1- بكاء الرسول ( ص ) في مرض سعد بن عبادة :
في صحيح مسلم :
عن عبد الله بن عمر قال : اشتكى سعد بن عبادة شكوى له ، فأتى رسول الله (
ص ) يعوده مع عبد الرحمن بن عوف ، و سعد بن أبي وقاص ، و عبد الله بن مسعود
، فلمّا دخل عليه وجده في غشية، فقال : «أقد قضى ؟»، قالوا : لا يا رسول
الله ! فبكى رسول الله(ص) ، فلمّا رأى القوم بكاء رسول الله ( ص ) بكوا ،
فقال : « ألا تسمعون ؟ إنّالله لا يعذّب بدمع العين ، و لا بحزن القلب ، و
لكن يعذّب بهذا (و أشار إلى لسانه ) أو يرحم »([1]) .
2- بكاء النبي ( ص ) على ابنه إبراهيم :
في صحيحي البخاري و مسلم و سنن أبي داود و ابن ماجة و اللّفظ للأوّل :
قال أنس : دخلنا مع رسول الله ( ص ) ... وإبراهيم يجود
بنفسه . فجعَلَتْ عينا رسول الله تذرفان ، فقال له عبد الرحمن بن
عوف ( رض) : وأنت يا رسول الله ! ؟ فقال : « يا ابن عوف ، إنّها
رحمة » ، ثمّ أتبعها بأخرى فقال ( ص ) : « إنّ العين تدمع والقلب
يحزن ، و لا نقول إلاّ ما يرضي ربّنا ، وإنّا بفراقك يا إيراهيم
لمحزونون »([2]) .
وفي سنن ابن ماجة :عن أنس بن مالك ، قال لمّا قبض إبراهيم ، ابن النبي ( ص
)، قال لهم النبي ( ص ) : « لا تدرجوه في أكفانه حتى أنظر إليه » ، فأتاه
فانكبّ عليه و بكى ([3])
و في سنن الترمذي : عن جابر بن عبد الله قال : أخذ النبي ( ص ) بيد عبد
الرحمن بن عوف فانطلق به إلى ابنه إبراهيم ، فوجده يجود بنفسه ، فأخذه
النبي ( ص ) فوضعه في حجره فبكى ، فقال له عبد الرحمن: أتبكي ، أوَ لم
تكن نهيت عن البكاء ؟ قال : « لا ، و لكن نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين :
صوت عند مصيبة : خمشِ وجوه و شقِّ جيوب و رنّةِ شيطان » ، و في الحديث كلام
من هذا . قال أبو عيسى هذا حديث حسن ([4]) .
3- بكاء الرسول ( ص ) على سبطه :
جاء في صحيحي البخاري و مسلم و سنن أبي داود و سنن النسائي و اللّفظ
للأوّل :
أنّ ابنة النبي ( ص ) أرسلت إليه : أنّ ابناً لي قبض فأتنا . فقام ومعه
سعد بن عبادة ورجال من أصحابه . فرُفع إلى رسول الله (ص) ونفسه تتقعقع .
ففاضت عيناه ، فقال سعد : يا رسول الله ، ما هذا ؟ فقال : هذه رحمة جعلها
الله في قلوب عباده ، وإنّما يرحم الله من عباده الرحماء([5]) .
([1]) صحيح
مسلم 2 : 636 كتاب الجنائز ، باب 6 .و شكوى له ، أي مرض له . و غشية : ما
يغشاه من كرب الموت .
([2]) صحيح
مسلم 4 : 18.8 كتاب الفضائل ، باب رحمته بالصبيان و العيال ، ح2 ، و سنن
أبي داود 3 : 193 كتاب الجنائز ، باب البكاء على الميت ، و سنن ابن ماجة 1
: 507 كتاب الجنائز ، باب 53 ح 1589 ، و البخاري 1 : 158 كتاب الجنائز ،
باب قول النبي ( ص ) : « و إنّا بك لمحزونون » .
([3]) سنن ابن ماجة 1 : 473 كتاب الجنائز ، باب ما جاء في النظر إلى الميت
.
([4])صحيح
الترمذي 4:226 كتاب الجنائز،باب الرخصة في البكاء على الميت.
([5]) صحيح
البخاري ، كتاب الجنائز ، باب قول النبي ( ص ) : « يعذب الميت ببعض بكاء
أهله عليه » ، و اللّفظ له ، كتاب المرضى ، باب عيادة الصبيان 4 : 3 ، و
في 4 : 191 منه ، كتاب التوحيد ، باب أنّ رحمة الله قريب من المحسنين ، و
صحيح مسلم ، كتاب الجنائز ، باب البكاء على الميت 2 : 636 ح 11 ، و سنن أبي
داود متاب الجنائز ، بابالبكاء على الميت 3 : 193 ح 3125 ، و سنن النسائي 4
: 22 كتاب الجنائز ، باب الأمر بالإحتساب و الصبر ، و مسند أحمد 5 : 204 و
206 و 207 .