ولدا)(1) ـ الآية . أو نحوها ، ويلحق به كلمة يوصله بها كقوله : «الصلاة والسلام عليك يا رسول الله» أو نحرها ، وهذا ليس من المأثور عن الشارع في الأذان وليس ببدعة ولا هو محرم قطعاً لأن المؤذّنين لا يرونه من فصول الأذان ، وانما يأتون به عملاً بأدلة عامة تشمله ، وكذلك الشهادة لعلي بعد الشهادتين في الأذان ، فانما هي عمل بأدلة عامّة تشملها ، على أن الكلام القليل من سائر كلام الآدميين لا يبطل به الأذان ، ولا الاقامة ولا هو حرام في اثنائها ، فمن اين جاءت البدعة والحرام ؟ اذا لم يكن يقصد الجزئية ، وما الغاية بشق عصا المسلمين في هذه الأيام ؟ !
 |
واقعة الغدير |
 |
748 ـ ذكر العلامة الثقة الشيخ عبد الحسين الأميني (قدس سره) واقعة الغدير قال :
أجمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الخروج الى الحجّ في سنة عشر من مهاجره ، وأذّن في الناس بذلك ، فقدم المدينة خلق كثير يأتمون به في حجّته تلك التى يقال عليها حجة الوداع ، وحجة الإسلام ، وحجة البلاغ ، وحجّة الكمال ، وحجة التمام .
ولم يحج غيرها منذ هاجر الى أن توفاه الله ، فخرج (صلى الله عليه وآله وسلم) من المدينة مغتسلاً متدهِّناً مترجلاً متجرداً فى ثوبين صحاريين إزار ورداء ، وذلك يوم السبت لخمس ليال أو ست بقين من ذي القعدة ، وأخرج معه نساءه كلّهن في الهوادج ، وسار معه أهل بيته ، وعامة المهاجرين والأنصار ، ومن شاء الله من قبائل العرب وأفناء الناس(2) .
وعند خروجه (صلى الله عليه وآله وسلم) أصاب الناس بالمدينة جُدري أو حصبة منعت كثيراً من الناس من الحج معه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ومع ذلك كان معه جموع لا يعلمها الا الله تعالى ، وقد يقال : خرج معه تسعون ألف ، ويقال : مائة ألف واربعة عشر ألفاً ، وقيل : مائة ألف وعشرون ألفاً ، وقيل : مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً ، ويقال أكثر من ذلك ، وهذه عدّة من خرج معه ، وأما الذين حجّوا معه فاكثر من ذلك كالمقيمين بمكة والذين أتوا من اليمن مع علي أمير المؤمنين وأبي موسى(3) .
أصبح (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الأحد بيلملم ، ثم راح فتعشى بشرق الستالة ، وصلى هناك المغرب والعشاء ، ثم صلّى الصبح بعرق الطبيّة ، ثم نزل الروحاء ، ثم سار من الروحاء فصلى العصر بالنصرف ، وصلى المغرب والعشاء بالمعتشّى وتعشى به ، وصلى الصبح بالاثابة ، وأصبح يوم الثلاثاء بالعرج واحتجم بلحى جمل «وهو عقبة الجحفة» ونزل السفياء يوم الأربعاء ، وأصبح بالأبواء ، وصلى هناك ثم راح من الأبواء ، ونزل يوم الجمعة الجحفة ، ومنها الى قديد وسبت فيه ، وكان يوم الأحد بعسفان ، ثم سار فلما كان بالغميم اعترض المشاة فصفوا صفوفاً فشكوا اليه
(1) الاسراء : 111 .
(2) الطبقات لابن سعد 3 : 225 ، امتاع المقريزي : ص510 ، ارشاد الساري : ص429 ح6 .
(3) السيرة الحلبية 3 : 283 ، سيرة أحمد زيني دحلان 3 : 3 ، تأريخ الخلفاء لابن الجوزي في الجزء الرابع ، تذكرة الخواض : ص18 ، دائرة المعارف لفريد وجدي 3 : 542 .