‹ صفحه 340 ›


محمد بن جرير الطبري الشيعي ( 1 ) - كما يظهر من صدر جملة من أسانيده - ، قال
في أول معجزات أمير المؤمنين عليه السلام : حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن
الحسين بن بابويه ، قال : حدثنا محمد بن الحسن ، عن محمد بن الحسن الصفار ،
عن محمد بن زكريا ، عن أبي المعافا ، عن وكيع ، عن زاذان ، عن سلمان ، قال :
( كنا مع أمير المؤمنين عليه السلام ، ونحن نذكر شيئا من معجزاتك ، قال عليه السلام :
أفعل ، ثم وثب فدخل منزله وخرج إلي وتحته فرس أدهم عليه قباء أبيض
وقلنسوة بيضاء ، ونادى : يا قنبر ! أخرج إلي ذلك الفرس ، فأخرج فرسا أغر ( 2 )
أدهم ، فقال لي : اركب يا أبا عبد الله ، قال سلمان : فركبت فإذا له جناحان
ملتصقان إلى جنبيه ، فصاح به الإمام عليه السلام ، فتحلق بالهواء ، وكنت أسمع
خفيق أجنحة الملائكة تحت العرش ( 3 ) ، ثم حضرنا إلى ساحل بحر عجاج
مغطمط الأمواج ، فنظر إليه الإمام شزرا ، فسكن البحر ، فقلت : يا
سيدي ! سكن البحر من غليانه من نظرك إليه ، فقال عليه السلام : يا سلمان !
خشي أن آمر فيه بأمر ، ثم قبض عليه السلام على يدي وسار على وجه الماء ،
والفرسان يتبعاننا لا يقودهما أحد ، فوالله ما ابتلت أقدامنا ولا حوافر الخيل ،
فعبرنا إلى ذلك البحر ووقعنا إلى جزيرة كثيرة الأشجار والأثمار والأطيار
والنهار ، وإذا شجرة عظيمة بلا ثمر ، بل ورد وزهر ( 4 ) ، فهزها بقضيب كان
في يده فانشقت وخرج منها ناقة طولها ثمانون ذراعا ، وعرضها أربعون ذراعا ،
وخلفها قلوص ( 5 ) ، فقال لي : أدن منها واشرب من لبنها ، فدنوت وشربت

00000000000000000

( 1 ) المعروف بهذا الإسلام فردان من العلماء الكبار ، أحدهما من مجتهدي أهل السنة وصاحب
كتاب التفسير والتاريخ المشهور وثانيهما المترجم له الذي كان وجها من وجوه الإمامية وعينا من
عيونهم صاحب كتاب الإيضاح والمسترشد ودلائل الإمامة ، توفي رحمه الله سنة 390 وله حينئذ
87 سنة
( 2 ) آخر ( خ ل ) .
( 3 ) الفرس ( خ ل ) .
( 4 ) بل بلا ورد وزهر ( الظاهر ) ، وفي البحار : بلا صدع ولا زهر ، أقول : الزهر : نور النبات .
القلوص من الإبل : أول ما يركب من إناثها .

‹ صفحه 341 ›


حتى رويت ، وكان لبنها أعذب من الشهد ، وألين من الزبد ، وقد اكتفيت ،
قال : هذا حسن ، قلت : نعم يا سيدي قال عليه السلام : يا سلمان ! تريد أن أريك آخر
منها ؟ فقلت نعم يا سيدي ، قال : يا سلمان ! ناد : أخرجي يا حسناء ،
فناديت فخرجت ناقة طولها مأة وعشرون ذراعا وعرضها ستون ذراعا ،
( رأسها ) من الياقوت الأحمر ، وزمامها من الياقوت الأصفر ، وجنبها الأيمن من
الذهب ، وجنبها الأيسر من الفضة ، وضرعها من اللؤلؤ الرطب ، فقال عليه السلام :
يا سلمان ! اشرب من لبنها ، قال سلمان : فالتقمت الضرع ، فإذا هي
تحلب عسلا صافيا محضا ، فقلت : يا سيدي ! ( هذه ) لمن ؟ قال عليه السلام : هذه
لك ولسائر المؤمنين الشيعة من أوليائي ، ثم قال لها : ارجعي ، فرجعت من
الوقت ، وسار بي في تلك الجزيرة حتى ورد بي إلى شجرة عظيمة ، وفي أصلها
مائدة عظيمة ، عليها صعام تفح منه رائحة المسك ، وإذا بطائر في صورة النسر
العظيم ، قال : فوثب ذلك الطير فسلم عليه ورجع إلى موضعه ، فقلت :
يا سيدي ! ما هذه المائدة ؟ قال : هذه منصوبة في هذا الموضع للشيعة من
موالي إلى يوم القيامة ، فقلت : يا سيدي ! ما هذا الطائر ؟ فقال : ملك م . كل
بها ، قلت : هو وجده يا سيدي ؟ فقال : يجتاز به الخضر عليه السلام في كل يوم ت
مرة ، ثم قبض عليه السلام على يدي وسار بي إلى بحر ثان فعبرنا ، وإذا بجريرة
عظيمة فيها قصر ، لبنة من الذهب ولبنة من الفضة البيضاء ، وشرفه العقيق
الأصفر ، وعلى كل ركن من القصر سبعون صفا من الملائكة ، فجلس الإمام
عليه السلام على ذلك الركن وأقبلت الملائكة تأتي وتسلم عليه ، ثم أذن لهم
فرجعوا إلى مواضعهم ، قال سلمان ، ثم دخل الإمام عليه السلام إلى القصر ، فإذا
فيه أشجار وأنهار وأطيار وألوان من النبات ، فجعل الإمام عليه السلام يمشي فيه
حتى وصل إلى آخره ، فوقف على بركة كانت في البستان ، ثم صعد إلى
سطحه فإذا كرسي من الذهب الأحمر فجلس عليه السلام عليه وأشرفنا على
القصر ، فإذا بحر أسود يغطمط بأمواجه كالجبال الراسيات ، فنظر إليه شزرا
فسكن من غليانه حتى كان كالمذنب ، فقلت : يا سيدي ! سكن البحر من
غليانه لما نظرت إليه ؟ قال : خشي أن آمر فيه بأمر ، أتدري يا سلمان أي بحر

‹ صفحه 342 ›


هذا ؟ فقلت : لا يا سيدي ، فقال عليه السلام : هذا البحر الذي غرق فيه فرعون
وقومه ، إن المدينة حملت على معاقيل جناح جبرئيل ، ثم رمى بها في هذا
البحر فهويت فيه لا تلغ قراره إلى يوم القيامة ، فقلت : يا سيدي ! هل سرنا
فرسخين ؟ فقال عليه السلام : يا سلمان ! لقد سرت خمسين ألف فرسخ ودرت
حول الدنيا عشرين مرة ، فقلت : يا سيدي ! وكيف هذا ؟ فقال عليه السلام :
يا سلمان ! إذا كان ذو القرنين طاف شرقها وغربها وبلغ إلى سد يأجوج
ومأجوج ، فأنى يتعذر علي ، وأنا أخو سيد المرسلين وأمين رب العالمين
وحجته على خلقه أجمعين ، يا سلمان ! أما قرأت قول الله حيث تقول : ( عالم
الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول ) ( 1 ) ؟ فقلت : بلى
يا سيدي ، فقال : يا سلمان ! أنا المرتضى من الرسول الذي أظهره الله على
غيبه ، وأنا العالم الرباني ، أنا الذي هون الله علي الشدائد وطوى له البعيد ،
قال سلمان : فسمعت طائحا يصيح ، نسمع الصوت ولا نرى الشخص وهو
يقول : صدقت ، صدقت ، وأنت الصادق المصدق ، ثم وثب فركب الفرس
وركبت معه وصاح به ، فتحلق في الهواء ، ثم حضرنا بأرض الكوفة ، هذا ،
وما مضى من الليل ثلاث ساعات ، فقال عليه السلام : يا سلمان ! الويل كل
الويل لمن لا يعرفنا حق معرفتنا وأنكر ولايتنا ، يا سلمان ، أيما أفضل محمد
صلى الله عليه وآله أم سليمان بن داود ؟ فقلت : بل محمد صلى الله عليه وآله ، فقال :
يا سلمان ! هذا آصف بن برخيا قدر أن يحمل عرش بلقيس من اليمن إلى
بيت المقدس في طرفة عين ، وعنده علم من الكتاب ، ولا أفعل ذلك وعندي
علم مأة ألف كتاب وأربعة وعشرون ألف كتاب ، أنزل الله منها على
شيث بن آدم خمسين صحيفة ، وعلى إدريس ثلاثين صحيفة ، وعلى إبراهيم
عشرين صحيفة ، والتورية والإنجيل والزبور ؟ فقلت : صدقت يا سيدي
هكذا ، قال الإمام عليه السلام : إعلم يا سلمان ، إن الشاك في أمورنا وعلومنا
كالممتري في معرفتنا وحقوقنا ، وقد فرض الله تعالى ولايتنا في كتابه ، وبين

000000000000000000000

( 1 ) الجن : 7 - 26 .

