الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج2

عليكَ بِفعلك مَن يأوي ويَلجَأ اليك من بقية الأحزاب و رؤوس النفاق وأهل الشقاق لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته والشاهد لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) بفضله المبين وسِبقهِ القديم ، وأنصاره الذين معه الذين ذكروا بفضلهم في القرآن ، أثنى الله عليهم من المهاجرين والأنصار ، فهُم معه كتائب وعصائب مِنْ حَولهِ يُجالدون بأسيافهم ويهرقون دماءَهُم دونه ، يرون الحَقّ في اتباعه والشقاء في خِلافِهِ ، فكيف يالك الوَيل تَعِدلُ نَفْسَك بعلي ؟ ! وعليٌّ أخو رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووَصيُّهُ وأبو ولده ، وأوّل الناس له إتّباعاً وآخِرهُم به عَهداً ، يُخبرهُ بِسرِّهِ ويُشركهُ في أمرّه ، وأنتَ عَدوُّهُ وابن عدوّه ، فَتَمتّع ما استَطَعْتَ بباطلك ، وليمددك ابن العاصي في غوايتك ، وكَأنَ أجَلَك قد انقضى ، وكيدُك قد وهى ، ثم تَستبين لمن تكون العاقبة العليا ، وأعلم أنك تكايد رَبَّك ، الذي قد أمِنت كيدَهُ في نَفسِك ، وأيَستَ من رَوْحِهِ ، وهو لك بالمرصاد ، وأنت منه في غرور ، وبالله ورسوله وأهل رسوله عنك الغنى ، والسلام على مَنِ اتبَعَ الهُدى .

وكتب محمد بن أبي بكر رضى الله عنه بهذا الشعر الى معاوية :

مَعاوي ما أمسى هوى يَستقيدني *** اليك ولا أخفي الذّي لا أعالِنِ

ولا أنا في الأخرى اذا ما شَهدتُها *** بنكس ولا هيَّابة في المَواطنِ

حَللت عقال الحرب جُبناً وانما *** يطيبُ المنايا خائنا وابن خائنِ

فحَسبُك من أحدى ثلاث رأيْتها *** بعينك أو تلك التي لم تعاين

ركُوبك بعد الأَمْن حرباً مشارفاً *** وقد دميت أظلافها والسناسن

وقدحك بالكفَّين توري ضريمة *** من الجهل أدّتها اليك الكهائن

ومَسحُك أقراب الشموس كأنها *** تَبُسُّ باحدى الداحيات الحواضن

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه