عبداللّه بن مسكان , عن ابي بصير.
ورواه ايضا عن كتاب الروضة والفضائل بالاسناد ,يرفعه الى محمد بن علي الباقر , عن ابيه , عن
جده الشهيدعليهم السلام مثله .
[و] عـن احـمد بن ادريس , عن احمد بن محمد بن عيسى , عن الحسين بن سعيد , عن عبداللّه بن
يـحـيـى , عن عبداللّه بن مسكان , عن ابي بصير [, عن عبد الواحد بن المختار الانصاري ] , عن ام
المقدام , عن جويرية بن مسهر ,قال : اقبلنا مع امير المؤمنين عليه السلام بعد قتل الخوارج حتى اذا
صرنا في ارض بابل حضرت صلاة العصر , فنزل امير المؤمنين عليه السلام ونزل الناس فقال امير
المؤمنين :ايها الناس ان هذه ارض ملعونة وقد عذبت من الدهر ثلاث مرات , وهي احدى المؤتفكات
, وهي اول ارض عبد فيهاوثن , انه لا يحل لنبي ولا وصي نبي ان يصلي فيها فامرالناس فمالوا عن
جنبي الطريق يصلون وركب [اميرالمؤمنين ] بغلة رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله فمضى عليها.
قال جويرية : فقلت : واللّه لاتبعن امير المؤمنين ولاقلدنه صلاتي اليوم , قال : فمضيت خلفه واللّه
مـا جـزناجسر ((سورا)) حتى غابت الشمس قال : فسببته او هممت ان اسبه ـ قال : ـ فالتفت الي
وقـال : يا جويرية , قلت : نعم يا اميرالمؤمنين فنزل ناحية فتوضا ثم قام فنطق بكلام لا احسبه الا
بالعبرانية ثم نادى بالصلاة ـ قال : ـ فنظرت واللّه الى الشمس قد خرجت من بين جبلين لها صرير
فصلى العصروصليت معه , فلما فرغنا من صلاتنا عاد الليل كماكان .
فـالـتفت الي فقال : يا جويرية ان اللّه تبارك وتعالى يقول : (فسبح باسم ربك العظيم ) [الحاقة : 52]
واني سالت اللّه [سبحانه ] باسمه [العظيم ] الاعظم فرد علي الشمس .
الحديث : (17) من تفسير سورة (الحاقة ) من كتاب تاويل الايات الظاهرة : ج 2 ص 721 ط 1.
ورواه عنه المجلسي طاب ثراه في آخر الباب : (27)من سيرة امير المؤمنين من بحار الانوار :
ج 33 ص 439 طالحديث بتحقيق المحمودي .
ثـم قـال الـمـجلسي رفع اللّه مقامه : [و] ستاتي تلك الاخبار باسانيد جمة في ابواب معجزاته عليه
السلام [في ج41 ص 166 ـ 191 , ط الاخوندي ].
[و] حدثنا محمد بن الحسين , عن عبداللّه بن جبلة ,عن ابي الجارود قال : سمعت جويرية يقول :.
اسـرى علي عليه السلام بنا من كربلا الى الفرات فلما صرنا ببابل قال لي : اي موضع يسمى هذا يا
جويرية ؟قلت : هذه بابل يا امير المؤمنين قال : اما انه لا يحل لنبي ولاوصي نبي ان يصلي بارض قد
عـذبـت مرتين قال : قلت : هذه العصر يا امير المؤمنين فقد وجبت الصلاة يا امير المؤمنين قال : قد
اخبرتك انه لا يحل لنبي ولا وصي نبي ان يصل ي بارض قد عذبت مرتين وهي تتوقع الثالثة اذا طلع
كوكب الذنب وعقد جسر بابل قتلوا عليه مائة الف تخوضه الخيل الى السنابك 157 قال جويرية : قلت
واللّه لاقـلدن صلاتي اليوم امير المؤمنين وعطف علي عليه السلام براس بغلة رسول اللّه صلى اللّه
عليه وآله الدلدل حتى جاز ((سورا)) قال لي : اذن بالعصر يا جويرية فاذنت وخلا علي ناحية فتكل
م بـكلام له سرياني او عبراني فرايت للشمس صريرا وانقضاضا حتى عادت بيضا نقية قال : ثم قال :
اقم , فاقمت ثم صلى بنافصلينا معه , فلما سلم اشتبكت النجوم , فقلت وصي نبي ورب الكعبة .
[و] حدثنا احمد بن محمد , عن الحسين بن سعيد ,عن احمد بن عبداللّه , عن الحسين بن المختار ,
عن ابي بصير , عن عبد الواحد الانصاري :.
عن ام المقدام الثقفية قالت : قال جويرية بن مسهر :قطعنا [مع ] علي امير المؤمنين علي بن ابي طالب
عـليه السلام جسر ((الصراة )) في وقت العصر , فقال : ان هذه الارض معذبة ولا ينبغي لنبي ولا
لوصي نبي ان يصلي فيهافمن اراد منكم ان يصلي فليصل .
قـال : فتفرق الناس يمنة ويسرة يصلون قال : قلت :اما لاقلدن هذا الرجل صلاتي اليوم , ولا اصلي
حـتـى يـصلي قال : فسرنا وجعلت الشمس تسفل قال : وجعل يدخلني من ذلك امر عظيم حتى وجبت
الشمس وقطعنا الارض قال :فقال : يا جويرية اذن قال : فقلت : تقول لي اذن وقد غابت الشمس ؟ قال
: اذن فـاذنـت ثـم قال لي : اقم , فاقمت , فلماقلت : قد قامت الصلاة رايت شفتيه تتحركان وسمعت
كلاماكانه عبرانية قال : فارتفعت الشمس حتى صارت في مثل وقتها في العصر , فلما انصرف هوت
[الـشـمـس ] الى مكانهاواشتبكت النجوم قال : فقلت : اني اشهد انك وصي رسول اللّه صلى اللّه عليه
وآلـه قـال : فقال لي : يا جويرية اما سمعت اللّه يقول : (فسبح باسم ربك العظيم ) [الحاقة : 52] ؟
فقلت : بلى ,قال : فاني سالت ربي باسمه العظيم فردها اللّه علي .
اقـول : والـحديث رواه ايضا الشيخ الصدوق محمد ابن علي بن الحسين رفع اللّه مقامهما في الباب :
(61) من كتاب علل الشرائع : ج 2 ص 352 ط الغري قال :.
[حدثني ] ابي رحمه اللّه قال : حدثني سعد بن عبداللّه ,عن احمد بن محمد بن عيسى , عن الحسين
بـن سـعيد , عن احمد بن عبداللّه القزويني , عن الحسين بن المختارالقلانسي , عن ابي بصير , عن
عبد الواحد بن المختارالانصاري :.
عـن ام المقدام الثقفية قالت : قال جويرية بن مسهر :قطعنا مع امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه
الـسلام جسر((الصراة )) في وقت العصر , فقال : ان هذه الارض معذبة ولاينبغي لنبي ولا وصي
نبي ان يصلي فيها فمن اراد منكم ان يصلي فليصل .
[قـال جويرية :] فتفرق الناس يمنة ويسرة يصلون قال : فقلت : انا واللّه لاقلدن هذا الرجل صلاتي
الـيـوم , ولااصـلـي حتى يصلي , فسرنا وجعلت الشمس تسفل وجعل يدخلني من ذلك امر عظيم ووجبت الشمس وقطعناالارض فقال : يا جويرية اذن قال : فقلت : تقول [لي ] اذن وقد غابت الشمس
؟ فـقـال : اذن فـاذنـت ثـم قـال لـي : اقـم ,فـاقـمـت , فـلما قلت : قد قامت الصلاة رايت شفتيه
تتحركان وسمعت كلاما كانه كلام العبرانية فارتفعت الشمس حتى صارت في مثل وقتها في العصر ,
فـصلى [وصليت معه ] فلماانصرفنا هوت [الشمس ] الى مكانها واشتبكت النجوم فقلت : فانا اشهد انك
وصـي رسـول اللّه صـلـى اللّه عليه وآله فقال : يا جويرية اما سمعت اللّه عز وجل يقول : (فسبح
باسم ربك العظيم ) [الحاقة : 52] فقلت : بلى , قال : فاني سالت اللّه باسمه العظيم فردها اللّه علي .
ثـم قـال الشيخ الصدوق ـ قدس اللّه نفسه ـ : وقداخرجت ما رويت من الاخبار في هذا المعنى في
كتاب المعرفة في الفضائل .
اقـول : والـحـديـث رواه عـنـه المجلسي رفع اللّه مقامه في الحديث الثالث من الباب الاول من باب
معجزات اميرالمؤمنين عليه السلام من بحار الانوار : ج 41 ص 167 , طالاخوندي .
ورواه بنحو الارسال والاختصار ابو الحسن علي بن الحسين المسعودي ـ المتوفى سنة : (346)
في معجزات امير المؤمنين من كتاب اثبات الوصية ص 150 , ط قم قال :.
وروي ان امـير المؤمنين [عليه السلام ] مر بارض ((بابل )) وقد غابت الشمس واشتبكت النجوم ,
فنزل وجثاعلى ركبتيه ودعا اللّه ما شا اللّه ان يدعو , فرجعت الشمس بيضا نقية حتى صلى العصر
ثم انقضت كما ينقض الكوكب حتى غابت وعاد الظلام .
وروى شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي رفع اللّه مقامه ـ في الحديث : ((4)) من احاديث ابن
الحاشر احمد بن عبدون او الحديث : (22) من ((مجلس يوم الجمعة سلخ رجب )) من كتاب الامالي
: ج 2 ص 64 وفي ط الغري : ج 2ص 284 ـ قال :.
اخبرنا ابو عبداللّه احمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر , قال : اخبرنا ابو الحسن علي بن محمد
بن الزبيرالقرشي , قال : اخبرنا علي بن الحسن بن فضال , قال : حدثناالعباس بن عامر , قال : حدثنا
احـمـد بن رزق الغلشاني158 عن احمد بن رزق , عن احمد بن العلا الرازي قال : سمعت ابا جعفر
عليه السلام يقول :.
لما خرج امير المؤمنين عليه السلام الى النهروان159 وطعنوا في اول ارض ((بابل )) حين دخل
وقـت الـعـصـر , فـلـم يقطعوها حتى غابت الشمس , فنزل الناس يمينا وشمالايصلون الا الاشتر
وحده160 فانه قال : لا اصلي حتى ارى امير المؤمنين قد نزل يصلي .
