المقدّمة الأُولى
في هذه الأمّة ، القرآن هو الكتاب المنزل لهداية الناس مع السنّة
النبويّة وأحدهما مكمّل للآخر إذ أنّ الإسلام كلّه : عقائده وأحكامه،
وسائر علومه، أصوله في القرآن ، وشرحه وتفسيره ، مثاله وتجسيده في
سنّة النبيّ ـ أي حديثه وسيرته ـ ولذلك قرن الله طاعته بطاعة
رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال سبحانه:
(أَطِيعُوا
اللهَ وَالرَّسُولَ )
(آل عمران / 32) .
و (أَطِيعُواْ
اللهَ والرَّسُول )
(آل عمران / 132) .
و (أَطيِعُوا
اللهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ )
(النساء / 59) .
و (وَأطِيعُوا
اللهَ وََسُولَهُ )
(الأنفال / 1)([1]) .
وقَرن معصية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بمعصيته وقال تعالى :
(ومَنْ
يَعْصِ الله وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ )
(الجنّ / 23) .
(فَإِنْ
عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ)
(الشعراء / 216)([2]) .
وسلب الاختيار عن المؤمنين في ما يقضي الله ورسوله في قوله :
(وَمَا
كَانَ لُمؤْمِن وَلاَ مُؤْمِنَة إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ
أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهْم وَمَن يَعْصِ
اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُبِيناً )(الأحزاب /
36) .
وبيّن عزّ اسمه أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حجّة الله على
الخلق في قوله وفعله ، وأنّ الله جعله إماماً يُقتَدَى به وذلك في
قوله تعالى :
(فآمنوا
بِالله ورَسُوله النبيّ الأُمِّيّ الّذي يؤمن بِالله وكلماته
واتّبعوه)(الأعراف /
158)([3]) .
وقوله : (وَمَا
آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا )
(الحشر / 7) .
وقوله : (لَقَدْ
كَانَ لَكُمْ في رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ... )
(الأحزاب / 21) .
وقوله : (وَمَا
يَنطِقُ عَن الْهَوَى
*
إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى )
(النجم / 3 ـ 4) .
وقوله : (وَلَوْ
تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ ا لاَْقَاوِيلِ
*
لاََخَذْنَا مِنْهُ بِالْيمِينِ
*
ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ ا لْوَتِينَ )
(الحاقّة / 44 ـ 46) .
1
وكذلك قرن الله بينهما في الآيتين 32 و 132 من آل عمران ، والآية
59 من النساء و 92 من المائدة ، والآيتين 20 و 46 من الأنفال
والآية 54 من النور والآية 32 من محمد و 13 من المجادلة والآية
12 من التغابن .
وأمر بطاعة
رسوله في الآية 56 من النور و 50 من آل عمران ، وراجع الآيات 108
و 110 و 126 و 131 و 144 و 150 و 163 من الشعراء ، والآية 163 من
الزخرف والآية 2 من مريم و 64 من سورة النساء .
2
وراجع الآية 42 من النساء وآية 59 من هود وآية 10 من الحاقة وآية
21 من نوح ، وآية 14 من النساء ، وآية 36 من الأحزاب ، والآيتين
8 و 9 من المجادلة .
3
الآيات الآمرة باتّباع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كثيرة .