الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج2

فقال عمرو: وعلى حينها حين ابن بضع وثمانين سنة تقنّطني من رحمة ربّي؟ اللّهم ان ابن عباس يقنّطني من رحمتك، فخذ مني حتى ترضى.
قال ابن عباس: هيهات يا ابا عبدالله اخذت جديداً وتعطي خلقاً.
فقال عمرو: مالي ولك يا بن عباس! ما أرسلت كلمة الا ارسلت نقيضها.


قال عبدالرحمن بن شماسة:

لما حضرت عمرو بن العاص الوفاة بكى فقال له ابنه عبدالله: لم تبكي أجزعاً من الموت؟ قال: لا والله ولكن لما بعده! فقال له: قد كنت على خير، فجعل يذكّره صحبة رسول الله(صلى الله عليه وآله) وفتوحه الشام، فقال له عمرو: تركت أفضل من ذلك: شهادة ان لا اله الا الله! اني كنت على ثلاث اطباق ليس منها طبق الا عرفت نفسي فيه، كنت اول شيء كافراً فكنت اشد الناس على رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فلو متّ يومئذ وجبت لي النار. فلما بايعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) كنت اشد الناس حياءً منه فما ملأت عيني من رسول الله(صلى الله عليه وآله) حياءً منه، فلو متّ يومئذ قال الناس: هنيئاً لعمرو أسلم وكان على خير ومات على خير أحواله فترجى له الجنّة.
ثم بليت بعد ذلك بالسلطان وأشياء فلا أدري أعليّ ام لي؟! فاذا متّ فلا تبكينَّ علي باكية، ولا يتبعني مادح ولانار، وشدّوا علي ازاري فاني مخاصم، وشنّوا علي التراب فان جنبي الأيمن ليس باحقّ بالتراب من جنبي الأيسر!.




اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه