كونه عليه السلام سيد المظلومين

38ـذكر ابن أبي الحديد مباحثة له مع استاذه أبي جعفر النقيب،قال:«قلت له مرة:ما سبب حب الناس لعلي بن أبي طالب عليه السلام و عشقهم له و تهالكهم في هواه؟و دعني في الجواب من حديث الشجاعة و العلم و الفصاحة و غير ذلك من الخصائص التي رزقه الله سبحانه الكثير الطيب منها،فضحك و قال لي:كم تجمع جراميزك علي (82) !ثم قال:ههنا مقدمة ينبغي أن تعلم و هي:أن أكثر الناس موتورون من الدنيا،أما المستحقون فلا ريب في أن أكثرهم محرومون،نحو عالم يرى أنه لا حظ له في الدنيا،و يرى جاهلا غيره مرزوقا و موسعا عليه،و شجاع قد ابتلي في الحرب و انتفع بموضعه ليس له عطاء يكفيه و يقوم بضروراته،و يرى غيره و هو جبان فشل يفرق من ظله مالكا لقطر عظيم من الدنيا و قطعة وافرة من المال و الرزق،و عاقل سديد التدبير صحيح العقل قد قدر عليه رزقه و هو يرى غيره‏أحمق مائقا تدر عليه الخيرات و تتحلب عليه أخلاف الرزق،و ذى دين قويم و عبادة حسنة و إخلاص و توحيد و هو محروم مضيق الرزق،و يرى غيره يهوديا أو نصرانيا أو زنديقا كثير المال حسن الحال،حتى إن هذه الطبقات المستحقة يحتاجون في أكثر الوقت إلى الطبقات التى لا استحقاق لها و تدعوهم الضرورة إلى الذل لهم و الخضوع بين أيديهم إما لدفع ضرر أو لاستجلاب نفع .

و دون هذه الطبقات من ذوي الاستحقاق أيضا ما نشاهده عيانا من نجار حاذق،أو بناء عالم،أو نقاش بارع،أو مصور لطيف،على غاية ما يكون من ضيق رزقهم و قعود الوقت بهم و قلة الحيلة لهم،و يرى غيرهم ممن ليس يجري مجراهم و لا يلحق طبقتهم مرزوقا مرغوبا فيه كثير المكسب،طيب العيش واسع الرزق،فهذا حال ذوي الاستحقاق و الاستعداد.

و أما الذين ليسوا من أهل الفضائل كحشو العامة فإنهم أيضا لا يخلون من الحقد على الدنيا و الذم لها و الحنق و الغيظ منها لما يلحقهم من حسد أمثالهم و جيرانهم،و لا يرى أحد منهم قانعا بعيشه و لا راضيا بحاله،بل يستزيد و يطلب حالا فوق حاله.

قال:فإذا عرفت هذه المقدمة فمعلوم أن عليا عليه السلام كان مستحقا محروما بل هو أمير المستحقين المحرومين و سيدهم و كبيرهم و معلوم أن الذين ينالهم الضيم و تلحقهم المذلة و الهضيمة يتعصب بعضهم لبعض و يكونون إلبا و يدا واحدة على المرزوقين الذين ظفروا بالدنيا و نالوا مآربهم منها لاشتراكهم في الأمر الذي آلمهم و ساءهم و عضهم و مضهم،و اشتراكهم في الانفة و الحمية و الغضب و المنافسة لمن علا عليهم و قهرهم و بلغ من الدنيا ما لم يبلغوه.

فإذا كان هؤلاء أعني المحرومين متساوين في المنزلة و المرتبة،و تعصب بعضهم لبعض فما ظنك بما إذا كان منهم رجل عظيم القدر،جليل الخطر،كامل الشرف،جامع للفضائل،محتو على الخصائص و المناقب،و هو مع ذلك محروم‏محدود،و قد جرعته الدنيا علاقمها،و علته عللا بعد نهل (83) من صابها و صبرها،و لقي منها برحا بارحا وجهدا جهيدا،و علا عليه من هو دونه،و حكم فيه و في بنيه و أهله و رهطه من لم يكن ما ناله من الإمرة و السلطان في حسابه،و لا دائرا في خلده و لا خاطرا بباله،و لا كان أحد من الناس يرتقب ذلك له و لا يراه له،ثم كان في آخر الأمر أن قتل هذا الرجل الجليل في محرابه،و قتل بنوه بعده،و سبي حريمه و نساؤه و تتبع أهله و بنو عمه بالقتل و الطرد و التشريد و السجون مع فضلهم و زهدهم و عبادتهم و سخائهم و انتفاع الخلق بهم؟

فهل يمكن ألا يتعصب البشر كلهم مع هذا الشخص؟و هل تستطيع القلوب ألا تحبه و تهواه و تذوب فيه و تفنى في عشقه انتصارا له و حمية من أجله و أنفة مما ناله،و امتعاضا مما جرى عليه (84) ؟و هذا أمر مركوز في الطباع و مخلوق في الغرائز كما يشاهد الناس على الجرف إنسانا قد وقع في الماء العميق و هو لا يحسن السباحة،فإنهم بالطبع البشري يرقون عليه رقة شديدة،و قد يلقي قوم منهم أنفسهم في الماء نحوه يطلبون تخليصه لا يتوقعون على ذلك مجازاة منه بمال أو شكر و لا ثوابا في الآخرة،فقد يكون منهم من لا يعتقد أمر الآخرة و لكنها رقة بشرية،و كأن الواحد منهم يتخيل في نفسه أنه ذلك الغريق،فكما يطلب خلاص نفسه لو كان هذا الغريق كذلك يطلب تخليص من هو في تلك الحال الصعبة للمشاركة الجنسية.

و كذلك لو أن ملكا ظلم أهل بلد من بلاده ظلما عنيفا لكان أهل ذلك البلد يتعصب بعضهم لبعض في الانتصار من ذلك الملك و الاستعداء عليه،فلو كان من جملتهم رجل عظيم القدر جليل الشأن قد ظلمه الملك أكثر من ظلمه إياهم،وأخذ أمواله و ضياعه،و قتل أولاده و أهله،كان لياذهم به و انضواؤهم إليه و اجتماعهم و التفافهم به أعظم و أعظم،لأن الطبيعة البشرية تدعو إلى ذلك على سبيل الإيجاب الاضطراري،و لا يستطيع الإنسان منه امتناعا (85) ».

39ـو نقلـأيضاـعن استاذه أبي جعفر النقيب بعد كلام طويل له:«و أما علي عليه السلام فقتل بالكوفة بعد أن شرب نقيع الحنظل و تمنى الموت،و لو تأخر قتل ابن ملجم له لمات أسفا و كمدا،ثم قتل ابناه بالسم و السيف،و قتل بنوه الباقون مع أخيهم بالطف،و حملت نساؤهم على الأقتاب سبايا إلى الشام،و لقيت ذريتهم و أخلافهم بعد ذلك من القتل و الصلب و التشريد في البلاد و الهوان و الحبس و الضرب ما لا يحيط الوصف بكنههـالخ (86) .

40ـو نقل عنهـأيضاـقال:«و اعلم أن كل دم أراقه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بسيف علي عليه السلام و بسيف غيره فإن العرب بعد وفاته عليه السلام عصبت تلك الدماء بعلي بن أبي طالب عليه السلام وحده،لأنه لم يكن في رهطه من يستحق في شرعهم و سنتهم و عادتهم أن يعصب به تلك الدماء إلا بعلي وحده،و هذه عادة العرب إذا قتل منها قتلى طالبت بتلك الدماء القاتل فإن مات أو تعذرت عليها مطالبته طالبت بها أمثل الناس من أهله.. ..

فقلت له:إنى لأعجب من علي عليه السلام كيف بقي تلك المدة الطويلة بعد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم.و كيف ما اغتيل و فتك في جوف منزله مع تلظي الأكباد عليه؟فقال :لو لا أنه أرغم أنفه بالتراب و وضع خده في حضيض الأرض لقتل،و لكنه أخمل نفسه،و اشتغل بالعبادة و الصلاة و النظر في القرآن،و خرج عن ذلك الزي الأول،و ذلك الشعار و نسي السيف،و صار كالفاتك يتوب و يصير سائحا في‏الارض أو راهبا في الجبال....

تركوه و سكتوا عنه،و لم تكن العرب لتقدم عليه إلا بمواطأة من متولي الأمر و باطن في السر منه،فلما لم يكن لولاة الأمر باعث وداع إلى قتله وقع الإمساك عنه،و لو لا ذلك لقتل،ثم اجل بعد معقل حصين،فقلت له:أحق ما يقال في حديث خالد؟فقال:إن قوما من العلوية يذكرون ذلك،ثم قال:و قد روي أن رجلا جاء إلى زفر بن الهذيل صاحب أبي حنيفة فسأله عما يقول أبو حنيفة في جواز الخروج من الصلاة بأمر غير التسليم نحو الكلام و الفعل الكثير أو الحدث،فقال :إنه جائز قد قال أبو بكر في تشهده ما قالـالخ (87) ».

41ـعن أبي عبد الله عليه السلام،قال:«لما أسري بالنبي صلى الله عليه و آله و سلم إلى السماء قيل له:إن الله تبارك و تعالى يختبرك في ثلاث لينظر كيف صبرك،قال:أسلم لأمرك يا رب،و لا قوة لي على الصبر إلا بك،فماهن؟قيل له:أولهن الجوع و الأثرة على نفسك و على أهلك لأهل الحاجة،قال:قبلت يا رب و رضيت و سلمت و منك التوفيق و الصبر.

و أما الثانية فالتكذيب و الخوف الشديد و بذلك مهجتك في محاربة أهل الكفر بمالك و نفسك،و الصبر على ما يصيبك منهم من الأذى و من أهل النفاق،و الألم في الحرب و الجراح،قال:قبلت يا رب و رضيت و سلمت و منك التوفيق و الصبر.

و أما الثالثة فما يلقى أهل بيتك من بعدك من القتل،أما أخوك علي فيلقى من أمتك الشتم و التعنيف و التوبيخ و الحرمان و الجحد و الظلم و آخر ذلك القتل،فقال:يا رب قبلت و رضيت و منك التوفيق و الصبر،و أما ابنتك فتظلم و تحرم و يؤخذ حقها غصبا الذي تجعله لها،و تضرب و هي حامل،و يدخل عليها و على‏حريمها و منزلها بغير إذن،ثم يمسها هوان و ذل ثم لا تجد مانعا و تطرح ما في بطنها من الضرب (88) قلت:إنا لله و إنا إليه راجعون،قبلت يا رب و سلمت و منك التوفيق و الصبر،و يكون لها من أخيك ابنان يقتل أحدهما غدرا،و يسلب و يطعن،تفعل به ذلك أمتك،قلت:يا رب قبلت و سلمت،أنا لله و إنا إليه راجعونـالحديث (89) ».

42ـ«دخلت أم سلمة على فاطمة عليها السلام فقالت لها:كيف أصبحت عن ليلتك يا بنت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم؟قالت:أصبحت بين كمد و كرب:فقد النبي،و ظلم الوصي،هتكـو اللهـحجابه من أصبحت إمامته مقبضة(مقتضبة)على غير ما شرع الله في التنزيل،و سنها النبي صلى الله عليه و آله و سلم في التأويل،و لكنها أحقاد بدريه،و ترات أحدية كانت عليها قلوب النفاق مكتمنة... (90) ».

5ـبعد شهادته عليه السلام

و من أعظم مصائبه عليه السلام و أشد مظلوميته أنه صارت المنابر في الشرق و الغرب طيلة أربعين سنة بل أكثر محلا لشتمه،و موقفا للعنه و سبه و معرضا للوقيعة فيه و إهانته.

43ـقال الحموي في معجمه في كلمة«سجستان»:«لعن علي بن أبي طالب«رضى الله عنه»على منابر الشرق و الغرب،و لم يلعن على منبرها إلا مرة،و امتنعوا على بني أمية حتى زادوا في عهدهم أن لا يلعن على منبرهم أحدـإلى أن قال:ـو أي شرف أعظم من امتناعهم (91) من لعن أخي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم على منبرهم و هو يلعن منابر الحرمين مكة و المدينة و لنعم ما أجاد الخفاجي:

أعلى المنابر تعلنون بسبه‏ 
و بسيفه نصبت لكم أعوادها (92)

44ـقال العلامة الأميني رحمه الله:«و قد صارت(اللعن و السب)سنة جارية،و دعمت في أيام الامويين سبعون ألف منبر يلعن فيها أمير المؤمنين و اتخذوا ذلك كعقيدة راسخة أو فريضة ثابتة أو سنة متبعة يرغب فيها بكل شوق (93) ».ـقال ابن أبي الحديد:«إن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال لمعاوية:لتتخذن يا معاوية،البدعة سنة،و القبيح حسنا،أكلك كثير،و ظلمك عظيم (94) ».