قـال : فلما نزل [خارج ارض بابل ] قال : يا مالك هذه [الارض التي جزناها] ارض سبخة , ولا تحل
الصلاة فيها ,فمن كان [فيها] صلى فليعد الصلاة161 قال : ثم استقبل القبلة فتكلم بثلاث كلمات ما هن
بـالـعـربـية ولا بالفارسية , فاذا هوبالشمس بيضا نقية حتى اذا صلى بنا سمعنا لها ـ حين انقضت ـ
خريرا كخرير المنشار.
ورواه عـنـه المجلسي العظيم رفع اللّه مقامه في الحديث : (20) من الباب الاول من معجزات امير
المؤمنين من البحار : ج 41 ص 183.
وحديث رد الشمس رواه السيد هاشم البحراني رحمه اللّه بطرق في الحديث : (11) وما حوله من
الـبـاب :(92) من كتاب غاية المرام , ص 630 من الطبعة الحجرية ,كما رواه ايضا بتلك الطرق
نفسها في الحديث : (115) ومابعده من معاجز امير المؤمنين عليه السلام , من كتاب مدينة المعاجز
: ج 1 ص 194 ـ 209 ط الحديث قال :.
[روى ] السيد المرتضى [على ما جا في الكتاب الذي نسب اليه المسمى ب] عيون المعجزات , قال :.
حـدثـنـا ابـو الـحسن احمد بن الحسين العطار162 قال :حدثنا ابو جعفر محمد بن يعقوب الكليني
صـاحـب كتاب الكافي قال : حدثني علي بن ابراهيم بن هاشم , عن الحسن ابن محبوب , عن العلا بن
رزين القلا 163, عن الفضيل بن يسار , عن [الامام ] الباقر , عن ابيه :.
عـن جده الحسين بن علي صلوات اللّه عليهم قال : لمارجع امير المؤمنين عليه السلام من قتال اهل
النهروان اخذعلى النهروانات واعمال العراق ولم يكن يومئذ بنيت بغداد164.
فـلـمـا وافـى ناحية ((براثا))165 صلى بالناس الظهر ,ودخلوا في ارض بابل وقد وجبت صلاة
الـعـصـر , فصاح المسلمون : يا امير المؤمنين هذا وقت العصر وقد دخل فقال امير المؤمنين عليه
الـسـلام : هـذه ارض مـخـسـوف بـهـا , وقـدخسف اللّه بها ثلاثا وعليه تمام الرابعة , ولا يحل
لوصي ان يصل ي فيها , فمن اراد منكم ان يصلي فليصل .
فقال المنافقون : نعم , هو لا يصلي ويقتل من يصلي ـيعنون اهل النهروان ـ166.
قـال جـويـريـة بـن مـسهر العبدي167 فتبعته في مائة فارس وقلت : واللّه لا اصلي او يصلي هو
ولاقـلـدنـه صـلاتي اليوم قال : وسار امير المؤمنين صلوات اللّه عليه الى ان قطع ارض ((بابل ))
وتـدلت الشمس للغروب ثم غابت واحمرالافق قال : فالتفت الي امير المؤمنين عليه السلام وقال : يا
جويرية هات الما.
قال : فقدمت اليه الاداوة فتوضا ثم قال : اذن ياجويرية , فقلت : يا امير المؤمنين ما وجب العشا بعد فـقـال صـلوات اللّه عليه : اذن للعصر , فقلت في نفسي : اذن للعصروقد غربت الشمس ولكن علي
الـطـاعـة , فـاذنـت , فـقـال لي :اقم ففعلت , واذ انا في الاقامة اذ تحركت شفتاه بكلام كانه منطق
الخطاطيف 168 لم افهم ما هو , فرجعت الشمس بصريرعظيم حتى وقفت في مركزها من العصر ,
فـقـام عـليه السلام وكبر وصلى , وصلينا وراه , فلما فرغ من صلاته وقعت كانها سراج في طشت
وغابت واشتبكت النجوم , فالتفت الي وقال : اذ ن اذان العشا يا ضعيف اليقين169 .
قال السيد المرتضى : وروي ان الشمس ردت عليه في حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله بمكة ,
وقـد كـان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله موعوكا170 فوضع راسه في حجرامير المؤمنين عليه
الـسـلام وحـضر وقت (صلاة )171 العصر ,فلم يبرح من مكانه وموضعه حتى استيقظ فقال صلى
اللّه عليه وآله : اللهم ان عليا كان في طاعتك فرد عليه (الشمس )ليصلي العصر , فردها اللّه عليه
بيضا نقية حتى صلى ,ثم غابت 172 ـ 173.
وهذا هو الحديث الرابع من الباب : (92) من غاية المرام ص 630.
[وروى ] ابـن بـابـويه في من لا يحضره الفقيه : عن ابيه ومحمد بن الحسن رضي اللّه عنهما قالا :
حدثنا سعد بن عبداللّه , عن احمد بن محمد بن عيسى , عن الحسين بن سعيد , عن احمد بن عبداللّه
الـقـروي , عـن الـحـسـيـن بـن الـمـخـتـارالقلانسي174 , عن ابي بصير , عن عبد الواحد بن
المختارالانصاري175 :.
عـن ام الـمـقدام الثقفية , عن جويرية بن مسهر [انه ]176قال : اقبلنا مع امير المؤمنين علي بن ابي
طالب عليه السلام من قتل الخوارج حتى اذا قطعنا في ارض ((بابل ))177حضرت صلاة العصر ,
فنزل امير المؤمنين عليه السلام ونزل الناس .
فـقـال عـلـي عليه السلام : ايها الناس ان هذه ارض ملعونة قد عذبت في الدهر ثلاث مرات ـ وفي
خـبـر[آخر]178 [انها خسفت ] مرتين ـ وهي تتوقع الثالثة , وهي احد المؤتفكات 179 وهي اول
ارض عبد فيها وثن , وانه لايحل لنبي ولا لوصي نبي ان يصلي فيها , ومن اراد منكم ان يصلي فليصل .
فمال الناس عن جنبي الطريق يصلون , وركب هوبغلة رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله ومضى .
قال جويرية : فقلت : واللّه لاتبعن امير المؤمنين عليه السلام ولاقلدنه صلاتي اليوم , فمضيت خلفه
فواللّه ما جزناجسر سورى180 حتى غابت الشمس , فشككت , فالتفت الي فقال : يا جويرية اشككت
؟ فـقلت : نعم يا امير المؤمنين ,فنزل عن ناحية فتوضا , ثم قام فنطق بكلام لا احسبه181 الا كان
بـالعبراني , ثم نادى : الصلاة , فنظرت واللّه الى الشمس قدخرجت من بين جبلين لها صرير182
فصلى العصر وصليت معه .
فـلـمـا فرغنا من صلاتنا عاد الليل كما كان فالتفت الي فقال : يا جويرية بن مسهر ان اللّه عز وجل
يقول : (فسبح باسم ربك العظيم ) واني سالت اللّه عز وجل باسمه العظيم فرد علي الشمس 183.
وروي ان جويرية لما راى ذلك قال : [انت ]184وصي نبي ورب الكعبة185 .
وهذا رواه المصنف ايضا في الحديث : (12) من الباب (92) من غاية المرام ص 631.
الـسـيد الرضي في الخصائص : [ص 51 و 56] قال :روى احمد بن محمد186 , عن الحسين بن
سعيد , عن احمدابن عبداللّه , عن الحسين بن المختار , عن ابي بصير , عن عبدالواحد الانصاري
, عـن ابي المقدام الثقفي187 قال : قال لي جويرية بن مسهر : قطعنا مع امير المؤمنين عليه السلام
جـسر((الصراة )) في وقت العصر , فقال : ان هذه الارض معذبة ولاينبغي لنبي ولا وصي (نبي )
ان يصلي فيها , فمن اراد منكم ان يصلي فليصل .
قـال : فتفرق الناس يصلون يمنة ويسرة , وقلت انا :لاقلدن هذا الرجل ديني ولا اصلي حتى يصلي
قـال : فـسرناوجعلت الشمس تستسفل , قال : وجعل يدخلني من ذلك امر عظيم حتى وجبت الشمس
وقطعت الارض , قال : فقال :يا جويرية اذن فقلت : تقول [لي ]188 اذن وقد غابت الشمس ؟ فـاذنـت , (ثم )189 قال لي : اقم فاقمت , فلماقلت : ((قد قامت الصلاة )) رايت شفتيه تتحركان ,
وسـمـعت كلاما كانه كلام العبرانية , قال : فرجعت الشمس حتى صارت في مثل وقتها في العصر ,
فصلى , فلما انصرف هوت الى مكانها واشتبكت النجوم190 .
و [جـا] فـي حـديث آخر عن جويرية بن مسهر انه قال : فلما انقضت صلاتنا سمعت الشمس وهي
تنحط ولهاصرير[كصرير]191 رحى البشر192 حتى غابت وانارت النجوم , قال : فقلت : انا اشهد
انـك وصي رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله , فقال لي : يا جويرية اما سمعت اللّه يقول : (فسبح باسم
ربك العظيم )193 ؟ فقلت : بلى فقال : اني سالت ربي باسمه العظيم , فردها علي194 .
وروى محمد بن العباس بن ماهيار في تفسير القرآن فيما نزل في اهل البيت عليهم السلام وهو شيخ
ثـقـة : عن احمد بن ادريس , عن احمد بن محمد بن عيسى , عن الحسين بن سعيد , عن عبداللّه بن
يحيى , عن عبداللّه بن مسكان , عن ابي بصير , عن ام المقدام .
عن جويرية بن مسهر , قال : اقبلنا مع اميرالمؤمنين بعد قتل الخوارج حتى اذا صرنا في ارض بابل
حـضـرت صـلاة الـعصر , فنزل اميرالمؤمنين عليه السلام فنزل الناس ,فقال امير المؤمنين عليه
الـسلام : ايها الناس ان هذه ارض ملعونة قد عذبت من الدهر ثلاث مرات , وهي احدى المؤتفكات ,
وهـي اول ارض عـبـد فـيـها وثن , انه لا يحل لنبي ولا وصي نبي ان يصلي فيها فامر الناس فمالوا
الى جنبي195 الطريق يصلون , وركب [امير المؤمنين ] بغلة رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله فمضى
عليها.
قـال جـويرية : فقلت : واللّه لاتبعن اميرالمؤمنين عليه السلام ولا قلدنه صلاتي اليوم [قال :]196
فمضيت خلفه ,فواللّه ما جزنا جسر سورى حتى غابت الشمس .
قال : فسببته او هممت ان اسبه .
قال : فالتفت الي وقال : [يا]197 جويرية , قلت : نعم يااميرالمؤمنين .
قال : فنزل ناحية فتوضا , ثم قام فنطق بكلام لااحسبه الا بالعبرانية .
ثـم نـادى بـالـصـلاة [قال :]198 فنظرت واللّه الى الشمس قد خرجت من بين جبلين لها صرير ,
فصلى العصر وصليت معه , فلما فرغنا من صلاتنا عاد الليل كما كان .
فالتفت الي , فقال : يا جويرية ان اللّه تبارك وتعالى يقول : (فسبح باسم ربك العظيم ) واني سالت اللّه
سبحانه باسمه الاعظم , فرد [اللّه ]199 علي الشمس 200.
وهذا هو الحديث : (14) من الباب : (92) من كتاب غاية المرام ص 631.
وروى صـاحـب ثـاقـب المناقب : عن داود بن كثيرالرقي201 , عن جويرية بن مسهر , قال : لما
رجـعـنا من قتال اصحاب النهروان مررنا ببابل , فقال اميرالمؤمنين صلوات اللّه عليه : ان هذه ارض
معذبة قد عذبت مرتين , وقد هلك فيها مائة الف ومائتان , لا يصلي فيها نبي ولا وصي نبي , فمن اراد
منكم فليصل العصر.
قـال جـويـريـة : فـقـلـت : واللّه لاقـلـدن الليلة ديني وامانتي قال : فسرنا الى ان غابت الشمس ,
واشتبكت النجوم , ودخل وقت العشا الاخرة , فلما ان خرجنا من ارض بابل نزل ـ صلوات اللّه عليه
ـ عن البغلة , ثم انفض التراب عن حوافرها , ثم قال لي : يا جويرية انفض التراب عن حوافر دابتك
قال : ففعلت .
ثـم قـال لي : يا جويرية اذن للعصر قال : ففعلت ,(قال :)202 [فقلت في نفسي :]203 ثكلتك امك يا
جـويـريـة ذهب النهار وهذا الليل البكرة حتى عادت الى موضعهاللعصر بيضا نقية .
قـال : فـصـلـى امـيرالمؤمنين عليه السلام [العصر]ثم قال : اذ ن للمغرب يا جويرية فاذنت فرايت
الشمس راجعة كالفرس الجواد , ثم صليت المغرب , ثم قال : اذن للعشا الاخرة .
ثم قلت : وصي محمد ورب الكعبة ثلاث مرات لقدضل وهلك وكفر من خالفك 204.
وايضا الحديث رواه البحراني في الحديث : (15) من الباب : (92) من غاية المرام ص 631.
واذ فـرغنا من ذكر ما حضرنا من الاحاديث المستفيضة الدالة على رجوع الشمس لامير المؤمنين
عـلـيـه الـسـلام بـعد وفاة النبي صلى اللّه عليه وآله فلنذكر كلمات اعلام الطائفة واساطين العلم
والـمـعرفة في طول الاعصارالماضية الى عصرنا هذا فنقول : قد تقدم ذكر قول معلم الامة الشيخ
المفيد رفع اللّه مقامه المتوفى سنة (413) ـ المذكورفي اواخر سيرة امير المؤمنين عليه السلام
مـن كـتـاب الارشاد , ج1 , ص 345 ـ ان رجوع الشمس لامير المؤمنين عليه السلام مرة كان في
حياة النبي صلى اللّه عليه وآله وبعدوفاته مرة اخرى وسقنا هناك كلامه الى قوله :.
وكـان رجـوعـهـا [اي الـشمس ] عليه بعد النبي صلى اللّه عليه وآله انه لما اراد ان يعبر الفرات ب
((بـابل )) اشتغل كثير من اصحابه بتعبير دوابهم ورحالهم وصلى عليه السلام بنفسه في طائفة معه
الـعصر , فلم يفرغ الناس من عبورهم حتى غربت الشمس ففاتت صلاة كثير منهم وفاتت الجمهور
فضل الاجتماع معه فتكلموا في ذلك , فلما سمع كلامهم فيه سال اللّه تعالى رد الشمس عليه ليجتمع
كـافة اصحابه على صلاة العصر في وقتها , فاجابه اللّه تعالى الى ردها عليه , فكانت في الافق على
الـحـال الـتـي تكون عليها وقت العصر , فلما سلم بالقوم غابت [الشمس ] فسمع لها وجيب شديد هال
الناس ذلك , واكثروا من التسبيح والتهليل والاستغفار , والحمد للّه على نعمته التي ظهرت فيهم .
وسـار خـبـر ذلـك في الافاق , وانتشر ذكره في الناس ,وفي ذلك يقول السيد اسماعيل بن محمد
الحميري رحمه اللّه :.
ردت عليه الشمس لما فاته ـــــ وقت الصلاة وقد دنت للمغرب .
وعليه قد ردت ببابل مرة ـــــ اخرى وما ردت لخلق المعرب .
حتى تبلج نورها في وقتها ـــــ للعصر ثم هوت هوي الكوكب .
الليل شع اوله من بعده ـــــ ولردها تاويل امر معجب .
وقـال عـلـم الـهدى السيد المرتضى قدس اللّه نفسه المتوفى سنة : (436) في شرح قول السيد
الحميري :.
وعليه قد حبست ب ((بابل )) مرة ـــــ اخرى وما حبست لخلق معرب .
قـال الـشـريـف السيد المرتضى : هذا البيت يتضمن الاخبار عن رد الشمس ب ((بابل )) على امير
المؤمنين عليه السلام , والرواية بذلك مشهورة , وانه عليه السلام لما فاته وقت صلاة العصر ردت
الشمس له حتى صلاها في وقتها.
وخرق العادة هاهنا لا يمكن ان يقال ان نسبته الى غيره , كما امكن في ايام النبي صلى اللّه عليه وآله .
والـصـحيح في فوت الصلاة هاهنا احد الوجهين اللذين تقدم ذكرهما في رد الشمس على عهد النبي
صلوات اللّه عليه .
وامـا قـوله : ((وعليه قد حبست ب ((بابل )))) فالمراد ب ((حبست )) ردت , وانما كره ان يعيد
لفظة الرد لانها قد تقدمت .
فان قيل : ((حبست )) بمعنى وقفت , ومعناه يخالف معنى ردت .
قـلنا : المعنيان هاهنا واحد , لان الشمس اذا ردت الى الموضع الذي تجاوزته فقد حبست عن السير
المعهود , وقطع الاماكن المالوفة .
واما ((المعرب )) فهو الناطق المفصح بحجته , يقال :اعرب فلان عن كذا : ابان عنه .
ورواه عـنـه الـمجلسي رفع اللّه مقامه في ذيل الحديث :(22) من الباب الاول من ابواب معجزات
امـيرالمؤمنين عليه السلام من بحار الانوار : ج41 ص 185 , ط الاخوندي وفي ط الكمباني : ج9
ص 552 ـ 554.
وذكـره ايـضـا الـحـافـظ السروي المتوفى سنة : (558) ـفانه بعد ما ذكر رد الشمس لامير
الـمـؤمنين في حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ـ في عنوان : ((طاعة الجمادات له عليه
السلام )) من مناقب آل ابي طالب ج2 ص 355 ط دارالاضوا ـ قال :.
وامـا [رجـوع الـشـمـس لامـيرالمؤمنين ] بعد وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله فم ) ما روى
جويرية بن مسهر, وابورافع و[الامام ] الحسين بن علي عليه السلام [قالوا] :.
ان امـيرالمؤمنين لما عبر الفرات ب ((بابل )) صلى بنفسه في طائفة معه العصر , ثم لم يفرغ الناس
مـن عـبـورهم حتى غربت الشمس وفاتت صلاة العصر من الجمهور , فتكلموافي ذلك , فسال اللّه
تـعالى رد الشمس عليه , فردها [اللّه عزوجل ] عليه , فكانت في الافق فلما سلم القوم غابت ,فسمع
لها وجيب شديد هال الناس ذلك , واكثروا [من ]التهليل والتسبيح والتكبير.
ثم قال السروي رحمه اللّه : ومسجد الشمس بالصاعدية من ارض بابل شائع ذائع205 .
اقول : وقد قدمنا قول استاذ الفقها والاصوليين نجم الدين الحلي المعروف بالمحقق انه قال :.
ومـن مـعـجزات اميرالمؤمنين عليه السلام رجوع الشمس له مرتين : مرة في حياة النبي صلى اللّه
عليه وآله .
ومرة بعد [وفاة ] النبي عليه السلام [والصلاة ] بارض بابل .
ورواها ايضا ابو الحسن علي بن عيسى الاربلي المتوفى عام : (692) في كشف الغمة ج1 ص 282
قال :.
و [ردت الـشـمـس عليه مرة اخرى ] بعد النبي صلى اللّه عليه وآله , حين اراد ان يعبر الفرات به
((بـابـل )) واشـتـغل كثيرمن اصحابه بتعبير دوابهم فصلى هو عليه السلام مع طائفة من اصحابه
العصر وفاتت جمهورهم [الصلاة في وقتها]فتكلموا في ذلك , فلما سمع ذلك , سال اللّه في ردها ,
لـيـجتمع كافة اصحابه على الصلاة , فاجابه اللّه تعالى وردها , فكانت كحالها وقت العصر فلما سلم
بـالقوم غابت وسمع لها وجيب شديد هال الناس , واكثروا من التسبيح والتهليل والاستغفارـ والحمد
للّه عـلـى نعمته التي ظهرت فيهم ـ وسار خبر ذلك في الافاق , وفي ذلك يقول السيد اسماعيل بن
محمد الحميري :.
ردت عليه الشمس لما فاته ـــــ وقت الصلاة وقد دنت للمغرب .
وذكـره ايـضـا العلا مة الحلي رفع اللّه مقامه المتوفى عام : (726) في ذيل الحديث : (125) من
كشف اليقين ص 131 , قال :.
ودعـا [امـير المؤمنين عليه السلام اللّه تبارك وتعالى ]فردت عليه الشمس مرتين احدهما في زمن
الـرسول صلى اللّه عليه وآله [على ما رواه جماعة من الصحابة والصحابيات منهم ] اسما بنت عميس
وام سـلمة وجابر بن عبداللّه الانصاري وابو سعيد الخدري وجماعة [آخرون ] من الصحابة [قالوا
:]ان الـنبي صلى اللّه عليه وآله كان ذات يوم في منزله وعلي عليه السلام بين يديه اذ جاه جبرئيل
عليه السلام يناجيه عن اللّه تعالى .
فـلـمـا تـغـشـاه الـوحي توسد فخذ اميرالمؤمنين عليه السلام فلم يرفع راسه حتى غابت الشمس
,فاضطراميرالمؤمنين عليه السلام لذلك الى [ادا] صلاة العصر جالسا يومي بركوعه وسجوده ايماا
, فـلـم ا افـاق من غشيته قال لاميرالمؤمنين عليه السلام : افاتتك صلاة العصر ؟ قال : لم استطع ان
اصـليها قائما لمكانك يا رسول اللّه والحالة التي انت عليها في استماع الوحي فقال له : ادع اللّه تعالى
ليرد عليك الشمس حتى تصليها قائما في وقتها كمافاتتك , فان اللّه يجيبك لطاعتك للّه ورسوله .
فـسال اميرالمؤمنين عليه السلام اللّه عزوجل في ردالشمس فرد ت عليه حتى صارت في موضعها
من السماوقت العصر , فصلى اميرالمؤمنين عليه السلام صلاة العصرفي وقتها ثم غربت .
و[الـمـرة ] الـثانية [التي رد اللّه عظم شانه الشمس لاميرالمؤمنين كانت بعد وفاة ] النبي صلى اللّه
عـلـيـه وآلـه , لـمـااراد ان يعبر الفرات ب ((بابل )) [و] اشتغل كثير من الصحابة بتعبير دوابهم
ورحـالـهـم وصـلـى عليه السلام بنفسه في طائفة معه العصر , فلم يفرغ الناس من عبورهم حتى
غربت الشمس ففاتت الصلاة كثيرا منهم وفات الجمهور فضل الاجتماع معه فتكلموا في ذلك فـلـمـا سمع [اميرالمؤمنين ] كلامهم فيه سال اللّه تعالى رد الشمس عليه ليجمع كافة اصحابه على
صـلاة الـعـصـر فـي وقتها فاجابه اللّه تعالى الى ردها عليه , فهال الناس ذلك واكثروا من التسبيح
والتهليل والاستغفار.
اقـول : ومـر قول علي بن يونس البياضي ـ المتوفى سنة (877) ـ : ان المشهور رجوع الشمس
لاميرالمؤمنين عليه السلام كان مرتين ـ وذكر المرة الاولى كما قدمناه الى ان قال :.
ومـرة [اخـرى من رجوع الشمس لاميرالمؤمنين عليه السلام كان بعد عصر رسول اللّه صلى اللّه
عـليه وآله وكان ] ب ((بابل )) رواها جويرية بن مسهر , وابو رافع و[الامام ] زين العابدين و[ابنه
الامـام ] الـبـاقر عليهما السلام انه لما [رجع اميرالمؤمنين عليه السلام من وقعة النهروان و] عبر
الـفـرات ,لم يفرغوا من العبور حتى غابت [الشمس ] ولم يصل الجمهورفتكل م الناس في ذلك فسال
اللّه فردت [الشمس عليه ]فصلوا فقال [جارية بن ] قدامة السعدي :.
رد الوصي لنا الشمس التي غربت ـــــ حتى قضينا صلاة العصر في مهل .
لم انسه حين يدعوها فتتبعه ـــــ طوعا تلبيه مهلا ها بلاعجل .
وتلك آياته فينا وحجته ـــــ فهل له في جميع الناس من مثل .
اقسمت لا ابتغي يوما به بدلاـــــ وهل يكون لنور اللّه من بدل .
حسبي ابي حسن مولى ادين به ـــــ ومن به دان رسل اللّه في الاول .
[ثـم قـال الـبـيـاضـي :] وبالجملة فهذان الموضعان [لرجوع الشمس ] امران شائعان [و] قال السيد
المرتضى [طاب ثراه ] :.
ردت عليه الشمس يجذ بضوؤهاـــــ صبحا على بعد من الاصباح .
من قاس ذا شرف به فكانما ـــــ وزن الجبال السود بالاشباح .
وقـال الـمـحقق الفيض الكاشاني رحمه اللّه ـ المولودسنة (1007) المتوفى سنة (1091) ـ في
الوافي :.
هـذه الـقـصة [اي قصة رد الشمس ] مشهورة وان كذبهابعضهم عنادا احمد بن صالح من العامة انه كان يقول : ((لا ينبغي لمن سبيله العلم التخلف عن حفظ حديث اسما لانه
من علامات النبوة ))206.
وروى الـمـولـى محمد تقي المجلسي الاول قدس اللّه نفسه ـ المولود عام (1003) المتوفى سنة
(1070) ـ فـي شـرح قوله تعالى : (ان الصلاة كانت على المؤمنين كتاباموقوتا)[النسا : 103] في
((بـاب فرض الصلاة )) من كتاب الصلاة من ((من لا يحضره الفقيه )) من روضة المتقين : ج2 ص
25 ط1 , قال :.
فـجرت هذه السنة في رد الشمس على اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام في هذه الامة ,
رد اللّه عليه الشمس مرتين : مرة في ايام حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله , ومرة بعد وفاته .
امـا فـي ايـامه عليه السلام فروي عن اسما بنت عميس انها قالت : بينما رسول اللّه صلى اللّه عليه
وآله نائم ذات يوم وراسه في حجر علي عليه السلام ففاتته العصرحتى غابت الشمس فقال : اللهم ان
عليا كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس .
قـالـت اسما : فرايتها واللّه غربت ثم طلعت من بعدماغربت ولم يبق جبل ولا ارض الا طلعت عليه
الشمس حتى قام علي عليه السلام فتوضا وصلى ثم غربت .
