الاربعين في حب امير المؤمنين(ع)ج5

يُسألون هل والوه حق الموالاة كما اوصاهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أم اضاعوها وأهملوها ؟ فتكون عليهم المطالبة والتبعة(1) .
144 ـ وقال : وأخرجَ الحموينى من طريق الحاكم أبي عبد الله ابن البيع بسنده عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : أتاني مَلَك فقال : يا محمد سَلْ من أرسَلنا قبلك من رسلنا على ما بعثوا ؟ فقال : على ولايتك وولاية عليّ بن أبي طالب .
145 ـ وقال : وروي عن الآلوسي في تفسير قوله تعالى : (وقفوهم إنهم مسئولون)بعد عدّ الأقوال فيها : وأولى هذه الاقوال أن السؤال عن العقايد والأعمال ورأس ذلك «لا اله الاّ الله» ومن أجلّه ولاية عليّ كرّم الله تعالى وجهه(2) .
146 ـ ومن طريق البيهقي عن الحافظ الحاكم النيسابوري : باسناده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : إذا جمع الله الأوّلين والآخرين يوم القيامة ونصب الصراط على جسر جهنّم لم يجزها أحد إلاّ من كانت معه براءة بولاية عليّ بن أبي طالب . وأخرجه محبّ الدين الطبري في الرياض(3) .
147 ـ ذكر السبط ابن الجوزي الحنفي بعد عدِّ معان عشرة للمولى وجعل عاشرها الأولى ، قال : والمراد من الحديث : الطاعة المخصوصة ، فتعيّن الوجه العاشر وهو الأولى ، ومعناه . من كنت أولى به من نفسه فعليّ أولى به ، وقد صرّح بهذا المعنى الحافظ أبو الفرج يحيى بن سعيد الثقفي الاصبهاني في كتابه المُسمى بمرج البحرين فإنه روى هذا الحديث باسناده الى مشايخه وقال فيه: فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيد علي فقال : مَنْ كنت وليّه وأولى به من نفسه فعليَّ وليّه . فعلم أن جميع المعاني راجعة الى الوجه العاشر ، ودَلّ عليه أيضاً قوله (عليه السلام) : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ وهذا نصّ صريح في اثبات امامته وقبول طاعته(4) .
148 ـ أخرج الحافظ ابن السمان عن الحافظ الدار قطني ، عن عمر وقد جاءه أعرابيان يختصمان فقال لعلي ، أقضِ بينهما ، فقال أحدهما : هذا يقضي بيننا ؟ ! فوثب اليه عمر وأخذ بتلبيبه وقال : ويحك ما تدري من هذا ؟ هذا مولاي ومولى كلّ مؤمن ، ومن لم يكن مولاه فليس بمؤمن .


(1) الغدير 1 : 387 ، وذكره و أخرج حديثه شيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين في الباب الرابع عشر ، وجمال الدين الزرندي في نظم درر السمطين وابن حجر في الصواعق : ص89 ، والحضرمي في الرشفة : ص24 .
(2) الآلوسي في تفسيره 23 : 24 .
(3) الرياض النظرة 2 : 172 ، 388 ، الغدير 1 : 388 .
(4) تذكرة الخواصّ : لسبط ابن الجوزي الحنفي : 20 ، الغدير 1 : 372 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه