الناس ، انه ليس فيكم أحدٌ أقوى عندي من الضعيف حتى آخُذ الحق له ، ولا أضعف من القوي حتى آخذ الحقّ منه .
وقال لابن عباس : ياعبد الله ، أنتم اهل رسول الله وآله وبنو عمِّه ، فما تقول منع قومكم منكم ؟
قال : لا أدري علّتها ، والله ما اضمرنا لهم الا خيراً .
قال (عمر) : اللّهُم غُفراً ، ان قومَكم كرهُوا ان يَجتمع لكم النبوّة والخلافة ، فتَذهبوا في السَّماء شمخاً وبذخاً ، ولعلكم تقولون : ان أبابكر أوّل من أخركم ، اما انه لم يقصد ذلك ، ولكن حضر امرٌ لم يكن بحضرته أحزم مما فعل ، ولولا رأي أبي بكر فيّ لجعل لكم من الأمر نصيباً ! ولو فعل ما هناكم مع قومكم ، انهم ينظرون اليكم نظر الثور الى جازره (1) .
(24) روى العلامة المجلسي (رحمه الله) بالاسناد عن محمد بن سلامة الجمحي ، عن يونس بن حبيب النحوي وكان عثمانياً ، قال : قلت للخليل بن أحمد : أريد ان أسألك عن مسألة فتكتمها عليَّ ؟
قال : ان قولك يدلُّ على ان الجواب أغلظ من السؤال ! فتكتمه أنت أيضاً ؟
قال : قلت : نعم أيّام حياتك ، قال : سَلْ .
قال : قلت : ما بال أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ورحمهم كأنهم بنو أم واحدة ، وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) من بينهم كأنه ابن عِلّة ؟
قال : من أين لك هذا السؤال ؟
(1) شرح النهج ج12 : ص9 ، شرح المختار : ص223 .