‹ صفحه 518 ›
وفي البحار عن العياشي ، عن زيد الشحام قال : ( سئل أبو عبد الله
عليه السلام عن عذاب القبر ، قال : إن أبا جعفر عليه السلام حدثنا أن رجلا أتى
سلمان الفارسي فقال : حدثني ، فسكت عنه ، ثم عاد فسكت ، فأدبر الرجل
وهو يقول ويتلو هذه الآية : ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من
بعد ما بيناه للناس في الكتاب ) ( 1 ) ، فقال له : أقبل ، إنا لو وجدنا أمينا
لحدثناه ،
ولكن أعد لمنكر ونكير ( 2 ) إذ أتياك في قبرك ( 3 ) ، فسألاك عن رسول الله صلى
الله
عليه وآله وسلم ، فإن شككت أو التويت ضرباك على رأسك بمطرقة ( 4 ) معهما تصير
( منه ) رمادا ، قال : فقلت : ثم مه ؟ قال : تعود ، ثم تعذب ، قلت : وما منكر
ونكير ؟ قال : هما قعيدا القبر ، قلت : أملكان يعذبان الناس في قبورهم ؟
( ف ) - قال : نعم ) ( 5 ) .
وعن كتاب زهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأبي جعفر أحمد القمي أنه :
( لما نزلت هذه الآية على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( وإن جهنم لموعدهم
أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب - الآية ) ( 6 ) ، بكى النبي صلى الله عليه وآله
وسلم بكاء
شديدا وبكت أصحابه ( 7 ) لبكائه ، ولم يدروا ما نزل به جبرئيل ( عليه السلام ) ولم
يستطع أحد من أصحابه ( 7 ) أن يكلمه ، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا رأى
فاطمة عليها السلام فرح بها ، فانطلق بعض أصحابه إلى باب بيتها فوجد بين يديها
شعيرا وهي تطحنه وتقول : وما عند الله خير وأبقى ، فسلم عليها وأخبرها بخبر
النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبكائه ، فنهضت والتفت بشملة لها خلقة قد خيطت
اثنا عشر مكانا بسعف ( 8 ) النخل ، فلما خرجت نطر سلمان الفارسي إلى الشملة
000000000000000000
( 1 ) البقرة : 159 .
( 2 ) أي هيأ لمسألتهما .
( 3 ) في المصدر : القبر .
( 4 ) المطرقة : آلة من حديد ونحوه يضرب بها الحديد ونحوه .
( 5 ) البحار 6 : 235 ، تفسير العياشي 1 : 138 .
( 6 ) الحجر : 43 .
( 7 ) في البحار في الموضعين : صحابته .
( 8 ) سعف - بالتحريك - جريدة النخل .
‹ صفحه 519 ›
وبكى وقال : وا حزناه ، إن قيصر وكسرى لفي السندس والحرير ، وابنة محمد
صلى الله عليه وآله وسلم عليها شملة صوف خلقة قد خيطت في اثني عشر مكانا ، فلما
دخلت فاطمة ( عليها السلام ) على النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت : يا رسول
الله ! إن
سلمان تعجب من لباسي ، فوالذي بعثك بالحق ما لي ولعلي منذ خمس سنين
إلا مسك ( 1 ) كبش ، نعلف ( 2 ) عليها بالنهار بعيرنا فإذا كان الليل افترشناه ،
وإن مرفقتنا لمن أدم حشوها ليف ( 3 ) ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
يا سلمان ! ( إن ) ابنتي لفي الخيل السوابق ، ثم قالت : يا أبت ! فديتك ما
الذي أبكاك ؟ فذكر لها ما نزل به جبرئيل من الآيتين المتقدمتين ، قال :
فسقطت فاطمة عليها السلام على وجهها وهي تقول : الويل ثم الويل لمن دخل
النار ، فسمع سلمان فقال : يا ليتني كنت كبشا لأهلي فأكلوا لحمي ومزقوا
جلدي ولم أسمع بذكر النار ! وقال أبو ذر : يا ليت أمي كانت عاقرا ولم
تلدني ولم أسمع بذكر النار ! وقال عمار : يا ليتني كنت طائرا في القفار ( 4 ) ولم
يكن علي حساب ولا عقاب ولم أسمع بذكر النار ! فقال علي عليه السلام :
يا ليت السباع مزقت لحمي وليت أمي لم تلدني ولم أسمع بذكر النار ! ثم
وضع علي عليه السلام يده على رأسه وجعل يبكي ويقول : وا بعد سفراه ! وا قلة
زاداه ! في سفر القيامة يذهبون ، وفي النار يترددون ، وبكلاليب ( 5 ) النار
يتخطفون ( 6 ) ، مرضى لا يعاد سقيمهم ، وجرحى لا يداوى جريحهم ، وأسرى
لا يفك أسيرهم ، من النار يأكلون ومنها يشربون ، وبين أطباقها يتقلبون ،
وبعد لبس القطن والكتان مقطعات النار يلبسون ، وبعد معانقة الأزواج مع
الشياطين مقرنون ) ( 7 ) ، وإنما ذكرنا الخبر بتمامه لما فيه من الفوائد التي
تناسب
000000000000000000
( 1 ) المسك - بفتح الميم - الجلد .
( 2 ) في البحار : تعلف .
( 3 ) الأدم جمع الأديم : الجلد المدبوغ ، الليف : قشر النخل وما شاكله .
( 4 ) القفر من الأرض : المفازة التي لا ماء فيها ولا نبات ، والجمع قفار ( مجمع
البحرين ) .
( 5 ) الكلاليب جمع الكلاب والكلوب : حديدة معطوفة الرأس يجر بها الجمر ، تخطف
الشيء : اجتذبه
وانتزعه .
( 6 ) في الأصل : وبكاليب النار يتحلقون ، أثبتنا كما في البحار .
( 7 ) لم يطبع بعد ، عرضنا الحديث على البحار 8 : 303 بالنقل عن الدروع الواقية .
‹ صفحه 520 ›
الباب .
وروى الصدوق رحمه الله في علل الشرايع قال : حدثنا محمد بن علي
ماجيلويه ، عن ( عمه ) محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن
محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ( وقع بين
سلمان وبين رجل كلام ، فقال له : من أنت وما أنت ؟ فقال سلمان : أما
أولادي وأولادك فنطفة قذرة ، وأما أخراي وأخراك فجيفة منتنة ، فإذا كان
يوم القيامة ونصب ( - ت ) الموازين ، فمن خفت موازينه فهو اللئيم ، ومن ثقلت ( 1
)
ميزانه فهو الكريم ) ( 2 ) .
وروى الكشي عن حمدويه بن نصير ، قال : حدثني محمد بن عيسى ،
عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : ( جلس عدة من
أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ينتسبون ، وفيهم سلمان الفارسي ،
وإن عمر سأله عن نسبه وأصله ؟ فقال : أنا سلمان بن عبد الله ، كنت ضالا
فهداني ( الله ) بمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وكنت عائلا فأغناني الله
بمحمد
( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وكنت مملوكا فأعتقني الله بمحمد ( صلى الله عليه
وآله وسلم )
فهذا حسبي ( 3 ) ونسبي ، ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحدثه سلمان
وشكى إليه ما لقي من القوم وما قال لهم ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : يا
معشر قريش ! إن حسب الرجل دينه ، ومروته ( 4 ) خلقه ، وأصله عقله ، قال الله
تعالى : ( إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا ( 5 ) وقبائل لتعارفوا إن
أكرمكم
0000000000000000000
( 1 ) في المصدر : فمن خف ميزانه فهو اللئيم
ومن ثقل . . .
( 2 ) علل الشرايع 1 ، باب 184 : 276 .
( 3 ) الحسب : الشرافة ويطلق غالبا على الشرافة الحاصلة من جهة الآباء ( مرآة
العقول ) .
( 4 ) المروة - مهموزة - : الإنسانية ، مشتقة من المرء ، وقد تخفف بالقلب والادغام
.
( 5 ) الشعب : الجمع العظيم المنتسبون إلى أصل واحد وهو يجمع القبائل والقبيلة
تجمع العماير
والعمارة تجمع البطون والبطن يجمع على الأفخاذ والفخذ يجمع الفصائل ، فخزيمة شعب
وكنانة
قبيلة وقريش عمارة وقصي بطن وهاشم فخذ وعباس فصيلة .
‹ صفحه 521 ›
عند الله أتقاكم ) ( 1 ) ، يا سلمان ( 2 ) ! ليس
لأحد من هؤلاء عليك فضل إلا
بتقوى الله وإن كانت ( 3 ) التقوى لك ( عليهم ) فأنت أفضل ) ( 4 ) .
ورواه في الكافي عن علي بن إبراهيم ، عن عبد الله بن محمد بن
عيسى ، عن صفوان بن يحيى ، عن حنان قال : سمعت أبي يروي ( عن
أبي جعفر عليه السلام ) قال : ( كان سلمان - إلى آخره مع زيادة يسيرة ) ( 5 )
قلت : ومما ينسب إلى الصاحب في هذا المقام :
لعمرك ما الإنسان إلا بدينه
فلا تترك التقوى اتكالا على النسب
لقد رفع الإسلام سلمان الفارسي
وقد وضع الشرك الشريف أبا لهب
وما أقل حياء من يسأل عن نسب من هو من أبناء الملوك ، وحسب
من هو بحر لا ينزح ، ونسبه مشهور في الأفواه ( 6 ) ونظمه أبو عبد الله حسين بن
الحجاج :
0000000000000000000000
( 1 ) الحجرات : 13 .
( 2 ) أتعلم يا سلمان ( خ ل ) .
( 3 ) في المصدر : كان .
( 4 ) إختيار معرفة الرجال : 14 - 13 .
( 5 ) روضة الكافي : 181 .
( 6 ) نقل العلامة قدس سرة في كشف الحق عن الكلبي - وهو من رجال أهل السنة - من
كتاب
( المثالب ) نسبه ، وهو كما عن ابن شهرآشوب : ( إن صهاكا كانت أمة حبشية لعبد
المطلب ،
وكانت ترعى له الإبل ، فوقع عليها نفيل فجاءت بالخطاب ، ثم إن الخطاب لما بلغ
الحلم رغب في
صهاك فوقع عليها ، فجاءت بابنة فلفتها في خرقة من صوف ورمتها خوفا من مولاها في
الطريق ،
فرآها هاشم بن المغيرة مرمية فأخذها ورباها وسماها حنتمة ، فلما بلغت رآها خطاب
يوما فرغب
فيها وخطبها من هاشم ، فأنكحها إياه ، فجاءت بعمر بن الخطاب ، فكان الخطاب أبا
وجدا وخالا
لعمر ، وكانت حنتمة أما وأختا وعمة له ) . روى ابن أبي الحديد عن أبو عثمان : (
وبلغ عمر بن
الخطاب إن أناسا من رواة الأشعار وحملة الآثار يعيبون الناس ويسلبونهم في أسلافهم
فقام على
المنبر وقال : إياكم وذكر العيوب والبحث عن الأصول ، فلو قلت : لا يخرج اليوم من
هذه الأبواب
إلا من لا وصمة فيه لم يخرج منكم أحد ، فقام رجل من قريش ( وهو المهاجرين بن خالد
بن الوليد بن
المغيرة ) فقال : إذا كنت أنا وأنت يا أمير المؤمنين نخرج - كأنه عرض به - فقال :
كذبت بل كان
يقال لك : يا قين بن قين ! اقعد ) ، من أراد الاطلاع على أفعاله الجميلة على ما
نقل محبوه ومتابعوه
فليراجع إلى الأنوار النعمانية 1 : 63 - 61 .
‹ صفحه 522 ›
( من جده ، خاله ووالده
وأمه ، أخته وعمته
أجدر أن يبغض الوصي وأن
ينكر يوم الغدير بيعته ) ( 1 )
وأما حسبه : فقد كان خطابا في الجاهلية - كما نقل عن بن عبد
ربه - ، وفي النهاية في تفسير الميرطيش ، فيه : ( كان عمر في الجاهلية ميرطشا ،
وهو الساعي بين البايع والمشتري شبه الدلال ، ويروى بالسين المهملة
بمعناه ) ، فظهر أن قول بعض العامة : إن عمر كان صنديدا ( 2 ) من صناديد
قريش ومن عظمائهم ، أما من جهله أو عناده .
وروى الصدوق في العيون ( 3 ) عن علي بن أحمد بن محمد بن عمران
الدقاق رضي الله عنه ، قال : حدثني ( 3 ) محمد بن هارون الصوفي ، قال : حدثنا
( أبو تراب محمد بن ) عبيد الله بن موسى الروياني ( 4 ) ، قال : حدثني ( 3 )
عبد العظيم بن عبد الله الحسني ( 5 ) ، عن الإمام محمد بن علي عن أبيه الرضا
علي بن موسى ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه الصادق جعفر بن محمد ،
عن أبيه ، عن جده عليهم السلام ، قال : ( دعا سلمان أبا ذر رحمة الله عليهما إلى
منزله ،
فقدم إليه رغيفين ، فأخذ ( أبو ذر ) الرغيفين فقبلها ، فقال سلمان : يا أبا ذر !
0000000000000000
( 1 ) فوائد الرضوية : 47 .
( 2 ) الصنديد - بالكسر - : السيد الشجاع .
( 3 ) في المصدر في المواضع الثلاثة : حدثنا .
( 4 ) في المصدر : عبد الله بن موسى الروياني .
( 5 ) أبو القاسم عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي
بن أبي طالب
عليهما السلام ، زاهد عابر ذو ورع ودين ، معروف بالأمانة وصدق اللهجة عالم بأمور
الدين كثير
الرواية والحديث ، يروي عن الإمامين الجواد والعسكري عليهما السلام ، أورد المصنف
رحمه الله في
خاتمة المستدرك رسالة صاحب بن عباد في أحوال عبد العظيم .
‹ صفحه 523 ›
لأي شئ تقلب هذين الرغيفين ، قال : خفت أن لا يكونا نضيجين ، فغضب
سلمان من ذلك غضبا شديدا ، ثم قال : ما أجراك حيث تقلب ( هذين )
الرغيفين ، فوالله لقد عمل في هذا الخبز ، الماء الذي تحت العرش ، وعملت
فيه الملائكة حتى ألقوه إلى الريح ، وعملت فيه الريح حتى ألقاه ( 1 ) إلى
السحاب ، وعمل فيه السحاب حتى أمطره إلى الأرض ، وعمل فيه الرعد
( والبرق ) والملائكة حتى وضعوه ( في ) مواضعه ، وعملت فيه الأرض
والخشب والحديد والبهائم والنار والحطب والملح ، وما لا أحصيه أكثر ،
فكيف لك أن تقوم بهذا الشكر ؟ ! فقال أبو ذر : إلى الله أتوب وأستغفر الله ( 2 )
مما
( ا ) حدثت ، وإليك أعتذر مما كرهت ) ( 3 ) .
وروى رحمه الله في كتاب التوحيد عن أبي الحسين علي بن محمد بن
حرابخت ( 4 ) الجيرفتي ( 5 ) النسابة ، قال : حدثنا أحمد بن سليمان ( 6 ) بن الحسن
( 7 ) ،
قال : حدثنا جعفر بن محمد الصائغ ، قال : حدثنا خالد العربي ، قال : حدثنا
هشيم ، قال : حدثنا أبو سفيان مولى مزينة ، عمن حدث عن سلمان
الفارسي رحمه الله ، أنه أتاه رجل فقال : ( يا أبا عبد الله ! إني لا أقوى على
الصلاة
بالليل ، فقال : لا تعص الله في النهار ، وجاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام
فقال : يا أمير المؤمنين ! إني قد حرمت الصلاة بالليل ، فقال له أمير المؤمنين
عليه السلام : أنت رجل قد قيدتك ذنوبك ) ( 8 ) .
وروى رحمه الله في الخصال عن أبيه ( 9 ) قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال :
000000000000000000
( 1 ) في المصدر : ألقته .
( 2 ) في المصدر : استغفر إليه ، لعل ما في المتن مصحف .
( 3 ) عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 ، الباب 31 : 3 - 52 .
( 4 ) حرابخت : معناه بالفارسية خوشبخت ، وفي بعض نسخ المصدر بدله : خدابخت .
( 5 ) في المصدر : علي بن أحمد بن حرابخت الجيرفتي .
( 6 ) في المصدر : سلمان .
( 7 ) أحمد بن سلمان بن الحسين خ ل .
( 8 ) التوحيد ، الباب الخامس : 96 .
( 9 ) في المصدر : حدثنا أبي رضي الله عنه .
‹ صفحه 524 ›
حدثني يعقوب ( ابن ) يزيد ، عن محمد بن إبراهيم ، عن الحسين بن مختار ،
بإسناده يرفعه إلى سلمان ( رحمة الله عليه ) أنه قال في حديث له : ( من اتخذ
جارية فلم يأتها في كل أربعين يوما ، ثم أتت محرما كان وزر ذلك عليه ) ( 1 ) .
وفي آخر كتاب سليم بن قيس الهلالي قال : ( سمعت سلمان
الفارسي يقول : إن عليا ( عليه السلام ) باب فتحه الله ، من دخله كان مؤمنا ومن
خرج منه ( كان ) كافرا ) ( 2 ) .
وعن الدر المنثور للسيوطي ، عن سعيد بن المسيب ، قال : ( التقى سلمان
وعبد الله بن سلام ، فقال أحدهما لصاحبه : إن مت قبلي فألقني فأخبرني
ما صنع بك ربك ، وإن أنا مت قبلك لقيك فأخبرتك ، فقال عبد الله بن
سلام : كيف هذا ، أو يكون هذا ؟ قال : نعم ، إن أرواح المؤمنين في برزخ
من الأرض تذهب حيث شائت ، ونفس الكافر في سجين ) ( 3 ) .
وعنه ، عن سلمان الفارسي ، قال : ( السماء الدنيا من زمردة خضراء
اسمها رفيعا ، والثانية من فضة بيضاء واسمها أزقلون ، والثالثة من ياقوتة حمراء
واسمها قيدوم ، والرابعة من درة بيضاء واسمها ماعونا ، والخامسة من ذهبة
حمراء واسمها ديقا ، والسادسة من ياقوتة صفراء واسمها دفناء ، والسابعة من
نور واسمها عربيا ) .
وروى الراوندي في قصص الأنبياء بإسناده عن الصدوق ، عن
محمد بن موسى بن المتوكل ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أحمد بن
محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن
معروف ( بن ) خربوذ ، عن أبي جعفر ، قال : أخبرنا أبي ، عن علي بن الحسين
عليهما ، عن جابر بن عبد الله : ( سمعت سلمان الفارسي رضي الله عنه يحدث
أنه كان في ملوك فارس ملك يقال له : روذين ( 4 ) ، جبار عنيد عات ، فلما اشتد
0000000000000000000
( 1 ) الخصال 2 ، باب الأربعين وما فوقه :
538 .
( 2 ) سليم بن قيس : 248 ، وليس فيه ( كان ) .
( 3 ) صفة الصفوة 1 : 555 .
( 4 ) في البحار : روذين .
‹ صفحه 525 ›
في ملكه فساده في الأرض ، ابتلاه الله بالصداع في شق رأسه الأيمن ، حتى
منعه من المطعم والمشرب ، فاستغاث وذل ، ودعا وزراءه فشكا إليهم ذلك ،
فسقوه الأدوية ، وآيس من سكونه ، فعند ذلك بعث الله نبيا فقال له : إذهب
إلى روذين عبدي الجبار في هيئة الأطباء ، وابتدئه بالتعظيم ( له ) والرفق به ،
ومنة ( 1 ) سرعة الشفاء بلا دواء تسقيه ولا كي تكويه ( 2 ) ، فإذا رأيته قد أقبل
بوجهه إليك فقل : إن شفاء دائك في دم صبي رضيع بين أبويه يذبحانه لك
طائعين غير مكرهين ، فتأخذ من دمه ثلاث قطرات ، فتسعط ( 3 ) به في منخرك
الأيمن تبرء من ساعتك ، ففعل النبي ذلك ، فقال الملك : ما أعرف في الناس
هذا ، قال : إن بذلت العطية وجدت البغية ( 4 ) ، قال : فبعث الملك بالرسل في
ذلك ، فوجدوا جنينا بين أبويه محتاجين ، فأرغبهما في العطية ، فانطلقا بالصبي
إلى الملك ، فدعا بطاس فضة وشفرة وقال لأمه : امسكي ابنك في حجرك ،
فأنطق الله الصبي فقال : أيها الملك كفهما عن ذبحي ، فبئس الوالدان هما ،
أيها الملك إن الصبي الضعيف إذا ضيم ( 5 ) كان أبواه يدفعان عنه وإن أبوي
ظلماني ، فإياك أن تعينهما على ظلمي ، ففزع الملك فزعا شديدا أذهب عنه
الداء ، ونام روزين في تلك الحالة فرأى في النوم من يقول ( له ) : إن الإله
الأعظم أنطق الصبي ومنعك ومنع أبويه من ذبحه ، وهو ابتلاك بالشقيقة
لنزعك من سوء ( السريرة و ) السيرة ، وهو الذي ردك إلى الصحة وقد وعظك
بما أسمعك ، فانتبه ولم يجد وجعا ، وعلم أن كله من الله تعالى ، فسار في
البلاد بالعدل ) ( 6 ) .
000000000000000000000000
( 1 ) من منى الرجل الشئ : جعله يتمناه .
( 2 ) الكي : إحراق الجلد بحديدة ونحوها ، وكوي البيطار وغيره الدابة وغيرها ، وفي
المثل : آخر
الطب الكي .
( 3 ) سعط الدواء : أدخله في أنفه .
( 4 ) البغية - بضم الباء وكسره كالرضية - : ما يرغب فيه ويطلب .
( 5 ) أي إذا ظلم .
( 6 ) قصص الأنبياء : 245 عنه البحار 14 : 15 - 514 .
‹ صفحه 526 ›
وفي نور الثقلين عن تفسير العياشي مرسلا ، عن سلمان الفارسي
قال : ( إن الله لما خلق آدم فكان أول ما خلق عيناه ، فجعل ينظر ( إلى )
جسده كيف يخلق ، فلما جاء به ولم يبلغ ( 1 ) الخلق في رجليه ، فأراد القيام فلم
يقدر ، وهو قول الله : ( خلق الإنسان عجولا ) ، وإن الله لما خلق آدم ونفخ فيه لم
يستجمع ( 2 ) أن يتناول عنقود ( ا ) فأكله ) ( 3 ) .
وقال الشيخ أبو منصور أحمد الطبرسي في الإحتجاج ، احتجاج
سلمان الفارسي على عمر بن الخطاب ، في جواب كتاب كتبه إلى حين
هو كان عامله على المدائن بعد حذيفة ابن اليمان : ( بسم الله الرحمن الرحيم ،
من سلمان مولى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى عمر بن الخطاب ، أما بعد
،
فإنه أتاني كتابك يا عمر ( 4 ) ، تؤنبني ( فيه ) وتعيرني ، وتذكر فيه : أنك بعثتني
أميرا على أهل المدائن ، وأمرتني أن أقص ( 5 ) ( على ) أثر حذيفة ، واستقصى أيام
أعماله وسيره ، ثم أعلمك قبيحها ( وحسنها ) ، وقد نهاني الله عن ذلك يا عمر
في محكم كتابه حيث قال : ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ، إن بعض
الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه
ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم ) ( 6 ) ، وما كنت لأعصي الله في أثر
حذيفة ( وأطيعك ) ، وأما ما ذكرت : إني أقبلت على سف الخوص ( 7 ) وأكل
الشعير ، فما هما مما يعير به مؤمن ويؤنب عليه ، وأيم الله يا عمر لأكل الشعير
وسف الخوص والاستغناء به عن رفيع المطعم والمشرب ، وعن غصب مؤمن
( حقه ) وادعاء ما ليس له بحق ، أفضل وأحب إلى الله عز وجل وأقرب
00000000000000000
( 1 ) في المصدر : ( فلما حانت ولم يتبالغ )
، حانت أي قربت .
( 2 ) في البحار والعياشي : لم يلبث أن تناول عنقود العنب .
( 3 ) نور الثقلين 3 : 141 ، تفسير العياشي 2 : 283 ، والآية في القرآن : ( وكان
الإنسان عجولا )
الإسراء : 11 .
( 4 ) في المصدر : أتاني منك كتاب يا عمر .
( 5 ) أنبه : عنفه ولأمه ، قص أثره : تتبعه شيئا فشيئا .
( 6 ) الحجرات : 12 .
( 7 ) سف الحوض : نسجه .
‹ صفحه 527 ›
للتقوى ، ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم إذا أصاب الشعير أكله وفرح
به ولم يسخطه ، وأما ما ذكرت من ( إ ) عطائي : فإني قدمته ليوم فاقتي
وحاجتي ، ورب العزة يا عمر ، ما أبالي إذا جاز طعامي لهواتي وانساغ ( 1 ) في
حلقي ( أ ) لباب البر ( 2 ) ومخ المعزة كان أو خشارة ( 3 ) الشعيرة ( 4 ) ، وأما
قولك : إني
ضعفت سلطان الله ووهنته ، وأذللت نفسي وامتهنتها ( 5 ) حتى جهل أهل
المدائن إمارتي واتخذوني جسرا يمشون فوقي ويحملون علي ثقل حمولتهم ( 6 )
وزعمت أن ذلك مما يوهن ( في ) سلطان الله ويذله .
فاعلم : أن التذلل في طاعة الله أحب إلي من التعزز في معصيته ،
وقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتألف بالناس ( 7 ) ويتقرب منهم
ويتقربون منه في نبوته وسلطانه ، ( حتى ) كأنه بعضهم في الدنو منهم ، وقد
كان يأكل الجشب ( 8 ) ويلبس الخشن ، وكان الناس عنده ( عبدهم و )
قرشيهم وعربيهم وأبيضهم وأسودهم سواء في الدين ، وأشهد أني سمعته
يقول : من ولي سبعة من المسلمين بعدي ثم لم يعدل فيهم لقي الله وهو عليه
غضبان ، فليتني يعمر أسلم من أمارة ( 9 ) المدائن مع ما ذكرت أني ( أ ) ذللت
نفسي وامتهنتها ، فكيف يا عمر حال من ولى الأمة ( من ) بعد رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم ؟ وإني سمعت الله يقول : ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين
لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ) ( 10 ) ، اعلم : أني لم
أتوجه
000000000000000000
( 1 ) انساغ : مر في حلقة ، اللهاة جمع
اللهوات : اللحمة المشرفة على الحلق في أقصى سقف الفم .
( 2 ) اللباب : المختار الخالص من كل شئ ، البر : الحنطة .
( 3 ) الخشارة : ما لا لب له من الشعير ، المخ : خالص كل شئ .
( 4 ) في المصدر : الشعير .
( 5 ) أي وضعتها موضع الإهانة .
( 6 ) كل ماله قدر ووزن فهو ثقل ، والحمولة - بالفتح - الإبل التي تطيق أن يحمل
عليها .
( 7 ) في المصدر : ( يتألفه الناس ) ، التألف : المداراة والاستيناس .
( 8 ) الجشب - بفتح الجيم وسكون الشين - الغليط الخشن .
( 9 ) في المصدر : عماره .
( 10 ) القصص : 83 .
‹ صفحه 528 ›
أسوسهم وأقيم حدود الله فيهم إلا بإرشاد دليل عالم فنهجت فيهم بنهجه وسرت
فيهم بسيرته ( 1 ) ، واعلم : أن الله تبارك وتعالى لو أراد بهذه الأمة خيرا أو
أراد بهم رشدا لولى عليهم أعلمهم وأفضلهم ، ولو كانت هذه الأمة من الله
خائفين ، ولقول نبي الله متبعين ، وبالحق عاملين ، ما سموك أمير المؤمنين ،
فاقض ما أنت قاض ، إنما تقضي هذه الحياة الدنيا ، ولا تغتر بطول عفو الله
( عنك ) وتمديده بذلك من تعجيل عقوبته ، واعلم : أنك سيدركك عواقب
ظلمك في دنياك وآخرتك وسوف تسئل عما قدمت وأخرت ، والحمد لله
وحده ) ( 2 ) .
وقال الزمخشري في ربيع الأبرار بعد ذكر إيوان كسرى وإنه بناه في
نيف وعشرين سنة ، طوله مأة ذراع في عرض خمسين في سمك مأة وتذاكر
حذيفة وسلمان أمر الدنيا : ( فكان من أعجب ما ذكرا أن أعرابيا من غامد
كان يرعى ( حوله ) شويهات له ، فإذا كان الليل آواها إلى سرير رخام في
الإيوان كان يجلس عليه أبرويز ) ( 3 ) .
