على صلب الحسين فقال: أنت الإمام أبو الأئمة تسعة من صُلبك، أئمةٌ أبرار و التّاسع قائمهم، مَن تَمسَّك بهم وبالأئمة من ذرّيتكم كان معنا يوم القيامة، وكان معنا في الجنة في درجاتنا.
قال: فبرءا من علّتهما بدعاء رسول الله(صلى الله عليه وآله).
(14) روى العلامة الخزّاز القمي(رحمه الله) في «كفاية الاثر»(1) بإسناده من طريق العامة عن شداد بن أوس قال:
لمّا كان يوم الجمل قلتُ: لا أكون مع عليّ ولا أكون عليه، وتَوَفَّقْتُ عن القتال إلى انتصاف النهار، فلمّا كان قرب الليل ألقى الله في قلبي أن أُقاتل مع عليّ، فقاتلت معه حتّى كان من أمرِهِ ما كان، ثمّ إنّي أتَيتُ المدينة فَدخلتُ على أم سلَمة، قالت: مِن أين أقبَلت؟ قلت: من البصرة، قالت مع أيّ الفريقين كُنت؟ قلت: يا أُمّ المؤمنين إنّي تَوَقَّفتُ عن القتال إلى انتصاف النّهار وألقى الله عزّ وجلّ أن أُقاتل مع عليّ، قالت: نِعمَ ما عَمِلت، لقد سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: «مَن حارَبَ عليّاً فقد حاربَني ومَن حارَبَني فقد حارب الله»، قلت: فترين أنّ الحقّ مع عليّ؟ قالت: إي والله عليٌّ مع الحقِّ والحقُّ معه، والله ما أنصَفَ أُمّة محمّد نبيّهم إذْ قَدَّموا مَن أَخّرَهُ الله عزّ وجلّ ورسوله، وأَخَّروا مَن قَدَّمَهُ الله تعالى ورسوله، وإنّهم صانوا حلائلهم في بيوتهم وأبرَزوا حليلة رسول الله(صلى الله عليه وآله) إلى الفناء، والله لقد سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله)يقول: لأمّتي فرقة وجعلة، فجامعوها إذا اجتمعت وإذا افترقت فكونوا من النَمَط الأوسط، ثمّ ارقبوا أهل بيتي فإنْ حارَبوا فحارِبوا وإن سالَموا فسالِموا وإن زالوا
(1)كفاية الأثر: ص 181 ـ 182.