الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج2

وسرّه ، أوتيتُ فَهم الكتاب وفَصْل الخطاب وعلم القرآن ، واستودعتُ الف مفتاح يفتح كل مفتاح الف باب يفضي كل باب الى الف الف عهد ، وأُيِّدتُ ـ أو قال : وأُمددِتُ ـ بليلة القدر نفلا ، وان ذلك ليجري لي والمستحفظين من ذرِّيتي كما يجري الليل والنهار حتى يرث الله الأرضَ ومَن عليها .
وأُنشِدك يا حارث ، لتعرفني ووَليّي وعدوّي في مواطن شتى ; لتعرفني عند الممات ، وعند الصراط ، وعند الحَوض ، وعند المقاسمة .

قال الحارث : ماالمقاسمة يا مَولاي ؟

قال (عليه السلام) : مُقاسَمَة النار ، أقاسُمها قسمةً صحاحاً أقولُ هذا وَليّي وهذا عدوّي ثم أخذ أمير المؤمنين بيد الحارث فقال : ياحارث أخَذَت بيدك كما أخَذَ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيدي فقال لي واشتكيتُ اليه (صلى الله عليه وآله) حسدة قريش والمنافقين : انه اذا كان يوم القيامة أخذتُ بحَبل الله أو بحُجْزَتِهِ ـ يعني عصمة من ذي العرش ـ وأخَذْتَ أنت يا علي بحُجْزتي وأخَذَت ذرِّيّتُك بحُجزتك وأخَذَتْ شيعتكم بحُجزتكم ، فماذا يصنع الله عزوجل بنبيُّه وماذا يصنع نبيُّه بوَصِيِّه ، خُذها اليكَ يا حارث قصيرة من طويلة ، أنتَ مع من أحَببَتَ ولَكَ ما أكتسبتَ ، قالها ثلاثاً .
فقال الحارث وقام يجرُّ رداءه جَذِلا : لا أبالي وربي بعد هذا متى لَقيتُ الموت أو لقيني .
قال جميل بن صالح : فأنشَدَني أبو هاشم السيد بن محمد في كلمة له :

قول عَلي لحارث عَجَبُ *** كَمْ ثَمّ أعجُوبَة له حَمَلا

يا حار همدان مَن يمُتْ يَرَني *** من مؤمن أو مُنافق قبلا

يَعرفُني طَرْفُهُ وأعْرفُهُ *** بعَينِهِ واسمه وما عَمَلا

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه