الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج2

دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في نفر من الشيعة وكُنتُ فيهم ، فجَعَل الحارث يتلَوّذ في مشيه ويخبط الأرض بمحجنه وكان مريضاً فدخل ، فأقبل عليه أمير المؤمنين (عليه السلام) وكانت له منزلة منه ، فقال : كيف نجدُك يا حارث ؟
فقال : نالَ مني الدهر يا أمير المؤمنين ، وزادني غليلا اختصام أصحابك ببابك .

قال : وفيم خصومتهم ؟

قال : في شَأنك والثلاثة من قبلك ، فمن مفرط غال ومقتصد وال ومن متردِّد مُرتاب لا يَدري أيقدم أم يحجم !
قال (عليه السلام) : فحسَبُكَ يا أخا همدان ، الا ان خير شيعتي النَمط الأوسط ، اليهم يرجَع الغالي وبهم يلحق التالي .
فقال له الحارث : لو كشفتَ فداك أبي وأمي الرَيب عن قلوبنا وجَعَلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا !
قال : فذاك فانه أمرٌ ملبوسٌ عليه ، انَّ دين الله لا يُعرف بالرجال بل بآية الحَقّ ، فاعرف الحق تعرف أهله ، يا حار ان الحق أحسَن الحديث والصادعُ به مجاهد وبالحَقِّ أخبرك ، فأعرني سَمَعكَ ثُمَّ خَبِّربه من كان له حصافة من أصحابك .
الا اني عَبدُ الله وأخو رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصِدِّيقه الأكبر ، صَدّقته وآدم بين الروُح والجَسَد ، ثم أني صِدِّيقه الأَوّل في أمّتكم حقّاً ، فنَحنُ الأوّلون ونحنُ الآخرون ، الا واني خاصَّته يا حارث وصنوه ووصيّه ووليّه وصاحب نجواه

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه