شاهد بابوتي

و لا قائل إلا بنطقي محدث‏ 
و لا ناظر إلا بناظر مقلتي

و روحي للأرواح روح و كلما 
ترى حسنا في الكون من حسن طينتي

فإذا لا ناطق من الأنبياء،إلا بنطق على عليه السلام محدث،و لا ناظر إلا بمقلة علي عليه السلام ناظر لإتحاد نورهما عليهما السلام.و أيضا،قرأت من رواية ذكرها العلامة سبط ابن الجوزي في تذكرته(ص 130):إن الله جعل رسوله صلى الله عليه و آله و سلم محرابا و قبلة للملائكة،فسجدوا له و عرفوا حقه.ثم ندب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم الناس سرا و علانية،فإذا على عليه السلام قبلة و محراب للملائكة،و علي ندبهم سرا و علانية لأنهما عليهما السلام مرتضعان من ثدي واحد.و أيضا،عن العلامة المجلسيـرحمه اللهـ:أن جميع العلوم و المعارف و الحقائق بتوسطهم تفيض على سائر الناس و أنهم بين الخلق و الحق في إفاضة الرحمات و العلوم و الكمالات على جميع الخلق.