الفهرس

الفصل السابع عشر في فضائل له شتّى

 


1 . ابن مردويه، عن ابن عمر2، قال: ثلاث كنّ لعليّ، لو كانت لي واحدة منهن كانت أحبّ إليّ من حمر النعم: تزويجه فاطمة، وإعطاءه الراية، وآية النجوى‏.(1)
2 . ابن مردويه، حدّثنا محمّد بن عبداللَّه بن سعيد، حدّثنا عبداللَّه بن أحمد ابن‏عامر، حدّثني أبي أحمد بن عامر الطائي، حدّثني عليّ بن موسى‏، حدّثني أبي موسى‏ بن جعفر، حدّثني أبي جعفر بن محمّد، حدّثني أبي محمّد بن عليّ، حدّثني أبي عليّ بن الحسين، حدّثني أبي الحسين، حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب(ع) قال: قال رسول اللَّه(ص): «يا عليّ، اُعطيت ثلاث خصال»، فقلت: فداك أبي واُمّي ما اُعطيت؟ قال: «اُعطيت صهراً مثلي، واُعطيت زوجة مثل فاطمة، واُعطيت ولدين مثل الحسن والحسين صلوات اللَّه عليهم أجمعين».(2)
3 . ابن مردويه، حدّثني جدّي، حدّثنا محمّد بن الحسين، حدّثنا محمّد بن جرير ابن‏يزيد، حدّثنا سليمان بن الربيع البرجمي، حدّثنا كادح بن رحمة، عن زياد بن المنذر، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبداللَّه، قال: قال رسول اللَّه(ص): «حق عليّ بن أبي طالب على‏ هذه الاُمّة كحق الوالد على‏ ولده».(3)
4 . ابن مردويه، أنبأنا أبوبكر الشافعي، أنبأنا معاذ بن المثنى‏، أنبأنا مسدد، أنبأنا يحيى‏، عن شعبة، عن قتادة، عن جرير بن كليب قال: رأيت عليّاً يأمر بالمتعة، - قال - : ورأيت عثمان بن عفان ينهى‏ عنها، فقلت لعليّ: إنّ بينكما شرّاً، فقال: ما بيننا إلّا خيراً، ولكن خيرنا أتبعنا لهذا الدين.(4)
5 . ابن مردويه، عن ابن عباس‏2 قال: جاء عليّ بن أبي طالب‏2 إلى النبيّ« فقال: بأبي أنت وأمي تفلّت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه، فقال له رسول اللَّه«: «يا أبا الحسن، أفلا أعلّمك كلمات ينفعك اللَّه بهنّ وينفع اللَّه بهنّ من علّمته، ويثبت ما تعلّمت في صدرك»، قال: أجل يا رسول اللَّه فعلّمني، قال: «إذا كانت ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم ثلث الليل الأخير فانه ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب، وقد قال أخي يعقوب لبنيه‏
( سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّى)(5)
يقول: حتّى تأتي ليلة الجمعة، فإن لم تستطع فقم في وسطها، فإن لم تستطع فقم في أوّلها، فصلِّ أربع ركعات تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان، وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب وألم تنزيل السجدة، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل، فإذا فرغت من التشهد فاحمد اللَّه، وأحسن الثناء على اللَّه، وصلِّ عليَّ وعلى‏ سائر النبيين، واستغفر للمؤمنين والمؤمنات، ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان، ثمّ قل في آخر ذلك: اللهمّ ارحمني بترك المعاصي أبداً ما أبقيتني، وارحمني أن أتكلف ما لايعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عنّي، اللهمّ بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام، والعزة الّتي لاترام، أسألك يا اللَّه يا رحمان، بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني، وارزقني أن أتلوه على النحو الّذي يرضيك عنّي، اللهمّ بديع السموات والأرض، ذا الجلال والإكرام، والعزة الّتي لاترام، أسألك يا اللَّه يارحمان، بجلالكَ ونور وجهكَ أن تنوّر بكتابك بصري، وأن تطلق به لساني، وأن تفرّج به عن قلبي، وأن تشرح به صدري، وأن تغسل به بدني، فإنه لايعينني على الحق غيرك، لايؤتيه إلّا أنتَ ولاحول ولا قوة إلّا باللَّه العليّ العظيم. يا أبا الحسن، تفعل ذلك ثلاث جمع أو خمساً أو سبعاً بإذن اللَّه تعالى‏، والّذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمناً قطع».
قال ابن عباس - رضي اللَّه عنهما -: فواللَّه، ما مكث عليّ‏2 إلّا خمساً أو سبعاً حتّى جاء رجلٌ رسول اللَّه« في مثل ذلك المجلس فقال: يا رسول اللَّه، إنّي كنت فيما خلا آخذ الأربع آيات ونحوهن فإذا قرأتهن على‏ نفسي تفلّتن، وأنا أتعلم اليوم أربعين آية ونحوها فإذا قرأتها على‏ نفسي فكأنّما كتاب اللَّه بين عيني، ولقد كنت أسمع الحديث فإذا رددته تفلّت، وأنا اليوم أسمع الأحاديث فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفاً. فقال له رسول اللَّه« عند ذلك: «مؤمن وربّ الكعبة أبا الحسن».(6)
6 . ابن مردويه، قال: سأل معاوية عبداللَّه بن عباس فقال: ما تقول في عليّ بن أبي طالب؟
فقال: صلوات اللَّه على أبي الحسن، كان واللَّه علم الهدى‏، وكهف التقى‏، ومحلّ الحجى‏، وبحر الندى‏، وطود النهى‏، علماً للورى‏، ونوراً في ظلم الدجى‏، وداعياً إلى المحجة العظمى‏، ومستمسكاً بالعروة الوثقى‏، وسامياً إلى الغاية القصوى‏، وعالماً بما في الصحف الاُولى‏، وعاملاً بطاعة الملك الأعلى‏، وعارفاً بالتأويل والذكرى‏، ومتعلّقاً بأسباب الهدى‏، وحائداً عن طرقات الردى‏، وسامياً إلى المجد والعلى‏، وقائماً بالدين والتقوى‏، وسيّد من تقمّص وارتدى‏ بعد النبيّ المصطفى‏، وأفضل من صام وصلّى‏، وأفضل من ضحك وبكى‏، وصاحب القبلتين، فهل يساويه مخلوق يكون أو كان، كان واللَّه، للأسد قاتلاً، ولهم في الحرب حائلاً، على‏ مبغضيه لعنة اللَّه ولعنة العباد إلى يوم التناد.(7)
7 . ابن مردويه، عن ضرار نحو حديث ابن عباس في مدح عليّ بن أبي طالب، أو أبلغ من ذلك.(8)

1 . أرجح المطالب، ص 81.
ورواه ابن الجوزي في تذكرة الخواص (ص 27)، قال: وكان ابن عمر يقول: كانت لعليّ(ع) ثلاث لو كانت لي واحدة منهن كانت أحبّ إليّ من حمر النعم: تزويجه فاطمة، وإعطاؤه الراية يوم خيبر، وآية النجوى‏.
وروى‏ أحمد بن حنبل في المسند (ج 2، ص 26)، قال: حدّثنا وكيع، عن هشام بن سعد، عن عمر بن أسيّد، عن ابن عمر في حديث، قال: ولقد اُوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال لأن تكون لي واحدة منهن أحبّ إليّ من حمر النعم: زوّجه رسول اللَّه« ابنته وولدت له، وسدّ الأبواب إلّا بابه في المسجد، وأعطاه الراية يوم خيبر.
ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 9، ص 120).
2 . مقتل الحسين، ص 109، قال الخوارزمي: قال أبومنصور - جزاه اللَّه عنّي خيراً - وأخبرنا أبوالفتح بن عبداللَّه - كتابةً -، أخبرنا المفضل الجعفري، حدّثنا أبوبكر بن مردويه.
ورواه الخوارزمي أيضاً في المناقب (ص 294، ح 285)، قال: وبهذا الإسناد عن رسول اللَّه(ص) أنّه قال: يا عليّ، إنّك اُعطيت ثلاثاً، قلت: فداك أبي واُمّي ومااُعطيت؟ قال: اُعطيت صهراً مثلي، واُعطيت مثل زوجتك فاطمة، واُعطيت مثل ولديك الحسن والحسين.
3 . المناقب، الخوارزمي، (ص 309، ح 306)، قال: وبهذا الإسناد (أي: إسناد الحديث 305 وهو: أخبرني الشيخ الإمام الحافظ سيّد الحفاظ أبومنصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إليَّ من همدان، أخبرنا الرئيس عبدوس بن عبداللَّه بن عبدوس التاني بهمدان - إجازةً -، أخبرنا الشريف أبوطالب المفضل بن محمّد الجعفري بأصبهان) عن أحمد بن مردويه.
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب(ع) من تاريخ دمشق (ج 2، ص 271، ح 797)، قال: أخبرنا أبوغالب بن البناء، أنبأنا أبوالغنائم بن المأمون، أنبأنا أبوالحسن الدارقطني، أنبأنا أبوالطيب المنادي، أنبأنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، أنبأنا سليمان بن الربيع النهدي، أنبأنا كادح بن رحمة، أنبأنا زياد بن المنذر، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال رسول اللَّه«: حق عليّ بن أبي طالب على‏ هذه الاُمّة كحق الوالد على‏ ولده.
ورواه ابن عساكر في الحديثين 798، 799.
ورواه ابن المغازلي في المناقب (ص 47، ح 70).
4 . ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب(ع) من تاريخ دمشق، ج 3، ص 87، ح 1118، قال ابن عساكر: أخبرنا أبوالقاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنبأنا أبومنصور بن شكرويه، أنبأنا أبوبكر بن مردويه....
وروى‏ أحمد بن حنبل في المسند (ج 1، ص 136)، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة عن الحكم، عن عليّ بن الحسين، عن مروان بن الحكم أنّه قال: شهدت عليّاً وعثمان بين مكة والمدينة، وعثمان ينهى‏ عن المتعة وأن يجمع بينهما، فلمّا رأى‏ ذلك عليّ أهلَّ بهما فقال: لبيك بعمرة وحج معاً، فقال عثمان: تراني أنهى الناس عنه وأنت تفعله؟ قال: لم أكن أدع سنة رسول اللَّه« لقول أحد من الناس.
