بنت أسد ، فكان مع النبي (صلى الله عليه وآله) الى ان مضى ، وبقي علي بعده ، وفى رواية : ان النبي (صلى الله عليه وآله) قال : اخترتُ من أختار الله لي عليكم علياً .
(4) وذكر ابو القاسم في أخبار ابي رافع من ثلاثة طرق :
أن النبي (صلى الله عليه وآله) حين تزوج خديجة قال لعمه ابي طالب : اني أحب أن تدفع اليّ بعض ولدك يعينني على أمري ويكفيني ، وأشكر لك بلاءك عندي ، فقال ابو طالب : خُذ ايهم شئت ، فأخذ علياً (عليه السلام) . فمن استقى عروقه من منبع النبوة ورضعت شجرته ثدي الرسالة ، وتهدلت أغصانه عن نبعة الامامة ونشأ في دار الوحي ، وربّي في بيت التنزيل ، ولم يفارق النبي (صلى الله عليه وآله) في حال حياته الى حال وفاته لايقاس بسائر الناس ، واذا كان (عليه السلام) في اكرم أرومة وأطيب مغرس ، والعرق الصالح ينمي والشهاب الثاقب يسري وتعليم الرسول ناجع . ولم يكن الرسول (صلى الله عليه وآله)ليتولى تأديبه ويتضمن حضانته وحسن تربيته الا على ضربين : أما على التفرس فيه أو بالوحي من الله تعالى ، فأن كان بالتفرس فلا تخطأ فراسته ولا يخيب ظنه ، وان كان بالوحي فلا منزلة اعلى ولا حال أولى على الفضيلة والامامة منه (1) .
(5) روى الخوارزمي بسنده (2) عن محمد بن اسحق قال :
كان أول ذكر من الناس آمن برسول الله (صلى الله عليه وآله) معه وصدق ما جاءه من الله علي بن ابي طالب وهو ابن عشر سنين يومئذ ، وكان مما انعم الله به على علي بن ابي طالب (عليه السلام) انه كان في حجر رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل الاسلام .
(1) مناقب شهرآشوب : 1 / 363 .
(2) مناقب الخوارزمي : 1 / 17 .