‹ صفحه 343 ›


( فيه ) ما أوجب العمل به وهو غير مكشوف ) ( 1 ) .
الغطمطة : اضطراب موج البحر ، والشزر : نظر الغضبان بمؤخر
العين .
قال في البحار بعد نقل الخبر بالسند المذكور من الكتاب الذي
أخذناه منه ظاهرا : ( إن الخبر في غاية الغرابة ولا أعتمد عليه لعدم كونه
مأخوذا من أصل معتبر وإن نسب إلى الصدوق - انتهى ) .
قلت : لا غرابة في طيران الفرس ولا في مشيه على البحر وسكون
غليانه من نظره إليه ، ولا في سيره من عالم إلى عالم ، ولا في كون ناقة صالح
في هذا المكان بتلك الهيئة ، فإنها مما تدخل الجنة من الحيوانات ، والصور
تختلف وتتغير باختلاف العوالم ، ولا في غير ذلك مما اشتمل عليه الخبر ، إنما
الغرابة في أمرين :
الأول : في كون البحر الأسود المغلي المشاهد في جنة الدنيا هو الذي
غرق فيه فرعون ، ولا بعد فيه ، فإن مشاهدة من في هذا العالم وهو في جلابيب
من الأعراض الكثيفة والأجساد العنصرية ما تجرد عن ذلك مما غاب عن
النظر وحسر عن إبصاره البصر ، كما كان لهم عليهم السلام من حيث مشاهدتهم
الأرواح والملائكة أعجب من عكس ذلك ، فإن هناك يكشف الغطاء عن
البصر فلا يحجبه شئ إن كان يحجبه في هذا العالم كما في غيرهم عليهم السلام .
الثاني : في قوله عليه السلام : لقد سرت خمسين ألف فرسخ ودرت حول
الدنيا عشرين ألف مرة - كما في نسختي من الكتاب - ، وكذا نقله السيد
الجليل السيد حسين بن الحسن الحسني ابن بنت المحقق الكركي في كتاب دفع
المناواة ، وتاريخ فراغه من هذا الكتاب سنة تسع وخمسين وتسعمأة ، أو
عشرين مرة - كما في المجلد الرابع عشر من البحار ( 2 ) - ، أو عشرة مرات كما رأيته
بخط المحدث الفاضل علم الهدى ابن مولى المحسن الكاشاني ( 3 ) في كتابه

000000000000000000

( 1 ) لم نظفر عليه ، رواه مع تغييرات في البحار 42 : 50 ، والزيادات منه .
( 2 ) البحار 42 : 50 الطبعة الحديثة ، وفيه : ( عشر مرات ) ، لعله في موضع آخر .
( 3 ) محمد بن محمد بن مرتضى المدعو بعلم الهدى من الأفاضل والعلماء الأماثل قرأ على أبيه وجده
لأمه صدر المتألهين وكان حسن الخط وجيد السليقة مبيض كثيرا من مسودات كتب أبيه وجده ،
ومن مؤلفاته نضد الإيضاح وهو ترتيب إيضاح الاشتباه من أسماء الرواة .

‹ صفحه 344 ›


درر البحار ، في جملة معجزات أمير المؤمنين عليه السلام .
ووجه الغرابة : إن مقدار محيط الدائرة العظمى من الأرض ثمانية
آلاف فرسخ عند القدماء - بناء على أن الدرجة الواحدة الأرضية اثنان
وعشرون فرسخا وتسعا فرسخ - وأما المتأخرون : فلما كانت الدرجة الأرضية
عندهم تسعة عشر فرسخا إلا تسع ، كانت الدائرة العظيمة ستة آلاف وثمانمأة
فرسخ ، فعلى الأول : يكون مقدار المسير على النسخة الأولى : مأة وستون ألف
ألف فرسخ ، وعلى الثانية : مأة وألف فرسخ ، وعلى الثالثة : ثمانون ألف
فرسخ ، وعلى الثاني : فعلى الأولى : مأة وستة وثلاثون ألف ألف فرسخ ، وعلى
الثانية : مأة وست وثلاثون ألف فرسخ ، وعلى الثالثة : ثمانية وستون ألف
فرسخ ، مع أن ظاهر الرواية كون مقدار السير في حول الدنيا بالعدد المذكور
خمسين ألف فرسخ ، وهو لا ينطبق مع القول الأخير بالاحتمال الأخير فكيف
بغيره ، مع أن ما ذكروه مبتن على قواعد حسية لا يتطرق الخدشة فيها .
وقد تنبه لهذا الإشكال السيد المتقدم ، إلا أنه سهى في الحساب في
بيان تقرير الإشكال حيث قال بعد نقل الخبر : ( إن قلت : يفهم من قوله
عليه السلام : لقد سرت خمسين ألف فرسخ ودرت حول الدنيا عشرين ألف مرة ،
إن تلك العشرين ألف دورة عشر الخمسين ألف فرسخ ، فيكون كل دورة
ألفا فرسخ وخمسمأة فرسخ ، ثم ذكر مقدار المحيط على مذهب القدماء مع أن
الدورة على ضبطه ونسخته فرسخين ونصف فرسخ ، وأجاب رحمه الله بأنه :
( لا يفهم من هذا الكلام إن جميع العشرين ألف دورة كانت في هذه
الخمسين ألف فرسخ ، بل ربما كان المراد الإخبار بوقوع كل منهما لا وقوعها
فيها ، وإن سلمنا ذلك فليس كونها كذلك من الضروريات التي لا يمكن
خلافه ، بل إن نقلهم يقتضي ذلك - ثم قال بعد الإشارة إلى الاختلاف في
نقلهم : - وأيضا ربما كان مسيرة فرسخ في قوة مسيرة عدة فراسخ ، على أنه لم

‹ صفحه 345 ›


يخصص المسير بالأرض ، بل الحديث دال على أن المسير شامل للأرض
وغيرها ، لأن تلك الجزائر والقصور وما أعد الله فيها ليست في الأرض ،
ويؤيده قوله عليه السلام : ودرت حول الدنيا عشرون ألف دورة - انتهى ) .
وأقول : إن الدورة لا تلزم أن تكون على الدائرة العظمى ، بل يحتمل
أن تكون على بعض الدوائر الصغار الموازية لها ومقدار مسافة تلك الدوائر يقل
شيئا فشيئا كلما بعدت عنها ، فإن مقدار الدرجة طولا في خط الاستواء سبعة
وستين ميلا - على رأي القدماء - وفي عرض ( ك ) تنقص أربعة أميال ، وفي
( ل ) عشرة أميال ، وفي ( م ) ستة عشرة ميلا ، وفي ( ن ) إحدى وعشرون
ميلا ، وفي ( س ) تنقص بنصفها ، وفي ( ع ) تبقى ثلثها ، وعلى النسخة
الأخيرة يمكن تطبيقها على ما ذكروه في بعض تلك العروض ، وعلى رأي
المتأخرين فالأمر أسهل ، مع أنه لو بنى على طرح الخبر بمجرد تلك المخالفة للزم
طرح أخبار كثيرة وردت في بيان مقدار أقطار السماوات وبعض الكواكب ،
وغير ذلك مما يخالف ظواهرها ما ثبت بالبراهين الحسية ، وهذا بعيد عن
طريقته وعمله في تصانيفه ، فالواجب مع قصور الفهم عن إدراكها ردها إليهم
عليهم السلام ، امتثالا لما أمروا به ، والله الموفق للصواب .
وروى السيد المحدث الجزائري في الأنوار بإسناده إلى سلمان
الفارسي رحمه الله أنه قال يوما لأمير المؤمنين عليه السلام بعد موت عمر بن الخطاب :
( يا أمير المؤمنين ! إني حزين من فوت رسول الله صلى الله عليه وآله إلى هذا اليوم
وأريد أن تروحني هذا اليوم ، وتريني من كراماتك على ما يزيل عني هذا
الغم ، فقال عليه السلام : علي بالبغلتين اللتين من رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلما
أتى بهما ركب هو واحدة وركب سلمان الأخرى ، قال سلمان : فلما خرجنا من
المدينة فإذا ( 1 ) لكل بغلة جناحان ، فطارا في الهواء وارتفعا ، فتعجبت غاية
التعجب فقال ( لي ) : يا سلمان ! ( أنظر ) هل ترى المدينة ؟ فقلت : أما المدينة
فلا ولكن أرى آثار الأرض ، فأشار إلى البغلتين فارتفعتا ( 2 ) في الجو لحظة ،

00000000000000000

( 1 ) في المصدر : وإذا .
( 2 ) في الأصل : فارتفعا .

‹ صفحه 346 ›


فنظرت ولم أر شيئا في الأرض وإذا أنا أسمع أصوات التسبيح والتهليل ،
فقلت : يا أمير المؤمنين ! الله أكبر إن هيهنا لبلاد ( 1 ) قد وصلنا إليها ؟ فقال :
يا سلمان ! هذه أصوات الملائكة بالتسبيح والتهليل ، وهذه هي السماء الدنيا
فقد وصلنا إليها ، فأشار إلى البغلتين وحرك شفتيه ، فانحطتا طائرتين نحو
الأرض فكان وقوعهما على بحر عريض كثير الأمواج كأن أمواجه الجبال ،
فنظر إلى ذلك البحر مولينا أمير المؤمنين ، فسكنت أمواجه ، فنزل عليه السلام
ومشى على وجه الماء ونزلت أنا ، والبغلتان تمشيان خلفنا ، فلما خرجنا من
ذلك البحر فإذا هو تتلاطم أمواجه كهيئة الأولى ، فقلت : ( سيدي )
يا أمير المؤمنين ! ما هذا البحر ؟ فقال عليه السلام : هذا ( هو ) البحر الذي أغرق الله
فيه فرعون وقومه ، فهو يضطرب خوفا من الله تعالى من ذلك اليوم إلى يوم
القيامة ، فلما نظرت إليه خاف مني فسكن وها هو رجع إلى حالته الأولى ،
قال سلمان : فلما خرجنا من ذلك البحر ومشينا رأيت جدارا أبيضا مرتفعا
في الهواء ، ليس يدرك أوله ولا آخره ، فلما قربنا إليه وإذا هو جدار من ياقوت
أو نحوه فإذا بباب عظيم ، فلما دنى منه أمير المؤمنين عليه السلام انفتح ، فدخلنا
فرأيت أشجارا وأنهارا وبيوتا ومنازل علية فوقها غرف ، وإذا في تلك
البستان أنهار من خمر وأنهار من لبن وأنهار من عسل ، وإذا فيها أولاد وبنات ،
وكلما وصفه الله تعالى في الجنة ( 1 ) على لسان نبيه صلى الله عليه وآله رأيته فيها ،
فرأيت أولادا وبناتا أقبلوا إلى أمير المؤمنين ، يقبلون أياديه وأقدامه ، فجلس على
كرسي ووقف الأولاد والبنات حوله ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ! ما هذا الهجران
الذي هجرتنا ، هذه سبعة أيام ما رأيناك فيها يا أمير المؤمنين ؟ فقلت :
يا أمير المؤمنين ! ما هذه المنازل في هذا المكان ؟ فقال ( عليه السلام ) : يا سلمان !
هذه منازل شيعتنا بعد الموت ، تريد يا سلمان أن تنظر إلى منزلك ؟ فقلت :
نعم ، فأمر واحدا وأخذ بي ( 2 ) إلى منزل عال مبني من الياقوت والزبرجد

00000000000000000

( 1 ) في الأصل : بلادا ، بالجنة .
( 2 ) في المصدر : وأخذني .

‹ صفحه 347 ›


واللؤلؤ ، وفيه كلما تشتهيه الأنفس ، فأخذت رمانة من ثماره وأتيت إليه ،
فقلت : يا أمير المؤمنين ! هذا منزلي ولا أخرج منه ، فقال عليه السلام : يا سلمان !
هذا منزلك بعد الموت وهذه منازل شيعنا بعد الموت ، وهذه جنة الدنيا تأتي
إليها شيعتنا بعد الموت فيتنعمون بها إلى يوم القيامة حتى ينتقلوا عنها ( 1 ) إلى جنة
الآخرة ، فقال ( عليه السلام ) : يا سلمان ! تعال حتى نخرج ، فلما خرج ودعه
أهل تلك الجنة ، فخرجنا فانفلق ( 1 ) الباب فمشينا ، فقال ( لي ) : يا سلمان !
أتحب أن أراك صاحبك ؟ فقلت : نعم ، فحرك شفتيه فرأيت ملائكة
غلاظا شدادا يأتون برجل قد جعلوا في عنقه ( 1 ) سلاسل الحديد ، والنار
تخرج من منخريه وحلقه إلى عنان السماء والدخان قد أحاط بتلك البرية ،
وملائكة خلفه تضربه حتى يمشي ، ولسانه خارج من حلقه من شدة
العطش ، فلما قرب إلينا قال لي : تعرفه ؟ فنظرته فإذا هو الثاني ( 2 ) ، فقال
يا أمير المؤمنين ! أغثني فأنا عطشان معذب ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام :
ضاعفوا عليه العذاب ، فرأيت السلاسل تضاعفت ( والملائكة ) والنيران
تضاعفت ، فأخذوه ذليلا صاغرا ، فقال ( عليه السلام ) : يا سلمان ! هذا زفر وهذا
حاله وما من يوم يمضي من يوم موته إلى هذا اليوم إلا وتأتي الملائكة به
وتعرضه علي فأقول لهم : ضاعفوا عذابه ، فيتضاعف عليه العذاب إلى يوم
القيامة ، قال سلمان : فركبنا ، فقال لي : يا سلمان ! غمض عينيك ( 3 ) ،
فغمضت عيني ، فقال لي : افتحها ، وإذا أنا بباب المدينة ، فقال : يا سلمان !
مضى من النهار سبع ساعات وطفنا في هذا اليوم البراري والقفار والبحار
وكل الدنيا وما فيها ) ( 4 ) .
أقول : سيأتي في باب الحادي عشر عن مناقب بن شاذان حديث
حاصله : إن النبي صلى الله عليه وآله لم يعط سلمان من السفرجلة التي أتى بها من

000000000000000000

( 1 ) في الأصل : منها ، فانغلق ، بعنقه .
( 2 ) في المصدر : هو عمر بن الخطاب .
( 3 ) في المصدر : هذا عمر بن الخطاب وهذا حاله فإنه ما من يوم ، غمض عينيك يا سلمان .
( 4 ) أنوار النعمانية 4 : 9 - 237 .

‹ صفحه 348 ›


الجنة للحسنين عليهما السلام وقال : ( يا سلمان ! هذا طعام من الجنة لا يأكله
أحد حتى ينجو من الحساب ) ( 1 ) ، وهو مع عدم المقاومة لما مضى محمول : إما
على طعام جنة الآخرة وما تقدم على طعام جنة الدنيا ، أو كان في المجلس من
أراد النبي صلى الله عليه وآله قطع طعمه ، فجرى هذا القول مجرى قوله : إياك أعني
واسمعي يا جاره ، والله العالم بالصواب .

00000000000000000

( 1 ) مأة منقبة : 162 ، عنه بحار الأنوار 43 : 308 .

‹ صفحه 349 ›


الباب التاسع

في بعض ما ظهر له من الكرامات ،
زيادة على ما مر في ( الباب السادس )

‹ صفحه 351 ›


روى الشيخ الكشي عن جبرئيل بن أحمد ، قال : حدثني أبو سعيد
الآدمي سهل بن زياد ، عن منخل ، عن جابر ، عن أبو جعفر عليه السلام قال :
( دخل أبو ذر على سلمان وهو يطبخ قدرا له ، فبينا هما يتحدثان إذا انكبت
القدر على وجهها على الأرض ، فلم يسقط من مرقها ولا من ودكها شئ ،
فعجب من ذلك أبو ذر عجبا شديدا ، وأخذ سلمان القدر فوضعها على حالها
الأول على النار ثانية ، وأقبلا يتحدثان فبينا هما كذلك إذا انكبت القدر على
وجهها فلم يسقط منها شئ من مرقها ولا من ودكها ، قال : فخرج أبو ذر
وهو مذعور من عند سلمان ، فبينا هو متفكر إذ لقي أمير المؤمنين على الباب ،
( فلما أن بصر به أمير المؤمنين ) قال ( له ) : يا أبا ذر ! ما الذي أخرجك من عند
سلمان ، وما الذي ذعرك ؟ قال ( له ) أبو ذر : يا أمير المؤمنين ! رأيت سلمان
( وقد ) صنع كذا وكذا فعجبت من ذلك ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام :
يا أبا ذر ! إن سلمان لو حدثك بما يعلم لقلت : رحم الله قاتل سلمان ، يا أبا ذر !
إن سلمان باب الله في الأرض ، من عرفه كان مؤمنا ومن أنكره كان كافرا ،
وإن سلمان منا أهل البيت ) ( 1 ) ، الودك : دسم اللحم .

0000000000000000

( 1 ) إختيار معرفة الرجال : 14 .

‹ صفحه 352 ›


وعن المفيد في الإختصاص ، عن جعفر بن الحسين ، عن ابن الوليد ،
عن الصفار ، عن ابن عيسى أو غيره ، بعض أصحابنا ، عن عباس بن حمزة
الشهرزوري ( 1 ) رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال : ( كان سلمان يطبخ قدرا ،
فدخل عليه أبو ذر ، فانكبت القدر فسقطت على وجهها ولم يذهب منها شئ ،
فردها على الأثافي ( 2 ) ، ثم انكبت الثانية فيم يذهب منها شئ ، فردها على
الأثافي ، فمر أبو ذر إلى أمير المؤمنين عليه السلام مسرعا قد ضاق صدره مما رأى ،
وسلمان يقفو أثره ، حتى انتهى إلى أمير المؤمنين ، فنظر أمير المؤمنين إلى سلمان
فقال ( له ) : يا أبا عبد الله ! إرفق بصاحبك ( 3 ) ) ( 4 ) .
وروى الحسين بن حمدان ، عن الحسن بن محمد بن جمهور ، عن
مالك بن خالد الجهني ، عن قيس العبراني ، عن أبي عمرو زاذان قال : ( لما
وآخى رسول الله صلى الله عليه وآله بين أصحابه وآخى بين سلمان والمقداد ،
فدخل المقداد على سلما وعنده قدر منصوبة على اثنتين وهي تعلي من
غير حطب ، فتعجب المقداد وقال : يا أبا عبد الله ! هذه القدر تغلي من
غير حطب ، فأخذ سلمان حجرين فرمى بهما تحت القدر فالتهب فيها ، فقال له
المقداد : هذا أعجب يا أبا عبد الله ، فقال له سلمان : لا تعجب ، أليس الله يقول
- جل من قائل - : ( وقودها الناس والحجارة ) ( 5 ) ، ففارت القدر ، فقال سلمان :
يا مقداد ! سكن فورتها ، فقال المقداد : ما أرى شيئا أسكن به القدر ، فأدخل
سلمان يده في القدر فأدارها فسكنت القدر من فورتها ، فاغترف منها بيده ،
فأكل هو والمقداد فدخل المقداد على رسول الله صلى الله عليه وآله فأعاد عليه خبر
النار والقدر وفورتها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : سلمان من يطيع الله

0000000000000000000

( 1 ) الشهرزور : بلدة بين الموصل وهمدان مشهورة بناها زور بن الضحاك ، وقيل : شهرزور معناه
مدينة زور .
( 2 ) الأثافي - جمع الأثفية - هي الحجر توضع عليه القدر .
( 3 ) في المصدر : إرفق بأخيك .
( 4 ) الإختصاص : 12 ، بحار الأنوار 22 : 384 .
( 5 ) البقرة : 24 .

‹ صفحه 353 ›


ورسوله وأمير المؤمنين فيطيعه كل شئ ولا يضره شئ ، فلما دخل سلمان
عليه قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إرفق يا سلمان بأخيك المقداد أرفق الله
بك ) .
أقول : قد تقدم ويأتي إن النبي صلى الله عليه وآله آخى بين سلمان
وأبي ذر - وهو الأصح - ، ولا اعتماد على ما تفرد به الحسين بن حمدان لما
سنذكره ، وقال ابن أبي الحديد : ( قال أبو عمرو : آخى رسول الله صلى الله عليه
وآله بينه وبين أبي الدرداء لما آخى بين المسلمين ) ( 1 ) ، ولا يخفى ضعفه وغرابته .
وقال الإمام الهمام أبو محمد الحسن بن محمد العسكري عليهما السلام في
تفسير قوله تعالى : ( ويؤمنون بالغيب ) بعد ذكر معناه : ( وذلك أن سلمان
الفارسي مر بقوم من اليهود فسألوه أن يجلس إليهم ويحدثهم بما سمع من محمد
صلى الله عليه وآله في يومه هذا ، فجلس إليهم لحرصه على إسلامهم ، فقال : سمعت
محمدا صلى الله عليه وآله يقول : إن الله عز وجل يقول : يا عبادي ! أوليس من له
إليكم حوائج كبار لا تجودون بها إلا أن يتحمل عليكم بأحب الخلق إليكم
تقضونها كرامة لشفيعهم ؟ ألا فاعلموا أن أكرم الخلق علي وأفضلهم لدي :
محمد وأخوه علي ومن بعده من الأئمة الذين هم الوسائل إلي ، ألا فليدعني
من هم بحاجة يريد نفعها أو دهته داهية يريد كف ضررها بمحمد وآله
الأفضلين الطيبين الطاهرين ، أقضها له أحسن مما يقضيها من تستشفعون
إليه بأعز الخلق عليه ، قالوا لسلمان - وهم يستهزؤون به - : يا أبا عبد الله ! فما لك
لا تقترح على الله وتتوسل بهم أن يجعلك أغنى أهل المدينة ؟ فقال سلمان :
قد دعوت الله بهم وسئلته ما هو أجل وأفضل وأنفع من ملك الدنيا بأسرها ،
سألته بهم أن يهب لي لسانا لتمجيده وثنائه ذاكرا ، وقلبا لآلائه شاكرا وعلى
الدواهي الداهية لي صابرا ، وهو تعالى قد أجابني إلى ملتمسي من ذلك ، وهو
أفضل من ملك الدنيا بحذافيرها وما تشتمل عليه من خيراتها مأة ألف
ألف مرة .

00000000000000000

( 1 ) شرح النهج 18 : 37 .

‹ صفحه 354 ›


قال ( عليه السلام ) : فجعلوا يهزؤون به ويقولون : يا سلمان ! لقد ادعيت مرتبة
عظيمة شريفة نحتاج أن نمتحن صدقك بما قلت من كذبك فيها وها نحن إذا
قائمون إليك بسياط ، فضاربوك بها فسل ربك أن يكف أيدينا ( 1 ) عنك ، فجعل
سلمان يقول : اللهم اجعلني على البلاء صابرا ، وجعلوا يضربونه بسياطهم
حتى أعيوا وملوا ، وجعل سلمان لا يزيد على قوله : اللهم اجعلني على البلاء
صابرا ، فلما ملوا وأعيوا قالوا له : يا سلمان ! ما ظننا أن روحا تثبت في
مقرها مع مثل هذا العذاب الوارد عليك ، فما بالك لا تسأل ربك أن يكفنا
عنك ؟ فقال : لأن سؤالي ذلك ربي خلاف الصبر ، بل سلمت لأمها الله
تعالى لكم وسألته الصبر ، فلما استراحوا قاموا إليه بعد بسياطهم فقالوا : لا تزال
نضربك بسياطنا حت تزهق روحك أو تكفر بمحمد ، فقال : ما
كنت لأفعل ذلك فإن الله قد أنزل على محمد : ( الذين يؤمنون
بالغيب ) ، و ( إن ) احتمالي لمكارهكم - لأدخل في جملة من مدحه الله بذلك -
سهل علي يسير ، فجعلوا يضربونه بسياطهم حتى ملوا ، ثم قعدوا وقالوا :
يا سلمان ! لو كان لك عند ربك قدر لإيمانك بمحمد لاستجاب ( الله )
دعائك وكفنا عنك ، فقال ( سلمان ) : ما أجهلكم ! كيف يكون مستجيبا
دعائي إذا فعل بي خلاف ما أريد منه ، أنا أردت منه الصبر فقد استجاب لي
وصبرني ولم أسأله كفكم عني فيمنعني حتى يكون ضد دعائي كما تظنون ،
فقاموا إليه ثالثة بسياطهم وجعلوا يضربونه وسلمان لا يزيد على قوله :
اللهم صبرني على البلاء في حب صفيك وخليلك محمد ، فقالوا
( له ) : يا سلمان ! ويحك أليس محمد قد رخص لك أن تقول كلمة الكفر
بما تعتقد ضده للتقية من أعدائك ، فما ( با ) لك ر = لا تقول ما يفرج عنك
للتقية ؟ فقال سلمان : إن الله قد رخص لي في ذلك ولم يفرضه علي بل أجاز
لي أن لا أعطيكم ما تريدون واحتمل مكارهكم وجعله أفضل المنزلتين وأنا
لا أختار غيره ، ثم قاموا إليه بسياطهم وضربوه ضربا كثيرا وسيلوا دمائه

0000000000000000000

( 1 ) عذابنا ( خ ل ) .

‹ صفحه 355 ›


وقالوا له - وهم ساخرون - : لا تسئل الله كفنا عنك ولا تظهر لنا ما نريده منك
لنكف به عنك ، فادع علينا بالهلاك إن كنت من الصادقين في دعواك
أن الله لا يرد دعاءك بمحمد وآله ( الطيبين ) الطاهرين ، فقال سلمان : إني
لأكره أن أدعو الله بهلاككم مخافة أن يكون فيكم من قد علم الله أن سيؤمن
بعد فأكون قد سألت الله اقتطاعه عن الإيمان ، فقالوا : قل : اللهم أهلك من
كان في علمك أنه يبقى ( على الكفر ) إلى الموت على تمرده فاك لا تصادف بهذا
الدعاء ما خفته .
قال : فانفرج له حائط البيت الذي هو فيه مع القوم وشاهد
رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول : يا سلمان ! ادع عليهم بالهلاك فليس فيهم
أحد يرشد ، كما دعا نوح على قومه لما عرف أنه لن يؤمن من قومه إلا من قد
آمن ، فقال سلمان : كيف تريدون أن أدعو عليكم بالهلاك ؟ فقالوا :
تدعو الله ( ب‍ ) أن يقلب سوط كل واحد منا أفعى تعطف رأسها ثم تمشش ( 2 ) عظام ساير
بدنه وتبلعه ، فدعا الله تعالى بذلك ، فما من سياطهم سوط إلا قلبه الله تعالى ( عليهم )
أفعى لها رأسان تتناول برأس ( منها ) ( 3 ) رأسه ، وبرأس آخر يمينه التي كان فيها سوطه ،
ثم رضضتهم وهششتهم ( 4 ) ( وهشمت عظامهم ( 5 ) ) وبلعتهم والتقمتهم ، فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله وهو في مجلسه : معاشر المؤمنين ! إن الله تعالى قد نصر أخاكم
سلمان ساعتكم هذه على عشرين من مردة اليهود ( 6 ) والمنافقين ، قلبت سياطهم
أفاعي رضضتهم وهششتهم وهشمت عظامهم والتقمتهم ، فقوموا بنا ننظر إلى
تلك الأفاعي المبعوثة لنصرة سلمان ، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه
إلى تلك الدار وقد اجتمع إليها جيرانها من اليهود والمنافقين لما سمعوا

00000000000000000

( 1 ) زيادة من البحار .
( 2 ) مشش وتمشش العظم : مصه واستخرج منه المخ .
( 3 ) زيادة من البحار .
( 4 ) في المصدر : مششهم ، وكذا التي بعدها ، أقول : هششت الورق أهشه هشا : خبطته بعصا ، ومنه
قوله تعالى : ( وأهش بها غنمي ) أي أضرب بها الشجر اليابس ليسقط ورقها فترعاه غنمه .
( 5 ) أعضائهم ( خ ل ) .
( 6 ) في المصدر : فرقة اليهود ( خ ل ) .

‹ صفحه 356 ›


ضجيج القوم بالتقام الأفاعي لهم ، وإذا هم خائفون منها نافرون من قربها ،
فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وآله خرجت كلها من البيت إلى شارع المدينة ،
وكان شارعا ضيقا فوسعه الله وجعله عشرة أضعافه ، ثم نادت الأفاعي :
السلام عليك يا محمد ، ( يا ) ( سيد المرسلين و ) سيد الأولين والآخرين !
السلام عليك يا علي يا سيد الوصيين ! ، السلام على ذريتك الطيبين
الطاهرين الذين جعلوا على الخلق قوامين ، ها نحن سياط هؤلاء المنافقين
( الذين ) قلبنا الله تعالى أفاعي بدعاء هذا المؤمن سلمان ، فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله : الحمد لله الذي جعل من أمتي من يضاهي بدعائه - عند كفه
وعند انبساطه - نوحا نبيه ، ثم نادت الأفاعي : يا رسول الله ! قد اشتد غضبنا على
هؤلاء الكافرين ، وأحكامك وأحكام وصيك ( علينا ) جايزة في ممالك رب
العالمين ، ونحن نسئلك أن تسأل الله تعالى أن يجعلنا من أفاعي جهنم التي
نكون فيها لهؤلاء معذبين كما كنا لهم في ( هذه ) الدنيا ملتقمين ، فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله : قد أجبتكم إلى ذلك فالحقوا بالطبق الأسفل من جهنم بعد أن
تقذفوا ما في أجوافكم من أجزاء أجسام هؤلاء الكافرين ، ليكون أتم لخزيهم
وأبقى للعار عليهم إذا كانوا بين أظهرهم مدفونين يعتبر بهم المؤمنون المارون
بقبورهم يقولون : هؤلاء الملعونون المخزيون بدعاء ولي محمد سلمان الخير من
المؤمنين ، فقذفت الأفاعي ما في بطونها من أجزاء أبدانهم ، فجاء أهلوهم فدفنوهم ،
وأسلم كثير من الكافرين وأخلص كثير من المنافقين وغلب الشقاء على كثير
من الكافرين والمنافقين فقالوا : هذا شحر مبين ، ثم أقبل رسول الله - إلى آخر ما
مر في الباب الثالث ) ( 1 ) .
الرض - : الدق والجريش ، وفي القاموس : هششه : استضعفه ونشطه
وقرحه ، والهشم : كسر الشئ اليابس .
وروى شيخ المحدثين أبو عمر والكشي عن آدم بن محمد القلانسي

00000000000000000

( 1 ) التفسير المنسوب إلى الإمام 72 - 68 ، عنه بحار الأنوار 22 : 369 ، مدينة المعاجز : 72 . وعنه قطعة
إثبات الهداة 2 : 154 ، عدة الداعي : 51 ، البحار 94 : 92 .

‹ صفحه 357 ›


البلخي ، قال : حدثنا علي بن الحسين الدقاق النيسابوري ، قال : أخبرنا
محمد بن عبد الحميد العطار ، قال : حدثنا ابن أبي عمير ، قال : حدثنا
إبراهيم بن عبد الحميد ، عن عمرو بن يزيد ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ( مر
سلمان على الحدادين بالكوفة وإذا شاب قد صرع والناس قد اجتمعوا حوله ،
فقالوا : يا أبا عبد الله ! هذا الشاب قد صرع فلو جئت فقرأت في أذنه ، ( قال : )
فجاء سلمان فلما دنا منه رفع الشاب رأسه فنظر إليه فقال : يا أبا عبد الله !
ليس في شئ مما يقول هؤلاء ولكني مررت بهؤلاء الحدادين وهم يضربون
بالمزارب فذكرت قول الله تعالى : ( ولهم مقامع من حديد ) ( 1 ) ، قال : فدخلت في
( قلب ) سلمان من الشاب محبة فاتخذه أخا فلم يزل معه حتى مرض الشاب ،
فجائه سلمان فجلس عند رأسه وهو في ( سياق ) الموت فقال : يا ملك الموت !
إرفق بأخي ، فقال : يا أبا عبد الله ! إني بكل مؤمن رفيق ) ( 2 ) .
المزراب جمع مزربة - بالتخفيف وقد يشدد هي كإوزبه بالكسر
والتثقيل - عصاة كبيرة من حديد تتخذ لتكسير المدر ، والمقامع : جمع مقمعة
- بكسر الميم - هي شئ من حديد كالمحجن يضرب به .
وروى أيضا عن علي بن الحسن ، قال : حدثني محمد بن
إسماعيل بن مهران ، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصواف ، قال : حدثنا
يوسف بن يعقوب ، عن النهاس ابن قهم ، عن عمرو بن عثمان قال : ( دخل
سلمان على رجل من إخوانه فوجده في السياق فقال : يا ملك الموت ! إرفق
بصاحبنا ، قال : فقال الآخر : يا أبا عبد الله ! إن ملك الموت يقرئك السلام
وهو يقول : لا وعزة هذا البناء ( 3 ) ، ليس إلينا شئ ) ( 4 ) .
وروى شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي في الجزء الخامس من أماليه

000000000000000

( 1 ) حج : 21 .
( 2 ) إختيار معرفة الرجال : 18 .
( 3 ) في الأصل : إلينا ، أقول : في المصدر : المراد بالبناء : بناء السماوات والأرض أو بناء الهيكل
الإنساني أو الكعبة أو غيرها .
( 4 ) إختيار معرفة الرجال : 19 .

‹ صفحه 358 ›


عن محمد بن محمد المفيد ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ، قال :
حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا أحمد بن سلمة ، عن
إبراهيم بن محمد ، عن الحسن بن حذيفة ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد
عليهما السلام قال : ( مرض رجل من أصحاب سلمان فافتقده فقال : أين
صاحبكم ؟ قالوا : مريض ، فقال : امشوا بنا نعده ، فقاموا معه فلما دخلوا على
الرجل إذا هو يجود بنفسه ، فقال سلمان : يا ملك الموت ! إرفق بولي الله ، فقال
ملك الموت بكلام يسمعه من : يا أبا عبد الله ! إني أرفق بالمؤمنين ولو
ظهرت لأحد لظهرت لك ) ( 1 ) .
وفي زينة الأعياد لبعض الفضلاء من المعاصرين : ( وورد أنه
اختصم عنده - أي سلمان - رجلان ، فتكلم أحدهما بالكلام الوحش فقال
سلمان : يا أرض ! ابلعيه ، فنزل في الأرض وهو ينادي ، فقال : يا أرض
ابلعيه ) .
وفيه أيضا : ( لما أرسل سلمان إلى المدائن واليا حاكما على أهلها
جلس في مسجد وجعل يسعف الخوص بيده لأجل قوته ، فلما علموا به الرعية
إن مثل هذا حاكم عليهم لم يعبؤا به وكثرت السرقة والفساد فيهم ، فخرج
من المسجد فرأى كلبا فأومى إليه فجاء الكلب فتكلم معه ، فرجع الكلب
مسرعا وصعد على مرتفع وعوى بصوت مرتفع ، فاجتمعت عليه كلاب البلاد
فسارها ، ثم تفرقت في البلاد ، ثم إن سلمان أرسل رجلا ينادي في البلاد : من
خرج بعد ساعة كذا من الليل فإنه يقتل ، فخرجت اللصوص ولم يبالوا بأمر
حاكمهم ، فمزقتهم الكلاب ولم تبق منهم أحدا ) .
ورأيت في كتاب العروس في خصائص يوم الجمعة ، للشيخ الأقدم
أبي محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي نزيل الري ، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال : ( مر سلمان الفارسي بمقابر يوم الجمعة فوقف ثم قال : السلام عليكم
يا أهل الديار ، فنعم دار قوم مؤمنين ، يا أهل الجمع هل علمتم أن اليوم

000000000000000

( 1 ) أمالي الطوسي 1 : 128 ، البحار 22 : 360 .

‹ صفحه 359 ›


الجمعة ؟ قال : ثم انصرف فلما أن أخذ مضجعه أتاه آت في منامه فقال له :
يا أبا عبد الله ! إنك أتيتنا فسلمت علينا ورددنا عليك السلام وقلت لنا : يا
أهل الديار ! هل علمتم أن اليوم الجمعة ، وإنا لنعلم ما تقول الطير في يوم
الجمعة ، قال : فقال : وما تقول الطير في يوم الجمعة ؟ قال : تقول : سبوح
قدوس رب الملائكة والروح سبقت رحمتك غضبك ، ما عرف عظمتك من
حلف باسمك كاذبا ) ( 1 ) .
ورواه الشيخ الثقة أحمد بن محمد بن خالد البرقي في كتاب عقاب
الأعمال من المحاسن مع اختلاف في الألفاظ دعانا إلى تكرار نقله ، فروى فيه
عن أبيه البرقي ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن رجل من
عبد القيس ، عن سلمان قال : ( مر سلمان على المقابر فقال : السلام عليكم
يا أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، يا أهل الديار ، هل علمتم أن اليوم
جمعة ؟ فلما انصرف إلى منزله ( ونام ) وملكته عيناه أتاه آت فقال : وعليك
السلام يا أبا عبد الله ، تكلمت فسمعنا ( ه ) وسلمت فرددنا وقلت : هل تعلمون أن
اليوم جمعة ، وقد علمنا ما تقول الطير في يوم الجمعة ، قال : فقال : وما تقول
الطير في يوم الجمعة ؟ قال : تقول : قدوس قدوس ربنا الرحمن الملك ، ما
يعرف عظمة ربنا من يحلف باسمه كاذبا ) ( 2 ) .
ورواه الصدوق في باب الثالث والسبعين من أماليه ( 3 ) عن أحمد بن
محمد بن يحيى العطار ، عن أبيه ، عن البرقي مثله في المتن والسند .
أقول : والعجب من غفلة علماء الرجال قديما وحديثا حيث إنهم
أهملوا ذكر هذا الشيخ الجليل ، ولم يتعرضوا لحاله وكتبه ومصنفاته ، ولذا لم
نقف على حاله إلا قليلا ، فمن كتبه كتاب المنبئ عن زهد النبي ، قال السيد
الأجل رضي الدين علي بن طاووس في أواخر كتاب الدروع الواقية بعد كلام
له في الترهيب والوعظ : ( أقول : ولقد ذكر أبو محمد جعفر بن أحمد القمي في

00000000000000000

( 1 ) عنه البحار 89 : 355 .
( 2 ) المحاسن 1 : 119 .
( 3 ) الأمالي : 390 .

‹ صفحه 360 ›


كتاب زهد النبي صلى الله عليه وآله من الله عز وجل ما فيه بلاغ ، وهذا جعفر بن
أحمد عظيم الشأن من الأعيان ) ( 1 ) ، ذكر الكراجكي في كتاب الفهرس إنه صنف
مأتين وعشرين كتابا بقم والري ، فقال : حدثنا الشريف أبو جعفر محمد بن
أحمد العلوي ، ونقل عنه الشيخ الجليل ورام بن عيسى بن أبي النجم في
كتب تنبيه الخواطر ونزهة الناظر ، وقال الشيخ الزاهد أحمد بن فهد الحلي ( 2 ) في
الفائدة السادسة عشر من القطب الثالث من كتابه الذي سماه بالتحصين في
فوائد العزلة : ( روى الشيخ أبو محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي نزيل الري ،
في كتابه المنبئ عن زهد النبي صلى الله عليه وآله قال : حدثنا أحمد بن علي بن
بلال ، قال : حدثني عبد الرحمن بن حمدان ، قال : حدثنا الحسن بن محمد ،
حدثنا أبو الحسن بشر بن أبي بشر البصري ، قال : أخبرني الوليد بن عبد الله
الواحد ، قال : حدثنا حنان البصري ، عن إسحاق بن نوح ، عن محمد بن علي ،
عن سعيد بن زيد بن عمر بن نقيل قال : سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول ،
وأقبل على أسامة بن زيد ، فقال : يا أسامة ! عليك بطريق الحق - الخبر ) ( 3 ) ، وهو
حديث طويل شريف جدا .
ومن كتبه كتاب الإعتقادات ، قال السيد الجليل علي بن طاووس في
الفصل الثاني من الباب الرابع من كتاب المضمار في أعمال شهر رمضان ،
( ورأيت في كتاب اعتقاداته تأليف أبي محمد جعفر بن أحمد القمي عن الصادق
عليه السلام : من اغتسل أول ليلة من شهر رمضان في نهر جار ويصب على رأسه
ثلاثين كفا من الماء طهر إلى شهر رمضان من قابل ) .
ومن كتبه كتاب الإمام والمأموم ، قال شيخنا الشهيد الثاني في
الروض في بحث صلاة الجماعة ، ومن خطه نقلت : ( وروى الشيخ أبو محمد

00000000000000000

( 1 ) الشيخ الفقيه الزاهد الورع جمال السالكين ومصباح المتهجدين أحمد بن محمد بن فهد الحلي
الأسري صاحب مهذب البارع وعدة الداعي وشرح الألفية للشهيد ، تلمذ عند أجلاء تلامذة
الشهيد كفاضل المقداد ، وتوفي سنة 841 ودفن بكربلا .
( 3 ) التحصين في صفات العارفين من العزلة والخمول : 20 .

‹ صفحه 361 ›


جعفر بن أحمد القمي نزيل الري في كتاب الإمام والمأموم بإسناده المتصل إلى
أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أتاني جبرئيل في سبعين
ألف ملك بعد صلاة الظهر - الخبر ) ( 1 ) .
ومما وصل إلينا من كتبه كتاب المانعات من دخول الجنة صغير
جدا ، وكتاب الغايات عجيب الوضع جمع فيه أخبارا تضمنت غاية شئ
وجعل الدال عليها عنوانا لجمعها كقول : أفضل الأعمال أحب الأعمال ،
أعظم آية في كتاب الله ، أفضل الدعاء ، أفضل العبادة ، خير العبادة ، أشد
الأشياء ، وهكذا ، وصرح في قريب من آخره : إن له كتاب دفن الميت ،
وكتاب العروس في خصال يوم الجمعة وخصائصه ، وصرح في باب الساعة
التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة : إن له كتاب آخر في فضل يوم الجمعة .
وكتاب المسلسلات ، والمسلسل هو الخبر الذي تتابع رجال إسناده
على صفة أو حالة : تارة للرواة وتارة للرواية ، وحيث إنه لم يعثر على هذا
الكتاب مصنفوا الدراية أنكروا وجود هذا القسم من الخبر في أخبارنا ، قال
سمينا الفاضل النحرير والد البهائي ( 2 ) في وصول الأخيار إلى معرفة الأخبار :
( وقد اعتنى العامة بهذا القسم وقل أن يسلم لهم منه شئ إلا بتدليس أو
تجوز أو كذب يزينون به مجالسهم وأحوالهم - إلى أن قال : - وأما علماؤنا
ومحدثونا فهم أجل شأنا وأثقل ميزانا من الاعتناء بمثل ذلك ) ( 3 ) ، وقال المحقق
الداماد في الرواشح بعد ذكر أقسام المسلسل : ( ثم المسلسلات قلما تسلم منها
عن طعن في وصف المسلسلة لا في أصل متنه أو في رجال طريقه - انتهى ) ( 4 ) .

000000000000000

( 1 ) الروض الجنان في شرح إرشاد الأذهان : 363 .
( 2 ) العالم الفاضل التقي الشيخ عز الدين الحسين بن عبد الصمد الحارثي الهمداني الجبعي ، ولد في
محرم سنة 918 وتوجه من وطنه إلى إيران وكان برهة في خراسان ومدة في هرات وكان بها
شيخ الإسلام ثم انتقل إلى البحرين وبها مات وكان عمره 66 سنة وذلك سنة 984 ، أعظم مشايخه
الشهيد الثاني ، من آثاره : شرح القواعد العلامة ، الأربعين ، وصول الأخيار إلى أصول الأخبار .
( 3 ) وصول الأخيار إلى أصول الأخبار : 101 .
( 4 ) الرواشح السماوية : 161 .

‹ صفحه 362 ›


وحيث بلغنا الكلام إلى هذا المقام ، فبالحري أن نستطرف بعض
الأحاديث من هذا الكتاب ، ففيه :
قال الشيخ أبو محمد جعفر بن أحمد القمي الفقيه نزيل الري : ( أشهد
بالله وأشهد لله لقد أملاه علينا أبو عبد الله محمد بن وهبان الذبيلي ، فقال
أشهد بالله وأشهد لله لقد أملاه علينا محمد بن أحمد الصفواني ، فقال : أشهد
بالله وأشهد لله لقد أملاه علينا أبو محمد القاسم بن علاء الهمداني ، فقال : أشهد
بالله وأشهد لله لقد حدثني أبو محمد الحسن بن علي عليهما السلام ، فقال : أشهد
بالله وأشهد لله لقد حدثني أبي علي بن محمد عليهما السلام ، فقال : أشهد بالله
وأشهد لله لقد حدثني أبي محمد بن علي عليهما السلام ، فقال : أشهد بالله وأشهد لله
لقد حدثني أبي علي بن موسى الرضا عليهما السلام ، فقال : أشهد بالله وأشهد لله
لقد حدثني أبي موسى بن جعفر عليهما السلام ، فقال : أشهد بالله وأشهد لله لقد
حدثني أبي جعفر بن محمد عليهما السلام ، فقال : أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني
أبي محمد بن علي عليهما السلام ، فقال : أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني أبي
علي بن الحسين عليهما السلام ، فقال : أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني
أبي الحسين بن علي عليهما السلام ، فقال : أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني أبي
علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقال : أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني رسول الله
صلى الله عليه وآله ، فقال : أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني جبرئيل عليه السلام ،
فقال : أشهد بالله وأشهد لله لقد حدثني ميكائيل عليه السلام ، فقال : أشهد بالله
وأشهد لله لقد سمعت الجليل يقول : شارب الخمر كعابد الوثن ) ، ومحمد بن
وهبان ثقة والصفواني أجل من أن يوثقه أحد والقاسم بن علاء من الوكلاء .
وفيه : حدثنا أبو المفضل فيما أجازه لي ، قال : حدثني علي بن أحمد بن سعيد
الصفار ، قال : حدثني أبو القاسم المفضل بن جعفر بن محمد التميمي بدمشق ،
قال : حدثني أبو الحسن محمد بن أحمد العسقلاني بطبرية ، قال : حدثني علي بن
هارون الأنصاري ، عن محمد بن أحمد المصري ، عن صالح ، عن معاذ بن
أسد الخراساني ، عن المفضل بن موسى الشيباني ، عن الأعمش ، عن سلمة بن
كهيل قال : ( رأيت رأس الحسين عليه السلام على القنا وهو يقرأ : ( فسيكفيكهم

‹ صفحه 363 ›


الله وهو السميع العليم ) ( 1 ) ، قال علي بن أحمد بن سعيد : قلت للمفضل بن جعفر :
الله إنك سمعت ذاك من محمد بن أحمد العسقلاني ؟ فقال لي : الله لقد سمعته
منه وقلت له : الله إنك سمعته من محمد ( 2 ) بن هارون ؟ فقال لي : الله لقد
سمعته منه وقلت له : الله إنك سمعته من محمد بن أحمد المصري ؟ فقال لي :
الله لقد سمعته منه وقلت له : الله لقد سمعته من صالح ؟ فقال لي : الله
لقد سمعته منه وقلت له : الله لقد سمعته من معاذ بن أسد ؟ فقال لي : الله لقد
سمعته منه وقلت له : لقد سمعته من المفضل بن موسى ؟ فقال لي : الله لقد
سمعته منه وقلت له : الله لقد سمعته من سلمة بن كهيل ؟ فقال لي : الله لقد
سمعته منه وقلت له : الله لقد سمعته من رأس الحسين بن علي عليهما السلام ؟
فقال لي : الله لقد سمعته من الرأس بباب الفراديس بدمشق وهو يقرأ :
( فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ) ، قال أبو المفضل : فقلت لعلي بن أحمد :
شاهد عليك لقد سمعته من المفضل بن جعفر ، فقال لي : الله لقد سمعته منه
وسألته بمثل ما سألتني ، فقال : لقد سمعته من محمد بن أحمد فأخبرني به على
ما حكيته ) .
وفيه : حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن الفرج القاضي
وهو آخذ بشعره ، قال : حدثني إسماعيل بن علي بن زرين وهو آخذ
بشعره ، قال : حدثني محمد بن الحسين الخثعمي وهو آخذ بشعره ، قال : قال
عباد بن يعقوب الأسدي وهو آخذ بشعره ، قال : حدثني الحسين بن زيد وهو
آخذ بشعره ، قال حدثني جعفر بن محمد عليهما السلام وهو آخذ بشعره ، قال : حدثني
أبي محمد بن علي عليهما السلام وهو آخذ بشعره ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين
عليهما السلام وهو آخذ بشعره ، قال : حدثني أبي الحسين بن علي عليهما السلام وهو آخذ بشعره ،
قال : حدثني أبي علي بن أبي طالب عليه السلام وهو آخذ بشعره ، قال :

00000000000000000

( 1 ) البقرة : 137 .
( 2 ) كذا ، والمقدم على ( منه ) .

‹ صفحه 364 ›


( سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول وهو آخذ بشعره : من آذى شعري فالجنة
عليه حرام ) ، حدثنا هارون بن موسى ومحمد بن عبد الله الكوفي قالا : حدثنا
محمد بن الحسين الخثعمي بإسناده ، وسلسل إلى آخره .
أقول : ثم ساق حديثا آخر بهذا الوصف ، وفي سنده زيد بن علي عنه
عليه السلام قال : ( من آذى شعرة مني فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن
آذى الله فعليه لعنة الله ملأ السماء والأرض ، قال : قلنا لزيد بن علي : من
يعني ؟ قال : يعنينا ولد فاطمة عليها السلام ، لا تدخلوا بيتا فتكفروا ) ، هذا .
وقال مولينا المجلسي رحمه الله في البحار : ( والكتب الأربعة لجعفر بن
أحمد بعضها في المناقب وبعضها في الأخلاق والآداب ، والأحكام فيها نادرة ،
ومؤلفها غير مذكور في كتب الرجال لكنه من القدماء قريبا من عصر المفيد
أو في عصره يروي عن الصفواني راوي الكليني بواسطة ، ويروي عن الصدوق
أيضا كما سيأتي في إسناد تفسير الإمام عليه السلام ، وفيها أخبار طريفة غريبة
وعندنا منها نسخ قديمة مصححة ، والسيد بن طاووس يروي عن كتبه في
كتاب الإقبال وغيره ، وهذا مما يؤيد الوثوق عليها ، وروي عن بعض كتبه
الشهيد الثاني في شرح الإرشاد في فضل صلاة الجمعة ، وغيره من الأفاضل
- انتهى ) ( 1 ) .

0000000000000000

( 1 ) بحار الأنوار 1 : 37 .

‹ صفحه 365 ›


الباب العاشر

في نبذ من طرايف فضائله
وشرائف مناقبه ونوادر خصائصه

‹ صفحه 367 ›


روى الكشي عن محمد بن مسعود ، قال : حدثني أحمد بن منصور
الخزاعي ، عن أحمد بن الفضل الخزاعي ، عن محمد بن زياد ، عن حماد بن
عثمان ، عن عبد الرحمن بن أعين ، قال : ( سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول :
كان سلمان من المتوسمين ( 1 ) .
المتوسم : المتفرس المتثبت في نظره حتى يعرف حقيقة سمت الشئ ،
وتوسم فيه الخير : أي عرف سمة ذلك فيه ( 2 ) ، وقد روى الصفار والعياشي
والقمي والمفيد وابن شهرآشوب أخبارا مستفيضة صحيحة صريحة في
اختصاص المتوسمين بالمعصومين ( 3 ) .

00000000000000000

( 1 ) إختيار معرفة الرجال : 12 .
( 2 ) قال الراغب في المفردات : ( الوسم التأثير والسمة الأثر ، يقال : وسمت الشئ وسما إذا
أثرت فيه بسمة ، وقوله تعالى : ( إن في ذلك لآيات للمتوسمين ) أي للمعتبرين العارفين المتعظين ،
وهذا التوسم هو الذي سماه قوم الزكانه وقوم الفراسة وقوم الفطنة ) .
( 3 ) ذكر العلامة الرضي ، المحدث المجلسي في بحار أنواره في باب : ( إنهم عليهم السلام متوسمون
ويعرفون جميع أحوال الناس عند رؤيتهم ) إحدى وعشرين حديثا فراجع البحار 24 : 132 .
- 123 .

‹ صفحه 368 ›


ففي العلوي في قول الله عز وجل : ( إن في ذلك لآيات للمتوسمين ) :
( فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعرف الخلق بسيماهم وأنا بعده المتوسم ،
والأئمة من ذريتي المتوسمون إلى يوم القيمة ) ( 1 ) .
وفي الباقري : ( ليس مخلوق إلا وبين عينيه مكتوب أنه مؤمن أو
كافر ، وذلك محجوب عنكم وليس بمحجوب من الأئمة من آل محمد
عليهم السلام ، ليس يدخل أحد إلا عرفوه هو مؤمن أو كافر ، ثم تلا هذه
الآية : ( إن في ذلك لآيات للمتوسمين ) ، فهم المتوسمون ) ( 2 ) .
وفي الصادقي : ( نحن المتوسمون ) ( 3 ) .
وفي آخر : ( أنه ليس من عبد يولد إلا كتب بين عينيه مؤمن أو كافر ،
( و ) إن الرجل ليدخل إلينا بولايتنا وبالبراءة من أعدائنا فنرى مكتوبا بين
عينيه مؤمن أو كافر ، ( و ) قال الله عز وجل : ( إن في ذلك - الآية ) نعرف عدونا
من ولينا ) ( 4 ) .
وسئل عن الرضا عليه السلام : ( ما وجه إخباركم بما في قلوب الناس ؟
قال عليه السلام : أما بلغك قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : اتقوا فراسة المؤمن
فإنه ينظر بنور الله على قدر إيمانه ومبلغ استبصاره وعلمه ، وقد جمع الله للأئمة
منا ما فرقه في جميع المؤمنين ، وقال تعالى ( 5 ) في ( محكم ) كتابه : ( إن في ذلك
لآيات للمتوسمين ) ، فأول المتوسمين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم
أمير المؤمنين عليه السلام من بعده ، ثم الحسن ثم الحسين ( 5 ) والأئمة من ولد الحسين
عليهم السلام إلى يوم القيامة - الخبر ) ( 6 )
إلى غير ذلك من الأخبار المروية في صحف الأخيار ، ولا يخفى أن

000000000000000000

( 1 ) بصائر الدرجات ، جزء السابع : 377 ، والآية في الحجر : 75 .
( 2 ) بصائر الدرجات ، جزء السابع : 374 ، الإختصاص : 302 .
( 3 ) بصائر الدرجات : 375 ، تفسير القمي 1 : 377 .
( 4 ) بصائر الدرجات : 378 ، وفيه : فترى مكتوبا .
( 5 ) في المصدر : قال عز وجل ، الحسن والحسين .
( 6 ) عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 : 200 ، بحار الأنوار 24 : 128 .

‹ صفحه 369 ›


كون سلمان من المتوسمين شاهد صدق على صحة المعنى الذي ذكرناه في
قولهم : ( إنه من أهل البيت ) من اندراجه في سلسلتهم وعده في طبقتهم كما
مر .
وروى الصدوق في المجلس التاسع من أماليه عن أحمد بن محمد بن
يحيى العطار ، قال : حدثنا أبي ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن نوح بن
شعيب النيسابوري ( الأنصاري ) ، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان ، عن
عروة بن أخي شعيب العقرقوفي ، عن شعيب عن أبي بصير قال : ( سمعت
الصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) يحدث عن أبيه عن آبائه عليهم السلام ، قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما لأصحابه : أيكم يصوم الدهر ؟ فقال
سلمان ( رحمه الله ) : أنا يا رسول الله ، ( ف‍ ) قال ( رسول الله ) : فأيكم يحيي
الليل ؟ فقال سلمان أنا يا رسول الله ، قال : فأيكم يختم القرآن في كل يوم ؟
فقال سلمان : أنا يا رسول الله ، فغضب بعض أصحابه فقال : يا رسول الله ! إن
سلمان من رجل من الفرس يريد أن يفتخر علينا معاشر قريش ، قلت : أيكم
يصوم الدهر ؟ ( ف‍ ) قال أنا ، وهو أكثر أيامه يأكل ، ( و ) قلت أيكم يحيي
الليل ؟ ( ف‍ ) قال : أنا وهو أكثر ليل ( ت‍ ) - ه نائم ، وقلت : أيكم يختم القرآن
في كل يوم ؟ ( ف‍ ) قال أنا وهو أكثر يومه ( 1 ) صامت ، فقال النبي صلى الله عليه
وآله وسلم ( مه ) يا فلان ، وأنى لك بمثل لقمان الحكيم ، سله فإنه ينبئك ،
فقال الرجل لسلمان : يا أبا عبد الله ! أليس زعمت أنك تصوم الدهر ؟ فقال :
نعم ، فقال رأيتك في أكثر نهار ك تأكل ؟ فقال ليس حيث تذهب إني
أصوم الثلاثة في الشهر وقال الله عز وجل ( من جاء بالحسنة فله عشر
أمثالها ) وأصل شعبان بشهر رمضان ، فلذلك أصوم الدهر فقال : أليس
زعمت أنك تحيي الليل فقال : نعم ، فقال : أنت أكثر ليلتك نائم فقال :
ليس حيث تذهب ، لكني سمعت حبيبي رسول الله صلى عليه وآله وسلم يقول :

00000000000000000

( 1 ) في المصدر : أكثر نهاره .
( 2 ) الأنعام : 160 .

‹ صفحه 370 ›


من بات على طهر فكأنما أحيي الليل كله ، فأنا أبيت على طهر ، فقال :
أليس زعمت أنك تختم القرآن في كل يوم ؟ قال : نعم ، قال : فأنت أكثر
أيامك صامت ؟ فقال : ليس حيث تذهب ولكني سمعت حبيبي رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي عليه السلام : يا أبا الحسن ! مثلك في أمتي مثل ( قل
هو الله أحد ) ، فمن قرأها مرة ( فقد ) قرأ ثلث القرآن ومن قرأها مرتين فقد قرأ
ثلثي القرآن ومن قرأها ثلاثا فقد ختم القرآن ، فمن أحبك بلسانه فقد كمل له
ثلث الإيمان ، ( ومن أحبك بلسانه وقلبه فقد كمل له ثلثا الإيمان ) ، ومن
أحبك بلسانه وقلبه ونصرك بيده فقد استكمل الإيمان ( كله ) ، والذي بعثني
بالحق يا علي ، لو أحبك أهل الأرض كمحبة أهل السماء ( لك ) لما عذب الله
أحدا بالنار ، وأنا أقرأ ( قل هو الله أحد ) في كل يوم ثلاث مرات ، فقام
و ( كأنه ) قد ألقم ( القوم ) حجرا ( 2 ) ، ورواه النيسابوري في روضة الواعظين ( 3 )
مرسلا ، ورواه الجزائري في الأنوار ( 4 ) وزاد بعد قوله : فغضب بعض أصحابه ،
( وهو عمر بن الخطاب ) ، وفي آخر : ( وكأنه ألقم حجرا ) .
وروى الكشي عن جبرئيل بن أحمد الفاريابي البرناني ، قال :
حدثني الحسن بن خرزاذ ، قال : حدثني ابن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن
زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام ( عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب
عليهم السلام ) قال : ( ضاقت ( 5 ) ، بهم ترزقون وبهم تنصرون وبهم
تمطرون ، منهم سلمان الفارسي والمقداد وأبو ذر وعمار وحذيفة رحمة الله عليهم ،
وكان علي عليه السلام يقول : وأنا إمامهم ، وهم الذين صلوا على فاطمة
عليها السلام ) ( 6 ) .

000000000000000000

( 1 ) في المصدر : لما عذب أحد .
( 2 ) أمالي الصدوق : 37 ، بحار الأنوار 22 : 317 .
( 3 ) روضة الواعظين 2 : 331 .
( 4 ) أنوار النعمانية 4 : 69 .
( 5 ) في المصدر : خلقت ( ظ ) ، بسبعة .
( 6 ) إختيار معرفة الرجال : 7 ، بحار الأنوار 12 : 351 .

‹ صفحه 371 ›


وروى فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسير قوله تعالى : ( وأما بنعمة ربك
فحدث ) ، عن عبيد بن كثير ، معنعنا ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليه السلام قال : ( خلقت الأرض لسبعة ، بهم يرزقون وبهم ينصرون وبهم
يمطرون : عبد الله بن مسعود وأبو ذر وعمار بن ياسر وسلمان الفارسي
و ( ال‍ ) مقداد بن الأسود وحذيفة وأنا إمامهم السابع ، قال الله ( تعالى ) :
( وأما بنعمة ربك فحدث ) ، هؤلاء الذين صلوا على فاطمة ( الزهراء ) ( 1 ) .
وروى الصدوق في الخصال عن محمد بن عمير البغدادي ( الحافظ ) ،
عن أحمد بن الحسن بن عبد الكريم ( أبو عبد الله ) ، عن عباد بن صهيب ، عن
عيسى بن عبد الله العمري ، ( قال : حدثني أبي ) ، عن أبيه ، عن جده ، عن
علي عليه السلام قال : ( خلقت الأرض لسبعة ، بهم يرزقون وبهم يمطرون وبهم
ينصرون : أبو ذر وسلمان والمقداد وعمار وحذيفة وعبد الله بن مسعود ، قال
( علي ) عليه السلام : وأنا إمامهم وهم الذين شهدوا الصلاة على فاطمة
عليهما السلام ) ( 2 ) .
قال الصدوق : ( معنى قوله : ( خلقت الأرض ) لسبعة ( نفر ) ، ليس
يعني من ابتدائها إلى انتهائها ، وإنما يعني بذلك أن الفائدة في الأرض قدرت
في ذلك الوقت لمن شهد الصلاة على فاطمة عليها السلام ، وهذا خلق تقدير
لا خلق تكوين ) ( 3 ) .
وعن المفيد في الإختصاص عن جعفر بن الحسين المؤمن ( رحمه الله ) ،
عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن ابن فضال ، عن ثعلبة ، عن
زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : ( قال أمير المؤمنين عليه السلام : خلقت الأرض
لسبعة - إلى آخر ما مر ) ( 4 ) .

000000000000000000

( 1 ) تفسير الفرات : 215 ، روضة الواعظين 2 : 331 ، والآية في الضحى : 11 .
( 2 ) الخصال 2 : 1 - 360 ، أقول : في المصدر : محمد بن عمر البغدادي الحافظ ، قال : حدثني أحمد بن
الحسن بن عبد الكريم أبو عبد الله ، قال : حدثني عتاب - يعني ابن صهيب .
( 3 ) الخصال 2 : 1 - 360 ، بحار الأنوار 22 : 326 .
( 4 ) الإختصاص : 5 .

‹ صفحه 372 ›


وعنه ، عن جعفر بن الحسين ، عن محمد بن جعفر المؤدب : ( الأركان
الأربعة : سلمان والمقداد وأبو ذر وعمار ) ( 1 ) .
وعنه ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن جعفر ، عن أحمد بن
أبي عبد الله ، قال : ( قال علي بن الحكم : أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام الذين
قال لهم : تشرطوا فإني أشارطكم على الجنة ولست أشارطكم على ذهب
ولا فضة ، إن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ( فيما مضى ) قال لأصحابه : تشرطوا فإني
لست أشارطكم إلا على الجنة ، ( وهم ) سلمان الفارسي والمقداد ، وأبو ذر
الغفاري وعمار بن ياسر ) ( 2 ) .
أقول : روى الكشي مرسلا عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال
لعبد الله بن يحيى الحضرمي يوم الجمل : ( أبشر يا بن يحيى فإنك وأباك ( 3 ) من
شرطة الخميس حقا ، لقد أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم باسمك واسم
أبيك في شرطة الخميس ، والله سماكم شرطة الخميس على لسان نبيه
( عليه السلام ) وذكر أن شرطة الخميس كانوا ستة آلاف رجل أو خمسة
آلاف ) ( 4 ) .
وروى الصدوق في المجلس الحادي والسبعين من الأمالي عن جعفر بن
محمد بن مسرور ، قال : حدثنا الحسين بن محمد بن عامر ، عن عمه
عبد الله بن عامر ، عن محمد بن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن الصادق
جعفر بن محمد عليهما السلام قال : ( عاد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سلمان
الفارسي في علته : فقال : يا سلمان ! إن لك في علتك ثلاث خصال : أنت

0000000000000000

( 1 ) الإختصاص : 6 .
( 2 ) الإختصاص : 2 ، وفيه : فأنا أشارطكم .
( 3 ) في المصدر : فأنت وأبوك .
( 4 ) إختيار معرفة الرجال : 6 ، أقول : قال في القاموس : ( الشرطة - بالضم - هم أول كتيبة تشهد
الحرب وتتهيأ للموت وطائفة من أعوان الولاة سموا بذلك لأنهم اعلموا أنفسهم بعلامات يعرفون بها
- انتهى ) ، سمي الجيش بها لأنه مقسوم بخمسة أقسام : المقدمة والساقة والميمنة والميسرة والقلب .