عثمان واتخذوه واقعاً وسيلة لبلوغ الرياسة أو للانتقام من علي (عليه السلام) عداوة له كما في عائشة .
ولو اعرضنا عن هذا كله فأبو بكر عندهم أيضاً حارب المتأولين ، فلو كان اماماً وحربه حقاً لما اجابه النبي (صلى الله عليه وآله) بقوله لا ، ونعني بالمتأولين مانعي الزكاة لانهم قالوا ـ كما في شرح النهج لابن أبي الحديد (1) ـ : ان الله قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله) :(خذ من أموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرهم وتُزَكيْهم وَصَلِّ عليهم أنّ صَلاتَكَ سَكَن لهم) فوصف الصدقة بانها من شأنها ان يُطهر رسول الله (صلى الله عليه وآله)الناس بأخذها، وبيّن أن صلاته سكن لهم ، وهذه الصفات لا تتحقق في غير النبي (صلى الله عليه وآله) .
واما (الحديث الثاني) : فهو أيضاً دال على المدعى لان النبي (صلى الله عليه وآله) وصف الرجل الذي يبعثه الله تعالى بانه قد امتحن الله قلبه أي ابتلاه بأنواع المحن ، فوجده خالص الايمان لاتأخذه في الله لومة لائم ولا يصانع أحداً في دينه ، وهذا يفيد بمفهومه ان غير هذا الرجل ليس كذلك ، لاسيما الشيخان للتصريح بهما ، ولانهما اشارا برد المؤمنين الى بلاد الكفر وجعل السبيل للكافرين عليهم خلافاً لحكم الله ورسوله ووفاقاً لرغبة الكافرين ، لاسما عمر فانه وافق أبا بكر على قوله صدقوا ولم يبال باستياء النبي (صلى الله عليه وآله) من أبي بكر وتغير وجهه الشريف من قوله ، كما سبق في بعض الأخبار المصححة عندهم المذكورة في الآية الثانية والعشرين ، ولو كانا ممن امتحن امتحن الله قلبه للايمان وخالصي الايمان لما فعلا ذلك ، بل يستفاد من وصف النبي (صلى الله عليه وآله) للرجل الذي يبعثه الله بانه امتحن الله قلبه للايمان ويضرب أعناقهم على الدين ـ بعد موافقة الشيخين لقريش ـ أن النبي (صلى الله عليه وآله) أراد التعريض بهما بأنهما ليسا بهذا الوصف ، وبالضرورة أن من ليس كذلك ولم يبالي