الفهرس

الفصل السادس عشر فيمن غيّر اللَّه حالهم وأهلكهم ببغضه وإنكار حقّه

 


1 . ابن مردويه، عن زيد بن أرقم، قال: قال عليّ: أنشد اللَّه رجلاً سمع النبيّ« يقول: «من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ مَن والاه، وعادِ من عاداه»، فقام اثني عشر بدريّاً من جانب الأيسر ومن جانب الأيمن فشهدوا بذلك، قال زيد بن أرقم: كنت فيمن سمع ذلك فكتمته، فذهب اللَّه ببصري، وكان يندم على‏ مافاته من الشهادة ويستغفر.(1)
2 . ابن مردويه، عن طلحة بن عمير، أنّ عليّاً أنشد الناس مَن سمع النبيّ« يقول: «مَن كنت مولاه، فعليّ مولاه!» فشهد اثنا عشر رجلاً من الأنصار، وأنس بن مالك في القوم لم يشهد، فقال له أميرالمؤمنين: «يا أنس، ما منعك أن تشهد وقد سمعت واسمعوا»، قال: يا أميرالمؤمنين كبرتُ ونسيتُ، فقال أميرالمؤمنين:«اللهمّ إن كان كاذباً فاضربه ببياض - أو بوضح - لاتواريه العمامة».
قال طلحة بن عمير: فأشهد باللَّه لقد رأيته بيضاء بين عينيه.(2)
3 . ابن مردويه، عن طلحة بن عمير، قال: شهدت عليّاً على المنبر ناشد أصحاب رسول اللَّه« وفيهم أبوسعيد وأبوهريرة وأنس وهم حول المنبر وعليّ على المنبر اثنا عشر بدريّاً من الأنصار والمهاجرين، فقال عليّ: ناشدتكم باللَّه هل سمعتم رسول اللَّه« يقول: «من كنت مولاه فعليّ مولاه». فقاموا كلّهم وأنس بن مالك في القوم لم يشهد، فقال له أميرالمؤمنين: ما منعك يا أنس أن تشهد وقد سمعت ماسمعوا؟، قال: يا أميرالمؤمنين كبرت ونسيت، فقال أميرالمؤمنين: اللهمّ إن كان كاذباً فاضربه بوضح لاتواريه العمامة. فقال طلحة بن عمير: أشهد باللَّه لقد رأيته بيضاء بين عينيه.(3)
4 . ابن مردويه، حدّثنا محمّد بن أحمد بن عليّ، حدّثنا موسى‏ بن يوسف بن موسى‏ بن راشد القطان، حدّثنا وهب بن بقية، حدّثني هشيم، عن إسماعيل ابن‏سالم، عن عمّار الحضرمي، عن زاذان أبي عمر، أنّ عليّ بن أبي طالب(ع) سأل رجلاً بالرحبة عن حديث فكذبه، فقال عليّ: إنّك قد كذبتني! فقال: ماكذبتك، قال: أدعوا اللَّه عليك إنْ كذبتني أن يعمي بصرك؟ قال: ادع اللَّه، فدعا اللَّه عليه، فلم يخرج من الرحبة حتّى قبض بصره.(4)
5 . ابن مردويه، عن ابن عمير، أنّ أميرالمؤمنين قال على المنبر: أنا عبداللَّه وأخو رسول اللَّه«، ورثت نبي الرحمة، ونكحت سيّدة أهل الجنّة، وأنا سيّد الوصيين، وآخر أوصياء النبيين، لايدّعي ذلك غيري إلّا أصابه سوء. فقال رجل من عبس: من لايحسن أن يقول هذا: أنا عبداللَّه وأخو رسول اللَّه«، فلم يبرح من مكانه حتّى تخبطه الشيطان، فُجرَّ برجله إلى باب المسجد، فسألنا قومه هل يعرفون به عرضاً قبل هذا؟ قالوا: اللهمّ لا.(5)