وامـا بـعـد وفـاة الـنـبـي صلى اللّه عليه وآله فانه روي عن جويرية بن مسهر انه قال : اقبلنا مع
اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب من قتل الخوارج حتى اذا قطعنا في ارض بابل حضرت الصلاة صلاة
الـعصر , فنزل اميرالمؤمنين ونزل الناس فقال علي عليه السلام : ايها الناس ان هذه ارض ملعونة قد
عذبت في الدهر ثلاث مرات ـ وفي خبر آخر :مرتين وهي تتوقع الثالثة ـ وهي احدى المؤتفكات
وهـي اول ارض عـبـد فيها وثن وانه لا يحل لنبي ولا لوصي نبي ان يصلي فيها , فمن اراد منكم ان
يـصلي فليصل : فمال الناس عن جنبي الطريق يصلون , وركب هو عليه السلام بغلة رسول اللّه صلى
اللّه عـلـيـه وآلـه ومضى , قال جويرية : فقلت :واللّه لاتبعن اميرالمؤمنين عليه السلام ولاقلدنه
صـلاتي اليوم فمضيت خلفه , فواللّه ما جزنا جسر ((سورى )) حتى غابت الشمس فشككت فالتفت
الي وقال : يا جويرية اشككت ؟فقلت : نعم يا اميرالمؤمنين فنزل عليه السلام عن ناحية فتوضا ثم قام
فنطق بكلام لا احسنه الا كانه بالعبراني ثم نادى الصلاة فنظرت واللّه الى الشمس قد خرجت بين
جبلين لها صرير , فصلى العصر وصليت معه .
وامـا حـافظ الشيعة والمحيط باسرار الشريعة وغوامضها المجلسي الثاني قدس اللّه نفسه القدسية
فانه عقدبابا خاصا لحديث رد الشمس وحققه وذكره في اول باب معجزات اميرالمؤمنين عليه السلام
مـن كـتـاب بحار الانوار :ج9 ص 547 ـ 554 ط الكمباني وفي ط الاخوندي : ج41 ص 166 ـ
191.
ومـمـن اثـبـت الـحديث من اعاظم معاصرينا واورده من مصادر كثيرة , هو آية اللّه السيد مرتضى
الحسيني الفيروزآبادي طاب ثراه ـ المتوفى سنة (1410) فانه روى الحديث عن مصادر عديدة من
اهل الخلاف في كتابه القيم :فضائل الخمسة : ج2 ص 135 ـ 139 , ط بيروت .
وقد تقدم قول الشيخ السماوي رحمه اللّه وهو من اجلة اعلام عصرنا في العجب اللزومي .
واعجبا من فرقة قد غلت ـــــ من دغل في جوفهامضرم .
تنكر رد الشمس للمرتضى ـــــ بامر طاها العيلم الخضرم .
وممن تركز على تثبيت حديث رد الشمس ممن ادركناه من مفاخر معاصرينا هو آية اللّه الشيخ محمد
حـسـن الـمظفر النجفي فانه شرح قول العلامة رحمه اللّه في الحديث (23) من عنوان : ((تعيين
امامة علي بالسنة )) من كتاب كشف الحق ونهج الصدق : ج 2 ص 295 حيث قال :.
روى الـجمهور من عدة طرق ان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله حمل عليا حتى كسر الاصنام من
فوق الكعبة وانه ردت له الشمس بعد ما غابت حيثما كان النبي صلى اللّه عليه وآله نائما على حجره
ودعا له بردها ليصلي علي العصرفردت له .
فـاورد الـشيخ المظفر رحمه اللّه في شرح هذا الكلام ـفي كتاب دلائل الصدق : ج2 ص 295 ـ
301 ـ اقـوال من روى الحديث وصححه او ضعفه , وتكلم حوله على اسلوب علمي وثيق فليراجعه
الباحثون .
ومن معاصرينا من مشيدي بنيان حديث رد الشمس هو آية اللّه المرعشي السيد شهاب الدين الحسيني
طـاب ثـراه فانه اورد الحديث عن مصادر كثيرة في الباب السابع عشرمن كتاب احقاق الحق : ج5
ص 521 ـ 540 ط 1.
وممن كشف المعضلة وحل المشكلة هو خاتمة المحققين الباحثين شيخنا الاكبر الشيخ الاميني قدس
اللّه نـفـسه الزكية , فانه قد افاد وحقق في كتابه القيم الغدير , مايشفي العليل ويروي الغليل , وقد
قدمنا ذكر كلامه الشريف .
وبـذكـر الـشـيـخ الاميني طيب اللّه رمسه نختم كتابنا هذافان ذكره مسك , وتذكار صنيعه وبذل
جـهـوده حـياة لارباب البحث والتنقيب وممارسة ما سجله في غديره غذا لاولي البصر والبصيرة ,
تغمده اللّه تعالى برحمته , ووفقنا لاقتفاسيرته ومنهاجه آمين رب العالمين .
والـرجا من قرا رسالتنا هذه ان يمدونا بما عندهم من النصح والارشاد وان لا يبخلوا بما عندهم من
اراة الـحـق والصواب , وآخر دعوانا ان الحمد للّه رب العالمين وسلام على المرسلين وعلى جميع
الـشـهـدا والصديقين ,وطلاب الحق واليقين , كتبه العبد الضعيف محمد باقرالمحمودي في خلال
شـهـور وايـام آخـرهـا الـيـوم الـثـلاثا اول شهر محرم الحرام من سنة : (1419) في بيتي في
قم المحروسة حرسها اللّه عن الافات والبلايا , وصانها عن الغيروالزلازل آمين رب العالمين .