‹ صفحه 433 ›
ثم أتاهما فافرق بينهما ومسح وجوهما وقال : بأبي وأمي أنتما ما
أكرمكما على الله ، ثم حمل أحدهما على عاتقه الأيمن ، والآخر على عاتقه
الأيسر ، فقلت : طوبى لكما نعم المطية مطيتكما ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه
وآله وسلم ) : ونعم الراكبان هما وأبوهما خير منهما ) ( 1 )
وفيه عن مناقب بن شهرآشوب عن بن بطة في الإبانة من أربع
طرق ، منها أبو الخليل عن سلمان ( قال : ) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
:
( سمى هارون ابنيه شبرا وشبيرا ، وإني سميت ابني الحسن والحسين ) ( 2 )
وعنه ، عن فرد والديلمي مثله وزاد في آخره : ( بما سمى هارون ابنيه ) ( 3 ) .
وفي الفصل العاشر من كتاب العمدة ، للشيخ السديد يحيى بن
بطريق الحلي ، بإسناده إلى الفقيه بن المغازلي الواسطي من كتابه في المناقب ،
قال : أخبرنا أبو نصر أحمد بن موسى ( بن ) الطحان ، إجازة عن القاضي أبي
الفرج الخيوطي ، حدثني ابن عبادة ، حدثني جعفر بن محمد الخلدي ، حدثني
عبد السلام بن صالح ، حدثني عبد الرزاق ، عن الثوري ، عن سلمة بن كهيل ،
عن أبي صادق ، عن عليم بن قيس الكندي ( 4 ) ، عن سلمان قال : ( قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أول الناس ورودا علي الحوض أولهم إسلاما
علي بن أبي طالب عليه السلام ) ( 5 ) ، ورواه الخوارزمي ( 6 ) في الفصل الرابع من
مناقبه عن علي بن أحمد العاصمي ، عن إسماعيل ابن أحمد الواعظ ، عن
البيهقي ، عن محمد بن عبد الله الحافظ ، عن الحسين بن علي ، عن محمد بن
عبد الرحمن القرشي ، عن أبي الصلت ، وهو عبد السلم - إلى آخر السند
والمتن - .
وفي الفصل الثاني عشر منه عن مسند أحمد بن حنبل ، قال : حدثنا
00000000000000000000
( 1 ) بحار الأنوار 43 : 9 - 308 .
( 2 ) مناقب آل أبي طالب 3 : 397 ، بحار الأنوار 43 : 252 .
( 3 ) مناقب آل أبي طالب 3 : 397 ، بحار الأنوار 43 : 252 .
( 4 ) في المصدر : عليم بن قعين الكندي .
( 5 ) العمدة في عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار : 68 ، المناقب لابن
المغازلي : 16 - 15 .
( 6 ) المناقب للخوارزمي : 17 .
‹ صفحه 434 ›
عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثنا هيثم بن خلف ، قال : حدثنا محمد بن
أبي عمر الدوري ، قال : حدثنا شاذان ، قال : حدثنا جعفر بن زياد ، عن مطر ،
عن أنس - يعني ابن مالك - ، قال : ( قلنا لسلمان : اسئل النبي صلى الله عليه وآله
وسلم من وصيه ؟ فقال له سلمان : يا رسول الله ! من وصيك ؟ فقال :
يا سلمان ! من كان وصي موسى ؟ فقال : يوشع بن نون ، قال ( فإن ) وصيي
ووارثي ، يقضي ديني وينجز موعدي علي بن أبي طالب عليه السلام ) ( 1 ) .
وفي الفصل الثالث عشر منه ، من المناقب الفقيه أبي الحسن المغازلي ،
قال : أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي ، قال : أخبرنا أبو الحسن
علي بن منصور الحلبي الإخباري ، قال : حدثنا علي بن محمد العدوي
الشمشاطي ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن زكريا ، قال : حدثنا ( أحمد بن )
المقدام العجلي ، ( عن أبي الأشعث ) قال : حدثنا الفضيل بن عياض ، عن
ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن زاذان ، عن سلمان ( الفارسي ) : قال :
( سمعت حبيبي محمدا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : كنت أنا وعلي نورا بين
يدي الله عز وجل ، يسبح الله ذلك النور ويقدسه ، قبل أن يخلق ( الله ) آدم
بألف عام ، فلما خلق الله آدم ركب ذلك ( النور ) في صلبه ، فلم نزل ( 2 ) في
شئ واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب ، ففي النبوة وفي علي
الخلافة ) ( 3 ) ، ورواه الخوارزمي في الفصل الرابع عشر من مناقبه ( 4 ) ، عن
شهردار ، عن عبدوس ، عن علي بن عبد الله ، عن محمد بن أحمد ، عن الحسن بن
علي - إلى آخر السند والمتن .
ومن كتاب الفردوس لابن شيرويه الديلمي في باب الخاء ، بإسناده
عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
:
خلقت أنا وعلي من نور واحد قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلما
000000000000000000
( 1 ) العمدة : 76 .
( 2 ) في المصدر : فلم يزل .
( 3 ) العمدة : 89 ، كفاية الطالب 315 ، مناقب ابن المغازلي : 8 - 87 .
( 4 ) المناقب للخوارزمي : 88 .
‹ صفحه 435 ›
خلق الله ( تعالى ) آدم ركب ذلك النور في صلبه ، فلم نزل في شئ واحد حتى
افترقنا في صلب عبد المطلب ، ففي النبوة وفي علي الخلافة ) ( 1 ) .
وروى الصفار في البصائر عن أبي الفضل العلوي قال : حدثني
سعيد بن عيسى ( الكربزي البصري ) ، عن إبراهيم ( بن ) الحكم بن ظهير ،
( عن أبيه ) ، عن شريك بن عبد الله ، عن عبد الأعلى الثعلبي ، عن أبي تمام ،
عن سلمان الفارسي ( رضي الله عنه ) ، عن أمير المؤمنين عليه السلام في قول الله
تبارك وتعالى : ( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) ( 2 ) ،
فقال : ( أنا هو الذي عنده علم الكتاب وقد صدقه الله وأعطاه الوسيلة في
الوصية ، ولا تخلى أمته من وسيلته ( 3 ) إليه وإلى الله ، فقال : ( يا أيها الذين
آمنوا
اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة ) ( 4 ) .
وفي منتخب بصائر سعد بن عبد الله ، حدثنا أحمد بن الحسن بن
علي بن فضال ، عن علي بن أسباط ، عن أحمد بن خباب ، عن بعض أصحابه ،
عمن حدثه ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن سلمان الفارسي قال : ( قال :
اشهدوا ، قال : سمعت ، - أو قال : أقسم بالله لسمعت - رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم يقول لعلي ( عليه السلام ) : يا علي ! إنك والأوصياء بعدك ، - أو قال :
ومن بعدك ( 5 ) - ، أعراف لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتكم ، وأعراف لا يدخل
إلا من عرفتموه وعرفكم ت ، ( و ) لا يدخل النار إلا من أنكركم
وأنكرتموه ) ( 6 ) .
وفي الخرائج عن جماعة ، قالوا : حدثنا البرمكي ، أخبرنا عبد الله ابن
داهر ، أخبرنا محمد بن الفضيل ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن
0000000000000000
( 1 ) العمدة : 91 ، ينابيع المودة : 10 .
( 2 ) الرعد : 43 .
( 3 ) كذا في الأصل والمصدر ، وفي البرهان : وسيلة ، وهو الظاهر .
( 4 ) بصائر الدرجات ، الجزء الخامس : 236 ، والآية في المائدة : 35 ، البرهان 1 :
9 46 .
( 5 ) في المصدر : من بعدي أو قال : من بعدك .
( 6 ) مختصر البصائر للشيخ حسن بن سليمان الحلي : 54 ، أقول : رواه الصفار في
بصائره : 517 مع
اختلاف .
‹ صفحه 436 ›
سلمان الفارسي قال : ( قال النبي صلى الله عليه
وآله وسلم : كنت أنا وعلي نورا
بين يدي الله عز جل قبل أن يخلق آدم عليه السلام بأربعة عشر ألف سنة ، فلما
خلق آدم قسم ذلك النور جزئين ، فركبه في صلب آدم عليه السلام وأهبطه إلى
الأرض ، ثم حمل في السفينة في صلب نوح ، وقذفه في النار في صلب إبراهيم
عليه السلام ، فجزء أنا وجزء علي ، والنور الحق يزول معنا حيث نزلنا ) ( 1 ) .
وفيه في الباب الأول : ( إن سلمان قال : كنت صائما فلم أقدر إلا
على الماء ثلاثا ، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بذلك فقال : إذهب بنا
،
قال : فمررنا فلم نصب شيئا إلا عنزة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
لصاحبها : قربها ، قال : حائل ( 2 ) ، قال : قربها ، فقربها ، فمسح موضع ضرعها ،
فأسدلت ( 3 ) ، قال ( لصاحبها ) : قرب قعبك ( 4 ) ، فجاء ( به ) فملأه لبنا فأعطاه
صاحب العنزة فقال : إشرب ( فشرب ) ، ثم ملأ القدح فناولني ( إياه )
فشربته ، ثم أخذ القدح فملأ ( ه ) فشرب ) ( 5 ) .
وفيه في الفصل الأول من الباب الرابع عشر : ( روي عن سلمان
قال : كنت قاعدا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ أقبل أعرابي فقال : يا محمد
!
أخبرني بما في بطن ناقتي حتى أعلم أن الذي جئت به حق وأؤمن بإلهك
وأتبعك ؟ فالتفت النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي فقال : خبره يا علي
بذلك ، فأخذ بخطام الناقة ثم مسح يده على نحرها ثم رفع طرفه إلى السماء
وقال : اللهم إني أسئلك بحق محمد وأهل بيت محمد وبأسمائك الحسنى
وبكلماتك التامات لما أنطقت هذه الناقة حتى تخبر بما في بطنها ، فإذا الناقة
التفتت إلى علي عليه السلام وهو يقول : يا أمير المؤمنين ! إنه ركبني يوما وهو
يريد
زيارة ابن عم له فلما انتهى بي إلى واد يقال له : واد الحسك ، نزل عني
00000000000000000000
( 1 ) لم نظفر به في الخرائج المطبوع .
( 2 ) عنزة : هي أنثى من المعز ، وحائل : هي التي لم تحمل سنة أو سنتين ( منه ) .
( 3 ) سدلت الثوب سدلا من باب نصر : أرسلته وأرخيته .
( 4 ) قعب : القدح الضخم الجافي ( منه ) .
( 5 ) الخرائج والجرائح : 94 .
‹ صفحه 437 ›
وأبركني في الوادي وواقعني ، فقال الأعرابي : ويحكم ، أيكم النبي هذا أو
هذا ؟ قيل : هذا النبي وهذا أخوه ووصيه ، فقال الأعرابي : أشهد أن لا إله
إلا الله وأنك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وسئل النبي صلى الله عليه وآله
وسلم أن
يسئل الله ليكفيه ما في بطن ناقته ، فكفاه وأسلم وحسن إسلامه ) ( 1 ) .
وفي البحار عن مناقب بن شهرآشوب ، عن سلمان إنه : ( لما نزل
- أي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - دار أبي أيوب لم يكن له سوى جدي ( 2 )
وصاع من شعير ، فذبح له الجدي وشواه ، وطحن الشعير وعجنه وخبزه وقدم
بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأمر بأن ينادي : ألا من أراد الزاد فليأت
إلى دار أبي أيوب ، فجعل أبو أيوب ينادي ، والناس يهرعون ( 3 ) كالسيل حتى
امتلأت الدار ، فأكل الناس بأجمعهم ، والطعام لم يتغير ، فقال النبي صلى الله عليه
وآله وسلم : اجمعوا العظام ، فجمعوها فوضعها في إهابها ( 4 ) ، ثم قال : قومي
بإذن الله تعالى ، فقام الجدي فضج الناس بالشهادتين ) ( 5 ) .
وفيه عن كتاب المحتضر للحسن بن سليمان الحلي ( 6 ) ، وهو غير
منتخب البصائر ، مما رواه من كتاب المعراج بإسناده عن الصدوق ، عن
أحمد بن محمد بن الصقر ، عن عبد الله بن محمد المهلبي ، عن أبي الحسين ابن
إبراهيم ، عن علي بن صالح ، عن محمد بن سنان ، عن أبي حفص العبدي ، عن
00000000000000000000
( 1 ) لم نظفر به في الخرائج المطبوع ، أقول
: رواه في البحار 41 : 23 عن قصص الأنبياء : 295 .
( 2 ) الجدي - بالفتح - : ولد المعز في السنة الأولى .
( 3 ) أي يسرعون ( منه ) .
( 4 ) أهاب ككتاب : الجلد أو ما لم يدبغ ( منه ) .
( 5 ) بحار الأنوار 18 : 20 ، مناقب آل أبي طالب 1 : 131 .
( 6 ) الشيخ الفقيه العلامة عز الدين أبو محمد الحسن بن سليمان الحلي العاملي ، من
أجلة تلامذة
الشهيد الأول ويروي عنه ، مولد حدود 742 وإنه من علماء أوائل القرن التاسع ، نقل
رضي الدين
ابن طاووس في ( الإقبال ) الاتفاق على ثقته وفضله وعدالته ، هو رحمه الله حاول في
كتاب المحتضر
الرد على من حسب أن الذي يشهده المحتضر ساعة الموت هو أثر ولاية الأئمة عليهم
السلام ويصفهم
لأشخاصهم وأول الأحاديث بما تأباه نصوصها ، لكن المؤلف أوضحها غاية الإيضاح وبين
الغلط فيما
ذهبوا إليه .
‹ صفحه 438 ›
محمد بن مالك الهمداني ، عن زاذان ، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال :
( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لما عرج بي إلى السماء الدنيا إذا أنا
بقصر من فضة بيضاء ، على بابه ملكان ، فقلت : يا جبرئيل ! سلهما لمن هذا
الصر ؟ فسألهما فقالا : لفتى من بني هاشم ، فلما صرت في السماء الثانية إذا أنا
بقصر من ذهب أحمر ، أحسن من الأول ، على بابه ملكان ، فقلت :
يا جبرئيل ! سلهما لمن هذا القصر ؟ فسئلهما فقالا : لفتى من بني هاشم ، فلما
صرت إلى السماء الثالثة إذا أنا بقصر من ياقوتة حمراء ، على بابه ملكان ،
فقلت : يا جبرئيل ! سلهما ( لمن هذا القصر ) فسئلهما فقالا : لفتى من
بني هاشم ، فلما صرت إلى السماء الرابعة ، إذا أنا بقصر من درة بيضاء ، على
بابه ملكان ، فقلت : يا جبرئيل ! سلهما ؟ فسئلهما فقالا : لفتى من بني هاشم ،
فلما صرت إلى السماء الخامسة فإذا أنا بقصر من درة صفراء ، على بابه ملكان ،
فقلت : يا جبرئيل ! سلهما لمن هذا القصر ؟ فسئلهما فقالا : لفتى من بني هاشم ،
فلما صرت إلى السماء السادسة إذا أنا بقصر من لؤلؤة رطبة مجوفة ، على بابه
ملكان ، فقلت : يا جبرئيل ! سلهما ؟ فسئلهما : لمن هذا القصر ؟ فقالا : لفتى
من بني هاشم ، فلما صرت إلى السماء السابعة إذا أنا بقصر من نور عرش الله
تبارك وتعالى ، على بابه ملكان ، فقلت : يا جبرئيل ! سلهما لمن هذا القصر ؟
فسئلهما فقالا : لفتى من بني هاشم .
فسرنا فلم نزل ندفع من نور إلى ظلمة ومن ظلمة إلى نور ، حتى وقفت
على سدرة المنتهى ( 1 ) فإذا جبرئيل ( عليه السلام ) ينصرف ، قلت : خليلي جبرئيل !
في مثل هذا المكان ، أو في مثل هذه السدرة ( 2 ) ، تخلفني وتمضي ؟ حبيبي !
والذي بعثك بالحق نبيا إن هذا المسلك ما سلكه نبي مرسل ولا ملك
مقرب ، استودعك رب العزة ، فما زلت واقفا حتى قذفت في بحار النور ، فلم
تزل الأمواج تقذفني من نور إلى ظلمة ، ومن ظلمة إلى نور حتى أوقفني ربي
الموقف ( 3 ) الذي أحب أن يقفني عنده من ملكوته ( 4 ) ، فقال عز وجل : يا أحمد !
000000000000000000
( 1 ) في المصدر : حتى بلغنا على سدرة
المنتهى ، مثل هذه الحال .
( 2 ) في المصدر : حتى بلغنا على سدرة المنتهى ، مثل هذه الحال .
( 3 ) في الأصل : المواقف ، من ملكوت الرحمن .
( 4 ) في الأصل : المواقف ، من ملكوت الرحمن .
‹ صفحه 439 ›
قف ، فوقفت منتفضا مرعوبا ، فنوديت من الملكوت : يا أحمد ! فألهمني ربي
فقلت : لبيك ربي وسعديك ها أنا ذا عبدك بين يديك ، فنوديت : يا أحمد !
العزيز يقرءك السلام ، قال : فقلت : هو السلام ومنه السلام وإليه يعود
السلام ، ثم نوديت ثانية : يا أحمد ! فقلت : لبيك وسعديك ( يا ) سيدي
ومولاي ، قال : يا أحمد ! آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله
وملائكته وكتبه ، فألهمني ربي ، ( فقلت : آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه
والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ) ( 1 ) ، فقلت : قد سمعنا
وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ، فقال الله ( 2 ) عز وجل : لا يكلف الله نفسا
إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ، فقلت : ربنا لا تؤاخذنا إن
نسينا أو أخطأنا ، فقال الله عز وجل : قد فعلت ) ، فقلت : ربنا ولا تحمل
علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ، فقال : قد فعلت ) ، فقلت : ربنا
ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا
على القوم الكافرين ، فقال الله عز وجل : قد فعلت ، فجرى القلم بما جرى .
فلما قضيت وطري من مناجاة ربي نوديت : إن العزيز يقول لك : من
خلفت في الأرض ؟ فقلت : خيرها ، خلفت فيهم ابن عمي ( 3 ) ، فنوديت :
يا أحمد ! من ابن عمك ؟ قلت : أنت أعلم ، علي بن أبي طالب ، فنوديت من
الملكوت سبعا متواليا : ( يا أحمد ! ) استوص بعلي بن أبي طالب ابن عمك
خيرا ، ثم قال : التفت ، فالتفت عن يمين العرش ، فوجدت على ساق العرش
الأيمن ( مكتوبا ) : لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي ، محمد رسولي ، أيدته ( 4 )
بعلي ، يا أحمد ! شققت اسمك من اسمي ، أنا الله الحميد وأنت أحمد ( 5 ) ، وأنا
الله العلي وشققت اسم ابن عمك علي من اسمي ، يا أبا القاسم امض هاديا
مهديا ، نعم المجئ جئت ونعم المنصرف انصرفت ، فطوبى لك ( 6 ) وطوبى لمن
0000000000000000000
( 1 ) زيادة من البحار ولم يوجد في الأصل
والمصدر .
( 2 ) في المصدر : فنوديت .
( 3 ) في المصدر : خيرهم ابن عمي .
( 4 ) في الأصل : أفديه ، أنا الله المحمود الحميد ، وطوباك .
( 5 ) في الأصل : أفديه ، أنا الله المحمود الحميد ، وطوباك .
( 6 ) في الأصل : أفديه ، أنا الله المحمود الحميد ، وطوباك .
‹ صفحه 440 ›
آمن بك وصدقك .
ثم قذفت في بحار النور ( 1 ) ، فلم تزل الأمواج تقذفني حتى تلقاني جبرئيل
( عليه السلام ) في سدرة المنتهى ، فقال لي : خليلي ! نعم المجئ جئت ونعم
المنصرف انصرفت ، ماذا قلت وماذا قيل لك ؟ قال : فقلت بعض ما جرى ،
فقال ( لي ) : وما كان آخر الكلام الذي ألقي إليك ؟ فقلت له : نوديت :
يا أبا القاسم ! إمض هاديا مهديا رشيدا ، طوبى لك و ( طوبى ) لمن آمن بك
وصدقك ، فقال لي جبرئيل عليه السلام : أفلم تستفهم ما ( إذا ) أراد بأبي القاسم ؟
قلت : لا يا روح الله ( 2 ) ، فنوديت : يا أحمد ! إنما كنيتك أبا القاسم لأنك تقسم
الرحمة مني بين عبادي يوم القيامة ، فقال جبرئيل عليه السلام : هنيئا مريئا
يا حبيبي ، والذي بعثك بالرسالة واختصك بالنبوة ما أعطى الله هذا آدميا
قبلك ، ثم انصرفنا حتى جئنا إلى السماء السابعة ، فإذا القصر على حاله ،
فقلت : حبيبي جبرئيل سلهما من الفتي من بني هاشم ؟ فسألهما فقالا : علي بن
أبي طالب ابن عم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فما نزلنا إلى سماء من السماوات
إلا
والقصور على حالها ، فلم يزل جبرئيل يسألهم عن الفتي الهاشمي ويقول
كلهم : علي بن أبي طالب ) ( 3 ) ، ورأيته بعد ذلك في المحتضر كما نقله .
وروى الشيخ في الجزء العاشر من أماله عن الفحام ، عن عمه ، عن
عمر بن يحيى ، عن محمد بن سليمان بن عاصم ، عن أحمد بن محمد العبدي ،
عن علي بن الحسن الأموي ، عن جعفر الأموي ، عن العباس بن عبد الله ، عن
سعد بن طريف ، عن الأصبغ نباتة ، عن أبي مريم ، عن سلمان قال : ( كما
جلوسا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ أقبل علي بن أبي طالب عليه السلام
فناوله
( النبي ) حصاة ، فما استقرت الحصاة في كف علي عليه السلام حتى نطقت وهي
تقول : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، رضيت بالله ربا وبمحمد نبيا
وبعلي بن أبي طالب وليا ، ثم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : من أصبح منكم
000000000000000000
( 1 ) في الأصل : بحار الأنوار .
( 2 ) في الأصل وفي المصدر : يا روح القدس ، أثبتنا كما في البحار .
( 3 ) المحتضر : 150 - 148 ، البحار 18 : 15 - 312 .
‹ صفحه 441 ›
راضيا بالله ( وبنبيه ) وبولاية علي بن أبي طالب ،
فقد آمن خوف الله
وعقابه ) ( 1 ) .
وفي البحار عن مناقب المازندراني ، عن سلمان قال : ( لما قدم النبي
صلى الله عليه وآله وسلم المدينة تعلق الناس بزمام الناقة ، فقال النبي صلى الله
عليه وآله
وسلم : يا قوم ! دعوا الناقة في مأمورة ، فعلى باب من بركت فأنا عنده ، فأطلقوا
زمامها وهي تهف ( 2 ) في السير ، حتى دخلت المدينة فبركت على باب أبي
أيوب الأنصاري ، ولم يكن في المدينة أفقر منه ، فانقطعت قلوب الناس حسرة
على مفارقة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فنادى أبو أيوب : يا أماه افتحي الباب ،
فقد قدم سيد البشر وأكرم ربيعة ومضر ، محمد المصطفى والرسول
المجتبى ، فخرجت وفتحت الباب وكانت عمياء فقالت : وا حسرتاه
ليت كانت لي عين أبصر بها وجه سيدي رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ، فكان أول معجزة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة أنه وضع كفه على
وجه أم أبي أيوب فانفتحت عيناها ) ( 3 ) .
وروى الصدوق في العلل ، والمجلس الخامس والخمسين من الأمالي ،
عن أبي عبد الله الحسين بن أحمد العلوي ، من ولد محمد بن علي بن أبي طالب ،
قال : حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن موسى ، قال : حدثنا أحمد بن علي ،
قال : حدثني أبو علي الحسن بن إبراهيم بن علي العباسي ( 4 ) ، قال : حدثني
أبو سعيد عمير بن مرداس الدواليقي ( 5 ) ، قال : حدثني جعفر بن بشر المكي ( 5 ) ،
قال : حدثنا وكيع عن المسعودي ، رفعه إلى سلمان الفارسي ، قال : ( مر
إبليس بنفر يتناولون أمير المؤمنين عليه السلام ، فوقف أمامهم ، فقال القوم : من
الذي وقف أمامنا ؟ فقال : أنا أبو مرة ، فقالوا : يا أبا مرة ! أما تسمع كلامنا ؟
0000000000000000
( 1 ) أمالي الطوسي 1 ، الجزء العاشر : 289 .
( 2 ) الهفيف : سرعة السير ( منه ) .
( 3 ) بحار الأنوار 19 : 121 ، مناقب آل أبي طالب 1 : 133 .
( 4 ) في الأصل : العياشي .
( 5 ) في المصدر : الدوالقي ، جعفر بن بشير المكي .
‹ صفحه 442 ›
فقال : سوءة لكم تسبون مولاكم علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ( ف ) - قالوا :
من أين علمت أنه مولانا ؟ ( ف ) - قال : من قول نبيكم ( صلى الله عليه وآله ) :
من
كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره
واخذل من خذله ، فقالوا له : فأنت من مواليه وشيعته ؟ فقال : ما أنا من
مواليه و ( لا من ) شيعته ولكني أحبه وما يبغضه أحد إلا شاركته في المال
والولد ، فقالوا ( له ) : يا أبا مرة ! فتقول في علي شيئا ؟ فقال لهم : اسمعوا مني
معاشر الناكثين والقاسطين والمارقين عبدت الله عز وجل في الجان اثنتي
عشرة ( 1 ) ألف سنة ، فلما أهلك الله الجان شكوت إلى الله عز وجل الوحدة ،
فعرج بي إلى السماء ( الدنيا ) ، فعبدت الله ( عز وجل ) في ( ال ) سماء الدنيا
اثنتي عشرة ( 1 ) ألف سنة أخرى في جملة الملائكة ، فبينا نحن كذلك نسبح الله
عز وجل ونقدسه ، إذ مر بنا نور شعشعاني فخرت الملائكة لذلك النور سجدا ،
فقالوا : سبوح ، ( هذا ) نور ملك مقرب أو نبي مرسل ، فإذا بالنداء من
قبل الله عز وجل ( 2 ) : ما هذا نور ملك مقرب ولا نبي مرسل ، هذا نور طينة
علي بن أبي طالب عليه السلام ) ( 3 ) .
وفي مدينة المعجزات للسيد هاشم التوبلي ( 4 ) ، عن مناقب بن شهرآشوب
، عن كتاب هواتف الجان لمحمد بن إسحاق ، عن يحيى بن عبد الله بن
الحارث ، عن أبيه قال : حدثني سلمان الفارسي ( رضي الله عنه ) في خبر قال :
( كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في يوم مطير ، ونحن ملتفون نحوه ،
فهتف
هاتف فقال : السلام عليك يا رسول الله ، فرد عليه السلام وقال : من أنت ؟ قال :
000000000000000000
( 1 ) في الأصل في الموضعين : اثنى عشر .
( 2 ) في المصدر : فإذا النداء من قبل الله جل وجلاله .
( 3 ) علل الشرايع : 143 ، أمالي الصدوق : 347 .
( 4 ) السيد السند المحدث الماهر المتتبع في الأخبار هاشم بن سليمان بن إسماعيل
الحسيني البحراني
التوبلي ، صاحب المؤلفات الكثيرة : كالبرهان وغاية المرام ومدينة المعاجز ومعالم
الزلفى والمحجة فيما
نزل في الحجة ، قدره في التقوى والعدالة بمرتبة أن صاحب الجواهر قال في بحث
العدالة : لا يمكن
الحكم بعدالة شخص أبدا إلا في مثل المقدس الأردبيلي وسيد هاشم على ما ينقل من
أحوالهما ) ،
توفي رحمه الله سنة 1107 ، ودفن بتوبل ومزاره معروف .
‹ صفحه 443 ›
غطرفة ( 1 ) بن شمراخ أحد بني النجاح ، قال : اظهر لنا رحمك الله في صورتك ،
قال سلمان : فظهر لنا شيخ أدن ( 2 ) أشعر قد لبس وجهه شعر غليظ متكاثف
قد واراه وعيناه مشقوقتان طولا ، وله في في صدره ، فيه أنياب بادية طوال ،
وأظفار كمخالب السباع ، فقال الشيخ : يا نبي الله ! ابعث معي من يدعو
قومي إلى الإسلام وأنا أرده إليك سالما ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )
:
أيكم يقوم معه يبلغ الجن عني وله علي الجنة ، فلم يقم معه أحد ، فقال ثانية
وثالثة ، فقال علي ( عليه السلام ) : أنا يا رسول الله ، فالتفت النبي صلى الله
عليه وآل
وسلم إلى الشيخ فقال : وافني ( 4 ) إلى الحرة في هذه الليلة ، ابعث معك رجلا
يفصل حكمي وينطق بلساني ويبلغ الجن عني ، قال : فغاب الشيخ فجاء في
الليل ( 5 ) وهو على بعير كالشاة ومعه بعير كارتفاع الفرس فحمل النبي صلى الله
عليه وآله وسلم عليا عليه السلام عليه وحملني خلفه وعصب عيني وقال : لا تفتح
عينيك حتى تسمع عليا يؤذن ، ولا يروعك ما تسمع فإنك آمن ، فثار البعير
ثم دفع سائرا يدف كدفيف النعام ، وعلي يتلو القرآن ، فسرنا ليلتنا حتى
إذا طلع الفجر أذن علي ( عليه السلام ) وأناخ البعير وقال : انزل يا سلمان ،
فحللت عيني ونزلت فإذا الأرض قوراء ( 6 ) ، فأقام الصلاة وصلى بنا ولم أزل
أسمع الحس ، حتى إذا سلم علي التفت ، فإذا خلق عظيم ، فأقام علي
( عليه السلام ) يسبح ربه حتى طلعت الشمس ، ثم قام خطيبا فخطبهم ،
فاعترضه مردة منهم ، فأقبل علي ( عليه السلام ) عليهم فقال : أبا الحق تكذبون ،
وعن القرآن تصدفون ، وبآيات الله تجحدون ، ثم رفع طرفه إلى السماء فقال :
بالكلمة العظمى والأسماء الحسنى والعزائم الكبرى والحي القيوم ، محيي
الموتى ومميت الأحياء ورب الأرض والسماء ، يا حرسة الجن ورصدة الشياطين
00000000000000000
( 1 ) في المصدر : عطرفة .
( 2 ) في المناقب : أزب وهي كثير شعر الوجه والأذنين .
( 3 ) في الأصل : يدع ، انني .
( 4 ) في الأصل : يدع ، انني .
( 5 ) في المصدر : ثم أتاه في الليل .
( 6 ) في الأصل : قرارا وفي المصدر : نورا ، أثبتنا كما في المناقب وهي مؤنث
الأقور بمعنى الواسع .
‹ صفحه 444 ›
وخدام ( الله ) ( 1 ) الشرها لبين وذوي الأرواح ( 2 ) ( الطاهرة ) ( 1 ) ، اهبطوا
بالجمدة
التي لا تطفئ والشهاب الثاقب والشواظ المحرق ، والنحاس القاتل ، بالمص ،
بكهيعص ، والطواسين ، والحواميم ، ويس ، ون والقلم وما يسطرون ،
والذاريات ، والنجم إذا هوى ، والطور ، وكتاب مسطور ، في رق منشور ،
والبيت المعمور ، والأقسام العظام ومواقع النجوم ، لما أسرعتم الانحدار إلى
المردة ، المتولعين المتكبرين الجاحدين لرب العالمين ( 3 ) ، قال سلمان : فأحسست
( ب ) - الأرض من تحتي ترتعد ، وسمعت في الهواء دويا شديدا ، ثم نزلت نار
من السماء ، صعق كل من رآها من الجن وخرت على وجهها مغشيا عليها
وسقطت أنا على وجهي ، فلما أفقت إذا دخان يفور ( 4 ) من الأرض ، فصاح بهم
علي عليه السلام : ارفعوا رؤوسكم فقد أهلك الله الظالمين ، ثم عاد إلى
خطبته فقال : يا معشر الجن والشياطين والغيلان وبني شمراخ وآل نجاح
وسكان الآجام والرمال والقفار وجميع شياطين البلدان ! اعلموا أن الأرض
قد ملئت عدلا كما كانت مملوءة ( 5 ) جورا ، هذا هو الحق فماذا بعد الحق إلا
الضلال ، فأنى تصرفون فقالوا : أمنا ( بالله و ) برسوله وبرسول رسوله ، فلما
دخلنا المدينة قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي عليه السلام : ( ماذا
صنعت ؟
قال : ) ( 6 ) قد أجابوا وأذعنوا ، فقص عليه الخبر ، فقال النبي صلى الله عليه
وآله وسلم :
لا يزالون ( 7 ) كذلك هائبين إلى يوم القيامة ) ( 8 ) .
أقول : وتقدم حكاية أخرى لهذا الجني .
00000000000000000
( 1 ) زيادات من المناقب .
( 2 ) في الأصل : الأرحام .
( 3 ) في المصدر : يا رب العالمين ، وفي المناقب : آثار رب العالمين .
( 4 ) الفور : الغليان والاضطراب .
( 5 ) في الأصل : ملئت قسطا كما ملئت جورا ، وفي نسخة بدل المصدر : ملئت قسطا
وعدلا .
( 6 ) زيادة من المناقب .
( 7 ) في الأصل : لم يزالوا .
( 8 ) مدينة المعاجز ، الباب 28 : 21 ، مناقب آل أبي طالب 2 : 308 .
‹ صفحه 445 ›
وفيه ، عن سلمان الفارسي قال : ( مطر بالمدينة مطرا جودا ،
فلما تقشعت السحابة خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ومعه عدة من أصحابه المهاجرين والأنصار وعلي ( عليه السلام )
ليس في القوم ، فلما خرجوا من باب المدينة ، جلس النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ينتظر عليا وأصحابه حوله فبينا هم ( 1 ) كذلك إذ أقبل علي ( عليه السلام ) من
المدينة ، فقال جبرئيل ( عليه السلام ) : هذا علي قد أتاك نقي الكفين ، نقي
القلب ، يمشي كمالا ( 1 ) ويقول صوابا ، تزول الجبال ولا يزول ، فلما دنى من
النبي صلى الله عليه وآله وسلم أقبل يمسح وجهه بكفه ( 2 ) ويمسح بدنه وهو يقول :
أنا
المنذر وأنت الهادي من بعدي ، فأنزل الله تعالى على نبيه كلمح البصر : ( إنما
أنت منذر ولكل قوم هاد ) ( 3 ) ، قال : فقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم فارتفع
( 4 )
جبرئيل عليه السلام ، ثم رفع رأسه فإذا هو بكف أشد بياضا من الثلج ، قد أدلت
رمانة أشد خضرة من الزمرد ، ( قال : ) فأقبلت الرمانة تهوي إلى النبي صلى الله
عليه وآله وسلم بضجيج ، فلما صارت في يده عض منها عضات ، ثم دفعها إلى علي
عليه السلام ، ثم قال له : كل و ( أفضل ل ) - ابنتي وابني - يعني الحسن والحسين
وفاطمة ( عليهم السلام ) - ، ثم التفت إلى الناس وقال : أيها الناس ! هذه هدية من
الله إلي وإلى وصيي وإلى ابنتي وإلى سبطي ، فلو أذن الله لي أن آتيكم منها
لفعلت ، فاعذروني عافاكم الله ، فقال سلمان : جعلني الله فداك ، ما كان ذلك
الضجيج ؟ قال : ( إن ) الرمانة لما اجتنيت ضجت الشجرة بالتسبيح ، فقال :
جعلت فداك ما تسبيح الشجرة ؟ قال : سبحان من سبحت له الشجرة
الناضرة ، سبحان ربي الجليل ، سبحان من قدح من قضبائها النار المضيئة ،
سبحان ربي الكريم ويقال : إنه ( من ) تسبيح مريم عليها السلام ) ( 5 ) .
000000000000000000
( 1 ) في المصدر : فبينما هو ، كملا .
( 2 ) في الأصل : يمسح كفه بوجهه .
( 3 ) الرعد : 7 .
( 4 ) في المصدر : ثم ارتفع .
( 5 ) مدينة المعاجز ، الباب 112 : 55 .
‹ صفحه 446 ›
وفي مدينة المعجزات للسيد المحدث العلي ، السيد
هاشم التوبلي عن
موفق بن أحمد في كتابه كتاب المناقب ( أمير المؤمنين عليه السلام ) ، قال : أخبرني
شهردار هذا إجازة ، أخبرني ابن شيرويه ، أخبرنا أبو طالب أحمد بن محمد ( بن
خالد ) الريحاني الصوفي ، بقرائتي عليه من أصل سماعه في مسجد البشريين ،
أخبرنا أبو عبد الله ( محمد ) بن عبد الرحمن بن محمد بن طلحة الصيداوي بها ،
حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد الحلبي بمصر ، حدثنا أبو أحمد عباس بن الفضل
جعفر الفكي ( 1 ) ، حدثنا علي بن العباس المقانعي ، حدثنا سعيد بن مزيد
الكندي ، حدثنا عبد الله بن حازم الخزاعي ، عن إبراهيم بن موسى الجهني ،
عن سلمان الفارسي ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( أنه ) قال : ( يا علي !
تختم
باليمين تكن من المقرين ، قال : يا رسول الله ! ومن المقربون ؟ قال : جبرئيل
وميكائيل ، قال : فيم أتختم يا رسول الله ؟ قال : بالعقيق الأحمر ، فإنه جبل أقر
لله بالوحدانية ولي بالنبوة ولك بالوصية ولولدك بالإمامة ولمحبيك بالجنة
ولشيعتك وولدك بالفردوس ) ( 2 ) ، ورواه الصدوق في علل الشرايع ( 3 ) عن
عبد الله بن ( محمد بن ) عبد الوهاب القرشي ، عن منصور بن عبد الله بن إبراهيم
الإصفهاني ، عن علي بن عبد الله الإسكندراني ، عن المقانعي مثله .
وروى الشيخ المحدث الفقيه عماد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن محمد
الطوسي المشهدي ( 4 ) في كتاب ثاقب المناقب ، - على ما نسبه إليه عماد الدين
المولى حسن بن علي بن محمد بن الحسن المازندراني ( 5 ) ، المعاصر للمحقق
00000000000000000
( 1 ) في المصدر : أبو أحمد العباس بن المفضل
بن جعفر العكي .
( 2 ) مدينة المعاجز ، الباب 169 : 69 ، المناقب للخوارزمي : 233 مع اختلاف .
( 3 ) علل الشرايع ، الباب 127 : 158 .
( 4 ) الفقيه العالم صاحب الوسيلة والواسطة والرايع في الشرايع معروف با بن حمزة
الطوسي ومن
مشايخ ابن شهرآشوب .
( 5 ) الشيخ العالم النحرير المتكلم المحدث الفهامة صاحب معارف الحقايق وعيون
المحاسن ومناقب
الطاهرين وكامل البهائي ، ذكر في بعض تصنيفاته مناظرته مع أهل بروجرد في تنزيه
الله تعالى
من التشبيه وانتقاله من قم إلى أصفهان بأمر الوزير بهاء الدين وأقام فيها سبعة
أشهر ولم نعلم
تاريخ وفاته وموضع قبره .
‹ صفحه 447 ›
ونصير الدين الطوسي ، صاحب التصانيف الريقة التي منها كامل السقيفة ،
المشتهر بالكامل البهائي ، الذي صنفه لبهاء الدين محمد بن الوزير شمس الدين
محمد الجويني ، صاحب الديوان في دولة السلطان هلاكو خان ، صرح بالنسبة
في كتابه مناقب الطاهرين ( 1 ) ، حدثني بذلك بعض الأفاضل من السادة من
العلماء المعاصرين - أطال الله بقاه - ، وأشار إلى ذلك أيضا النحرير المتتبع
الميرزا عبد الله في موضع من رياض العلماء ، واحتمل وقال في الفصل
الخامس من القسم الأول في ذكر الكتب المجهولة : ( ومنها كتاب ثاقب
المناقب وعندنا منه نسخة وهو من أحسن كتب المناقب وأخصرها ، ولم أعلم
مؤلفه ولكن كان عصره قريبا من عصر الشيخ ، فلاحظ ، وفي هذا الكتاب
قد يروي عن شيخه أبي جعفر محمد بن الحسين بن جعفر الشوهاني بمشهد الرضا
عليه السلام ، وعلى هذا لا يبعد أن يكون هذا الكتاب لابن شهرآشوب ، لأنه
ممن يروي عنه ، أو هو لواحد من علماء معاصرين لابن شهرآشوب ، كالشيخ
منتحب الدين وغيره ، وبالجملة هو لبعض تلامذة محمد بن الحسين الشوهاني
المعروف - انتهى ) ( 2 ) ، وبعد تصريح صاحب الكامل ، مع قرب عصره من
عصر المصنف لا يخفى ضعف ما ذكره من الاحتمال - ، عن سلمان الفارسي
قال : ( كان بين رجل من شيعة علي عليه السلام وبين رجل آخر من شيعة غيره
اختلاف ، فاختصما إلى ذلك الغير ، فمال مع شيعته على شيعة علي ، فشكى
إلى أمير المؤمنين عليه السلام صاحبه ، فذهب عليه السلام وقال : ألم أنهك أن يكون
بينك وبين شيعتي عمل ؟ قال سلمان : قال لي ذلك الغير : يا سلمان ! فلما
سمعت منه خفت من هيبته وشجاعته وفي يده قوس عربية ، فما شبهته إلا
بموسى بن عمران ، وقوسه بعصاه ، وفتح فاه ليبلعه حتى قال له : يا علي ! بحق
أخيك رسول الله إلا عفوت عني ، فرده ) ( 3 ) .
00000000000000000000
( 1 ) مناقب الطاهرين ، فصل المعجزات : 42 .
( 2 ) رياض العلماء 6 : 48 .
( 3 ) مخطوط ، عنه مدينة المعاجز : 79 .
‹ صفحه 448 ›
وفي مدينة المعجزات في الباب الثامن والستين عن سلمان ( الفارسي
رضي الله عنه ) قال : ( كنت يوما جالسا عند مولينا أمير المؤمنين عليه السلام بأرض
قفراء ، فرأى دراجا فكلمه ( عليه السلام ) فقال ( له ) : منذ كم أنت كنت ( 1 ) في
هذه البرية ومن أين مطعمك ومشربك ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ! منذ
أربعمائة سنة أنا في هذه البرية ومطعمي ومشربي إذا جعت فأصلي عليكم
فأشبع وإذا عطشت فادعو على ظالميكم فأروى ، قلت : يا أمير المؤمنين !
( صلوات الله وسلامه عليك ) هذا شئ عجيب ، ما أعطي منطق الطير إلا
لسليمان بن داود ( عليه السلام ) ، فقال ( عليه السلام ) : يا سلمان ! أما علمت
أني
أعطيت سليمان ذلك ، يا سلمان ! أتريد أن أريك شيئا أعجب من هذا ؟
قلت : بلى يا أمير المؤمنين ويا خليفة رسول رب العالمين ، قال : فرفع رأسه إلى
الهواء وقال : يا طاووس اهبط * فهبط ، ثم قال : يا صقر اهبط ، فهبط ، ثم
قال : يا باز اهبط ، فهبط ، ثم قال : يا غراب اهبط ، فهبط ، ثم قال : يا سلمان !
اذبحهم وانتف ريشهم وقطعهم إربا إربا واخلط لحومهم ، ففعلت ( ك ) - ما
أمرني مولاي وتحيرت في أمره ثم التفت إلي وقال : ما تقول ؟ فقلت :
يا مولاي ! أطيار تطير في الهواء لم أعرف لهم ذنبا أمرتني بذبحهم ؟ قال :
يا سلمان ! أتريد أن أحييها الساعة ؟ قلت : نعم يا أمير المؤمنين ، فنظر إليها
شزرا وقال : طيري بقدرة الله ، فطارت الطيور جميعا بإذن الله تعالى ، ( قال : )
فتعجبت من ذلك وقلت : يا مولاي ! هذا أمر عظيم ، قال : يا سلمان !
لا تعجب من أمر الله فإنه قادر على ما يشاء فعال لما يريد ، يا سلمان ! إياك أن
يحول بوهمك شئ ( 2 ) ، أنا عبد الله وخليفته ، أمري أمره ونهيي نهيه وقدرتي قدرته
وقوتي قوته ) ( 3 ) .
وفي الباب التاسع عشر وأربعمائة من الكتاب المذكور عن البرسي ،
0000000000000000000
( 1 ) في المصدر : مذ كنت أنت ، من أربعمأة .
( 2 ) في المصدر : تحول بوهمك شيئا .
( 3 ) مدينة المعاجز : 40 .
‹ صفحه 449 ›
( بالإسناد ) يرفعه إلى سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه قال : ( كنا عند رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم إذ دخل أعرابي ، فوقف وسلم ( علينا ) ، فرددنا عليه (
السلام ) ،
فقال : أيكم بدر التمام ومصباح الظلام محمد رسول الملك العلام ، هذا هو
الصبيح الوجه ، قال : نعم يا أخا العرب اجلس ، فقال ( له ) : يا محمد ! آمنت
بك ولم أرك وصدقتك قبل ( أن ) ألقاك غير أنه بلغني عنك أمر ، قال :
وأي شئ هو الذي بلغك عني ؟ ( ف ) - قال : دعوتنا إلى شهادة أن لا إله إلا
الله وأنك محمد رسول الله فأجبناك ، ثم لم ترض عنا حتى دعوتنا إلى موالاة ابن عمك
علي بن أبي طالب ( عليه السلام ومحبته ) ، أأنت فرضته من الأرض أم الله تعالى
افترضه من السماء ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : بل الله افترضه على أهل
السماوات والأرض ، فلما سمع الأعرابي كلامه قال : سمعا وطاعة لما أمرتنا
يا نبي الله ، إنه الحق من عند ربنا ، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : يا أخا
العرب ! أعطي علي خمس خصال ، فواحدة منهن خير من الدنيا وما فيها ،
ألا أنبئك بها يا أخا العرب ؟ قال : بلى يا رسول الله ، قال : يا أخا
العرب ! كنت جالسا يوم بدر وقد انقضت عنا الغزاة ، فهبط جبرئيل
( عليه السلام ) وقال لي : إن الله يقرئك السلام ويقول لك : يا محمد ! آليت على
نفسي وأقسمت علي بي إني ألهم حب علي من أحببته ، أنا ، فمن أحببته
ألهمته حب علي ومن أبغضته ألهمته بغض علي ، ثم قال : يا أخا
العرب ! ألا أنبئك بالثانية ؟ قال : بلى يا رسول الله ، فقال : كنت
جالسا بعدما فرغت من جهاز عمي حمزة إذ هبط علي جبرئيل ( عليه السلام )
وهو يقول ( 1 ) : يا محمد ! إن الله يقرئك السلام ويقول لك : ( قد ) افترضت
الصلاة ووضعتها عن المعتل وفرضت الزكاة وضعتها عن المعدم وفرضت حب
علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) على أهل السماوات والأرض ، فلم أعط فيه
رخصة .
000000000000000000
( 1 ) في المصدر : فقال .
‹ صفحه 450 ›
ثم قال : يا أعرابي ! ألا أنبئك بالثالثة ؟ قال : بلى يا رسول الله ، قال
( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ما خلق الله خلقا إلا وجعل لهم سيدا ، فالنسر سيد
الطيور ، والثور سيد البهائم ، والأسد سيد السباع ، والجمعة سيد الأيام ،
و ( شهر ) رمضان سيد الشهور ، وإسرافيل سيد الملائكة ، وآدم سيد البشر ،
وأنا سيد الأنبياء وعلي سيد الأوصياء ، ثم قال صلى الله عليه وآله ، ألا أنبئك
يا أخا العرب بالرابعة ؟ قال : بلى يا رسول الله ، قال : حب علي ( بن
أبي طالب ) عليه السلام شجرة أصلها في الجنة وأغصانها في الدنيا ، فمن تعلق بها في
الدنيا أدته إلى الجنة ، ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم : ألا أنبئك بالخامسة ؟
قال :
بلى يا رسول الله ، ( ف ) - قال : إذا كان يوم القيامة نصب لي منبرا على يمين
العرش ثم ينصب لإبراهيم منبرا يحاذي منبري عن يمين العرش ، ثم يؤتي
بكرسي عال زاهر ، يعرف بكرسي الكرامة فينصب بينهما وأنا علي منبري
وإبراهيم ( عليه السلام ) على منبره وابن عمي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) على
كرسي الكرامة فما رأت عيناي أحسن من خليلين ، ثم قال صلى الله عليه وآله
وسلم : يا أعرابي ! أحب عليا ( يا أعرابي ) ، ( فإن ) حب علي حق وإن الله تعالى
يحب محبه ، علي معي في قصر واحد ، فعند ذلك قال الأعرابي : سمعا وطاعة لله
ولرسوله ولابن عمك ( علي ) عليه السلام ) ( 1 ) ، ورواه أسعد بن إبراهيم الإربلي
الحنبلي في أربعينه وهو الرابع عشر منه ، ورواه الكراجكي في كنز الفوايد ( 2 )
مع تغيير ونقصان فيه ، ومثله الشيخ حسن بن سليمان الحلي في المحتضر .
وروى عماد الدين أبو جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري في الجزء
الثاني من بشارة المصطفى عن شيخه العالم أبي محمد الحسن بن الحسين ، عن
عمه محمد بن الحسن ، عن أبيه الحسن ، عن عمه أبي جعفر محمد بن
علي بن ( الحسين بن ) بابويه ، قال : حدثنا أبي ( رضي الله عنه ) ، قال :
حدثنا سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن
حمزة بن حمران ، عن حمران بن أعين ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين
000000000000000000
( 1 ) مدينة المعاجز : 150 ، الروضة : 26 ،
الفضائل : 147 ، كنز الفوايد 2 : 327 .
( 2 ) مدينة المعاجز : 150 ، الروضة : 26 ، الفضائل : 147 ، كنز الفوايد 2 : 327 .
‹ صفحه 451 ›
عليهما السلام قال : ( قال سلمان الفارسي رحمه الله
: كنت ذات يوم جالسا عند
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ أقبل علي بن أبي طالب عليه السلام فقال :
ألا
أبشرك يا علي ؟ قال : بلى يا رسول الله ، قال : هذا حبيبي جبرئيل يخبرني
عن الله عز وجل إنه قد أعطى محبيك وشيعتك سبع خصال : الرفق عند
الموت ، والإنس عند الوحشة ، والنور عند الظلمة ، والأمن عند الفزع ،
والقسط عند الميزان ، والجواز على الصراط ، ودخول الجنة قبل ساير الناس
من الأمم بثمانين عاما ( 1 ) ، ورواه الصدوق ( 2 ) في المجلس الثالث والخمسين
عن أبيه مثله .
وفيه عن أبي علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( 3 ) ، عن والده
السعيد ، عن أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ، قال : أخبرنا أبو بكر
محمد بن عمر الجعاني ، قال : حدثنا أبو الحسن علي بن سعيد المقري ، قال :
حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن أبي هاشم ، قال : حدثنا يحيى بن الحسين ، عن
سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباته ، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال :
( سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : يا معاشر المهاجرين والأنصار !
ألا أدلكم على ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا ؟ قالوا : بلى
يا رسول الله ، قال : هذا علي أخي ووزيري ووارثي وخليفتي إمامكم ) ، فأحبوه
لحبي وأكرموه لكرامتي ، فإن جبرئيل أمرني أن أقول لكم ما قلت ) ( 4 ) ، ورواه
في الجزء الرابع أيضا عن شيخه محمد بن علي بن عبد الصمد ، عن أبيه ، عن
جده ، عن الصدوق ، عن أبيه ، عن عبد الله بن الحسن المؤدب ، عن أحمد بن
علي الإصفهاني ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن عبد الرحمن - إلى آخر
00000000000000000
( 1 ) بشارة المصطفى ، الجزء الثاني : 55 .
( 2 ) أمالي الصدوق : 276 .
( 3 ) الشيخ الثقة الجليل الفقيه يوجد ترجمته في كتب تراجم الأصحاب مشفوعا
بالتبجيل والإكبار ،
تلمذ عليه جماعة كثيرة من أعيان الأفاضل وإليه ينتهي كثير من طرق الإجازات إلى
المؤلفات القديمة
والروايات .
( 4 ) بشارة المصطفى ، الجزء الثاني : 109 .
‹ صفحه 452 ›
ما مر ( 1 ) ، ورواه الصدوق في المجلس الثاني والسبعين من الأمالي ( 2 ) عن عبد
الله
مثله .
وفي الجزء الرابع منه عن شيخه محمد بن علي بن عبد الصمد ، عن
أبيه ، عن جده ، عن الصدوق ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله ، حدثنا
الحسن بن سفيان ، حدثنا حميد بن قتيبة ، حدثنا خلد بن مخلد ، حدثنا عمير بن
عريجه ( 3 ) ، عن النعمان الأرذي ، عن سلمان قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه
وآله
وسلم : لا يؤمن رجل حتى يحب أهل بيتي وحتى يدع المراء وهو محق ، فقال
عمر بن الخطاب : ما علامة حب أهل بيتك ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم : هذا -
وضرب بيده على علي بن أبي طالب عليه السلام - ) ( 4 ) .
وفيه بهذا الإسناد ، قال : حدثنا إبراهيم بن أحمد الرحاي ، حدثنا
( أبو ) بكر بن أبي داود ، حدثنا هلال بن بشر ، حدثنا عبد الملك بن موسى ، عن
أبي هاشم صاحب الرماني ، ( عن زاذان ، ) عن سلمان ( الفارسي ) ( رضي الله عنه )
قال : ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي ( عليه السلام ) : محبك
محبي ومبغضك مبغضي ) ( 5 ) .
وروى الصدوق في المجلس الرابع من الأمالي عن أبيه ، قال : حدثنا
عبد الله بن الحسن المؤدب ، عن أحمد بن علي الإصفهاني ، عن إبراهيم بن محمد
الثقفي ، قال : حدثنا مخول بن إبراهيم ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن الأسود
اليشكري ، عن محمد بن عبيد الله ، عن سلمان الفارسي ( رضي الله عنه ) قال :
( سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من وصيك من أمتك ، فإنه لم يبعث
نبي إلا كان له وصي من أمته ؟ فقال ( له ) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لم
يبين لي بعد ، فمكثت ما شاء الله أن أمكث ، ثم دخلت المسجد فناداني
000000000000000000
( 1 ) بشارة المصطفى : 164 .
( 2 ) أمالي الصدوق : 385 .
( 3 ) في المصدر : حميد بن قتيبة بن خالد بن مخلد ، حدثنا عمير بن عرفجة .
( 4 ) بشارة المصطفى : 154 .
( 5 ) المصدر السابق : 158 .
‹ صفحه 453 ›
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا سلمان ! سألتني عن وصيي من أمتي ،
فهل تدري من كان وصي موسى من أمته ؟ فقلت : كان وصيه يوشع بن نون
فتاه ، قال : فهل تدري لم كان أوصى إليه ؟ ( ف ) - قلت : الله ورسوله أعلم ،
قال : أوصى إليه لأنه كان أعلم أمته بعده ، ووصيي أعلم أمتي من بعدي
علي بن أبي طالب عليه السلام ) ( 1 ) .
وفيه في المجلس الخامس والخمسين عن عبد الله بن محمد الصايغ ،
قال حدثنا إبراهيم بن زندبيل ( 2 ) ، قال : حدثنا الحكم بن سليمان الجبلي
أبو محمد ، قال : حدثنا علي بن هاشم ، عن مطير بن ميمون ، أنه سمع أنس بن مالك
يقول : ( حدثني سلمان الفارسي إنه سمع ( 3 ) نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم
يقول :
إن أخي ووزيري وخير من أخلفه بعدي علي بن أبي طالب ) ( 4 ) ، ورواه في
كشف الغمة ( 5 ) عن كتاب المناقب لابن مردويه الحافظ .
وفي علل الشرايع عن أبيه ، قال : حدثنا محمد بن أبي القاسم ، عن
محمد بن علي الكوفي ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم ، عن الهيثم بن واقد
عن مقرن ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ( سئل سلمان رضي الله عنه عليا صلوات
الله
عليه عن رزق الولد في بطن أمه ، فقال : إن الله تبارك وتعالى حبس عليه
الحيضة فجعلها رزقه من بطن أمه ) ( 6 ) .
وروى فيه أيضا عن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ، قال : حدثنا
منصور بن عبد الله ابن إبراهيم الإصبهاني ، قال : حدثنا علي بن عبد الله
الإسكندراني ، قال : حدثنا سعد بن عثمان ، قال : حدثنا محمد بن أبي القاسم ،
0000000000000000000
( 1 ) أمالي الصدوق : 21 .
( 2 ) في المصدر : إبراهيم بن ريزيل .
( 3 ) في المصدر : حدثني سلمان الفارسي إن نبي الله .
( 4 ) أمالي الصدوق : 284 ، المناقب للخوارزمي : 62 .
( 5 ) كشف الغمة 1 : 157 .
( 6 ) علل الشرايع : 2 - 291 .
‹ صفحه 454 ›
قال : حدثنا عباد بن يعقوب ، قال : أخبرنا علي بن هاشم ، عن ناصح بن
عبد الله ، عن سماك بن حرب ، عن أبي سعيد الخدري قال : ( قال سلمان : يا
نبي الله ! إن لكل نبي وصيا فمن وصيك ؟ قال : فسكت عني فلما كان بعد
( غد ) ، رآني عن بعيد فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : يا سلمان ! قلت : لبيك
،
وأسرعت إليه فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : تعلم من كان وصي موسى ؟
قلت : يوشع بن نون ، ثم قال : ذاك لأنه يومئذ خيرهم وأعلمهم ، ثم قال :
وإني أشهد اليوم أن عليا خيرهم وأفضلهم وهو وليي ووصيي ووارثي ) ( 1 ) .
وروى الشيخ الجليل فخر الدين ابن طريح النجفي في الباب الأول
من المجلس السابع من كتابه المنتخب عن سلمان الفارسي قال : ( أهدي
إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قطف من العنب في غير أوانه ، فقال لي :
يا سلمان ! ائتيني بولدي الحسن والحسين ليأكلا معي من هذا العنب ، قال
سلمان الفارسي : فذهبت أطرق عليهما منزل أمهما فلم أرهما ، فأتيت منزل
أختهما أم كلثوم فلم أرهما ، فجئت فخبرت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بذلك ،
فاضطرب ووثب قائما وهو يقول : وا ولداه ، واقرة عيناه ، من يرشدني عليهما فله
على الله الجنة ، فنزل جبرئيل من السماء ( و ) قال : يا محمد ! مم
هذا ( 2 ) الانزعاج ؟ فقال : على ولدي الحسن والحسين فإني خائف عليهما
من كيد اليهود ، فقال جبرئيل : يا محمد ! ( بل ) خف عليهما من
كيد المنافقين فإن كيدهم أشد من كيد اليهود ، واعلم يا محمد ، أن ابنيك
الحسن والحسين نائمان في حديقة أبي الدحداح ، فسار ( النبي صلى الله عليه وآله
وسلم ) من وقته وساعته إلى الحديقة وأنا معه ، حتى دخلنا الحديقة فإذا
هما نائمان وقد اعتنق أحدهما الآخر ، وثعبان في فيه طاقة ريحان يروح بها
وجهيهما ، فلما رأى الثعبان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ألقى ما كان في فيه
وقال :
السلام عليك يا رسول الله لست أنا ثعبانا ولكني ملك من ملائكة ( الله )
0000000000000000
( 1 ) علل الشرايع : 469 .
( 2 ) في المصدر : علام هذا .
‹ صفحه 455 ›
الكروبيين غفلت عن ذكر ربي طرفة عين ، فغضب علي ربي
ومسخني
ثعبانا كما ترى ، وطردني من السماء إلى الأرض ولي منذ سنين كثيرة أقصد
كريما على الله فأسئله أن يشفع لي عند ربي ، عسى أن يرحمني ويعيدني ملكا
كما كنت أولا إنه على كل شئ قدير ، قال : فجثى النبي صلى الله عليه وآله وسلم
يقبلهما حتى استيقظا ، فجلسا على ركبتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال لهما
النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : انظرا ( يا ولدي إلى هذا المسكين ، فقالا :
من هذا يا
جدنا ، فقد خفنا من قبح منظره ؟ فقال : ) يا ولدي ! هذا ملك من ملائكة
( الله ) الكروبيين قد غفل من ذكر ربه طرفة عين فجعله ( الله ) هكذا ، وأنا
مستشفع إلى الله بكما فاشفعا له ، فوثب الحسن والحسين عليهما السلام فأسبغا
الوضوء وصليا ركعتين وقالا : اللهم بحق جدنا الجليل الحبيب محمد المصطفى
وبأبينا علي المرتضى وبأمنا فاطمة الزهراء إلا ما رددته إلى حالته الأولى ،
قال : فما استتم دعائهما وإذا بجبرئيل قد نزل من السماء في رهط من الملائكة
وبشر ذلك ( الملك ) برضى الله ( تعالى ) عليه وبرده إلى سيرته الأولى ، ثم
ارتفعوا به إلى السماء وهم يسبحون الله تعالى ، ثم رجع جبرئيل ( عليه السلام ) إلى
النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو متبسم فقال : يا رسول الله ! إن ذلك الملك
يفتخر
على ملائكة سبع سماوات ويقول لهم : من مثلي وأنا في شفاعة السيدين
السبطين ( الحسن والحسين عليهما السلام ) ( 1 ) .
وفيه في الباب الثاني من المجلس الثامن عن سلمان الفارسي ( أنه )
قال : ( كان سيدنا أمير المؤمنين عليه السلام يحدثنا كثيرا بالأشياء ( و )
المغيبات
التي تحدث على مرور السنين والأوقات ، وأنه كان يوم الجمعة ( يخطب ) على
منبره في جامع الكوفة فقال في خطبته : أيها الناس ! سلوني قبل أن تفقدوني ،
فوالله لا تسألوني عن فئة تضل مائة وتهدي مائة ، إلا أنبئتكم بناعقها وسايقها
إلى يوم القيامة ؟ قال : فقام إليه رجل فاجر فاسق وقال له : يا علي ! أخبرني
كم في رأسي ولحيتي من طاقة شعر ؟ فقال عليه السلام له : ( والله ) لقد أخبرني
00000000000000000
( 1 ) المنتخب للطريحي 2 : 1 - 260 ، بحار
الأنوار 43 : 4 - 313 .
‹ صفحه 456 ›
بسؤالك هذا ابن عمي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ونبأني بما سألت عنه
وإن على كل طاقة من شعر رأسك ولحيتك شيطانا يغويك ويستفزك ، وإن
على كل شعرة في بدنك شيطانا يلعنك ويلعن ولدك ونسلك ، وإن لك
ولدا ( رجسا ) ملعونا يقتل ولدي الحسين ابن بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله
وسلم ) ، وأنت وولدك بريئان من الإيمان ولولا أن الذي سئلتني ( عنه ) يعسر
برهانه لأخبرتك به ولكن حسبك فيما نبأتك به من لعنتك ورجسك وولدك
الملعون الذي يقتل ولدي ومهجة قلبي الحسين ، قال : وكان له ولد صغير في
ذلك الوقت ، فلما نشأ وكبر وكان من أمر الحسين ( عليه السلام ) ماكن ، نمى
الصبي وكبر ( 1 ) وتولى قتل الحسين عليه السلام ، وقيل : إن ذلك الصبي كان
اسمه خولي بن يزيد الأصبحي ، وهو الذي طعن الحسين ( عليه السلام ) برمحه ،
فخرج السنان من ظهره فسقط الحسين ( عليه السلام ) على وجهه يخور في دمه
ويشكو إلى ربه ، ألا لعنة الله على قاتليه ( 2 ) . ) ( 3 )
وفيه في الباب الثاني من المجلس الحادي عشر عن سلمان الفارسي
رضي الله عنه قال : ( كنت يوما عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فبدأ بذم
الدنيا ، فقال : يا سلمان ! قال الله عز وجل : ما خلقت خلقا أبغض علي من
الدنيا ، ثم قال : يا سلمان ! ألا أريك الدنيا وما فيها ؟
قلت : بلى يا رسول الله ، فأخذ بيدي وأتى إلى مزبلة من مزابل المدينة ، فإذا
فيها خرق كثيرة ( وخزف ) وعظام ( وعذرات ) وقذارات كثيرة ، فقال لي :
يا سلمان ! هذه الدنيا وما فيها ، وعلى هذا يحرص الناس ، وهذه العذرات
ألوان أطعمتهم التي اكتسبوها من الحرام والحلال ، ثم قذفوها من بطونهم ،
وهذه الخرق البالية كانت زينتهم ولباسهم ، فأصبحت الرياح تصفقها يمينا
وشمالا ، وهذه العظام عظام دوابهم وأنعامهم وأغنامهم التي كانوا
00000000000000000
( 1 ) في المصدر : تجبر .
( 2 ) في المصدر : ألا لعنة الله على القوم الظالمين .
( 3 ) المنتخب : 1 : 6 - 165 .
‹ صفحه 457 ›
يتشاجرون عليها ، وهذه الخزف ( كانت ) أوانيهم التي ( كانوا ) يأكلون ويشربون
( فيها ) ، فهذه الدنيا وهذه منتهاها ، فمن ركن إليها ندم ومن تجنب عنها غنم
( وسلم ) ( 1 ) .
وروى علي بن إبراهيم في تفسيره عن أبيه ، عن وكيع ، عن
الأعمش ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي صادق ، عن الأحوص ، عن سلمان
الفارسي رضي الله عنه قال : ( بينما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالس في
أصحابه
إذ قال : أنه يدخل عليكم الساعة شبيه عيسى بن مريم ، فخرج بعض من
كان جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليكون هو الداخل ، فدخل
علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقال الرجل لبعض أصحابه : أما يرضى محمد أن
فضل عليا علينا حتى يشبهه ( ب ) - عيسى بن مريم ، والله لإلهتنا التي كنا
نعبدها في الجاهلية أفضل منه ، فأنزل الله في ذلك المجلس : ( ولما ضرب ابن
مريم مثلا إذا قومك منه يضجون ) فحرفوها : يصدون ، ( وقالوا آلهتنا خير أم هو ما
ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون ، إن هو إلا ( علي ) ( 2 ) عبد أنعمنا عليه
وجعلناه
مثلا لبني إسرائيل ) ، فمحى اسمه عن هذا الموضع ، ثم ذكر الله خطر أمير المؤمنين
عليه السلام وعظم شأنه عنده تعالى فقال : ( وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها
واتبعون ) ( 2 ) هذا صراط مستقيم ) ( 3 ) يعني أمير المؤمنين عليه السلام ) ( 4 )
.
وفي كشف الغمة من كتاب المسترشد عن سلمان الفارسي رضي الله
عنه قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : خير هذه الأمة بعدي ، أولها
إسلاما علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ( 5 ) .
وفيه من مناقب الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه ، عن
سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن
)
000000000000000000
( 1 ) المنتخب 2 : 237 .
( 2 ) ليس في المصدر .
( 3 ) الزخرف : 62 - 58 .
( 4 ) تفسير القمي 2 : 285 .
( 5 ) كشف الغمة 1 : 87 عن المسترشد باب ثبت الفضل لمن له الفضل : 47 .
‹ صفحه 458 ›
علي بن أبي طالب خير من أخلف بعدي ) ( 1 ) .
ومنه عن أبي سعيد الخدري قال : ( قال سلمان : رآني رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم فناداني فقلت : لبيك ( يا رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ) ،
قال : أشهدك اليوم أن علي بن أبي طالب خيرهم وأفضلهم ) ( 2 ) .
ومنه عن أبي سعيد الخدري ، عن سلمان رضي الله عنه قال : ( قلت :
يا رسول الله ! ( إن ) لكل نبي وصي فمن وصيك ؟ فسكت عني ، فلما كان
بعد ، رآني فقال : يا سلمان ، ( فأسرعت إليه ) فقلت : لبيك ، فقال : ( صلى الله
عليه وآله وسلم ) : تعلم من وصي موسى ؟ قلت : نعم ، يوشع بن نون ، قال : لم ؟
قلت : لأنه كان أعلمهم يومئذ ، قال : فإن وصيي وموضع سري وخير من
أترك ( 3 ) بعدي ، ينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب عليه السلام ) ( 4 ) ،
ورواه عن الغر الحنبلي قريبا منه ( 5 ) ، وقد مر من العمدة وأمالي الصدوق قريبا
من ذلك .
وفيه عن صديقه الغر المحدث الحنبلي مرفوعا عن أنس ، عن سلمان
قال : ( قلت : يا رسول الله ! عمن نأخذ بعدك وبمن نثق ؟ قال : فسكت
صلى الله عليه وآله وسلم ، عني حتى سئلت عشرا ، ثم قال ( لي ) : يا سلمان ! إن
وصيي وخليفتي وأخي ووزيري وخير من أخلفه بعدي علي بن أبي طالب ،
يؤدي عني وينجز موعدي ) ( 6 ) ، ورواه في غاية المرام مرسلا عن سفيان
الثوري ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن سلمان من قوله : ( إن وصيي - الخ ) ( 7 ) .
وفي إيضاح دفائن النواصب لمحمد بن أحمد بن شاذان ، المشتمل على
مأة منقبة ، السادس والثلاثون عن الأصبغ قال : ( سئل سلمان الفارسي
رضي الله عنه عن علي بن أبي طالب وفاطمة صلوات الله عليهما ، فقال ( سلمان ) :
سمعت
00000000000000000000
( 1 ) كشف الغمة 1 : 156 .
( 2 ) كشف الغمة 1 : 156 .
( 3 ) في المصدر : احلف ( خ ل ) .
( 4 ) كشف الغمة 1 : 157 ، وأيضا إرشاد القلوب 2 : 236 .
( 5 ) كشف الغمة 1 : 157 ، وأيضا إرشاد القلوب 2 : 236 .
( 6 ) كشف الغمة 1 : 157 .
( 7 ) غاية المرام في حجة الخصام عن طريق الخاص والعام ، الباب الرابع عشر : 70 .
‹ صفحه 459 ›
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : عليكم
بعلي بن أبي طالب فإنه مولاكم
فأحبوه ، وكبيركم فاتبعوه ، وعالمكم فأكرموه ، وقائدكم إلى الجنة فعزروه ( 1 ) ،
وإذا دعاكم فأجيبوه ، فإذا أمركم فأطيعوه ، وأحبوه بحبي وأكرموه بكرامتي ،
ما قلت لكم ( في علي ) إلا ما أمرني ( به ) ربي جلت عظمته ) ( 2 ) ، ورواه في
غاية المرام عن الحمويني ، عن ابن شاذان ، عن يزيد ، عن محمد بن الحسن بن
علي العاصمي ، عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، عن جعفر بن سليمان
الضبعي ، عن سعد بن ظريف ، عن الأصبغ - الخ ) ( 3 ) .
وروى الشيخ في الجزء السادس من أماليه عن محمد بن محمد ،
أخبرنا محمد بن أحمد بن عبيد الله المنصوري إجازة ، قال : حثنا أبو المفضل
محمود بن محمد ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد ، قال : حدثنا إسماعيل بن
أبان ، قال : حدثنا الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن زاذان ، عن سلمان
رضي الله عنه قال : ( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على النصح
للمسلمين
والايتمام بعلي بن أبي طالب والموالاة له ) ( 4 ) .
وفي ثاقب المناقب عن زاذان ، عن سلمان قال : ( أتيت ذات يوم
منزل فاطمة عليها السلام فوجدتها نائمة قد تغطت بعبائها ، ونظرت إلى قدر منصوبة
بين يديها تغلي بغير نار ، فانصرفت مبادرا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
، فلما
أبصرني ضحك ثم قال : يا أبا عبد الله أعجبك ما رأيت من حال ابنتي فاطمة ؟
قلت : نعم يا رسول الله ، فقال صلى الله عليه وآله : تعجب من أمر الله ، إن الله
تبارك
وتعالى علم ضعف ابنتي فاطمة فأيدها بمن يعينها على دهرها من كرام
ملائكته ) ( 5 ) .
وفي بعض كتب المناقب عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال :
0000000000000000000
( 1 ) من التعزير أي التوقير والتعظيم ، وفي
نسخة بدل المصدر : فعززوه بمعنى قووه وشدوا أزره .
( 2 ) مائة منقبة ( إيضاح دفائن النواصب ) : 63 .
( 3 ) غاية المرام ، الباب 26 : 208 .
( 4 ) أمالي الطوسي 1 ، الجزء السادس : 155 .
( 5 ) الثاقب في المناقب ، باب الثاني ، مخطوط : 235 .