46ـو قال عليه السلام:«أما إنه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب البلعوم،مندحق البطن،يأكل ما يجد،و يطلب ما لا يجد فاقتلوه و لن تقتلوه،ألا إنه سيأمركم بسبي و البراءة مني،فأما السب فسبوني فإنه لي زكاة و لكم نجاة،و أما البراءة فلا تتبرؤوا مني فإني ولدت على الفطرة و سبقت إلى الإيمان و الهجرة (95) ».

47ـقال ابن أبي الحديد:«إن معاوية أمر الناس بالعراق و الشام و غيرهما بسب على عليه السلام و البراءة منه،و خطب بذلك على منابر الاسلام،و صار ذلك سنة في أيام بني أمية إلى أن قام عمر بن عبد العزيزـرضى الله عنهـفأزاله.

ذكر شيخنا أبو عثمان الجاحظ:إن معاوية كان يقول في آخر خطبة الجمعة:«اللهم إن أبا تراب ألحد في دينك،و صد عن سبيلك،فالعنه لعنا و بيلا،و عذبه عذابا أليما»،و كتب بذلك إلى الآفاق،فكانت هذه الكلمات يشاربها على المنابر إلى خلافة عمر بن عبد العزيز.

و ذكر أبو عثمانـأيضا:أن هشام بن عبد الملك لما حج خطب بالموسم فقام إليه إنسان فقال :يا أمير المؤمنين!إن هذا يوم كانت الخلفاء تستحب فيه لعن أبي تراب،فقال:اكفف فما لهذا جئنا.

و ذكر المبرد في الكامل:أن خالد بن عبد الله القسري لما كان أمير العراق في خلافة هشام كان يلعن عليا عليه السلام على المنبر فيقول:«اللهم العن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هشام صهر رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم على ابنته و أبا الحسن و الحسين،ثم يقبل على الناس فيقول هل كنيت؟و روى أبو عثمانـأيضا:إن قوما من بني أمية قالوا لمعاوية :يا أمير المؤمنين إنك قد بلغت ما أملت فلو كففت عن لعن هذا الرجل!فقال:لا و الله،حتى يربو عليه الصغير،و يهرم عليه الكبير،و لا يذكر له ذاكر فضلا...

و روى أهل السيرة أن الوليد بن عبد الملك في خلافته ذكر عليا عليه السلام فقال:«لعنه الله(بالجر)كان لص ابن لص»،فعجب الناس من لحنه فيما لا يلحن فيه أحد و من نسبته عليا عليه السلام إلى اللصوصية و قالوا:ما ندري أيهما أعجب؟!و كان الوليد لحانا.

و أمر المغيرة بن شعبةـو هو يومئذ أمير الكوفة من قبل معاويةـحجر ابن عدي أن يقوم في الناس فيلعن عليا عليه السلام،فأبى ذلك،فتوعده،فقام فقال:أيها الناس إن أميركم أمرني أن ألعن عليا،فالعنوه.فقال أهل الكوفة:لعنه الله،و أعاد الضمير إلى المغيرة بالنية و القصد....

و كان الحجاجـلعنه اللهـيلعن عليا عليه السلام و يأمر بلعنه،و قال له متعرض به يوما و هو راكب:أيها الأمير إن أهلي عقوني فسموني عليا فغير اسمي وصلني بما اتبلغ به فإني فقير،فقال للطيف ما توصلت به قد سميتك كذا و وليتك العمل الفلاني فاشخص إليه.

و روى ابن الكلبي عن أبيه،عن عبد الرحمن بن السائب،قال:قال الحجاج يوما لعبد الله بن هانى‏ءـو هو رجل من بني أودـحي من قحطانـو كان شريفا في قومه قد شهد مع الحجاج مشاهده كلها و كان من أنصاره و شيعتهـ:و الله،ما كافأتك بعد،ثم أرسل إلى أسماء بن خارجة سيد بني فزارة أن زوج عبد الله بن هانى‏ء بابنتك،فقال:لا،و الله،و لا كرامة،فدعا بالسياط،فلما رأى الشر قال:نعم أزوجه،ثم بعث إلى سعيد بن قيس الهمداني رئيس اليامية زوج بنتك من عبد الله بن أود،فقال:و من أود؟لا و الله لا أزوجه و لا كرامة،فقال:علي بالسيف،فقال:دعني اشاور أهلى،فشاورهم فقالوا:زوجه و لا تعرض نفسك لهذا الفاسق،فزوجه.

فقال الحجاج لعبد الله:قد زوجتك بنت سيد فزارة و بنت سيد همدان و عظيم‏كهلان و ما أود هناك،فقال:لا تقلـاصلح الله الأميرـذاك،فإن لنا مناقب ليست لاحد من العرب،قال:و ماهى؟ما سب أمير المؤمنين عبد الملك في ناد لنا قط.قال:منقبة و الله،قال:و شهد منا صفين مع أمير المؤمنين معاوية سبعون رجلا،ما شهد منا مع أبي تراب إلا رجل واحد و كان و الله ما علمته امرء سوء،قال:منقبة و الله،قال:و منا نسوة نذرن إن قتل الحسين بن علي أن تنحر كل واحدة عشر قلائص،ففعلن،قال:منقبة و الله،قال:و ما منا رجل عرض عليه شتم أبي تراب و لعنه إلا فعل و زاد ابنيه حسنا و حسينا و أمهما فاطمة،قال:منقبة و الله (96) ».

48ـقال العلامة الكراجكي:«في أرض الشام بنو سراويل،و بنو السرج،و بنو سنان،و بنو الملحي،و بنو المكبري،و بنو الطشتي،و بنو القضيبي،و بنو الدرجا.و أما بنو السراويل فأولاد الذي سلب سرابيل الحسين عليه السلام،و أما بنو السرج فأولاد الذين أسرجت خيله لدوس جسد الحسين عليه السلام.و وصل بعض هذه الخيل إلى مصر فقلعت نعالها من حوافرها و سمرت على أبواب الدور ليتبرك بها،و جرت بذلك السنة عندهم حتى صاروا يتعمدون عمل نظيرها على أبواب دور أكثرهم،و أما بنو سنان فأولاد الذي حمل الرمح الذي على سنانه رأس الحسين عليه السلام،و اما بنو المكبري فأولاد الذي كان يكبر خلف رأس الحسين عليه السلام،و في ذلك يقول الشاعر :

و يكبرون بأن قتلت و إنما 
قتلوابك التكبير و التهليلا

و أما بنو الطشتي فأولاد الذي حمل الطشت الذي ترك فيه رأس الحسين عليه السلام و هو بدمشق مع بني الملحي،و أما بنو القضيبي فأولاد الذي أحضر القضيب إلى يزيدـلعنه اللهـلنكت ثنايا الحسين عليه السلام،و أما بنو الدرجا فأولاد الذي ترك الرأس في‏درج جيرون (97) ».

49ـقال المحدث القمي رحمه الله:«عن أبي جعفر عليه السلام قال:جددت أربعة مساجد بالكوفة فرحا لقتل الحسين عليه السلام:مسجد الأشعث،و مسجد جرير،و مسجد سماك،و مسجد شبث بن ربعيـلعنهم اللهـ (98) ».

50ـقال العارف الصمداني،المولى عبد الصمد الهمداني رحمه الله:«لما آل نوبة الإمارة إلى عمر بن عبد العزيز تفكر في معاوية و أولاده و لعنه عليا عليه السلام و قتل أولاده من غير استحقاق،فلما أصبح أحضر الوزراء فقال:رأيت البارحة أن هلاك آل أبي سفيان بمخالفتهم العترة،و خاطر ببالي أن أرفع لعنهم،و قال وزراؤه:الرأي رأي الأمير،فلما صعد المنبر يوم الجمعة قام إليه ذمي متمول،و استنكح منه بنته،قال عمر:إنك عندنا كافر،لا تحل بناتنا للكافر،فقال الذمي:فلم زوج نبيكم بنته فاطمة من الكفر علي بن أبي طالب؟فصاح عليه عمر فقال:من يقول إن عليا كافر؟فقال الذمي:إن لم يكن علي كافرا فلم تلعنونه؟فتخجل عمر و نزل،و كتب إلى قاضي بلاد الإسلام:إن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رفع لعن علي عليه السلام لأن ذلك كان بدعة و ضلالة و أمر القواد خمسمائة من شجعان حتى لبسوا السلاح تحت ثيابهم في جمعة اخرى و صعد المنبر،و كان عادتهم لعنه عليه السلام آخر الخطبة،فلما خرج من الخطبة قال:/إن الله يأمر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربى(حقه)و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغى يعظكم لعلكم تذكرون/ (99) مقام اللعن و نزل،و صاح القوم من جوانب المسجد:كفر أمير المؤمنين،و حملوا عليه ليقتلوه،فنادى القواد فصاح بهم حتى أظهروا الأسلحة و خلصوه من أيديهم و التجا بإغاثة القواد إلى قصره،فصارت قراءة هذه الآية سنة في آخر الخطبة،و تفرق الناس قائلين:غيرت السنة،و ابدلت السنة»ـالخ (100) .

51ـقال الرضي أبو الحسنـرحمه اللهـ:

يا ابن عبد العزيز لو بكت العين‏ 
فتى من أمية لبكيتك

غير أنى أقول إنك قد طبت‏ 
و إن لم يطب و لم يزك بيتك

أنت نزهتنا عن السب و القذ 
ف فلو أمكن الجزاء جزيتك

و لو أنى رأيت قبرك لاستح 
ييت من أن أرى و ما حييتك

و عجيب أنى قليت بنى مر 
و ان طرا و أننى ما قليتك

دير سمعان لا أغبك غيث‏ 
خير ميت من آل مروان ميتك (101)

52ـقال المسعودي:«ذكر بعض الأخباريين أنه قال لرجل من أهل الشام من زعمائهم و أهل الرأي و العقل منهم:من أبو تراب(هذا)الذي يلعنه الإمام على المنبر؟قال:أراه لصا من لصوص الفتن (102) ».

53ـقال نصر بن مزاحم:«خرج عليهم(أي على أصحاب علي عليه السلام)فتى شاب يقول:

أنا ابن أرباب الملوك غسان‏ 
و الدائن اليوم بدين غسان

أنبأنا أقوامنا بما كان‏ 
أن عليا قتل ابن عفان

ثم شد،فلا ينثني يضرب بسيفه،ثم(جعل)يلعن(عليا و يشتمه و يسهب في ذمه،فقال له هاشم بن عتبة:إن هذا الكلام؟؟؟ بعده الخصام،و إن هذا القتال بعده الحساب،فاتق الله فإنك راجع إلى ربك فسائلك عن هذا الموقف و ما أردت به،قال:فإني أقاتلكم لأن صاحبكم لا يصلي كما ذكر لي،و أنكم لا تصلون،و اقاتلكم أن صاحبكم قتل خليفتنا،و أنتم و ازرتموه على قتله (103) ».

54ـقال ابن أبي الحديد:«لما استوثق الأمر لأبي العباس السفاح و فد إليه عشرة من امراء الشام فحلفوا له بالله و بطلاق نسائهم و بأيمان البيعة بأنهم لا يعلمونـإلى أن قتل مروانـأن لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أهلا و لا قرابة إلا بني أمية».

و روى أبو الحسن المدائني قال:حدثنى رجل قال:كنت بالشام فجعلت لا أسمع أحدا يسمي أحدا أو يناديه يا علي أو يا حسن أو يا حسين،و إنما أسمع معاوية و الوليد و يزيد،حتى مررت برجل فاستقيته ماء فجعل ينادي:يا علي يا حسن يا حسين،فقلت:يا هذا إن أهل الشام لا يسمون بهذه الأسماء!قال:صدقت،إنهم يسمون ابنائهم بأسماء الخلفاء،فإذا لعن أحدهم ولده أو شتمه فقد لعن اسم بعض الخلفاء،و أنا سميت أولادي بأسماء أعداء الله،فإذا شتمت أحدهم أو لعنته فإنما ألعن أعداء الله (104) ».

55ـو قالـأيضا:«فأما عمر بن عبد العزيزـرضى الله عنهـفإنه قال:كنت غلاما أقرأ القرآن على بعض ولد عتبة بن مسعود،فمر بي يوما و أنا ألعب مع الصبيان و نحن نلعن عليا،فكره ذلك و دخل المسجد،فتركت الصبيان و جئت إليه لأدرس عليه وردي،فلما رآني قام فصلى و أطال في الصلاة شبه المعرض عني،حتى أحسست منه بذلك،فلما انتقل من صلاته كلح في وجهي،فقلت له:ما بال الشيخ؟فقال لي:يا بني!أنت اللاعن عليا منذ اليوم؟قلت:نعم،قال:فمتى علمت أن الله سخط على أهل بدر بعد أن رضي عنهم؟فقلت:يا أبت و هل كان علي من أهل بدر؟فقال:ويحك و هل كانت بدر كلها إلا له؟فقلت:لا أعود،فقال:الله إنك‏لا تعود؟قلت:نعم،فلم ألعنه بعدها .

ثم قال عمر:كنت أحضر تحت منبر المدينة و أبي يخطب يوم الجمعة و هو حينذ أمير المدينة،فكنت أسمع أبي يمر في خطبته تهدر شقاشقه حتى يأتي إلى لعن علي عليه السلام فيجمجم و يعرض له من الفهاهة و الحصر ما الله عالم به،فكنت أعجب من ذلك،فقلت له يوما:يا أبت أنت أفصح الناس و أخطبهم،فما بالي أراك أفصح خطيب يوم حفلك،حتى إذا مررت بلعن هذا الرجل صرت ألكن عييا؟فقال:يا بني إن من ترى تحت منبرنا من أهل الشام و غيرهم لو علموا من فضل هذا الرجل ما يعلمه أبوك لم يتبعنا منهم أحد!فوقرت كلمته في صدري مع ما كان قاله لي معلمي أيام صغري،فأعطيت الله عهدا لئن كان لي في هذا الأمر نصيب لا غيرنه،فلما من الله على بالخلافة أسقطت ذلك و جعلت مكانه إن الله يأمر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربى و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغي يعظكم لعلكم تذكرون،و كتبت به إلى الآفاق فصار سنة (105) ».

56ـقال في«تجارب السلف»ما هذا معربه:«و حلف سبعون نفرا من مشايخ دمشق بالطلاق و العتاق و الحج أنا لا نعرف نبيا غير يزيد،ثم اعتذروا عن زين العابدين عليه السلام و تضرعوا،فعفا عليه السلام عنهم جميعا (106) ».

57ـقال الشيخ المفيد رحمه الله:«لما بلغ عائشة نزول أمير المؤمنين عليه السلام بذي قار كتبت إلى حفصة بنت عمر:«أما بعد فلما نزلنا البصرة و نزل علي بذي قار،و الله داق عنقه كدق البيضة على الصفا،إنه بمنزلة الأشقر إن تقدم نحر،و إن تأخر عقر».فلما وصل الكتاب إلى حفصة استبشرت بذلك و دعت صبيان بني تيم و عدي،و أعطت جواريها دفوفا و أمرتهن أن يضربن بالدفوف و يقلن:«ما الخبر؟

ما الخبر؟علي كالأشقر بذي قار،إن تقدم نحر،و إن تأخر عقر».

فلبغ أم سلمةـرضي الله عنهاـاجتماع النسوة على ما اجتمعن عليه من سب أمير المؤمنين و المسرة بالكتاب الوارد عليهن من عائشة،فبكت و قالت:أعطوني ثيابي حتى أخرج إليهن و أوقع بهم،فقالت أم كلثوم بنت أمير المؤمنين عليه السلام:أنا أنوب عنك فإنني أعرف منك،فلبست ثيابها و تنكرت و تخفرت و استصحبت جواريها متخفرات و جاءت حتى دخلت عليهن كأنها من النظارة،فلما رأت إلى ماهن فيه من العبث و السفه كشفت نقابها و أبرزت لهن وجهها ثم قالت لحفصة:إن تظاهرت أنت و اختك على أمير المؤمنين عليه السلام فقد تظاهر تما على أخيه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من قبل فأنزل الله عز و جل فيكما ما أنزل،و الله من وراء حربكما.و أظهرت حفصة خجلا و قالت:إنهن فعلن هذا بجهل،و فرقتهن في الحال (107) ».

أقول:و كفى في مظلوميته عليه السلام وصيته بإخفاء قبره عن المسلمين حذرا من أن يهتك الخوارجـعليهم لعائن اللهـحرمته مع كونه عليه السلام أمير المؤمنين،و سيد المسلمين،و أولهم و أقدمهم إيمانا،و لا يزال مخفيا إلى زمان هارون العباسي،و القصة مشهورة.

59ـو لنختم هذا الفضل بنقل خبر يكشف عن آثار الذب عن حريمهم عليهما السلام و نصرتهم في مظلوميتهم.قال العلامة المجلسي رحمه الله:«عن أبي الحسن داود البكري قال:سمعت علي بن دعبل بن علي الخزاعي يقول:«لما حضر أبي الوفاة تغير لونه،و انعقد لسانه،و اسود وجهه،فكدت الرجوع عن مذهبه،فرأيته بعد ثلاث في ما يرى النائم و عليه ثياب بيض و قلنسوة بيضاء،فقلت له:يا أبه ما فعل الله بك؟فقال:يا بني!إن الذي رأيته من اسوداد وجهي و انعقاد لساني كان من شربي الخمرفي دار الدنيا،و لم أزل كذلك حتى لقيت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و عليه ثياب بيض و قلنسوة بيضاء فقال لي:أنت دعبل؟قلت:نعم،يا رسول الله!قال:فأنشدني قولك في أولادي،فأنشدته قولي:

لا أضحك الله سن الدهر إن ضحكت‏ 
(يوما)و آل أحمد مظلومون قد قهروا مشردون نفوا عن عقر دارهم‏ 
كأنهم قد جنوا ما ليس يغتفر

قال:فقال لي:أحسنت،و شفع في،و أعطاني ثيابه،و ها هي،و أشار إلى ثياب بدنه (108) ».

الاستدراك

مظلوميته بجهالة الناس و حمقهم و عنادهم

قال ابن أبي الحديد:و أعجب و أطرف ما جاء به الدهر و إن كانت عجائبه و بدائعه جمة أن يفضي الأمر لعلي عليه السلام إلى أن يصير معاوية ندا له و نظيرا مماثلا يتعارضان الكتاب و الجواب (109) .

إن معاوية لما عزم على مخالفة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أراد اختبار أهل الشام فأشار إليه ابن العاص أن يأمرهم بذبح القرع و تذكيته فإن أطاعوه فهو صاحبهم،و الا فلا،و أمرهم بذلك فأطاعوه و صارت بدعة اموية (110) .

إن أمير المؤمنين عليه السلام سئل عن القرح يذبح؟فقال عليه السلام:القرع ليس يذكى فكلوه،و لا تذبحوه و لا يستهوينكم الشيطان (111) .عن ابن إسحاق الأرجائي،قال:قال أبو عبد الله عليه السلام:أتدري لم امرتم بالأخذ بخلاف ما يقوله العامة؟فقلت:لا أدري،فقال:إن علياـصلوات الله عليهـلم يكن يدين الله بشي‏ء إلا خالف عليه العامة إرادة لإبطال أمره،و كانوا يسألونهـصلوات الله عليهـعن الشي‏ء الذي لا يعلمونه فإذا أفتاهم بشي‏ء جعلوا له ضدا من عندهم ليلبسوا على الناس (112) .

و حكي عن أبي حنيفة من قوله:خالفت جعفرا في كل ما يقول إلا لا أدري أنه يغمض عينيه في الركوع و السجود أو يفتحهما (113) .

و لذلك صارت مخالفة العامة من مرجحات الروايات،و لذلك قال الشيخ رحمه الله:و الثاني من المرجحات كون الرشد في خلافهم،كما صرح به في غير واحد من الأخبار المتقدمة،و رواية على بن أسباط قال:قلت للرضا عليه السلام:يحدث الأمر لا أجد بدا من معرفته،و ليس في البلد الذي أنا فيه أحد أستفتيه من مواليك.فقال عليه السلام:ائت فقيه البلد و استفته في أمرك،فإذا أفتاك بشي‏ء فخذ بخلافه،فإن الحق فيه.

و في مرسلة داود بن حصين(عن الصادق عليه السلام):إن من وافقنا خالف عدونا،و من وافق عدونا في قول أو عمل فليس منا،و لا نحن منه.

و رواية الحسين بن خالد:شيعتنا المسلمون لأمرنا،الآخذون بقولنا،المخالفون لأعدائنا،فمن لم يكن كذلك فليس منا،فيكون حالهم حال اليهود الوارد فيهم قوله صلى الله عليه و آله و سلم:خالفوهم ما استطعتم (114) .

انظر جار الله!محمود بن عمر الزمخشرى الخوارزمي كيف جار على الإمام عليه السلام و حاد عن الطريق المستقيم حيث قال في تفسير كشافه في ذيل فإذا فرغت‏فانصب و إلى ربك فارغب (115) :و من البدع ما روي عن بعض الرافضة أنه قرأ فانصبـبكسر الصادـأي فانصب عليا للامامة،و لو صح هذا للرافضي لصح للناصبي أن يقرأ هكذا و يجعله أمرا بالنصب الذي هو بغض علي و عداوته (116) .

و قال العلامة الفيض(ره)جوابا عنه:أقول:نصب الإمام و الخليفة بعد تبليغ الرسالة أو الفراغ من العبادة أمر معقول،بل واجب،لئلا يكون الناس بعده في حيرة و ضلال،فيصح أن يترتب عليه،و أما بغض علي عليه السلام و عداوته فما وجه لترتبه على تبليغ الرسالة،أو العبادة،فما وجه معقوليته؟على أن كتب العامة مشحونة بذكر محبة النبي صلى الله عليه و آله و سلم لعلي عليه السلام و إظهار فضله للناس مدة حياته،و إن حبه إيمان و بغضه كفر.انظروا إلى هذا الملقب بجار الله العلامة كيف أعمى الله بصيرته بغشاوة حمية التعصب في مثل هذا المقام بمثل هذا المنكر و الزور،بلى إنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور (117) .

أقول:أيها المتعصب المعاند!

دع المكارم لا ترحل لبغيتها 
فاقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي

يعجبني هنا نقل ما قاله العلامة المعتزلي في مبغضي أهل البيت عليهم السلام و ناصبيهم في«شرح النهج»في ذيل كلام علي عليه السلام (118) :

«ليسلطن عليكم غلام ثقيف الذيال الميال،يأكل خضرتكم،و يذيب شحمتكم،إيه أبا وذحة (119) ».

قال:إن المفسرين بعد الرضي رحمه الله قالوا في قصة هذه الخنفساء وجوها...ومنها:أن الحجاج كان مثفارا، (120) و كان يمسك الخنفساء حية ليشفي بحركتها في الموضع حكاكه.قالوا:و لا يكون صاحب هذا الداء إلا شائنا مبغضا لأهل البيت عليهما السلام.قالوا:و لسنا نقول:كل مبغض فيه هذا الداء و انما قلنا كل من فيه هذا الداء فهو مبغض.

قالوا:و قد روى أبو عمر الزاهدـو لم يكن من رجال الشيعةـفي أماليه و أحاديثه عن السياري عن أبي خزيمة الكاتب قال:ما فتشنا أحدا فيه هذا الداء إلا وجدناه ناصبيا.

قال أبو عمر:و أخبرني العطافي عن رجاله،قالوا:سئل جعفر بن محمد عليه السلام عن هذا الصنف من الناس،فقال:رحم منكوسة يؤتى و لا يأتي،و ما كانت هذه الخصلة في ولي الله تعالى قط،و لا تكون أبدا،و إنما تكون في الكفار و الفساق و الناصب للطاهرين.و كان أبو جهل عمرو بن هشام المخزومي من القوم و كان أشد الناس عداوة لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم،قالوا:و لذلك قال له عتبة بن ربيعة يوم بدر:يا مصفر إسته (121) .

تعليقات:

.1 الخطيب:تاريخ بغداد،ج 12:ص .398

.2 الهشمي:مجمع الزوائد،ج 9:ص 118.و الحشان:البساتين.

.3 المجلسي:بحار الأنوار،ج 28:ص 45 و .50

.4 المجلسي:بحار الأنوار،ج 28:ص .69

.5 المجلسي:بحار الأنوار،ج 8:ص 17،ط الكمباني.

.6 المجلسي:بحار الأنوار،ج 28:ص 76،بالصدوق:عيون الاخبار الرضا عليه السلام،ج 2:ص .61

.7 الانبياء،21: .28

.8 المجلسي:بحار الأنوار،ج 100:ص .265

.9 ابن قتيبة:الإمامة و السياسة،ج 1:ص .19

.10 ابن قتيبه:الإمامة و السياسة،ج 1:ص .19

.11 الامامة و السياسة،ج 1:ص .19

.12 الشورى،42: .23

.13 ابن قتيبه:الإمامة و السياسة،ج 1:ص .19

.14 القاساني:علم اليقين،ج 2:ص 686،المقصد الثالث.

.15 كتاب سليم،ص 91،ط بيروت.

.16 القمي:بيت الاحزان،ص 102،ط قم.

.17 البقرة،2: .156

.18 الكليني:الاصول من الكافى،ج 1:ص 381،ط الاسلامية.

.19 في«منهاج البراعة»للعلامة قطب الدين الراوندى رحمه الله(ج 1:ص 128):«فقال العباس لعلى عليه السلام:ذهب الأمر منا،و الرجل يريد أن يكون الأمر لعثمان،فقال على عليه السلام :أنا أعلم ذلك،و لكني أدخل معهم في الشورى لأن عمر قد استأهلنى الآن للامامة و كان من قبل يقول:ان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال:إن النبوة و الإمامة لا يجتمعان في بيت،و إني لا دخل في ذلك ليظهر أنه كذب نفسه بما روى أولا».

.20 هذا صحيح و لكنه لا يبرز عمله،فأين التزكية و التقوى و العدالة و الإنصاف و طرح نخوة الجاهلية و التذلل و الخشوع للحق؟!(مصحح).

.21 ابن ابى الحديد:شرح نهج البلاغة،ج 1:ص .187

و منشمـبكسر الشينـ:اسم امرأة كانت بمكة عطارة،و كانت خزاعة و جرهم اذا أرادوا القتال تطيبوا من طيبها،و كانوا اذا فعلوا ذلك كثرت القتلى فيما بينهم،فكان يقال:أشأم من عطر منشم فصار مثلا.(ابن منظور:لسان العرب).

.22 السيد الرضي(المجمع):نهج البلاغة،خ .3

.23 ابن ابى الحديد:شرح نهج البلاغة،ج 20:ص .326

.24 السيد الرضي(المجمع):نهج البلاغة،ر .9

.25 الحمويني:فرائد السمطين،ج 2:ص 68/ب .15

.26 «و تكبرا».

.27 قال المجلسي رحمه الله:«صلى الى القبلتين»أى معأ في صلاة واحدة،و جمع فى مكة بين الكعبة و بيت المقدس.

.28 المجلسي:بحار الأنوار،890:ص 346،ط الكمباني.

.29 الطوسي:كتاب الأمالي،ج 2،ص .166

.30 من هرير الفرسان بعضهم على بعض كما تهر السباع،و هو صوت دون النباح.

.31 الكميت من الخيل للمذكر و المؤنث:ما كان لونه بين الاسود و الاحمر و الذنوبـبفتح الذالـالفرس الوافر الذنب.

.32 الوطيس:التنور،المعركة،و حمى الوطيس أى اشتدت الحرب.و القتام الغبار.و المران:جمع مرانةـبالتشديدـو هى الرماح الصلبة.و الغمغمة:أصرات الابطال عند الوغى.

.33 المجنبةـبكسر النون المشددةـ:ميمنة الجيش و ميسرته.

.34 الرهجـبالفتح فالسكون و بالتحريكـما اثير من الغبار.

.35 النيب جمع الناب و هى الناقة المسنة.

.36 ابن ابى الحديد:شرح نهج البلاغة،ج 2:صص 206ـ219،نصر بن مزاحم:كتاب الصفين،ص .473

.37 نصر بن مزاحم:كتاب الصفين،ص .509

.38 كتاب الصفين،ص .508

.39 أى أخلاط.

.40 ابن ابى الحديد:شرح نهج البلاغة،ج 8:ص .16

.41 ابن ابى الحديد:شرح النهج،ج 20:ص .289

.42 ابن ابى الحديد:شرح نهج البلاغة،ج 20:ص .299

.43 ابن ابى الحديد:شرح نهج البلاغة،ج 20:ص .328

.44 القمي:سفينة البحار،ج 2:ص 108،المجلسي:بحار الأنوار،ج 41:ص 51،ابن ابى الحديد:شرح نهج البلاغة،ج 4:ص 106(مع زيادة).

.45 القمي:سفينة البحار،ج 2:ص .108

.46 القمي:سفينة البحار،ج 2:ص .108

.47 القمي:سفينة البحار،ج 2:ص .108

.48 المجلسي:بحار الأنوار،ج 40:ص .300

و نكت الارض بالقضيب:هو أن يؤثر فيها بطرفه فعل المفكر المهموم.و اللبانة:الحاجة من غير فاقة و لكن من همة.(ابن منظور لسان العرب).

.49 السيد الرضي(المجمع):نهج البلاغة،خ .171

.50 السيد الرضي(المجمع):نهج البلاغة،خ .216

و الاستعداء:الاستعانة و الانتصار.و الرافد:المعين.و الوخز:الطعن الخفيف.و الشفار:جمع الشفرة و هو السكين العظيم.

.51 الهاجرة،نصف النهار فى القيظ.

.52 أي كثير.

.53 ابن ابى الحديد:شرح نهج البلاغة،ج 9:ص .16

.54 علجـبالكسرـ:اشتد.

.55 و هو حين أغار على أهله أخو غامد سفيان بن عوف.

.56 ابن ابى الحديد:شرح نهج البلاغة،ج 4:ص .88

.57 السيد الرضي(المجمع):نهج البلاغة،خ .95

.58 الضلعـبفتح الضاد و تسكين اللام:الميل.و أصل المثل:«لا تنقش الشوكة بالشوكة فان ضلعها معها»يضرب للرجل يخاصم آخر و يستعين عليه بمن هو من قرابته أو أهل مشربه.و نقش الشوكة:اخراجها من العضو تدخل فيه.و كلت:ضعفت.و النزعة:جمع نازع.و الاشطان:جمع شطن و هو الحبل.و الركى:جمع ركية،و هى البئر.و الخبر فى النهج(خ 119).و في«اختصاص»المفيد رحمه الله(ص 156).

.59 السيد الرضي:نهج البلاغة،خ 27.و الحلم:الاناة و العقل،أى لكم حلوم الاطفال.و السدمـمحركةـ :الندم و الحزن مع أسف أو غيظ.و النغبة:الجرعة،و التهمامـبفتح التاءـالاغتمام.و النفس أيضا:الجرعة.لله أبوهم:دعاء لهم بالخير.و ذرفت:أى زدت.

.60 السيد الرضي(المجمع):نهج البلاغة،خ 25.و«سيدالوان منكم»أى تكون لهم الدولة دونكم .

.61 السيد الرضي:نهج البلاغة،ر .35

.62 السيد الرضي:نهج البلاغة،ر 28.و الخشاشـكتابـ:ما يدخل فى عظم ألف البعير من خشب لينقاد.و الغضاضة:النقض.و سنح:أى ظهر.

.63 كتاب سليم بن قيس،ص 84،ط بيروت.

و عتله:جذبه و جره عنيفا.

.64 السيد الرضي(المجمع):نهج البلاغة،خ .147

.65 أعمالهم التى خالفوا فيها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم كثيرة جدا:ذكر طائفة منها غير واحد من علمائنا الامامية رحمه الله فراجع«شرح التجريد»لنصير الدين الطوسى رحمه الله،و«الشافى»للشريف المرتضى،و«دلائل الصدق»للعلامة المظفر،و«عبقات الانوار»للمير حامد حسين،و«الغدير»للعلامة الامينى،و«معالم المدرستين»للعلامة العسكري،و أجودها جمعا و تحريرا كتاب«النص و الاجتهاد»للسيد شرف الدين العاملي رحمه الله.

.66 الانفال،8: .41

.67 الحشر،59: .7

.68 الكليني:الروضة من الكافى،صص 59ـ63،القاساني:الوافي،الجزء 14:ص .14

.69 الحموي:معجم البلدان،ج 4،ص .238

.70 الاسراء،17: .25

.71 السيوطي:الدر المنثور،ج 4:ص .177

.72 البلاذري:فتوح البلدان،ص .44

.73 الهيثمي:مجمع الزوائد،ج 5،ص .241

.74 الطبري:جامع البيان،ج 10:صص 7 و .6

.75 الطبري:جامع البيان،ج 10:صص 7 و .6

.76 الاموال،ص .466

.77 الاموال،ص .466

.78 الانفال،8: .41

.79 ابن ابى الحديد:شرح نهج البلاغة،ج 16:صص 230 و 231.و الكراع:من ذوات الحافر و الابل .

.80 وجد عليه:غضب.

.81 صحيح البخاري،ج 5:ص 177/باب غزوة خيبر،وـأيضاـج 4:ص 96 قريبا منه.

.82 جمع جراميزه:اذا تقبض ثم وثب عليه.

.83 النهل:الشرب الاول للابل،و العلل الثانية منه.

.84 معض من الامر:غضب و شق عليه.

.85 ابن ابى الحديد:شرح نهج البلاغة،ج 10:ص .223

.86 ابن ابى الحديد:شرح نهج البلاغة،ج 7:ص .175

.87 ابن ابى الحديد:شرح نهج البلاغة،ج 13:ص .300

.88 قال ابن حجر العسقلاني في«لسان الميزان»(ج 1:ص 268)في ترجمة أحمد بن محمد السرى بن يحيى بن أبي دارم المحدث الكوفي:«قال محمد بن أحمد بن حماد الكوفى الحافظ بعد أن أرخ موته:كان مستقيم الأمر عامة دهره،ثم في آخر أيامه كان أكثر ما يقرأ عليه المثالب،حضرته و رجل يقرأ عليه:أن فلانا رفس(الرفس:الصدمة بالرجل في الصدر)فاطمة حتى أسقطت بمحسن. ..».

و قال ابن أبي الحديد في شرحه(ج 14:ص 193):«فقال(النقيب أبو جعفر):إذا كان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أباح دم هبار بن الأسود لأنه روع زينب فألقت ذا بطنها،فظهر الحال أنه لو كان حيا لأباح دم من روع فاطمة حتى ألقت ذابطنها».

و قال الشهرستاني في«الملل و النحل»(ج 1:ص 57):«قال إبراهيم بن يسار ابن هاني‏ء النظام :إن فلانا ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها،و كان يصيح:أحرقوا دارها بمن فيها،و ما كان في الدار غير علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام».

و في«أنساب الأشراف»لأحمد بن يحيى البلاذري(المتوفى 279)(ج 1:ص 586):«إن أبابكر أرسل إلى علي يريد البيعة،فلم يبايع،فجاءه...و معه فتيلة فتلقته فاطمة على الباب فقالت فاطمة :يا ابن...أتراك محرقا علي بابي؟قال:نعم،ذلك أقوى فيما جاء به أبوك».

و في«العقد الفريد»لأحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي(ج 5:ص 13):«الذين تخلفوا عن بيعة أبي بكر علي و العباس و الزبير و سعد بن عبادة،فأما علي و العباس و الزبير فقعدوا في بيت فاطمة حتى بعث إليهم أبوبكر رجلاـسماهـليخرجوا من بيت فاطمة،فقال له:إن أبو افقاتلهم،فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار،فلقيته فقالت:يا ابن...أجئت لتحرق دارنا؟قال:نعم» .

و في«الإمامة و السياسة»لابن قتيبة الدينوري(المتوفي 276)(ج 1:ص 12):«فدعا بالحطب و قال:و الذي نفسي بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها،فقيل له:يا أبا...أن فيها فاطمة !قال:و إن».

.89 ابن قولويه:كامل الزيارات،ب 108:ص .332

.90 المجلسي:بحار الأنوار،ج 43:ص .156

و الوتر:الانتقام،و جمعه:أوتار،و«ترات»جمعه على غير قياس.و يمكن أن يكون جمع الوتر بمعنى الفرد،لكون ضرباته عليه السلام و ترأ لا احتاجت الاولى منها الى ثانية.

.91 الحموي:معجم البلدان،ج 3:ص .191

.92 القمي:الكنى و الالقاب،ج 2:ص .217

.93 الاميني:الغدير،ج 10:ص .266

.94 ابن ابى الحديد:شرح نهج البلاغة،ج 4:ص .79

.95 السيد الرضي:نهج البلاغة،خ 57.و مندحق البطن:بارزها.و رحب اللعوم:واسعه.

.96 ابن أبي الحديد:شرح نهج البلاغة،ج 4:ص 56ـ .61

.97 الكواجكي:كنز الفوائد،ص .350

.98 القمي:سفينة البحار،ج 1:ص 602،«سجد».

.99 النحل،16: .90

.100 الهمداني:بحر المعارف،ص .137

.101 ابن ابى الحديد:شرح نهج البلاغة،ج 47 ص .60

و دير سمعانـبكسر السين و فتحهاـدير بنواحى دمشق عنده قبر عمر بن عبد العزيز.

.102 المسعودي:مروج الذهب،ج 3:ص .42

.103 نصر بن مزاحم:وقعة الصفين،ص .354

.104 ابن ابى الحديد:شرح نهج البلاغة،ج 7:ص .159

.105 ابن ابى الحديد:شرح النهج،ج 4:ص .58

.106 تجارب السلف،ص .69

.107 المفيد الجمل،ص .149

و نقل هذه القصة مع تفاوت يسير ابن أبى الحديد في شرحه(ج 14:ص 13)و المحدث القمي رحمه الله في«سفينة البحار»(ج 1:ص 285)و أحمد زكى صفوت في«جمهرة الرسائل»(ج 1:ص 377).

.108 المجلسي:بحار الأنوار،ج 49:ص .241

.109 القمي:سفينة البحار،ج 2:ص 332/مادة علا.

.110 هامش الوسائل،ج 17:ص .160

.111 الحر العاملي:وسائل الشيعة،ج 17:ص .160

.112 الشيخ الاعظم الأنصاري:الرسائل/باب التعادل و التراجيح،ص .805

.113 الشيخ الاعظم الأنصاري:الرسائل/باب التعادل و التراجيح،ص .807

.114 المصدر،ص .806

.115 الانشراح،94:7 و .8

.116 الزمخشري:تفسير الكشاف،ج 4:ص .268

.117 العلامة الفيض:تفسير الصافى،ذيل الآية.

.118 نهج البلاغة،الخطبة .115

.119 الوذحة:الخنفساء.

.120 المثفار نعت سوء للرجل.

.121 ابن أبي الحديد:شرح النهج،ج 7:ص .207