وكل منهما دال على المقصود .
اما (الأول) : فلان المراد بالقتال على تأويل القرآن اما القتال على وفق ما أدى اليه القرآن باجتهاد المقاتل ، أو ما أدى اليه في الواقع لعلم المقاتل به ، فيكون المشبه به على الوجهين هو قتال النبي (صلى الله عليه وآله) على حسب ماانزل اليه ، واما ان يكون المراد القتال على مؤوّل القرآن ليعملوا به كما قاتل رسول الله (صلى الله عليه وآله) للاقرار بانه منزل من الله تعالى .
والاظهر أحد الوجهين الاخيرين لانهما أمكن في التشبيه ، ومن المعلوم ان القتال على أي الوجوه الثلاثة شأن خليفة الرسول وزعيم الامة فتثبت امامة أمير المؤمنين (عليه السلام) ، ولما نفى النبي (صلى الله عليه وآله) ذلك عن الشيخين مع صدور القتال منهما عُلِمَ انهما ليسا بامامين . وليت شعري اذا لم يكن قتالهما على وفق القرآن ولا لاجل العمل به ، فكيف وليا أمر القتال والامة ، وكيف اتخذهم الناس ائمة ؟
(فان قلت) : لعل المراد بقتال علي (عليه السلام) على التأويل قتاله لمن تأوّل القرآن وأدّعى الخلافة لنفسه ، فلا يكون نفي النبي (صلى الله عليه وآله) لهذا القتال عن الشيخين منافياً لامامتهما لان هذا النفي مطابق للواقع اذا لم يقاتلا الا المشركين وان كان امامين .
ولعله الى هذا اشار الفضل بقوله : وكان مقاتلة البغاة والخوارج على تأويل القرآن حيث كانوا يأولون القرآن ويدعون الخلافة لانفسهم .
قلت : لو اريد ذلك كان قوله (صلى الله عليه وآله) : كما قاتلت على تنزيله بمقتضى المشابهة ان يكون رسول الله (صلى الله عليه وآله) قاتل من تنزل عليه القرآن وهو كما ترى ، ولا ادري أية آية تأولها البغاة والخوارج حتى استنباحوا بها قتال أمير المؤمنين والخروج على امام زمانهم ؟ ومن قاتله الخوارج مدعين للخلافة وكذا معاوية وعائشه وأنصارها ، فانهم انما قاتلوا في ظاهر أمرهم أمير المؤمنين (عليه السلام) طلباً بدم