وفي كتاب جامع الأخبار المردد مؤلفه بين جماعة ، منهم : الصدوق ،
كما يظهر من بعض أسانيده وصرح به سبط الكركي في كتاب دفع
المناوات ، وهو ضعيف ، لا لما قيل : إنه يروي عنه بوسائط - كما في الفصل
الثاني من الباب الثاني منه ( 4 ) - لأنه كثيرا ما يوجد في أسانيد الكتب القديمة
أمثال ذلك من تلامذة المصنف ورواة الكتب ، بل لأنه نقل في الفصل
الحادي والعشرين من الباب الرابع عشر ( 5 ) ، عن سديد الدين محمود
الحمصي ( 6 ) ، الذي هو متأخر عن الصدوق بطبقات عديدة ، وفي الفصل الثاني
000000000000000000
( 1 ) يريد عليا عليه السلام .
( 2 ) الإحتجاج 1 : 131 - 130 .
( 3 ) ربيع الأبرار ونصوص الأخبار 1 : 325 .
( 4 ) جامع الأخبار المطبوع ، الفصل الخامس : 10 .
( 5 ) جامع الأخبار المطبوع الفصل المأة : 139 .
( 6 ) محمود بن علي بن الحسن الحمصي الرازي الشيخ الإمام سديد الدين علامة زمانه
في الأصوليين
ورع ثقة له تصانيف . الظاهر هو منسوب إلى حمص - بتخفيف الميم - بلد معروف بين حلب
ودمشق وفيه قبر قنبر ( خادم ) أمير المؤمنين عليه السلام ، قال الشيخ البهائي :
وجدت بخط بعض إنه قرية في
الري وهو الأظهر ، يروي الأمير الزاهد ورام بن أبي فراس عنه ، وقد روى الشهيد
الثاني عن
تلامذته عنه .
‹ صفحه 529 ›
من الباب السادس هكذا : ( في أمالي الشيخ أبي جعفر - الخ ) ( 1 ) ، مضافا إلى
بعد وضع الكتاب عن طريقته ، كما لا يخفى على من لاحظ كتبه .
ومنهم : الشيخ أبو الحسن علي بن أبي سعد بن أبي الفرج الخياط ،
احتمله المجلسي في البحار ( 2 ) لما قاله الشيخ منتجب الدين في فهرسته : ( إن له
كتاب جامع الأخبار ) ( 3 ) ، وفيه : أنه قال بعد هذا الكلام : أخبرنا به الوالد
عنه ، مع أن منتجب الدين من تلامذة الحمصي ، فلعل هذا كتاب آخر ،
وصرح المتبحر الخبير في هذا الفن الميرزا عبد الله الإصفهاني - تلميذه - في
رياض العلماء : ( إن نسخ جامع الأخبار مختلفة ، فلاحظ ) ( 4 ) ، قلت : وهو
كذلك فإن النسخة التي عندي مبوبة بأبواب ولكل باب فصول ، ورأيت
نسخة عند بعض السادة أكبر منها ولم يجعل لها أبوابا وإنما قسمها
بالفصول ( 5 ) .
ومنهم : محمد بن محمد الشعيري ، اختاره الفاضل المذكور ، قال في
ترجمة علي بن سعد : ( إن جامع الأخبار لمحمد بن محمد الشعيري ، وقد صرح
00000000000000000
( 1 ) جامع الأخبار المطبوع الفصل الثامن
والثلاثون : 62 .
( 2 ) البحار 1 : 14 .
( 3 ) ( فهرست ) شيخ منتخب الدين : 121 ، وفيه ، ( علي بن أبي سعد بن أبي الفرج
الخياط ) وفي
جامع الرواة : ( علي بن أبي سعد بن أبي الفرج الحناط ) .
( 4 ) رياض العلماء : 5 : 121 .
( 5 ) قال الفاضل الشيخ حسن المصطفوي في مقدمته على هذا الكتاب : هذه النسخ على
قسمين :
أما مبوبة بالأبواب ثم بالفصول أو مرتبة بالفصول فقط ، فوقع الاختلاف في ترتيب
الفصول بين
القسمين قهرا من جهة رعاية التناسب بين فصول الأبواب في القسم الأول دون الثاني .
والاختلاف الثاني نقصان النسخ المبوبة ( أي القسم الأول ) حيث إن عدد فصولها في
الأغلب 122
فصلا ، والاختلاف الثالث نقصان الآيات والروايات في القسم الأول في أغلب فصولها ،
فهذه
الاختلافات الثلاث عامة كليه في نسخ هذا الكتاب الشريف وغيرها من الاختلافات
الجزئية إنما
حصلت بعد في أثر اختلاط القسمين المذكورين من النسخ ( جامع الأخبار المقدمة 9 ) .
‹ صفحه 530 ›
صاحب الكتاب نفسه في فصل تقليم الأظفار ( 1 ) بأن اسم مؤلفه محمد بن محمد
- كما سيجئ تحقيقه في ترجمته ) ( 2 ) ، أقول : لم يحضرني باب الميم من هذا
الكتاب ( 3 ) ، وقال في ترجمة صاحب مكارم الأخلاق : ( إن نسبة جامع الأخبار
إليه - كما سيأتي - إن كان المراد منه النسخ المشهورة ، فهو سهو ظاهر ، لأنه
نفسه يقول في بحث تقليم الأظفار - أعني في الفصل الرابع والستين - : قال
محمد بن محمد مؤلف هذا الكتاب : قال أبي في وصية إلي : قلم أظفارك
- الخ ) ( 4 ) ، وتقليم الأظفار في النسخة التي عندي في الفصل الثاني عشر من
الباب الرابع عشر وليس فيه ذكر للمؤلف ، وقال أيضا في ترجمة علي بن
أبي سعد ، بعد نقل ما في المنتجب وما ذكره أستاذه في أول البحار : ( الظاهر
إن هذا الكتاب غير كتاب جامع الأخبار المشهور أما أولا : فلأن في أثناء
ذلك الكتاب صرح نفسه بأن مؤلفه محمد بن محمد ، وأما ثانيا : فلما سيجئ
في ترجمة شمس الدين محمد بن محمد بن حيدر الشعيري إنه مؤلف ذلك
الكتاب إنه من مؤلفات المتأخرين عن الشيخ منتجب الدين وأمثاله ، فلاحظ
- ثم قال : - ثم إن ما يظهر من كلام الأستاذ الاستناد ( وغيره ) أنه من
000000000000000000
( 1 ) جامع الأخبار الفصل الثامن والسبعون :
142 .
( 2 ) رياض العلماء 4 : 99 .
( 3 ) قال في ترجمته : ( الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن حيدر الشعيري : عالم
صالح ، قاله
منتجب الدين ، وينسب إليه كتاب جامع الأخبار وقد ذكر فيه اسمه في فصل تقليم
الأظفار ، أقول :
كذا في نسخة جامع الأخبار الصغير الذي ينسب إليه وأما النسخة الكبيرة ، فلم يذكر
فيها أصلا ،
والمذكور في الفصل الرابع والستين منه ليس إلا محمد بن محمد وبهذا القدر لا يعلم
كونه ذلك وقد
قال الشيخ محمد بن علي الحمداني القزويني في كتابه المسمى بفهرست العلماء : إن هذا
الكتاب
تأليف الشيخ علي بن سعد بن أبي الفرج الخياط ، ثم وصفه بكونه ورعا عالما واعظا ،
هكذا رأيت
بخط عتيق من بعض الأفاضل وقد صرح المؤلف في كتاب النصوص أيضا وقد مر أيضا من
المؤلف
في ترجمة الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي - صاحب مكارم الأخلاق - قد ينسب إليه
هذا
الكتاب أيضا ولكن بين النسختين تفاوت - ثم نقل كلام أستاذه في البحار ) ( رياض
العلماء
5 : 167 .
( 4 ) رياض العلماء 1 : 298 .
‹ صفحه 531 ›
مؤلفات محمد بن محمد الشعيري ، ليس بصريح ، لأن أصل العبارة في الكتاب
ليس إلا محمد بن محمد ، وهو مشترك ولا يختص بالشعيري - انتهى ) ( 1 ) ، وفي
كلامه تغليظ لا يخفى ، وهو عجيب منه ، وأعجب منه أنه جعل لأبي الحسن بن
الخياط بعنوان علي بن سعد ، وذكر في كل منهما بعد نقل ما في المنتجب
كلاما يشابه الآخر .
ومنهم : جعفر بن محمد الوريستي ( 2 ) ، نقله الشيخ أحمد بن زين الدين
الأحسائي في رسالة الرجعة عن المجلسي وعن بعض المشايخ ، والنقل الأول
غريب لأنه قال في البحار : ( ويظهر من بعض مواضع الكتاب إن اسم
مؤلفه محمد بن محمد الشعيري ، ومن بعضها أنه يروي عن الشيخ جعفر بن محمد
الدوريستي بواسطة - انتهى ) ( 3 ) ، وهو كما ذكره ، ويظهر ضعف هذه النسبة بما
تقدم ، إذ جعفر بن محمد من تلامذة المفيد ، والحمصي متأخر عنه جدا .
ومنهم : الحسن بن محمد السبزواري ، قال الشيخ المتقدم : ( قال
بعض المشايخ : وقفت على نسخة صحيحة عتيقة جدا في دار السلطنة إصفهان ،
وفيها : تم الكتاب على يد مصنفة الحسن بن محمد السبزواري ) .
ومنهم : ولده أبو نصر الحسن ( 5 ) - صاحب كتاب مكارم الأخلاق - نسبة
0000000000000000
( 1 ) رياض العلماء 3 : 333 .
( 2 ) أبو عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد بن العباس الدوريستي الرازي من أكابر
علماء الإمامية ، من
بيت العلم والفضل ، كثير الرواية ، كان مشهورا في ، كان مشهورا في جميع الفنون
معظما في الغاية عند نظام الملك
الوزير والدوريستي نسبة إلى دوريست قرية من قرى الري يقال لها الآن : درشت .
( 3 ) البحار 1 : 141 .
( 4 ) رياض العلماء 4 : 343 .
( 5 ) رضي الدين أبي نصر حسن بن فضل الطبرسي من أعلام القرن السادس ، كان من أكابر
علماء
الإمامية وأجلاء هذه الطائفة وثقاتهم ومن أسرة علمية تسلسل فيها العلم والفضل ،
أبوه صاحب
مجمع البيان في تفسير القرآن الذي لا يزال حتى اليوم مرجعا لكل طالب تفسير وولده
علي بن الحسن
كان من العلماء المؤلفين وصاحب كتاب مشكاة الأنوار ، ذكر صاحب أعيان الشيعة إنه
توفي في
سبزوار سنة 548 ونقلت جنازته إلى المشهد الرضوي ودفن هناك في موضع يعرف بقتلكاه
وإنه
كان قبل انتقاله إلى سبزوار يسكن المشهد الرضوي وانتقل إلى سبزوار سنة 523 .
‹ صفحه 532 ›
إليه من غير تردد الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي في كتاب إيقاظ الهجعة
في إثبات الرجعة ) ( 1 ) ، رأيته بخطه الشريف ، مع أنه كان عنده من الكتب
المجهولة ، ولذا لم ينقل عنه في الوسائل ، وقال في ترجمته في أمل الآمل :
( وينسب إليه أيضا كتاب جامع الأخبار ، وربما ينسب إلى محمد بن محمد
الشعيري ، لكن بين النسختين تفاوت ) ( 2 ) ، وقال في البحار : ( وقد يظن
كونه تأليف مؤلف مكارم الأخلاق ) ( 3 ) ، وممن نسبه إليه بحر العلوم
والمكارم ، وكما وجد بخطه في فهرس كتبه ، والطبقة تلائم ما ذكروه إلا أن في
إتقان كتاب المكارم واختلاط هذا الكتاب مع أنه صنفه بعد خمسين سنة
من عمره - كما لا يخفى على من راجعهما - ما يبعد هذا الاحتمال ، وكيف كان
فهذا الكتاب مما لا ينبغي أن يعتمد عليه ، إلا أن الأمر سهل لأن الأحكام
فيه نادرة .
قال : قال جابر بن عبد الله لسلمان الفارسي : ( كيف أصبحت ؟
قال : كيف يصبح من كان الموت غايته والقبر منزله والديدان جواره ، وإن لم
يغفر ( له ) فالنار مسكنه ) ( 4 ) .
وفيه عن ( ابن ) المسيب ( قال : خرج أمير المؤمنين عليه السلام يوما من
البيت فاستقبله سلمان ، فقال له : كيف أصبحت يا أبا عبد الله ؟ قال :
أصبحت في غموم أربعة ، فقال ( عليه السلام له ) : وما هن ؟ قال : غم العيال ( 5 )
يطلبون الخبز والشهوات ، والخالق تعالى يطلب الطاعة ، والشيطان يأمر
0000000000000000
( 1 ) إيقاظ الهجعة في إثبات الرجعة ، الباب
الأول : 28 .
( 2 ) أمل الآمل 2 : 75 .
( 3 ) البحار 1 : 14 .
( 4 ) جامع الأخبار الفصل التاسع والأربعون : 91 ، وفيه : ( قيل لسلمان الفارسي )
.
( 5 ) في المصدر : قال : وما هن ؟ قال : هم العيال .
‹ صفحه 533 ›
بالمعصية ، وملك الموت يطلب الروح ، فقال ( عليه
السلام ) له : أبشر يا أبا عبد الله
فإن لك بكل خصلة درجات وإني كنت دخلت على رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم ذات يوم فقال : كيف أصبحت يا علي ؟ فقلت : ( أصبحت ) وليس
في يدي شئ غير الماء وأنا مغتم لحال فرخي الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ،
فقال لي : يا علي ! غم العيال ستر من النار ، وطاعة الخالق أمان من العذاب ،
والصبر على الفاقة جهاد وأفضل من عبادة ستين سنة ، وغم الموت كفارة
الذنوب ، وأعلم يا علي إن أرزاق العباد على الله سبحانه وغمك لهم لا يضر و
لا ينفع غير أنك تؤجر عليه ، وإن أغم غم العيال ) ( 1 ) .
وقال طاووس آل طاووس في الفصل التاسع عشر من كتا الدروع
الواقية ( 2 ) ، وهو الجزء الرابع من التتمات والمهمات : أخبرني جماعة منهم الشيخ
الصالح حسين بن أحمد السوراوي في شهر جمادى الأخرى سنة تسع وستمأة ،
قال : أخبرني محمد بن القاسم الطبري ، عن الشيخ المفيد أبي علي الحسن ، عن
والده الشيخ السعيد جدي أبي جعفر الطوسي ، وأخبرني شيخي الفقيه محمد بن
نما فيما أجازه لي من كل ما رواه لما كنت أقرأه عليه في الفقه بإسناده إلى
جدي أبي جعفر الطوسي ، وأخبرني الشيخ الزاهد حسن بن الدربي رحمه الله فيما
أجازه لي من كل ما رواه أو سمعه أو أنشاه أو قرأه بإسناده إلى جدي
أبي جعفر الطوسي نور الله ضريحه ، وأخبرني السيد الفاضل فخار بن معد الموسوي
فيما أجازه لي من جميع ما يرويه بإسناده إلى جدي الشيخ محمد بن الحسن
الطوسي ، وأخبرني الشيخ علي بن يحيى الخياط إجازة تاريخها شهر ربيع الأول
سنة تسع وستمأة بالحلة ، قال : حدثني عربي بن مسافر العبادي ، عن محمد بن
القاسم الطبري ، عن خالي أبي علي الحسن ، عن جدي الشيخ السعيد أبي جعفر
الطوسي ، وأخبرني الشيخ السعيد أسعد بن عبد القاهر الإصفهاني في مسكني
بالجانب الشرقي من دار السلام في صفر سنة خمس وثلاثين وستمأة عن الشيخ
000000000000000000
( 1 ) جامع الأخبار ، الفصل التاسع والأربعون
: 2 - 91 .
( 2 ) لم يطبع بعد ، مخطوط : 41 ، عرضناه على البحار منقولا عنه .
‹ صفحه 534 ›
العالم أبي الفرج علي بن السعيد أبي الحسين الراوندي ، عن الشيخ أبي جعفر
محمد بن علي بن الحسن الحلبي ، عن جدي السعيد أبي جعفر الطوسي رحمه الله ،
وأخبرني جدي السعيد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي فيما يرويه عن جماعة
من أصحابنا ، عن أبي المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني ، : حدثنا
كثير الرواية حسن الحفظ ، قال محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني : حدثنا
محمد بن معقل بن محمد بن معقل وضاح أبو الحسن العجلي ، قال : حدثنا
محمد بن الحسن بن بنت الياس الخراز حين قدم علينا ، وسأله جدي محمد بن
معقر وأنا حاضر الجميع في سنة تسع وستين ومأتين ، قال : حدثني أبي ،
قال : حدثني صدقة بن غزوان ، عن أخيه سعد بن غزوان ، عن يونس بن
ظبيان ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام أنه ذكر لهم
اختيارات الأيام ودعاءها والتحادي فيها بالقرآن المجيد والتمجيد والتحميد
لله تعالى ، وذكر ثلاثين دعاء وتحميدا وتمجيدا ، لكل يوم دعاء جديد ، وذكر ما
جعل الله تعالى في ذلك اليوم إلى آخر الشهر ، فمن وفق للدعاء به في كل يوم
وكان ذلك منه شكرا لله تعالى ، أمن بمشية الله فوادح ( 1 ) المحذور وبوايق الأمور
وحلت به السلامة ، وكان جديرا أن لا يمسه سوء أيام حياته وتمحصت عنه
ساير ذنوبه وخطاياه حتى يكون من جميعها كيوم ولدته أمه ، قال أبو عبد الله
عليه السلام :
اليوم الأول من الشهر ، يوم مبارك خلق الله فيه آدم ، وهو يوم محمود
مبارك لطلب الحوائج والدخول على السلطان ، ولطلب العلم والتزويج
والسفر والبيع والشراء واتخاذ الماشية ، ومن خرج فيه هاربا أو ضالا قدر
عليه إلى ثمان ليال ، ومن مرض فيه برء ( 2 ) ، ومن ولد فيه كان سمحا مرزوقا
طيبا مباركا عليه إن شاء الله ، قال يونس بن ظبيان : وقال أبو عبد الله سلمان
الفارسي فيما بلغنا عنه وروينا عنه ، وقال : هو روز هرمز ، اسم من أسماء الله
0000000000000000000
( 1 ) الفادحة : المصيبة الشديدة ، فوادح
الدهر : خطوبه .
( 2 ) والمريض فيه يبرة ( خ ل ) .
‹ صفحه 535 ›
تعالى ، وهو يوم مبارك خلق الله تعالى فيه آدم عليه السلام ، يصلح فيه الدخول
على السلطان وطلب الحوائج ، وهو يوم مختار ، وكان أبو عبد الله جعفر بن محمد
الصادق يدعو في هذا اليوم بهذا الدعاء : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله
رب العالمين - الدعاء ، وهو طويل .
اليوم الثاني : قال أبو عبد الله عليه السلام : هذا يوم نساء وتزويج ، وفيه
خلقت حواء من آدم وزوجه الله تعالى بها ، يصلح لبناء المنازل وكتب العهد
والاختيارات والسفر وطلب الحوائج ، ومن مرض فيه أول النهار كان مرضه
خفيفا ، ومن مرض فيه آخر النهار أجهد به ، والمولود فيه يكون صالح التربية
إن شاء الله ، وقال سلمان الفارسي رحمه الله : روز بهمن ، اسم ملك من الملائكة
موكل تحت العرش ، وهو يوم مبارك يصلح للتزويج ، وأن يقدم الإنسان من
سفره على أهله ، ويشتري فيه ويبيع وتقضي فيه الحوائج وهو يوم سعيد جميعه
- ثم ساق الدعاء عن الصادق عليه السلام .
اليوم الثالث : قال أبو عبد الله عليه السلام : إنه يوم نحس مستمر ،
فاتق فيه السلطان والبيع والشراء وطلب الحوائج ، ولا تتعرض فيه لمعاملة
ولا تشارك فيه أحدا ، وفيه سلب آدم وحواء منهما لباسهما وأخرجا من الجنة ،
واجعل شغلك إصلاح أمر منزلك وإن أمكنك أن لا تخرج من منزلك
فافعل ، والهارب فيه يؤخذ والمريض فيه يجهد ، وهو يوم ثقيل جدا ، والمولود
فيه يكون مرزوقا طويل العمر ، والله أعلم ، قال سلمان الفارسي رحمه الله : روز
أردي بهشت ( 1 ) ، اسم الملك الموكل بالشفاء والسقم ، يوم نحس لا ينبغي أن
يعرف فيه سلطان ولا يصلح ( لأمر من الأمور ) ( 2 ) فيه ( 3 ) الحركة والاضطراب ،
وهو يوم ثقيل - ثم ساق الدعاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
اليوم الرابع : قال أبو عبد الله عليه السلام : هذا يوم ولد فيه هابيل بن آدم ،
0000000000000000
( 1 ) اردي بهشت - بضم الألف وسكون الراء
وكسر الدال - الشهر الذي العلم فيه مثل الجنة ،
لاخضرار الأشجار والأراضي وظهور الأزهار ( البحار ) .
( 2 ) زيادة من البحار .
( 3 ) بعد ( خ ل ) .
‹ صفحه 536 ›
وهو يوم صالح للزرع والصيد ، ويكره فيه السفر ويخاف على المسافر القتل
والسلب وبلاء يصيبه ، يستحب فيه البناء واتخاذ الماشية ، ومن هرب فيه
عسر طلبه ولجأ إلى من يمنعه ، ومن ولد فيه يكون صالحا مباركا ما عاش ،
ومن سافر فيه ناله مشقة الطريق ، قال سلمان الفارسي رحمه الله : اسم هذا
اليوم رزو شهريور ، اسم ملك الذي خلقت فيه الجواهر ووكل بها وهو موكل
ببحر الروم .
اليوم الخامس : قال أبو عبد الله عليه السلام : هذا يوم ولد فيه قابيل الشقي
وفيه قتل أخاه ودعا فيه بالويل على نفسه ، وهو أول من بكى في الأرض
من بني آدم وكان ملعونا ، وهو نحس مستمر ، فلا تبتدي فيه بعمل ، وتعاهد
من في منزلك وانظر في إصلاح الماشية ولا تستخلف فيه أحدا ، والكاذب فيه
يعجل الجزاء ، ومن ولد فيه صلحت تربيته ، قال سلمان الفارسي رحمه الله : روز
اسفندار ( 1 ) ، اسم الملك الموكل بالأرضين ، يوم نحس ولد فيه قابيل ، وكان
كافرا ملعونا قتل أخاه ودعا فيه قومه بالويل والثبور وأدخل عليهم الغم
والحزن ، لا تطلب فيه حاجة ولا تلق فيه سلطانا ، وتتخلى في المنزل ، فإنه يوم
ثقيل ، العوذة والتحميد في هذا اليوم - الخ .
اليوم السادس : قال أبو عبد الله عليه السلام : يصلح للتزويج ، مبارك
للحوائج والسفر في البر والبحر ، ومن سافر فيه رجع إلى أهله بما يحبه ، وهو
جيد لشراء الماشية ، ومن ضل أو أبق وجد ، ومن مرض فيه برء ، ومن ولد
فيه كان صالح التربية وسلم من الآفات إن شاء الله وبه الثقة ، وقال سلمان
الفارسي رحمة الله : روز خرداد ، اسم الملك الموكل بالجبال ، وهو يوم صالح
للتزويج وطلب المعاش وكل حاجة ، والأحلام فيه تصح بعد يوم إن شاء الله ،
- ثم ساق العوذة فيه عن الصادق عليه السلام .
اليوم السابع : قال أبو عبد الله عليه السلام : هذا يوم صالح مختار به ،
0000000000000000
( 1 ) في البحار المشهور عند الفرس : اسفند
ازمذ ، ويقال : اسپندار وسفندار وسپندار ، بالحاق
( مذ ) في الجميع ( منه ) .
‹ صفحه 537 ›
فاعمل فيه ما تشاء ، وعالج ما تريد ، ومن عمل الكتابة في هذا اليوم أكملها
حذقا ، ومن بدء فيه بالعمارة والغرس والنخل حمد أمره في ذلك ، ومن ولد
فيه كان صالح التربية ، موسعا عليه في الرزق إن شاء الله ، وقال سلمان
الفارسي : روز مرداد ( 1 ) ، اسم الملك الموكل بالناس وأرزاقهم ، وهو يوم مبارك
سعيد فاعمل فيه كل شئ من الخير ، الدعاء فيه : اللهم - الخ .
اليوم الثامن : قال أبو عبد الله عليه السلام : هذا يوم صالح لكل حاجة من
البيع والشراء ، ومن دخل فيه على سلطان قضيت حاجته ، ويكره فيه ركوب
السفن في الماء ، ويكره فيه أيضا السفر والخروج إلى الحرب وكتب العهود ،
ومن ولد فيه لم يرشد إلا بجهد ، ومن مرض فيه أجهد وذهب ، قال سلمان
الفارسي : روز ديباذر ( 2 ) ، اسم من أسماء الله تعالى وهو يوم مبارك سعيد صالح
لكل الحوائج ، فاعمل فيه ما تريد من الخير وتجتنب الشر ، الدعاء فيه .
اليوم التاسع : قال أبو عبد الله عليه السلام : هذا يوم صالح خفيف من
أوله وآخره لكل أمر تريده ، ومن سافر فيه رزق مالا ورأى خيرا ، فابدء فيه
بالعمل واقترض فيه ، وازرع فيه واغرس ، ومن حارب فيه غلب ، ومن
هرب فيه نجا إلى سلطان يمنع عنه ، ومن مرض فيه ثقل ومن ضل فيه قدر
عليه ، ومن ولد فيه صلحت ولادته ووفق لكل حالاته ، قال سلمان : روز
آذر ( 3 ) ، اسم الملك الموكل بالنيران يوم القيمة ، يوم محمود ليس فيه مكروه ،
والأحلام فيه تصح من يومها ، الدعاء .
اليوم العاشر : قال أبو عبد الله عليه السلام : هذا يوم صالح ، فيه ولد نوح
عليه السلام ، من ولد فيه يكبر ويهرم ويرزق ، وهو يصلح للشراء والبيع السفر ،
ومن ضلت له فيه ضالة وجدها ، ويستحب للمريض أن يوصي فيه ، ويكتب
0000000000000000000
( 1 ) في البحار : مرداد - بضم الميم - ،
وقال أبو ريحان : معناه دوام الخلق أبدا من غير موت ولا فناء .
( 2 ) نماذر ( خ ل ) ، أقول : في البحار أيضا كذا .
( 3 ) في البحار : عندهم آذر - بالألف الممدودة ثم الذال المعجمة المفتوحة - : اسم
للنار والملك
الموكل بها وصحح بعضهم بضم الدال ، والأول أشهر .
‹ صفحه 538 ›
فيه العهود ، ومن هرب فيه ظفر به وحبس في الحبس ،
ومن ولد فيه عسر
تربيته وكان في خلقه نكدا إلا أن يشاء الله أن يكون غير ذلك ، قال
سلمان : روز آبان ( 1 ) ، اسم الملك الموكل بالبحار والمياه والأدوية ، يوم خفيف ،
ومن ولد فيه يكون مرزوقا في معيشته ولا يصيبه ضيق أبدا ، وهو مبارك إلا
أنه من هرب فيه من السلطان وجد ، والأحلام في مدة عشرين يوما تصح
إن شاء الله ، الدعاء فيه .
اليوم الحادي عشر : قال أبو عبد الله عليه السلام : هذا يوم ولد فيه
شيث بن آدم ، وهو يوم صالح تبتدئ فيه بالعمل والشراء والبيع والسفر ،
وتجتنب فيه الدخول على السلطان ، ومن هرب فيه رجع طائعا ، ومن مرض
فيه يوشك أن يبرأ ، ومن ضل فيه يسلم ، ومن ولد فيه طابت تربيته وعيشه
ولم يمت حتى يفتقر ويهرب من السلطان ، قال سلمان : روز خور ، اسم الملك
الموكل بالشمس ، وهو يوم خفيف مثل اليوم الذي تقدمه ، الدعاء فيه .
اليوم الثاني عشر : قال أبو عبد الله عليه السلام : هذا يوم صالح للتزويج
وفتح الحوانيت والشركة وركوب البحار ، ويجتنب فيه الوساطة بين الناس ،
ومن مرض فيه كان وشيكا أن يبرأ ، ومن ولد فيه كان يسير التربية ، قال
سلمان : روز ماه ، اسم الملك الموكل بالقمر ، يوم مختار وهو اليوم الأجود ،
وفيه دعاء الصادق عليه السلام هذا الدعاء .
اليوم الثالث عشر : قال أبو عبد الله عليه السلام : هذا يوم نحس يكره فيه
كل أمر ويتقى فيه المنازعات والحكومة ولقاء السلطان وغيره ، ولا تدهن فيه
الرأس ولا تحلق الشعر ، ومن ضل فيه أو هرب سلم ، ومن مرض فيه
أجهد ( 2 ) ، ومن ولد فيه وكان ذكرا لا يعيش إلا أن يشاء الله غير ذلك ، قال
سلمان : روز تيرار اسم الملك الموكل بالنجوم ، يوم نحس ردي ، يتقى فيه
السلطان وساير الأعمال ، ولا تطلب فيه حاجة ، والأحلام فيه تصح بعد تصح بعد
00000000000000000000
( 1 ) آبادان ( خ ل ) .
( 2 ) اسلم ( خ ل ) .
‹ صفحه 539 ›
تسعة أيام ، الدعاء .
اليوم الرابع عشر : قال أبو عبد الله عليه السلام : هذا يوم صالح لكل
شئ ، من ولد فيه يكثر ماله في آخر عمره ، ويكون غشوما ظلوما ، وهو صالح
لطلب العلم والشراء والبيع والاستقراض والقرض وركوب البحار ، ومن
هرب فيه يوجد ، ومن مرض فيه يبرأ إن شاء الله ، قال سلمان : روز جوش ،
اسم الملك الموكل بالأنفاس والألسن والريح ، وهو يوم سعيد مبارك ، يصلح
لكل خير وللقاء السلطان وأشراف الناس وعلمائهم ، ومن ولد فيه يكون
كاتبا أديبا ، ويكثر ماله في آخر عمره ، والأحلام فيه تصح بعد ستة وعشرين
يوما - والله أعلم - ، الدعاء فيه .
اليوم الخامس عشر : قال أبو عبد الله عليه السلام : يوم محذور في كل
الأمور إلا من أراد أن يستقرض أو يقرض أو يشاهد ما يشتري ، ومن مرض
فيه برء عاجلا ، ومن هرب فيه ظفر به في مكان قريب ( 1 ) ، ومن ولد فيه كان
الثغ ( 2 ) أو أخرس إلا أن يشاء الله عز وجل غير ذلك ، قال سلمان : روز ديبهر ( 1
) ،
اسم من أسماء الله تعالى ، يصلح لكل عمل ، ومن ولد فيه يكون ألثغ أو أخرس ،
والأحلام فيه تصح بعد ثلاثة أيام - والله أعلم - ، الدعاء فيه .
اليوم السادس عشر : قال أبو عبد الله عليه السلام : هذا يوم نحس ، من
سافر فيه هلك ، ويكره فيه لقاء السلطان ، ويصلح للتجارة والبيع والمشاركة
والخروج إلى البحر ، ويصلح للأبنية ووضع الأساسات ، ومن هرب فيه
يرجع ، ومن ضل فيه سلم ، ومن مرض فيه برء عاجلا ، ومن ولد في
صبيحته إلى الزوال يكون مجنونا ، ومن ولد فيه بعد الزوال إلى آخره صلحت
حاله - والله أعلم - ، قال سلمان رحمه الله : روز مهر ، اسم الملك الموكل بالرحمة
،
وهو يوم نحس ، من ولد فيه يكون مجنونا لا بد من ذلك ، ومن سافر فيه يهلك ،
ويصلح فيه عمل الخير ، ويتقى فيه الحركة ، والأحلام فيه تصح بعد يومين
0000000000000000000
( 1 ) في البحار عن العدد : غريب ( خ ل )
ديمهر .
( 2 ) اللثغ - محركة - واللثغة - بالضم - : تحول اللسان من السين إلى الثاء ، أو من
الراء إلى العين أو
اللام أو الباء ، أو من حرف إلى حرف ، أو إن رأيتم رفع لسانه ، وفيه ثقل ، لثغ
كفرح فهو الثغ .
‹ صفحه 540 ›
- والله أعلم - ، الدعاء فيه .
اليوم السابع عشر : قال أبو عبد الله عليه السلام : هذا يوم متوسط الحال ،
تحذر فيه المنازعة ، ومن أقرض فيه شيئا لم يرد إليه ، وإن رد فيجهد ، ومن
استقرض فيه شيئا لم يرده ، ومن ولد فيه صلحت حاله وتربيته ، قال سلمان
رحمه الله : روز سروش : اسم الملك الموكل بحراسة العالم ، وهو يوم ثقيل غير صالح
لعمل الخير ، فلا يلتمس فيه حاجة .
اليوم الثامن عشر : قال أبو عبد الله عليه السلام : هذا يوم سعيد ، صالح
لكل شئ من بيع وشراء وزرع ، ومن خاصم فيه عدوه خصمه ( 1 ) وظفر به ، ومن
تزوج فيه يرى خيرا ، ومن اقترض قرضا رده إلى من اقترض منه ، ومن مرض
فيه يوشك أن يبرء ، والمولود فيه تصلح حاله ، قال سلمان : روز رش ( 2 ) ،
اسم الملك الموكل بالنيران ، يصلح للسفر وطلب الحوائج ، وهو يوم خفيف ،
الدعاء .
اليوم التاسع عشر : قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام : هذا يوم سعيد
ولد فيه إسحاق بن إبراهيم عليه السلام ، وهو صالح للسفر والمعاش والحوائج
وتعلم العلم وشراء الرقيق والماشية ، ومن ضل فيه أو هرب قدر عليه بعد
خمسة عشر ليلة ، ومن ولد فيه كان صالح الحال ، متوقعا لكل خير ، قال
سلمان : روز فروردين ، اسم الملك الموكل بالأرواح وقبضها ، وهو يوم
مبارك ، الدعاء .
اليوم العشرون : قال أبو عبد الله عليه السلام : هذا يوم متوسط الحال ،
صالح للسفر والحوائج والبناء ووضع الأساس وحصاد الزرع وغرس الشجر
والكرم واتخاذ الماشية ، ومن هرب فيه كان بعيد الدرك ، ومن ضل
فيه خفي أمره ، ومن مرض فيه صعب مرضه ، وكذا من ولد فيه يكون في
صعوبة من العيش ، إلا أن يشاء الله غير ذلك ، قال سلمان : روز بهرام ،
00000000000000000000
( 1 ) في البحار عن العدد : غلبه .
( 2 ) رشن ( خ ل ) .
‹ صفحه 541 ›
اسم الملك الموكل بالنصر والخذلان في الحروب والجدل ، إلا أنه يوم خفيف
مبارك ، الدعاء عن الصادق عليه السلام فيه .
اليوم الحادي والعشرون : قال أبو عبد الله عليه السلام : هذا يوم نحس
لا تطلب فيه حاجة ، يتقى فيه السلطان ، ومن سافر فيه لم يرجع وخيف عليه ،
وهو يوم ردي لسائر الأمور ، ومن ولد فيه فقيرا محتاجا - والله أعلم - ،
قال سلمان : روز رام ( 1 ) اسم الملك الموكل بالفرح ، يصلح فيه إهراق الدم ،
لا تطلب فيه حاجة ، وتتقى فيه من الأذى - والله أعلم - الدعاء فيه .
اليوم الثاني والعشرون : قال أبو عبد الله عليه السلام : هذا يوم صالح
للحوائج والشراء والبيع ، والصدقة فيه مقبولة ، ومن دخل فيه على سلطان
قضيت حاجته ، ومن مرض فيه برء سريعا ، ومن سافر فيه رجع معافى ، قال
سلمان : روز باد ( 2 ) ، اسم الملك الموكل بالريح ، يوم خفيف يصلح فيه لكل
حاجة يراد قضاءها ، الدعاء فيه .
اليوم الثالث والعشرون : قال أبو عبد الله عليه السلام : هذا يوم صالح ،
ولد فيه يوسف عليه السلام ، وهو يوم خفيف يطلب فيه الحوائج والتجارة
والتزويج والدخول على السلطان ، ومن سافر فيه غنم وأصاب خيرا ، ومن
ولد فيه كان حسن التربية في كل حاله ، قال سلمان : روز بندين ( 3 )
اسم الملك الموكل ( 4 ) بالنوم واليقظة ، يوم خفيف لساير الحوائج ( 5 ) ، الدعاء
فيه .
اليوم الرابع والعشرون : قال أبو عبد الله عليه السلام : هذا يوم نحس ،
ردي لكل أمر يطلب ، وفيه ولد فرعون ، ومن ولد فيه نكد عيشه ولا يوفق لخير
وإن حرص عليه جهده ، ويقتل في آخر عمره أو يغرق ، ومن مرض فيه يطول
00000000000000000000
( 1 ) ماه ( خ ل ) .
( 2 ) باره ( خ ل ) .
( 3 ) ديبدين ( خ ل ) كذا عن تاريخ الفرس ( منه ) ، بيدن وسرمن ( خ ل ) ، وفي
البحار : الاسم
عندهم ديبدين ومنهم من صححه ديبادين ، وفي نسخ الدروع تصحيفات .
( 4 ) اسم من أسماء الله ( خ ل ) .
( 5 ) في البحار عن العدد : يوم خفيف صالح لسائر الأعمال ولقضاء الحوائج .
‹ صفحه 542 ›
مرضه - والله أعلم - ، قال سلمان : روزدين ( 1 )
اسم الملك الموكل بالنوم واليقظة
والسعي والحركة وحراسة الأرواح إلى أن ( 2 ) ترجع إلى الأبدان ، يوم نحس
مستمر ، ولد فيه فرعون ، فمن ولد فيه يقتل ويكون نكد العيش ولا يوفق للخير
أبدا ، الدعاء فيه .
اليوم الخامس والعشرون : قال أبو عبد الله عليه السلام : هذا يوم نحس
ردي فلا تطلب فيه حاجة ، واحفظ فيه نفسك ، فإنه اليوم الذي ضرب الله
عز وجل فيه أهل مصر بالآيات مع فرعون ، وهو يوم شديد البلاء ، ومن مرض
فيه أجهد ، ومن ولد فيه كان مباركا مرزوقا نجيبا من الناس ، تصيبه علة
شديدة ويسلم منها ، قال سلمان رحمه الله : روز أرد ( 3 ) ، اسم الملك الموكل بالجن
والشياطين ، يوم نحس ردي ، وهو اليوم الذي أصاب أهل مصر ضروبا من
الآيات ، تفرغ فيه للدعاء والصلاة وعمل الخير ، والدعاء فيه .
اليوم السادس والعشرين : قال أبو عبد الله عليه السلام : هذا يوم ضرب
فيه موسى عليه السلام بعصاه البحر فانفلق ، هو يوم صالح للسفر ولكل أمر يراد
إلا التزويج فإنه من تزوج فيه فرق بينهما كما انفرق البحر لموسى عليه السلام ،
ولا تدخل إذا وردت من سفرك فيه إلى أهلك ، ومن ولد فيه طال عمره ،
ومن مرض فيه أجهد - والله أعلم - ، قال سلمان : روز أشتاد ( 4 ) ، اسم الملك
الذي خلق عند ظهور الدين ، يوم صالح مبارك ، ومن تزوج فيه لا يتم أمره
ويفارق أهله ، الدعاء فيه .
اليوم السابع والعشرون : قال أبو عبد الله عليه السلام : هذا يوم صالح
لكل أمر وحاجة ، خفيف لسائر الأحوال ، المولود فيه يكون حسنا جميلا
0000000000000000000
( 1 ) آذردين ( خ ل ) .
( 2 ) حتى ( خ ل ) .
( 3 ) آذر ( خ ل ) ، أقول : في البحار : المشهور في تصحيح الاسم إنه بفتح الهمزة
وسكون الراء
المهملة ثم الدال المهملة ، وقد يمد الهمزة وبعضهم صححه بكسر الهمزة .
( 4 ) اشتاز ( خ ل ) ، أقول في البحار : المضبوط عند أكثرهم ( اشتاد ) ، بفتح الهمزة
وسكون الشين
المعجمة وفتح الداء ثم الألف ثم الدال المهملة ، ونقل عن السيد ركن الدين الآملي
إنه بالسين
المهملة .
‹ صفحه 543 ›
طويل العمر كثير الخير ، هو قريب إلى الناس محسن إليهم ، قال سلمان رحمه الله :
روز آسمان ، اسم الملك الموكل بالطير في السماوات ، ومن ولد فيه يكون غشوما
مرزوقا محببا إلى الناس طويلا عمره ، الدعاء فيه .
اليوم الثامن والعشرون : قال الصادق عليه السلام : هذا يوم صالح ،
مبارك لكل أمر وحاجة ، ولد فيه يعقوب عليه السلام ، ومن ولد فيه يكون
محزونا طول عمره ، وتصيبه الهموم ويبتلى في بدنه ، إلا أن يشاء الله غير ذلك ،
قال سلمان : روز رامياد ( 1 ) ، اسم الملك الموكل بالسماوات ، وقيل : بالقضاء بين
الخلق ، وهو يوم مبارك سعيد ، والأحلام فيه تصح من يومها ، الدعاء فيه .
اليوم التاسع والعشرون : قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام : هذا يوم
صالح ، خفيف لسائر الأمور والحوائج والأعمال ، ومن ولد فيه يكون حليما ،
ومن سافر فيه يصيب مالا كثيرا ، ومن مرض فيه يبرء سريعا ، ولا تكتب فيه
وصية فإنه يكره ذلك - والله أعلم - ، قال سلمان : روز فار اسفند ( 2 ) ، اسم الملك
الموكل بالأفئدة والعقول والأسماع والأبصار ، يوم صالح لكل حاجة ولقاء
الإخوان والأصدقاء والأوداء وفعل الخير ، والأحلام تصح فيه من يومها
- والله أعلم - الدعاء فيه .
اليوم الثلاثون : قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام : هو يوم جيد للبيع
والشراء والتزويج ، ولا تسافر فيه ، ولا تتعرض لغيره إلا المعاملة ، ومن ولد
فيه يكون مباركا حليما ، وتعسر تربيته ويسئ خلقه ويرزق رزقا يكون
لغيره ، ويمنع من التمتع بشئ منه ، ومن هرب فيه أخذ ، ومن ضلت منه
ضالة وجدها ، ومن اقترض فيه شيئا رده سريعا ، قال سلمان رحمه الله : روز
انيران ( 3 ) ، اسم الملك الموكل بالدهور والأزمنة ، يوم سعيد مبارك خفيف ،
يصلح لكل شئ يريده - والله أعلم - ) ( 4 ) .
00000000000000000000
( 1 ) راميا ، راهيا ( خ ل ) .
( 2 ) في البحار : الاسم عند الفرس ( مار اسفند ) ، وقيل : مار اسفندان ، وقيل :
اسپند ، وقيل :
اسپندان ( منه قدس سره ) .
( 3 ) إيران ( خ ل ) .
( 4 ) هذه الرواية مع روايات الذي ذكرها في البحار غير منقولة في شئ من الكتب
المعتبرة ، على أنه
لم يثبت من سيرتهم عليهم السلام رعاية الأيام وسعادتها ونحوستها واختيارها
لأفعالهم وأعمالهم ،
لا سيما الشهور والأيام الفارسية ولو كان شئ من ذلك لتكثر نقلها لتوفر الدواعي إلى
مثل هذه
الأمور في جميع الأزمنة ، فهذه الروايات وما يشابهها لا سيما ما يتعلق بالعجمية ،
أشبه شئ بمجعولات
الاحكاميين من منجمي الفرس ، ولا يبعد وجود أغراض سياسية في جعلها كإحياء السنن
القومية
وتقوية الدول الفارسية ونزعات أخرى .
‹ صفحه 544 ›
أقول : ونقله المجلسي في البحار ( 1 ) عن الدروع ، ورأيته منقولا منه
بخط الشيخ يحيى بن الحسين بن عشره البحراني ، شارح الجعفرية ، وبين ما
أوردناه وأوردناه اختلاف كثير في الألفاظ وفيما نقلناه زيادة يسيرة ، والله
العالم الهادي إلى سواء السبيل .
وعن كتاب صراط المستقيم للشيخ علي بن يونس العاملي ( 2 ) ، عن
سبط بن الجوزي في كتاب رجاله : ( إن جماعة من الصحابة سئلوه - أي
سلمان - لمن الأمر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال :
ما كنت أحسب هذا الأمر
منصرفا عن هاشم ثم منها عن أبي حسن
أليس أول من صلى لقبلتهم
وأعرف الناس بالأحكام والسنن
ما فيهم من صنوف الخير مجمعها ( 3 )
وليس في القوم ما فيه من الحسن
000000000000000000
( 1 ) بحار الأنوار 59 : 56 - 70 ، ذكر
العلامة المجلسي بيانا بعدها ، نذكرها تتميما
للفايدة : ( ثم اعلم أن الظاهر من أكثر هذه الروايات أن المراد بالأيام المذكورة
فيها أيام الشهور
العربية ، ويظهر من بعضها - كخبر سلمان رضي الله عنه - أن المراد بها الشهور
العجمية وأيامها ، كما
يظهر من أسمائها وتوافقها لما نقله المنجمون عن الفرس في ذلك ) ثم ذكر رحمه الله
وجهين للجمع بينهما ، فراجع .
( 2 ) العالم المدقق المتكلم العلامة أبو محمد الشيخ زين الدين علي بن محمد بن
يونس العاملي النباطي
البياضي ، ولد في النباطية من قرى جبل عامل سنة 791 وأخذ عن جماعة من تلامذة
الشهيد
الأول ، وتوفي سنة 877 في النباطية ودفن بها ، من آثاره : الباب المفتوح إلى ما
قيل في النفس
والروح ، المقام الأسنى في تفسير أسماء الله الحسنى ، الصراط المستقيم .
( 3 ) في المصدر : يجمعها .
( 1 ) بحار الأنوار 59 : 56 - 70 ، ذكر العلامة المجلسي بيانا بعدها ، نذكرها
تتميما
للفايدة : ( ثم اعلم أن الظاهر من أكثر هذه الروايات أن المراد بالأيام المذكورة
فيها أيام الشهور
العربية ، ويظهر من بعضها - كخبر سلمان رضي الله عنه - أن المراد بها الشهور
العجمية وأيامها ، كما
يظهر من أسمائها وتوافقها لما نقله المنجمون عن الفرس في ذلك ) ثم ذكر رحمه الله
وجهين للجمع بينهما ، فراجع .
( 2 ) العالم المدقق المتكلم العلامة أبو محمد الشيخ زين الدين علي بن محمد بن
يونس العاملي النباطي
البياضي ، ولد في النباطية من قرى جبل عامل سنة 791 وأخذ عن جماعة من تلامذة
الشهيد
الأول ، وتوفي سنة 877 في النباطية ودفن بها ، من آثاره : الباب المفتوح إلى ما
قيل في النفس
والروح ، المقام الأسنى في تفسير أسماء الله الحسنى ، الصراط المستقيم .
( 3 ) في المصدر : يجمعها .