1 . أرجح المطالب، ص 580، قال فيه: أخرجه أبوبكر بن مردويه، والفقيه ابن المغازلي، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير في مسند زيد بن أرقم.
ورواه ابن المغازلي في مناقب عليّ بن أبي طالب (ص 23، ح 33)، قال: أخبرنا أبوالحسن عليّ بن عمربن عبداللَّه بن شوذب، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، قال: حدّثني أحمد بن يحيى‏ ابن‏عبدالحميد، حدّثنا أبوإسرائيل الملائي، عن الحكم، عن أبي سليمان المؤذن، عن زيد بن أرقم، قال: نشد عليّ(ع) الناس في المسجد، قال: أنشد اللَّه رجلاً سمع النبيّ(ص) يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهمّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه. وكنت أنا ممن كتم، فذهب بصري.
2 . أرجح المطالب، ص 680.
رواه ابن قتيبة الدينوري في المعارف (فصل في البرص من أهل العاهات ص 580)، قال: أنس بن مالك كان بوجهه برص، وذكر قوم أنّ عليّاً2 سأله عن قول رسول اللَّه«: اللهمّ والِ من والاه، وعاد من عاداه، فقال: كبرت سنّي ونسيت، فقال عليّ: إن كنت كاذباً فضربك اللَّه ببيضاء لاتواريها العمامة.
ورواه ابن أبي الحديد (ج 19، ص 217)، قال: المشهور أنّ عليّاً ناشد الناس اللَّه في الرحبة بالكوفة فقال: «أنشدكم اللَّه رجلاً سمع رسول اللَّه(ص) يقول لي وهو منصرف من حجّة الوداع: مَن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه»، فقام رجال فشهدوا بذلك، فقال(ع) لأنس بن مالك: «لقد حضرتها فما بالك؟» فقال: يا أميرالمؤمنين، كبرت سني وصار ما أنساه أكثر مما أذكره، فقال له: «إن كنت كاذباً فضربك اللَّه بها بيضاء لاتواريها العمامة». فما مات حتّى أصابه البرص.
3 . أرجح المطالب، ص 579، قال فيه: أخرجه أبونعيم، وابن مردويه....
4 . المناقب، الخوارزمي، ص 378، ح 396، قال: أخبرنا سيّد الحفّاظ أبومنصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي - فيما كتب إليَّ من همدان - أخبرنا أبوالفتح عبدوس بن عبداللَّه بن عبدوس الهمداني كتابةً، أخبرنا أبوطالب الجعفري، حدّثنا ابن مردويه الحافظ....
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب(ع) من تاريخ دمشق (ج 3، ص 256، ح 1273)، قال: أخبرنا أبومحمّد بن طاووس، أنبأنا طراد بن محمّد، أنبأنا أبوالحسين بن بشران، أنبأنا أبوعليّ بن صفوان، أنبأنا ابن أبي الدنيا، حدّثني شريح بن يونس، أنبأنا هشيم، عن إسماعيل بن سالم، عن عمّار الحضرمي، عن زاذان أبي عمر، أنّ رجلاً حدّث عليّاً بحديث، فقال: «ما أراك إلّا قد كذبتني». قال: لم أفعل. قال: «أدعو عليك إن كنت كذبت». قال: ادع. فدعا، فما برح الرجل حتّى عُمي. ورواه ابن أبي الدنيا في مجابي الدعوة (ص 19).
5 . أرجح المطالب، ص 680.
روى النسائي في خصائص أميرالمؤمنين (ص 135، ح 67)، قال: أخبرنا زكريا بن يحيى السجستاني، قال: حدّثنا عثمان بن محمّد بن إبراهيم بن أبي شيبة، قال: حدّثنا عبداللَّه بن نمير، قال: حدّثنا مالك بن مغول، عن الحارث بن حصيرة، عن أبي سليمان زيد بن وهب الجهني، قال: سمعت عليّاً على المنبر يقول: أنا عبداللَّه وأخو رسوله، لايقولها غيري إلّا كذّاب مفتر.
قال: فقال رجل: أنا عبداللَّه وأخو رسوله - مستهزءاً - فخنِقَ فحُمِل .
ورواه ابن أبي الحديد في شرح خطبة له(ع) في تخويف أهل النهروان من شرح نهج البلاغة (ج 1، فصل في إخباره بالمغيبات، ص 208)، قال: وروى‏ عثمان بن سعيد، عن عبداللَّه بن بكير، عن حكيم بن جبير، قال: خطب عليّ(ع) فقال في أثناء خطبته: أنا عبداللَّه وأخو رسوله، لايقولها أحد قبلي ولابعدي إلّا كذّاب، ورثت نبي الرحمة، ونكحت سيّدة نساء هذه الاُمّة، وأنا خاتم الوصيين. فقال رجل من عميس: من لايحسن أن يقول مثل هذا. فلم يرجع إلى أهله حتّى جُنّ وصرع، فسألوهم: هل رأيتم به عرضاً قبل هذا؟ قالوا: ما رأينا به قبل هذا عرضاً.

الصفحة السابقة

مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام

طباعة

الصفحة اللاحقة