وروى‏ أحمد أيضاً في مسنده (ج 1، ص 136)، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن سعيد بن المسيب، قال: اجتمع عليّ وعثمان بعسفان، فكان عثمان ينهى‏ عن المتعة أو العمرة، فقال عليّ: ماتريد إلى أمر فعله رسول اللَّه« تنهى‏ عنهما؟ فقال عثمان: دعنا عنك.
وروى ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (ج 20، ص 28)، قال: وقال جرير بن كليب: رأيت عمر ينهى‏ عن المتعة، وعليّ(ع) يأمر بها، فقلت: إن بينكما لشرّاً، فقال عليّ(ع): ليس بيننا إلّا الخير، ولكن خيرنا أتبعنا لهذا الدين....
5 . سورة يوسف، الآية 98.
6 . الدرّ المنثور، ج 4، ص 36. قال: أخرج الترمذي وحسنه، والحاكم وصححه، وابن مردويه، عن ابن‏عبّاس....
7 . الطرائف، ص 507.
8 . نفس المصدر، ص 508.
روى‏ حديث ضرار عدد غفير من أئمة الحديث والأدب، منهم: أبوعليّ القالي في أماليه (ج 2، ص 143)، وابن عبدالبر في الإستيعاب المطبوع بهامش الإصابة (ج 3، ص 44)، والزمخشري في ربيع الأبرار (ج 1، ص 835)، وأبونعيم في حلية الأولياء (ج 1، ص 84)، واللفظ له، قال: دخل ضرار بن ضمرة الكناني على‏ معاوية، فقال له: صف لي عليّاً. فقال: أو تعفيني يا أمير المؤمنين، قال: لا أعفيك. قال: أما إذا لابد فإنّه كان واللَّه، بعيد المدى‏، شديد القوى‏، يقول فصلاً، ويحكم عدلاً، يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل وظلمته، كان واللَّه، غزير العبرة، طويل الفكرة، يقلّب كفّه، ويخاطب نفسه، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما جشب، كان واللَّه كأحدنا، يدنينا إذا أتيناه، ويجيبنا إذا سألناه، وكان مع تقرّبه إلينا وقربه منّا لا نكلمه هيبة له، فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم، يعظّم أهل الدين ويحب المساكين، لايطمع القوي في باطله، ولاييأس الضعيف من عدله، فأشهد باللَّه لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه، يميل في محرابه قابضاً على‏ لحيته، يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، فكأني أسمعه الآن وهو يقول: يا ربّنا يا ربّنا - يتضرع إليه - ثمّ يقول للدنيا: إليَّ تغرّرت، إليَّ تشوّفت، هيهات هيهات، غرّي غيري، قد بتتك ثلاثاً، فعمركِ قصير، ومجلسكِ حقير، وخطركِ يسير، آه آه من قلّة الزاد، وبعد السفر، و وحشة الطريق.
فوكفت دموع معاوية على‏ لحيته مايملكها، وجعل ينشّفها بكمّه، وقد اختنق القوم بالبكاء. فقال: كذا كان أبوحسن(ره)! كيف وجدك عليه يا ضرار؟ قال: وجد من ذبح واحدها في حجرها، لاترقأ دمعتها، ولايسكن حزنها. ثمّ قام فخرج.

الصفحة السابقة

مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام

طباعة

الصفحة اللاحقة