ثانياً ـ  في غزوة تبوك :

في صحيح البخاري ، ومسلم ، ومسند الطيالسي ، وأحمد ، وسنن الترمذي ، وابن ماجة وغيرها([1]) واللفظ للأوّل : أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعليّ : «أنت منِّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أ نّه ليس نبيّ بعدي» .

ولفظ مسلم وغيره : «إلاّ أ نّه لا نبيّ بعدي» .

وفي رواية ابن سعد في الطبقات عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم قالا :

لمّا كان عند غزوة جيش العسرة وهي تبوك قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعليّ ابن أبي طالب : إنّه لا بدّ من أن اُقيم أو تقيم ، فخلّفه ، فلمّا فصل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) غازياً قال ناس : ما خلّف عليّاً إلاّ لشيء كرهه منه ، فبلغ ذلك عليّاً فاتّبع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتّى انتهى إليه ، فقال له : ما جاء بك يا عليّ ؟ قال : لا يا رسول الله إلاّ أنِّي سمعت ناساً يزعمون أ نّك إنّما خلّفتني لشيء كرهته منِّي ، فتضاحك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وقال : يا عليّ ! أما ترضى أن تكون منِّي كهارون من موسى غير أ نّك لست بنبيّ ؟ قال : بلى يا رسول الله ، قال : فإنّه كذلك([2]) .

وقد ذكرنا بعض ألفاظ الحديث في باب من استخلفه النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) على المدينة في غزواته في كتاب معالم المدرستين .


1  صحيح البخاري 2 / 200 ، باب مناقب عليّ بن أبي طالب . وصحيح مسلم 7 / 120 ، باب من فضائل عليّ بن أبي طالب . والترمذي 13 / 171 ، باب مناقب علي . والطيالسي 1 / 28 و 29 ، و ح 205 ، 209 و 213 . وابن ماجة ، باب فضل عليّ بن أبي طالب ، ح 115 . ومسند أحمد 1 / 170 ، 173 ـ 175 ، 177 ، 179 ، 182 ، 184 ، 185 و 330 و 3 / 32 و 338 و 6 / 369 و 438 . ومستدرك الحاكم 2 / 337 . وطبقات ابن سعد 3 / 1 / 14 و 15 . ومجمع الزوائد 9 / 109 ـ 111 . ومصادر اُخرى كثيرة .

2  طبقات ابن سعد 3 / ق 1 / 15 ، ومجمع الزوائد للهيثمي 9 / 111 باختلاف يسير.