? وفي أحاديث البصريين عن أحمد : قال أحمد بن يسار : ان أهل الحديبية بايعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) على ان لايفروا ، وقد صح انه لم يفروا في موضع قط ولم يصح ذلك لغيره .
? ثم ان الله تعالى علَّق الرضا في الآية بالمؤمنين ، وكان اصحاب البيعة الف وثلاثمائة عن ابن اوفى ، والفاً واربعمائة ، عن جابر بن عبد الله الانصاري ، والفاً وخمسمائة ، عن ابن المسيب ، والفاً وستمائة عن ابن عباس ، ولاشك انه كان فيهم جماعة من المنافقين مثل جد بن قيس وعبد الله بن اُبي بن سلول .
ثم ان الله تعالى علق الرضا في الآية بالمؤمنين الموصوفين بأوصاف : قوله :(فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم ) (1) ولم ينزل السكينة على أبي بكر في آية الغار ، قوله (فانزل الله سكينتهُ عليه) (2)قال السدي ومجاهد : فأول من رضي الله عنه ممن بايع علي ، فعلم بما في قلبه من الصدق والوفاء .
? ثم ان من حُكم البيعة ما ذكرهُ الله : (وافوا بعهد الله اذا عاهدتم ولاتنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً) (3) وقال : (ان الذين يبايعونك
(1) الفتح : 18 .
(2) التوبة : 40 .
(3) النحل : 91 .