‹ صفحه 545 ›


فانصرفوا عنه إلى السقيفة ، فلما أخبر بها قال : ( كردند ونيك
نكردند ) ( 1 ) .
أقول : ليس تلك الأبيات لسلمان ، وإنما هي لعباس بن
عبد المطلب ، على ما رواه سليم بن قيس في كتابه ، وزاد فيه بعد البيت الثاني :
( وأقرب الناس عهدا بالنبي ومن
جبرئيل عون له بالغسل والكفن )
وبعد البيت الثالث :
( ماذا الذي ( 2 ) ردكم عنه فنعرفه
ها ، إن بيعتكم من أول الفتن ) ( 3 )
وفي شرح النهج وغيره : إنه لبعض ولد أبي لهب ، وفي بعض
المواضع : إنه لزفر بن الحارث ، وإنما تمثل سلمان بها ، وسيأتي ساير
احتجاجاته وحكمه في الباب الخامس عشر ، وتقدم في الأبواب السابقة بعض
الأشعار والخطب منه .
ومما نسبه إليه الزمخشري في ربيع الأبرار :
أبي الإسلام لا أب لي سواه
إذا افتخروا بقيس أو تميم
ومما شاع نسبته إليه وكتبه على الأكفان قوله :
وفدت على الكريم بغير زاد
من الحسنات والقلب السليم
وحمل الزاد أقبح كل شئ
إذا كان الوفد على الكريم

0000000000000000000

( 1 ) صراط المستقيم إلى مستحقي التقديم 1 : 205 وفيه ( كردن ونيك نكردن ) .
( 2 ) في المصدر : من ذا الذي .
( 3 ) سليم بن قيس : 78 .

‹ صفحه 546 ›


وروى الطبرسي رضي الله عنه في قوله تعالى : ( وضرب الله مثلا للذين
آمنوا امرأة فرعون - الآية ) ( 1 ) بعدما ذكر إيمانها وإن فرعون عذبها ، عن سلمان :
( إنها كانت تعذب بالشمس ، وإذا انصرفوا عنها أظلتها الملائكة وجعلت
ترى بيتها في الجنة ) ( 2 ) .
وفي تنبيه الخواطر للشيخ الزاهد ورام بن أبي فراس قيل : ( إن
سلمان ( رضي الله عنه ) جاء زائرا لأبي الدرداء فوجد ( 3 ) أم أبي الدرداء مبتذلة ،
فقال : ما شأنك ؟ قالت : إن أخاك ليس له حاجة في شئ من أمر الدنيا ،
قال : فلما جاء ( ه ) أبو الدرداء رحب ( 4 ) بسلمان وقرب إليه طعاما ، فقال له
سلمان : أطعم ، فقال : إني صائم ، ف‍ ( - قال ) : أقسمت عليك إلا ما طعمت ،
فقال : ما أنا بآكل حتى تأكل ، قال : وبات عنده ، فلما جاء الليل قام
أبو الدرداء ، فجلسه ( 5 ) سلمان : ثم قال : يا أبا الدرداء ! إن لربك ( عليك )
حقا ، وإن لجسدك عليك حقا ، ولأهلك عليك حقا ، فصم وافطر وصل ،
ونم واعط لكل ( 5 ) ذي حق حقه ، فأتى أبو الدرداء النبي صلى الله عليه وآله وسلم
فأخبره بما قال ( له ) سلمان ، فقال له مثل قول سلمان ) ( 6 ) .
البذلة - بالكسر - ما لا يصال من الثياب والثوب الخلق ، المبتذل
لابسه .
وفيه : ( كتب سلمان الفارسي ( رضي الله عنه ) إلى أبي الدرداء :
يا أخي ! إياك أن تجمع من الدنيا ما لا تؤدي شكره ، فإني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم يقول : يجاء بصاحب الدنيا الذي أطاع الله فيها وماله بين
يديه ، كلما تكفأ ( 7 ) به الصراط قال له ماله : إمض فقد أديت حق الله في ، ثم

0000000000000000000

( 1 ) التحريم : 11 .
( 2 ) مجمع البيان 10 : 319 .
( 3 ) في المصدر : فرأى .
( 4 ) رحب به ترحيبا : أي دعاه إلى الرحب ، والرحب : السعة .
( 5 ) في المصدر فحبسه ، كل .
( 6 ) تنبيه الخواطر 1 : 2 .
( 7 ) كفأه : منعه .

‹ صفحه 547 ›

يجاء بصاحب الدنيا الذي لم يطع الله فيها وما له بين كتفيه ، كلما تكفأ به
الصراط قال له ماله : ويلك إلا أديت حق الله في ؟ فما يزال كذلك حتى
يدعو بالثبور ( 1 ) والويل ) ( 2 ) .
وفي ربيع الأبرار للزمخشري عن سلمان الفارسي أنه قال : ( إني
لأحتسب نومتي كما أحتسب يقظتي ( 3 ) ) ( 4 ) .
وفيه : ( قال رجل لسلمان : فلان يقرئك السلام ، فقال : أما إنك
لو لم تفعل لكانت أمانة في عنقك ) .
وروى شيخ الطائفة في الجزء الحادي عشر من أماليه عن محمد بن
علي بن خشيش ، قال : حدثنا أبو ذر ، قال : حدثنا عبد الله ، قال : حدثنا
الأحمسي ، قال : حدثني ابن حماد ، قال : حدثنا محمد بن سلمة ، عن أبيه ،
عن أبي صادق ، عن عليم قال : سمعت سلمان يقول : ( إن أول هذه الأمة
ورودا على نبيها ، أولها إسلاما علي بن أبي طالب عليه السلام ، وإن خراب هذا
البيت على يد رجل من آل فلان ) ( 5 ) ، ورواه في الجزء التاسع أيضا ( 6 ) .
وفي الفصل الثالث من الباب التاسع من مكارم الأخلاق عن الباقر
عليه السلام قال : ( كان سلمان إذا رفع يده من الطعام يقول : اللهم أكثرت
وأطيبت فزد ، وأشبعت وأرويت فهنئه ) ( 7 ) .
وفي كتاب المقامات للسيد المحدث الجزائري ، وهو أمتن تصانيفه :
( إن سلمان رضي الله عنه لما مرض قالوا له : نأتيك بالطبيب ، فقال : الطبيب

00000000000000000000

( 1 ) الثبور : الهلاك ، يقال : دعا بالويل والثبور : أي قال : ( وا ويلاه وا ثبوراه ) يقول ذلك الهالك
ومن أصابته مصيبة شديدة .
( 2 ) تنبيه الخواطر 1 : 156 .
( 3 ) قومتي ( خ ل ) .
( 4 ) ربيع الأبرار 1 : 39 .
( 5 ) أمالي الطوسي 1 الجزء الحادي عشر : 318 .
( 6 ) أمالي الطوسي 1 الجزء التاسع : 252 .
( 7 ) في مكارم الأخلاق المطبوع الباب السابع ، الفصل الثالث : 143 .

‹ صفحه 548 ›


أمرضني ، فقالوا له : سله العافية ، فقال : يكفيه علمه بحالي عن سؤالي ) ( 1 ) .

00000000000000000000

( 1 ) مقامات النجاة المخطوط ، المقام السادس عشر : 339 .

‹ صفحه 549 ›


الباب الثالث عشر

في زهده وتواضعه
( مضافا إلى ما مر في الباب السابق )

‹ صفحه 551 ›


روى السيد المحدث الجليل السيد نعمة الله الجزائري في كتاب
المقامات مرسلا ، قال : ( جاء سلمان إلى المدائن حاكما ، وما كان يملك إلا
دواة وعصا ، فلما استقبله الناس ما عرفوه حتى دخل المدائن ، فمهدوا له قصر
الإمارة ، فقال : استأجروا لي حانوتا ( 1 ) في السوق أحكم بين الناس ، فاستمر
على هذا الحال حتى فاضت ( 2 ) الدجلة وخربت أكثر المنازل ، فلما قرب من
الحانوت وضع سلمان جلد كبش كان فراشه على ظهره وأخذ دواته
وعصاه ورقى فوق الجبل وقال : هكذا ينجو المخفون يوم القيمة - ثم ذكر السيد
بيتين وأظن أنهما لغير سلمان - :
يا ساكن الدنيا تأهب وانتظر يوم الفراق
واعد رادا للرحيل فسوف تهدي بالرفاق
وأبك الذنوب بأدمع تنحل من سحب الاماق
يا من أضاع زمانه ! أرضيت ما يفنى بباقي ) ( 3 )

000000000000000000000

( 1 ) الحانوت : الدكان .
( 2 ) فيض السيل : كثر وسال من ضفة الوادي
الركوة - بالفتح - دلو صغير من جلد ، والضم زق يتخذ للخل
( 3 ) لم يطبع بعد .

‹ صفحه 552 ›


وروى الكشي رحمه الله عن أبي صالح خلف بن حماد الكشي ، قال :
حدثني الحسن بن طلحة المروزي ، يرفعه ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر
اليماني ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ( تزوج سلمان امرأة من ( بني ) كندة ، فدخل
بها ( 1 ) ، فإذا لها خادمة وعلى بابها عباءة ، فقال سلمان : إن في بيتكم هذا لمريضا أو
قد تحولت الكعبة فيه ؟ فقيل : إن المرأة أرادت أن تستتر ( 1 ) على نفسها فيه ، قال : فما
هذه الجارية ؟ فقيل : إن المرأة أرادت أن تخدم ( 2 ) ، قال : إني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : أيها رجل كانت عنده جارية فلم يأتها أو لم
يزوجها من يأتيها ، ثم فجرت كان عليه وزرها ( مثلها ) ، ومن أقرض قرضا
فكأنما تصدق بشطره ( 3 ) ، فإن أقرضه الثانية كان ( ب‍ ) - رأس المال ( 4 ) ، وأداء الحق
إلى صاحبه أن يأتيه به في بيته أو في رحله فيقول : ها ( و ) خذه ) ( 5 ) .
وفي العيون بالسند المتقدم في الباب السابق ، في حديث الرغيفين :
( قال : ودعا سلمان أبا ذر ( رضي الله عنهما ) ذات يوم إلى ضيافة ، فتقدم إليه من
جرابه ( 6 ) كسرة يابسة وبلها من ركوته ، فقال أبو ذر : ما أطيب هذا الخبز
لو كان معه ملح ، فقام سلمان وخرج ورهن ركوته بملح وحمل‍ ( - ه ) إليه ،
فجعل أبو ذر يأكل ( ذلك ) الخبز ويذر عليه ( 7 ) ذلك الملح ويقول : الحمد الله
الذي رزقنا هذه القناعة ، فقال سلمان : لو كانت قناعة لم تكن ركوتي
مرهونة ) ( 8 ) .

0000000000000000000

( 1 ) في المصدر : عليها ، أن تستر .
( 2 ) من ضعف أو مرض فاحتاجت إلى الخادمة ، أو كان للمرأة ما أو غيره .
( 3 ) شطر : جزء الشئ ، نصف الشئ .
( 4 ) يعني كأنه بالمرة الثانية تصدق بشطر آخر من المال .
( 5 ) إختيار معرفة الرجال : 7 - 16 .
( 6 ) الجراب - ككتاب - معروف يقال له بالفارسية : انبان .
( 7 ) ذر الملح : نشره ورشه .
( 8 ) عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 الباب 31 : 53 .

‹ صفحه 553 ›


والخمر .
وفي تنبيه الخواطر : إنه قدم له خبز شعير وإنه أراد منه خلا وبقلا .
وفي ربيع الأبرار ، حدث الأعمش عن أبي وابل قال : ( أتيت أنا
وصاحب لي إلى سلمان الفارسي ، فلما جلسنا عنده قال : لولا أن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم نهانا عن التكلف لتكلفت لكم ، ثم جاء بخبز وملح
ساذج لا أبزار عليه ، فقال صاحبي : لو كان في ملحنا سعتر ( 1 ) ، فبعث سلمان
بمطهرته فرهنها على السعتر ، فلما أكلنا قال صاحبي : الحمد لله الذي أقنعنا بما
رزقنا ، فقال سلمان : لو قنعت بما رزقك الله لم مطهرتي مرهونة ) .
المطهرة - بكسر الميم وفتحها ، وهو الأفصح - واحد المطاهر ، وهي
إناء يتطهر به ويزال به الأقذار .
وروى الشيخ الشهيد رضي الله عنه محمد بن أحمد بن علي بن الفتال
النيشابوري في روضة الواعظين مرسلا قال : ( روي أن سعد بن أبي وقاص
دخل على سلمان الفارسي يعوده ، فبكى سلمان ، فقال له سعد : ما يبكيك
يا أبا عبد الله ؟ توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو عنك راض ( و ) ترد
عليه الحوض ( 2 ) ، فقال سلمان : أما أنا لا أبكي جزعا من الموت ولا حرصا على
الدنيا ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عهد إلينا فقال : ليكن بلغة أحدكم
كزاد الراكب ، وحولي هذه الأساود ، وإنما حوله إجانة وجفنة مطهرة ) ( 3 ) .
الأساود : شخوص من المتاع - كذا في المجمع ( 4 ) - ، وإجانة - بالكسر
والتشديد - واحدة الأجاجين وهي المركن الذي يغسل فيه الثياب ، والجفنة :
القصعة .
ورواه الشيخ المحدث ، الأمير الزاهد ، أبو الحسين ورام بن أبي فراس
بن ورام بن حمدان ، من أولاد مالك بن الحارث الأشتر النخعي في كتاب

00000000000000000

( 1 ) نبات طيب الرائحة ، زهره أبيض إلى الغبرة ، يستعمل بعض أنواعه في الطب وفي صنع العطور .
( 2 ) في المصدر : ترد الحوض عليه .
( 3 ) روضة الواعظين 2 : 490 ، وفيه : ( لتكن ) صفوة الصفوة 1 : 553 .
( 4 ) مجمع البحرين 3 : 73 .

‹ صفحه 554 ›


تنبيه الخواطر ونزهة الناظر مع اختلاف ، قال : ( إن سلمان الفارسي ( رضي الله
عنه ) لما مرض مرضه الذي مات فيه أتاه سعد يعوده فقال : كيف أنت ( 1 )
يا أبا عبد الله ؟ فبكى ، فقال : ما يبكيك ؟ فقال : والله ما أبكي حرصا على
الدنيا ولا حبا لها ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عهد إلينا عهدا فقال :
ليكن بلاغ أحدكم ( من الدنيا ) كزاد ( ال‍ ) - راكب ، فأخشى أن يكون قد
جاوزنا أمره وهذه الأساود حولي ، وليس حوله إلا مطهرة ( فيها ماء ) وإجانة
وجفنة ) ( 2 ) .
وفيه : ( أنه لم يحضر بين يديه طعام عليه أدامان قط ) .
وفي منهج السالكين للشيخ المحدث الشيخ علي بن الشيخ المحدث
العارف الأحسائي مرسلا قال : ( لما ورد سلمان المدائن قعد تحت ظلال
الحائط بالمسجد ولم يقبل الدخول في بيت الإمارة ، فقالوا له : نبني لك دارا ؟
فلم يقبل ، فقال رجل من الدهاقين : أنا أبني لك بيتا يصلح لك ، فقال : وما
الذي يصلح لي ؟ قال : أبني لك بيتا إن أقمت ضرب سقفه رأسك وإن
اضطجعت ضرب جداره رأسك ورجليك ، فقال : نعم ) .
وفي أنوار السيد الجزائري قال : ( دخل رجل على سلمان الفارسي
( رضي الله عنه ) فلم يجد في بيته إلا سيفا ومصحفا ، فقال له : ما في بيتك إلا ما
أرى ؟ قال : إن أمامنا عقبة كؤودا ( 3 ) وإنا قدمنا متاعنا إلى المنزل أولا
فأولا ) ( 4 ) .
وقال : ( وقع الحريق ، فأخذ سلمان سيفه ومصحفه وقال : هكذا
ينجو المخفون ) ( 5 ) .
وروى عز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد في شرح النهج عن أبي عمر
قال : ( كان سلمان يسف الخوص ، وهو أمير على المدائن ، ويبيعه ويأكل

000000000000000000

( 1 ) في المصدر : كيف تجدك .
( 2 ) تنبيه الخواطر 2 : 215 ، الأنوار النعمانية 1 : 5 .
( 3 ) الكؤود : الصعبة المرتقى .
( 4 ) أنوار النعمانية 1 : 50 عن تنبيه الخواطر 2 : 218 .
( 5 ) أنوار النعمانية 1 : 50 عن تنبيه الخواطر 2 : 218 .

‹ صفحه 555 ›


منه ويقول : لا أحب أن آكل إلا من عمل يدي ، وقد كان ( 1 ) تعلم سف
الخوص ( 2 ) من المدينة ) ( 3 ) .
وفيه عن هشام بن حسان عن الحسن البصري ، قال : ( كان عطاء
سلمان خمسة آلاف ، وكان إذا خرج عطاؤه تصدق به ويأكل من عمل يده ،
وكانت له عباءة يفرش بعضها ويلبس بعضها ) ( 4 ) .
وفيه عن بن وهب وبن نافع : ( إن سلمان لم يكن له بيت ، إنما
كان يستظل بالجدار ( 5 ) والشجر ، وإن رجلا قال له : ( ألا ) أبني لك بيتا
تسكن فيه ؟ قال : لا حاجة لي في ذلك ، فما زال به الرجل حتى قال له : أنا
أعرف البيت الذي يوافقك ، قال : فصفه لي ، قال : أبني لك بيتا إذا أنت
قمت فيه أصاب رأسك سقفه ، وإن ( أنت ) مددت فيه رجليك أصابهما
( الجدار ) ، قال : نعم ، فبنى له ) ( 6 ) .
وقال الشيخ علي بن برهان الدين الحلبي الشافعي في كتاب إنسان
العيون في سيرة الأمين والمأمون : ( كان سلمان خبرا عالما فاضلا زاهدا
متقشفا ، وكان يأخذ من بيت المال في كل سنة خمسة آلاف ، وكان يتصدق
بها ولا يأكل إلا من عمل يده ، وكان له عباءة يفترش بعضها ويلبس
بعضها ، قال بعضهم : دخلت عليه وهو أمير على المدائن وهو يعمل الخوص ،
فقلت له : لم تعمل هذا وأنت أمير وهو يجري عليك رزقا ؟ فقال : إني أحب
أن آكل من عمل يدي ، وربما اشترى اللحم وطبخه ودعى المجذومين
فأكلوا منه ) ( 7 ) .
وقال الشيخ ورام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر : ( قال جرير بن

000000000000000000

( 1 ) في المصدر : كان قد .
( 2 ) يسف الخوص : أي ينسجه والسفه ما سف منه كالزنبيل .
( 3 ) شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد 18 : 35 .
( 4 ) شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد 18 : 35 .
( 5 ) في المصدر : بالجدر .
( 6 ) شرح نهج البلاغة 18 : 36 ، صفة الصفوة 1 : 538 .
( 7 ) السيرة الحلبية 1 : 195 .

‹ صفحه 556 ›


عبد الله : انتهيت مرة إلى ظل شجر ( ة ) ( و ) تحتها رجل نائم ، قد استظل بنطع ( 1 )
له ، وقد جاوزت الشمس النطع ، فسويته عليه ، ثم إن الرجل استيقظ فإذا
هو سلمان الفارسي ، فذكرت له ما صنعت ، فقال : يا جرير ! تواضع لله في
الدنيا فإنه من تواضع لله في الدنيا رفعه الله يوم القيامة ، أتدري ما ظلمة النار
يوم القيامة ؟ قلت : لا ، قال : فإنه ظلم الناس بعضهم بعضا في الدنيا ) ( 2 ) .
وفيه : ( قيل لسلمان ( الفارسي رضي الله الله عنه ) : لم لا تلبس ثوبا
جديدا ( 3 ) ؟ فقال : إنما أنا عبد فإذا أعتقت يوما لبست ) ( 4 ) .
وفيه : ( وتفاخرت قريش عند سلمان الفارسي ( رضي الله عنه ) فقال
سلمان : لكني ( 5 ) خلقت من نطفة قذرة وأعود جيفة منتنة ، ثم إلى الميزان ، فإن
ثقل فأنا كريم وإن خف فأنا لئيم ) ( 6 ) .
وفي إحياء العلوم : ( وكان عمر يسئل سلمان عن عيوبه ، فلما قدم
عليه قال له : ما الذي بلغك عني مما تكرهه ؟ فاستعفى ، فالح عليه ، فقال :
بلغني أنك جمعت بين إدامين على مائدة وإن لك حلتين : حلة بالليل وحلة
بالنهار ) .

00000000000000000000

( 1 ) النطع - بالكسر والفتح وبالتحريك - بساط من الأديم ، والأديم : الجلد المدبوغ .
( 2 ) تنبيه الخواطر 1 : 202 .
( 3 ) في المصدر : جيدا .
( 4 ) تنبيه الخواطر 1 : 208 ، وقال بعده : ( أشاربه إلى العتق في الآخرة ) .
( 5 ) في المصدر : لكن .
( 6 ) تنبيه الخواطر 1 : 202 .

‹ صفحه 557 ›


الباب الرابع عشر

في زوجاته وأولاده
والرد على من أنكر ذلك

‹ صفحه 559 ›


قد تقدم عن الكشي : ( أنه قد تزوج امرأة من ( بني ) كنده فدخل
بها ) ( 1 ) ، ويأتي عنه في الباب السادس عشر أنه حين وفاته أخرج صرة من
مسك فقال : ( هبة ( 2 ) أعطانيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم قال : بلها
ونضحها حوله ، ثم قال لامرأته : قومي أجيفي الباب ( 3 ) ، فقامت فأجافت
الباب ورجعت وقد قبض رضي الله عنه ) ( 4 ) .
ونقل أبو عبد الله الشهيد في حاشيته على القواعد عن كتاب صفة
الصفوة لابن الجوزي عن عبد الرحمن بن السلمي : ( إن سلمان الفارسي رضي الله
عنه تزوج امرأة من كندة ، فلما كان ليلة البناء عليها جلس عندها فمسح
بناصيتها ( 5 ) ودعا لها بالبركة وقال لها : أتطيعيني فيما أمرك ؟ قالت : جلست
مجلس من تطيع ، قال : فإن خليلي صلى الله عليه وآله وسلم أوصاني : إذا اجتمعت

00000000000000000

( 1 ) إختيار معرفة الرجال : 16 ، وفيه ( من كنده فدخل عليها ) .
( 2 ) في المصدر : هيه .
( 3 ) أجاف الباب : رده ، نضح البيت الماء : رشه .
( 4 ) إختيار معرفة الرجال : 16 .
( 5 ) الناصية : مقدم الرأس أو شعر مقدم الرأس إذا طال ، سميت بذلك لارتفاع منبتها .

‹ صفحه 560 ›


إلى أهلي أن اجتمع على طاعة الله ، فقام وقامت إلى المسجد فصليا ما بدء لهما ،
ثم خرجا فقضى منها ما تقضي الرجال من النساء ، فلما أصبح غدا عليه
أصحابه وقالوا : كيف وجدت أهلك ، فأعرض عنهم ، ثم قال : إنما جعل الله
الستور والخدور والأبواب لتواري ما فيها ، حسب امرء منكم أن يسأل عما
ظهر له ، فأما ما غاب عنه فلا يسئلن عن ذلك ، سمعت رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم يقول : التحدث عن ذلك كالحمارين يتشامان في الطريق ) ( 1 ) .
وتقدم عن مهج الدعوات في حديث تحفة الجنة إنه كان له ابنا اسمه
عبد الله .
وفي فهرس الشيخ المحدث الجليل منتجب الدين علي بن عبيد الله بن
الحسن بن الحسين بن الحسن بن الحسين بن علي بن بابويه القمي رضي الله عنه ،
الموضوعة لذكر من تأخر عن شيخ الطائفة هكذا : ( الشيخ بدر الدين
الحسن بن علي بن سلمان بن أبي جعفر بن أبي الفضل بن الحسن بن أبي بكر بن
سلمان بن ( عباد بن ) عمار بن أحمد بن أبي بكر بن علي بن سلمان بن مته بن
محمد بن عمارة بن إبراهيم بن سلمان ( 2 ) بن محمد بن سلمان الفارسي
صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( ورضي عنه ) نزيل اسناباذ السد من
الري ، واعظ فصيح صالح ) ( 3 ) ، فظهر أن أولاد سلمان كان في الري في حدود
خمسمأة .
وقال الزمخشري في ربيع الأبرار : ( جاء سلمان يخطب قرشية ومعه
أبو الدرداء ، فدخل وذكر سابقة سلمان وفضله فقالوا : لا نزوجه ولكن إن
أردت زوجناك ، فزوجها ، ثم خرج فقال : يا أخي ! قد صنعت شيئا وأنا
أستحيي منك ، وأخبره ، فقال سلمان : أنا أحق أن استحيي منك ، أخطب
امرأة كتبها الله لك ) .

00000000000000000

( 1 ) صفة الصفوة 1 : 539 .
( 2 ) في المصدر : سليمان ، وفي جامع الرواة : سلمان .
( 3 ) فهرست أسماء علماء الشيعة ومصنفيهم : 54 ، أمل الآمل 2 : 46 ، جامع الرواة 1 : 212 .

‹ صفحه 561 ›


وفي المنتقى للكازروني : ( وقيل : إنه عاد إلى إصفهان في زمان عمر ،
وقيل : كان له أخ بشيراز له نسل ثم ، وبنت بإصفهان لها نسل ، وبنتان
بمصر ، وقيل : كان له ابن يقال له : كثير ) .
وروى الكشي رحمه الله عن طاهر بن عيسى ، قال : حدثني ( أبو سعيد )
الشجاعي ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن خزيمة بن ربيعة ، يرفعه ،
قال : ( خطب ( 1 ) سلمان إلى عمر فرده ، ثم ندم فعاد إليه ، فقال : إنما أردت
( أن ) أعلم ذهبت حمية الجاهلية ( عن قلبك ) أم هي كما هي ) ( 2 ) .
وروى آية الله العلامة في التذكرة في مسائل الكفاءة عن الجمهور :
( إن سلمان الفارسي طلب إلى عمر ابنته فأجابه إلى ذلك ، فكره عبد الله ابنه
ذلك ، فقال له عمرو بن العاص : أنا أكفيك ، فلقي عمرو بن العاص سلمان
فقال : ليهنك يا سلمان ، فقال : وما هو ؟ قال : تواضع لك أمير المؤمنين ، فقال
سلمان : لمثلي يقال هذا ، والله لا نكحتها أبدا ) ( 3 ) .
وروى الحسين بن حمدان الحضيني عن علي بن الحسين المقري
الكوفي ، عن إبراهيم بن جعفر الزيات ، عن الحسن بن معمر ، عن أبي سمينه
محمد بن علي ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام إنه : ( دخل
عليه وفد من فارس حجاج وهو بالمدينة ، فسئلوه عن معالم دينهم ، فأخبرهم
بجميع ما سئلوه عنه ، وسئلوه عن سلمان ورغبته إلى عمر في تزويجه ابنته ،
أخت حفصة زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، هل كان ذلك صحيحا ؟
فقال أبو جعفر : والله ما كان سلمان ممن يميل إلى الدنيا ولا إلى نعيمها ولا
كان منفتنا بالنساء ، لأن الله خلقه معصوما ومن كان له ما يكون للرجال ولا
للنساء من العورة ، ولكنه اختبر عمر بخطبة إليه وامتحنه ، فقالوا : يا بن
رسول الله ! فكيف كان قوله لعمر وما قال له عمر ؟ فقال عليه السلام لهم : إن
سلمان اجتاز بعمر وهو على باب داره في رهط من بني عدي - قوم عمر -

000000000000000000

( 1 ) خطب ، من خطبة المرأة : أي طلب نكاحها .
( 2 ) إختيار معرفة الرجال : 15 . /
( 3 ) تذكرة الفقهاء 2 : 597 .

‹ صفحه 562 ›


فدعاه عمر فقال : يا أبا عبد الله ! ما ترغب إلينا في شئ من دنيانا فنمتعك
به ؟ قال : بلى يا أبا حفص قد رغبت إليك في أن تنكحي ابنتك أخت
حفصة ، فغضب إليه عمر وقال لقومه : أما ترون هذا العجمي الطمطماني ( 1 )
كيف رفعه محمد صلى الله عليه وآله وسلم عن مقداره ، حتى قد سمت نفسه إلى أن
يكون صار به صاب السلف ، وقام عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منكرا
جرارا ، فقال : يا رسول الله ! لا ترفع مقدار من لا له قدر حتى يزيد على أشراف
أصحابك تفاخرا وقدرا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من فعل بك
هذا ؟ فقص عليه قوله لسلمان وقول سلمان له ، فقال له رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم : ويحك يا عمر ما ترضى أن تزوج سلمان إن رغب إليك وإن
تتقرب إليه وقد اشتاقت إليه الجنة - إلى آخر ما مر في الباب الرابع ) .
وما اشتمل عليه الخبز : من أنه لم يكن لسلمان ما يكون للرجال
والنساء ، في غاية الغرابة وإن كان مؤيدا بما رواه قبله عن جعفر بن محمد بن
مالك بن عبد الله بن يونس ، عن محمد بن سهل ، عن زيد الشحام ، عن
يونس بن ظبيان ، عن المفضل بن عمر ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن أبي خالد
الكابلي ، عن رشيد الهجري ، عن جابر بن عبد الله بن حزام الأنصاري وقال :
( كان سلمان بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكثر التردد إلى فاطمة
عليها السلام يعزيها ويسليها ويخدمها خدمة بعهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،
وكانت فاطمة تخرج بعلها أمير المؤمنين عليه السلام وبنيها الحسن والحسين
عليهما السلام ليلا إلى دور المهاجرين والأنصار ، يستنهضون بهم لنصرة أمير المؤمنين
عليه السلام على عصابته ، فيعدونه ليلا وينكلونه نهارا ، فقال عمر بن الخطاب ،
الليلة في خروج فاطمة إلى الناس إلا هذا الفارسي المجوسي ، لآتين عليه لأنه
يكثر الخروج والدخول إلى فاطمة ليثير الفتنة علينا ، فوقف له عمر في جماعة
بباب فاطمة عليها السلام ، فلما خرج سلمان وثب إليه عمر وقال : أما ترون هذا
العجمي الطمطماني يدخل على بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهارا وليلا

00000000000000000000

( 1 ) الطمطم والطمطمي والطمطماني : الذي في لسانه عجمة .

‹ صفحه 563 ›


كأنها من بنات مجوسهم ، وسلمان واقف لا يكلمه ، وهو يشنع عليه الفاحشة
ويفحش في الخطاب ويشنع إنه غير مأمون على فاطمة بنت رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم ويقول : ما تصنع الرجال عند النساء في الخلوات ؟ والله يا فارسي
لقد استحققت التطهير بالسيف ، وكل ذلك لا يجيبه سلمان عما يقول
وهبت ريح فكشفت ثوب سلمان عن عورته فنظر إليه كل من حضر ، فلم
يروا ما يكون للرجال ولا للنساء من العورات ، فقالوا بأجمعهم : يا عمر !
استغفر الله فيما قذفت سلمان ورميته به ، وشعرت فاطمة بنت رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم ، فرجع عمر خجلا نادما إلى أبي بكر ، فقال أبو بكر : لا تزال يا
أبا حفص تفضحنا في هذه الأمة بعجلتك وسطوتك حتى تفقد عنا الأمة
فتخسر الدنيا والآخرة ، وبعث أبو بكر إلى سلمان فاعتذر إليه وسئله إحلال
ما فعل به عمر ، فقال سلمان : إن قذف عمر إلي بهذا السوءة لأشد علي من
يوم ضربه لي في السقيفة ، يوم فقدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، والله
لا أحللته أو يأخذ الله لي بحقي منه ) .
ومثله في الغرابة والضعف ما رواه عن أبي العباس أحمد بن يوسف
الشاشي ، عن إسحاق بن محمد ، عن عثمان بن رشيد ، عن محمد بن سليمان
السوسي ، عن أبي السفايح ، عن الصادق عليه السلام قال : ( لما اشترى
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سلمان جلس في داره ودعى أزواجه ، فقال
صلى الله عليه وآله وسلم لهن : سلمان عيني الناظرة ، ولكن تأدبوا بآدابه ولا تظنون
أنه كمن ترون من الرجال ، إن سلمان كان يدعو إلى الله وإلي قبل مبعثي
بأربعمأة سنة وخمسين سنة ، لم تأخذه في الله وفي لومة لائم إلا الاقرار بي ، ولم
يكتب عليه في صحيفته ذنبا اكتسبه سمعه ولا بصره ولا لسانه ولا يداه
ولا رجلاه ولا قلبه ولا شئ من جوارحه ، ولو سئل سلمان عن عورات
الرجال والنساء لم يعرفهن ، ولا رأى عورة نفسه منذ عقل ، ولا أخلد إلى
الدنيا ولا إلى نعيمها ولا إلى نسائها ولا ظهر فيه خيانة ، ألا وإنه ما له ما
للرجال وما للنساء ، وهو باب أخي أمير المؤمنين والمؤمنات ، وعلي بابي ، وأنا
مدينة العلم ، فاعرفوا سلمان ، قال : فكن أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

‹ صفحه 564 ›


وفاطمة سيدة نساء العالمين تخاطب سلمان مخاطبة الولد لوالده ) .
أقول : وما اشتملت عليه تلك الأخبار ، مع غرابتها في نفسها ، مخالف
لما قدمنا : من أنه تزوج وكان له أولاد ، ولعل تلك الأخبار مستند من أنكر
تزويجه وقال : إنه كان مجبوبا ، ممن أشار إليهم في مجالس المؤمنين ( 1 ) ، وأنت
خبير بان الحسين بن حمدان ضعيف جدا لا يجوز الاعتماد على ما تفرد به ،
سيما مع معارضته بالأخبار المعتبرة المعتضدة بالشهرة بين الأصحاب .
قال النجاشي : ( الحسين بن حمدان الحضيني الجنبلاني ، أبو عبد الله ،
كان فاسد المذهب ) ( 2 ) ، وزاد في الخلاصة : ( كذابا صاحب مقالة ، ملعون
لا يلتفت إليه ) ( 3 ) ، وعن الغضائري مثله ، وضعفه المجلسي في الوجيزة ، ولو لم
يضعفه أرباب الرجال لكان فيما ذهب إليه في هذا الكتاب كفاية في جرحه ،
فإنه ذكر بعد باب الإمام الثاني عشر ، ومنه وصل إلينا من نسخة هذا
الكتاب بابا ذكر فيه أبواب الأئمة ، فقال : ( باب ما جاء عن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم وجميع الأئمة الراشدين عليهم السلام وعلى أبوابهم الذين يخرج
منهم العلم إلى أهل توحيد الله ومعرفته ، وهم اثنى عشر بابا لاثني عشر إماما :
فأولهم سلمان الفارسي وقيس بن ورقاء ، وهو سفينة ، ورشيد الهجري
وأبو خالد عبد الله بن غالب الكابلي ، ويحيى بن معمر أم الطويل اليماني ،
وجابر بن يزيد الجعفي ، ومحمد بن أبي زينب الكاهلي ، والمفضل بن عمر ،
ومحمد بن المفضل ، وعمر بن الفرات ، ومحمد بن نصير بن بكر النميري ، وهو
باب المهدي غائب بغيبته ويظهر بظهوره ) ، ثم ذكر لكل منهم بابا وروى في
شأنهم أخبارا كثيرة وابن أبي زينب هو أبو الخطاب الملعون ، ومحمد بن نصير هو
رئيس النصيرية ( 4 ) .

0000000000000000000

( 1 ) قال السيد الشهيد ما لفظه : ( آنچه ميان جهال وقلندران مشهور است كه سلمان محبوب بوده
وهرگز تأهل نكرده ، غلط است ومهمل ) مجالس المؤمنين 1 : 208 .
( 2 ) رجال النجاشي : 68 .
( 3 ) خلاصة الأقوال في علم الرجال : 217 .
( 4 ) محمد بن نصير الفهري النميري كان من أصحاب العسكري عليه السلام فلما توفي ادعى مقام أبي جعفر
محمد بن عثمان بأنه صاحب إمام الزمان وادعى له البابية ، فضحه الله تعالى بما ظهر من الالحاد
والجهل ولعن أبي جعفر له وتبريه منه واحتجابه عنه ، ويدعي أنه رسول نبي وأن علي بن محمد
عليهما السلام أرسله وكان يقول بالتناسخ ويغلو في أبي الحسن عليه السلام ويقول فيه بالربوبية ويقول
بالإباحة للمحارم وتحليل نكاح الرجال بعضهم بعضا في أدبارهم ويزعم أن ذلك من التواضع ( الغيبة ) .

‹ صفحه 565 ›


وقال بعد ذكر أخبار كثيرة في جلالتهما وكرامتهما : ( إنما ذكرنا هذا
في أخبار أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الكاهلي وأبي شعيب محمد بن نصير ،
لما ظهر من اللعن لهما ، وإلا ففضائل القوم أكثر من أن تحصى ولذا روينا
هذا من أخبارهما ليعلم من لم يعلم ويدري من لم يدر ) ، ثم ذكر بعض
الحكايات لرفع استبعاد ظهور الأعاجيب على أيدي هؤلاء الأبواب ، وقال في
آخر الكتاب : ( فأما اختلاف الطوائف من الشيعة في بابية محمد بن سنان
وعلي بن جبلة القمي ومحمد بن موسى الشعبي وغيرهم فباطل ، واتباع
هوى لا أصل له وفتنته وابتياع الدنيا بالدين وقد نهى الله جل ثناؤه عن
ذلك ) ، ثم ذكر بعض الآيات .
وأعجب من جميع ذلك أنه ذكر بعد الأبواب بابا فيما ورد من الوكالة
والدلالة على أبي عمر وعثمان بن سعيد وابنه أبي جعفر محمد وأبي القاسم
الحسين بن روح وأنهم وكلاء الأموال .
ومما رواه فيه عن جماعة من مشايخه أنه : ( لما نصب العسكري
عليه السلام عثمان بن سعيد وكيلا وقعت الشبهة في قلوبنا وقلنا عسى أن يكون
قد بدا لله ( 1 ) في محمد بن نصير كما بدا لله في أبي الخطاب وكثر الكلام بالكوفة
وسوادها ، فاجتمعنا اثنان وأربعون رجلا ممن لقى العسكريين عليهما السلام على
أن نكتب كتابا نسئل فيه عما وقعت الشبهة فيه عندنا ، ثم اجتمعنا على

0000000000000000000

( 1 ) معنى البداء ظهور الشئ بعد خفائه ، وهو في عقيدة الإمامية : ظهور الشئ من الله لمن يشاء من
خلقه بعد إخفائه عنهم ، فقولنا : بدا لله ، معناه : بدا لله شأن أو حكم وليس معناه ظهر له ما خفي عليه ،
تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، لقد ثبت من الأخبار الواردة عن آل البيت عليهم السلام خلق الله
لوحين أثبت فيهما ما يحدث من الكائنات : اللوح المحفوظ وهو اللوح المطابق لعلمه تعالى لا يحدث فيه
أي تبدل أو تغيير ، والثاني ، لوح المحو والإثبات : وهو الذي يتغير ويتبدل ما فيه حسب ما تقتضيه
الحكمة الإلهية قبل وقوعه وتحققه في الخارج ، إذن فالبداء : هو محو ما كان ظاهرا في لوح المحو
والإثبات وتبديله بما سبق في علم الله الثابت في اللوح المحفوظ الذي لا يقبل التغيير والتبديل .

‹ صفحه 566 ›


الشخوص إلى سامراء ، فسرنا إليها ، وبها في الوقت نيف عن الثلثمأة رجل من
ساير البلدان مجاورين ، فلقي بعضنا بعضا وأردنا بالرأي وعرفناه جوابنا ،
فخرج إلينا الأمر من سيدنا أبي محمد عليه السلام : أنا أجلس لكم ليلة الجمعة
فاحضروا واستمعوا الجواب فيما خضتم فيه وأجبتم معرفته ، فشكرنا الله
وحمدناه ، فلما كان في ليلة الجمعة توجهنا نحو الدار وكل من وصل منا قوم
دخلوا ، حتى اجتمعنا عن آخرنا ، وخرج إلينا مولينا أبو محمد عليه السلام فقال
لنا : منكم أحد علم أو نقل إليه أن سلمان كان وكيلا على مال أمير المؤمنين
عليه السلام ؟ قلنا : لا يا سيدنا ، قال : أفليس قد علمتم ونقل إليكم أنه كان بابه ؟
فقلنا : بلى ، قال : فما الذي أنكرتم أن يكون محمد بن نصير بابي وعثمان بن
سعيد وكيلي ؟ فقلنا : يا سيدنا إنما خشينا أن يكون قد بدا الله في محمد بن نصير
كما بدا له في أبي الخطاب ، فقال لنا : لله المشيئة في خلقه أن يفعل ما يشاء
وعليهم الرضا والتسليم ، فقلنا : قد سمعنا وأطعنا ، فقال عليه السلام : اشهدوا
على أنه ما بدا لله في أبي الخطاب باب الصادق عليه السلام ، وأن محمد بن نصير
بابي أن يقبضه الله إليه ، وأن عثمان بن سعيد وكيلي وابنه محمد وكيل
ابني المهدي ، مهديكم إلى أن يقبضه الله ) ، وبعد وجود تلك المناكير في كتابه
كيف يمكن التعويل على متفرداته .
نعم ، كتاب الهداية المنسوب إليه في غاية المتانة والإتقان ، لم نر فيه
ما ينافي المذهب ، وقد نقل عنه وعن كتابه هذا ، الأجلاء من المحدثين :
كالشيخ أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري ، والشيخ حسن بن سليمان
الحلي في منتخب البصائر ورسالة الرجعة ، وصاحب عيون المعجزات الذي
ذكر جمع أنه السيد المرتضى ، والمولى المجلسي ، وصاحب العوالم وغيرهم ،
ورأيت بخط الفاضل الماهر الآغا محمد علي بن الوحيد البهبهاني فيما علقه على
نقد الرجال ما هذا لفظه : ( قال شيخنا المعاصر : إن الذي في كتاب الرجال
إن الحسين بن حمدان الحضيني كان فاسد المذهب ، كذابا ، صاحب مقالة ،
ملعون لا يلتفت إليه ، وظاهر لمن تدبر هذا الكتاب وهو الهداية إنه من أجلاء
الإمامية وثقاتهم ، ولعل المذكور في كتب الرجال ليس هو هذا وإلا فالتوفيق

‹ صفحه 567 ›

بينهما غير ممكن - والله أعلم ) .
واعلم : أن السبب الذي في امتناع عمر من تزويج سلمان ابنته ، إنما
هو للعداوة التي كانت بينه وبين العجم ، ولما استقرت له الخلافة جعل ذلك
سنة في الإسلام وأخذها المخالفون مذهبا يفتون بها إلى الآن ، وإن استدلوا لها
بأخبار بعضها موضوعة وأخرى غير وافية ، قال أبو إسحاق الشيرازي في مسائل
الكفاءة من المهذب : ( وأما النسب فهو معتبر ، فالأعجمي ليس بكفؤ
للعربية لما روي عن سلمان أنه قال : لا يؤمكم في صلاتكم ولا ينكح
نسائكم ) ، قلت : هذا من كلام معاوية كما ستعرف .
وقال العلامة في التذكرة : ( اعتبر كثير من الحنفية في الكفاءة سبعة
أشياء - وعد منها النسب - وعن كثير من الشافعية ستة شرايط ، منها النسب
- ثم قال في مسألة أخرى : - اعتبر كثير من الشافعية النسب على ما تقدم ،
فالعجمي ليس كفوا للعربية والعربية بعضهم أكفاء بعض ، فلا تكافيهم
الموالي ، وبه قال أبو حنيفة لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : إن الله تعالى اختار العرب
من ساير الأمم واختار من العرب قريشا - الحديث ، ورووا عنه صلى الله عليه وآله
وسلم أنه قال : قريش بعضهم أكفاء لبعض ، والعرب بعضهم أكفاء لبعض
قبيلة لقبيلة ، والموالي بعضهم أكفاء بعض لرجل برجل ، أي يعتبر نسبهم - ثم
قال رضي الله عنه : - وعندنا نحن إن النسب لا اعتبار به بل يجوز لوضيع النسب
أن يزوج بشريفة ، حتى إن العبد يجوز أن يتزوج بالعلوية الشريفة ، وهو أحد
قولي الشافعي ، لعموم قوله تعالى : ( فانكحوا - الآية ) - إلى آخر ما ذكره ) ( 1 ) .
والأولى التمسك لهم في ذلك بما رواه سليم بن قيس الهلالي في
كتابه ، قال : ( كان لزياد بن أبيه ( 2 ) ( كاتبا يتشيع وكان لي ) صديقا
( تشيع ) ، فأقراني كتابا كتبه معاوية إلى زياد ( جاب كتابه إليه ) : أما بعد
فإنك كتبت ( إلي ) تسئلني عن العرب ، من أكرم ( منهم ) ومن أهين ومن

000000000000000000

( 1 ) تذكرة الفقهاء 2 : 597 ، والآية في النساء : 3 .
( 2 ) في المصدر : لزيد بن سمية .

‹ صفحه 568 ›


أقرب ومن أبعد ومن أؤمن ( منهم ) ومن أخيف ، وإني يا أخي لأعلم
الناس ( 1 ) بالعرب - إلى أن قال : - وانظر إلى الموالي ومن أسلم من الأعاجم
فخذهم بسنة عمر ( بن الخطاب ) فإن في ذلك خزيهم وذلهم ، لن ينكح
العرب فيهم ولا تنكحوهم ، وأن يرثهم العرب ولا يرثونهم ( 2 ) ، وأن تقصر ( بهم )
في إعطائهم وأرزاقهم ، وأن يقدموهم في المعادن ، يصلحون الطرق ( 3 ) ويقطعون
الشجر ، ولا يؤم أحد منهم العرب في صلاة ولا يتقدم أحد منهم في الصف
( الأول إذا حضرت العرب ، إلا أن يتموا الصف ) ، ولا تول أحدا منهم ثغرا
من ثغور المسلمين ( ولا مصرا من أمصارهم ولا يلي أحد منهم قضاء المسلمين )
ولا أحكامهم ، فإن هذه سيرة عمر وسنته فيهم ( 4 ) - إلى أن قال : - ولعمري
يا أخي ! لولا أن عمر سن دية الموالي على النصف من دية العرب ، وذلك
أقرب للتقوى ، لما كان للعرب فضل على العجم ، فإذا جاءك كتابي هذا
فأذل العجم وأهنهم واقصهم ولا تستعن بأحد منهم ولا تقض لهم حاجة - إلى
أن قال : - وكنت حدثتني أنك قرأت ( 5 ) كتاب عمر إلى أبي موسى ( الأشعري )
وبعث إليه بحبل ، ( طوله ) خمسة أشبار ، ( وقال له : ) ( إن ) أعرض من قبلك
من أهل البصرة فمن وجدت من الموالي ومن أسلم من الأعاجم قد بلغ خمسة
أشبار فقدمه واضرب عنقه ، فشاورك أبو موسى ( في ذلك ) فنهيته وأمرته أن
يراجع عمر فراجعه ، وذهبت ( أنت ) بالكتاب إلى عمر ، وإنما صنعت ما
صنعت تعصبا للموالي وأنت يومئذ تحسب أنك عبيد ( 6 ) ، فلم تزل بعمر حتى
رددته عن رأيه ( و ) خوفته فرقة الناس ( فرجع ) وقلت له : ما يؤمنك وقد
عاديت أهل هذا البيت أن يثوروا إلى علي ( بن أبي طالب عليه السلام ) ، فينهض

0000000000000000

( 1 ) في المصدر : ومن أحذر وإنما يا أخي أعلم الناس .
( 2 ) في المصدر : لا ينكحهم وأن يرثوهم العرب ولا يرث العرب .
( 3 ) في المصدر : في عطائهم وأرزاقهم ، وأن يقدموا في المغازي ، يصلحون الطريق .
( 4 ) في المصدر : فإن هذه سنة عمر فيهم وسيرته .
( 5 ) في المصدر : وحدثني ابن أبي معيط إنك أخبرته أنك قرأت .
( 6 ) في المصدر : أنك عبد ثقيف .

‹ صفحه 569 ›


بهم فيزيل ملكك ، فكف عن ذلك ، وما أعلم يا أخي إنه ولد مولود من ( آل )
أبي سفيان أعظم شؤما منك عليهم ( 1 ) حين رددت عمر عن رأيه ونهيته عنه
وأخبرتني إن الذي صرف‍ ( - ت به ) ( عمر ) عن رأيه في قتلهم إنك قلت :
( إنك ) سمعت علي بن أبي طالب يقول : لتضربنكم الأعاجم على هذا الدين
عودا ، كما ضربتموهم عليه بدءا ، وقال : ليملأن الله أيديكم من الأعاجم ،
ثم ليصيرن أسدا لا يفرون ، فيضربون أعناقكم ويغلبون ( 2 ) على فيئكم ، فقال
لك ( عمر ) وقد سمع ذلك من علي يرويه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،
فذاك الذي دعاني إلى الكتاب إلى صاحبك في قتلهم ، وقد كنت عزمت
( على ) أن أكتب ( بذلك ) إلى ( جميع ) عمالي في ساير الأمصار ، فقلت
( لعمر ) : لا تفعل يا أمير المؤمنين فإني لست آمن أن يدعوهم علي إلى نصرته ،
وهم كثيرون وأنتم تعلمون شجاعته وعداوته وأهل بيته لك ولصاحبك ( 3 ) ،
فرددته عن ذلك ، وأخبرتني إنك لم ترده ( عن ذلك ) إلا عصبية وإنك لم
ترجع عن رأيك ( 4 ) ( حبنا ) ، وحدثتني إنك ذكرت لعلي في إمارة
عثمان ، فأخبرك أن أصحاب الرايات السود الذين يقبلون ( 4 ) من خراسان
( هم ) الأعاجم ، و ( إن ) هم الذين يغلبون بني أمية على ملكهم ويقتلونهم تحت
كل كوكب ، فلو كنت يا أخي لم ترد عمر عن رأيه لجرت سنته ( 5 ) ولاستأصلهم
( الله ) ( به ) ( وقطع أصلهم ) و ( إذا ل‍ ) - استنت به الخلفاء بعده ، حتى لا يبقى
منهم ( شعر ولا ظفر ولا ) نافخ نار ، فإنهم آفة الدين - إلى أن قال : - فإذا قرأت
كتابي هذا ( فاكتم ما فيه ) فمزقه ، قال سليم : قال أمس حتى انتسخته ( 6 ) ، فلما
كان الليل دعا ( زياد ) بالكتاب فمزقه ، ثم قال : لا تطلعن أحد ( من الناس

000000000000000000

( 1 ) في المصدر : عليهم مثلك .
( 2 ) في المصدر : فليضربن أعناقكم وليغلبنكم .
( 3 ) في المصدر : وهم كثير وقد علمت شجاعة علي وأهل بيته وعداوته لك .
( 4 ) في المصدر : عن رواية ، التي تقبل .
( 5 ) في المصدر : لم ترد عمر من ذلك لجرت سنة .
( 6 ) المصدر : نسخت كتابه .

‹ صفحه 570 ›


على ما في هذا الكتاب ) ، ولا يعلم ( 1 ) أني ( قد ) نسخته ( 2 ) - انتهى ) ، وأي دليل
أقوى من حكم معاوية - وهو خال المؤمنين وكاتب الوحي مضافا إلى استناده
ذلك إلى الخليفة ، مع حجية قول الصحابي مطلقا عندهم ولا يحتاج بعد ذلك
إلى نسبة الكذب والافتراء إلى سلمان ، وحاشاه أن يخالف مولاه ويتبع
هواه ويفتي بغير ما أنزله الله .
ومن عداوة عمر للعجم إنه : لما ورد سبي الفرس إلى المدينة أراد عمر
أن يبيع النساء وأن يجعل رجالهم عبيدا للعرب وعزم على أن يحملوا الضعيف
والشيخ الكبير في الطواف حول البيت على ظهورهم ، فقال أمير المؤمنين
عليه السلام : أكرموا كريم كل قوم وإن خالفوكم ، وهؤلاء الفرس كرماء حكماء
وقد ألقوا إلينا السلام ورغبوا في الإسلام وما أوقع من حقي وحق بني هاشم
وحق بني من الفرس قفد أعتقتهم لوجه الله ، فقال المهاجرون والأنصار : قد
وهبنا حقنا لك منهم يا أخا رسول الله ، فقال : اللهم فاشهد إنهم قد وهبوا
وقبلت وأعتقت ، فقال عمر : سبق إليها ابن أبي طالب نقض علي عزيمتي في
الأعاجم ، فقوموا بنا إليه ، فأتاه ، فقال : يا أبا الحسن ! ما الذي أرغبك عن
رأينا في الأعاجم ، فأعاد عليه ما رواه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وما عرفه
من الفرس ورغبتهم في الإسلام - الخبر ) ، وهو مروي عن كتاب محمد بن
جرير الطبري الشيعي ، وتقدم في الباب الثاني والرابع شطرا وافيا من فضائل
العجم ، فراجع .
تذنيب :
ومن أحفاد سلمان رضي الله عنه ضياء الدين ، من علماء خجند ، وله
شرح على محصول الرازي ، قيل : إنه في غاية الجودة وكان متكفلا للأمور
الشرعية في بخارا ، توفي بهراة في سنة 622 ، وكان شاعرا مجيدا يتخلص

000000000000000000

( 1 ) في الأصل : لم يعلم .
( 2 ) سليم بن قيس : 9 - 174 .

‹ صفحه 571 ›


بفارس بمناسبة النسب ، ومدحه سيف افرنك في قوله :
در شعر تو كان بلطف از جان بيش است
وزهر چه كسى وصف كند ز ان بيش است
نزد آنان كه در سخن استادند
هر بيت تو از هزار ديوان بيش است
ومن أحفاده شمس الدين محمد ، الشاعر المعروف المتخلص بسوزني ،
من شعراء سمرقند ، صاحب في أواخر عمره الحكيم السنائي وقد أشار إلى
نسبه في بعض أشعاره التي قالها بعدما تاب عن هزله ومنكراته ، ولقد أجاد
في الاعتذار :
زهر بدى كه تو گوئى هزار چندانم
مرا نداند از آنگونه كس كه من دانم
بيك صغيره مرا رهنماى شيطان شد
بصد كبيره كنون رهنماى شيطانم
هوااست دانه ومن دانه چين هاويه ام
بسوى هاويه بروى هوا چه هامانم
اگر نبودى باآن هوا هدايه هو
هو اللهى بزنم حلقه بجنبانم
بحق دين مسلمانى اى مسلمانان
كه چون بخود نگرم ننگ هر مسلمانم

‹ صفحه 572 ›


رسول گفت : پشيمانى از گنه توبه است
براين حديث اگر قائلى است ، من آنم
بزهد سلمان أندر رسان مرا ملكا
چه يافتم زپدر ركان نژاد سلمانم
بحق أشهد أن لا إله إلا الله
چنان ميران كاين قول بر زبان دانم
توفي في سمرقند سنة 569 ، وقد جاوز الثمانين ، ورثاه بعض تلامذه
في رباعيته :
اى هر مژه در ديده چه سوزن بى تو
هرموى سنانى شده در تن بى تن
من بى توچگونه بگذرانم ، كه جهان
چون چشمه سوزنست بر من بى تو
ورآه بعضهم بعد وفاته في النوم فقال : تجاوزوا عني ببيت قلته في
عجزي :
چار چيز آورده ام يارب كه درگنج تونيست
نيستى وحاجت وعجز وگناه آورده ام

‹ صفحه 573 ›


الباب الخامس عشر

في حاله بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وثباته في الدين وكيفية بيعته

‹ صفحه 575 ›


روى محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي ، عن أبي الحسن وأبي إسحاق
حمدويه وإبراهيم ابنا نصير ، قالا : حدثنا محمد بن عثمان ، عن حنان بن سدير ، عن
أبيه ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : ( كان الناس أهل الردة ( 1 ) بعد النبي صلى الله عليه وآله
وسلم إلا ثلاثة ، فقلت : ومن الثلاثة ؟ فقال : المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري
وسلمان الفارسي ، ثم عرف الناس بعد يسير ( 2 ) ، وقال : هؤلاء الذين دارت عليهم
الرحا ( 3 ) وأبوا أن يبايعوا لأبي بكر حتى جاءوا بأمير المؤمنين عليه السلام مكرها فبايع ،
وذلك قول الله عز وجل : ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو
قتل انقلبتم على أعقابكم - الآية ) ( 4 ) .
ورواه في الكافي ( 5 ) عن علي ، عن أبيه ، عن حنان مثله ، وعن العياشي

0000000000000000000000

( 1 ) أهل ردة - بالكسر - أي ارتداد .
( 2 ) في البحار : ( بعد يسير ) يمكن أن يقرأ ( بعد ) بالفتح والضم و ( يسير ) بالرفع والجر ،
فلا تغفل .
( 3 ) دوران الرحى كناية عن قرار الإيمان والإسلام وفائدة نصب الإمام أو بقاء النظام وعدم نزول
العذاب عليهم ( البحار ) .
( 4 ) إختيار معرفة الرجال : 6 ، والآية في آل عمران : 144 .
( 5 ) روضة الكافي : 245 وعنى ب‍ ( علي ) علي بن إبراهيم .

‹ صفحه 576 ›


السمرقندي عن حنان ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه السلام مثله ( 1 ) .
وعن المفيد في الإختصاص ، عن عدة من أصحابنا ، عن الوليد ، عن
الصفار ، عن أيوب بن نوح ، عن صفوان بن يحيى ، عن مثنى بن الوليد ، عن بريد بن
معاوية ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : ( ارتد الناس ( بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم )
إلا ثلاثة نفر : المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي ، ثم إن الناس
عرفوا ولحقوا بعد ) ( 2 ) .
وعنه ، عن أحمد بن محمد بن يحيى ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسين ، عن
الحسن بن محبوب ، عن الحرث قال : ( سمعت عبد الملك بن أعين يسأل أبا عبد الله
عليه السلام فلم يزل يسأله حتى قال : فهلك الناس إذا ؟ فقال : ( إي والله ) يا بن أعين
هلك الناس أجمعون ، قلت : أهل الشرق والغرب ؟ قال : إنها فتحت على الضلال ،
إي والله هلكوا إلا ثلاثة ( نفر ) : سلمان الفارسي وأبو ذر والمقداد ولحقهم عمار ،
وأبو ساسان الأنصاري ( 3 ) ، وحذيفة ، وأبو عمره ( 4 ) ، فصاروا سبعة ) ( 5 ) .
ورواه الكشي عن العياشي ، عن علي بن ( الحسن بن ) فضال ، عن
العباس بن عامر وجعفر بن محمد بن الحكيم ، عن أبان بن عثمان ، عن الحرث بن
مغيرة مثله ( 6 ) .
وعن العياشي ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : ( إن

000000000000000000

( 1 ) تفسير العياشي 1 : 199 ، البحار 22 : 333 .
( 2 ) الإختصاص : 6 ، وفي الأصل ( يزيد بن معاوية ) وهو مصحف .
( 3 ) أبو ساسان وأبو عبد الله ، بريدة بن الحصيب الأسلمي ، كان ذا بيت كبير في قومه ، مر به
رسول الله مهاجرا فأسلم هو ومن معه وكانوا ثمانين بيتا فصلوا خلف رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم العشاء الآخرة ثم قدم عليه بعد غزوة أحد وشهد معه المشاهد كلها وولاه صدقات قومه ، روى
أنه لما سمع بفوت النبي صلى الله عليه وآله وكان في قبيلته ، أخذ رايته فنصبها على باب بيت
أمير المؤمنين فقال له عمر : الناس اتفقوا على بيعة أبي ، ملك تخالفهم ؟ فقال : لا أبايع غير
صاحب هذا البيت . وقيل : هو الحضين بن المنذر الرقاشي الذي كان يكنى أبا ساسان ، وهو من
التابعين .
( 4 ) أبو عمره هو ثعلبه بن عمرو ، من أصفياء أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام .
( 5 ) الإختصاص : 5 ، روضة الكافي : 253 .
( 6 ) إختيار معرفة الرجال : 7 ، وفيه : ( جعفر بن محمد بن حكيم ، الحارث بن مغيرة ) .

‹ صفحه 577 ›


رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما قبض صار الناس كلهم أهل جاهلية إلا أربعة :
علي عليه السلام والمقداد وسلمان وأبو ذر ، فقلت : فعمار ؟ فقال : إن كنت تريد
الذين لم يدخلهم شئ لهؤلاء الثلاثة ) ( 1 ) .
ومما استطرفه الشيخ المحقق محمد بن إدريس الحلي ( 2 ) من كتاب
موسى بن بكر الواسطي عن الفضيل ، قال : ( عرضت على أبي عبد الله عليه السلام
أصحاب الردة ، فكلما سميت إنسانا ، قال : أغرب ، حتى قلت : حذيفة ، قال :
أغرب ، قلت : ابن مسعود ، قال : أغرب ، ثم قال ( عليه السلام ) : إن كنت إنما تريد
الذين لم يدخلهم شئ فعليك بهؤلاء الثلاثة : أبو ذر وسلمان والمقداد ) ( 3 ) .
وروى الكشي عن محمد بن إسماعيل ، قال : حدثني الفضل بن شاذان ،
عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن أبي بصير ، قال : ( قلت
لأبي عبد الله عليه السلام : ارتد الناس إلا ثلاثة : أبو ذر وسلمان والمقداد : قال : فقال
أبو عبد الله عليه السلام : فأين أبو ساسان وأبو عمرة الأنصاري ) ( 4 ) .
وبالإسناد عن ابن أبي عمير ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير ،
عن أبي جعفر عليه السلام قال : ( جاء المهاجرون والأنصار وغيرهم ، بعد ذلك إلى علي
عليه السلام فقالوا له : أنت والله أمير المؤمنين وأنت والله
أحق الناس وأولاهم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، هلم
يدك نبايعك فوالله لنموتن قدامك ؟ فقال علي عليه السلام : إن كنتم صادقين فاغدوا
غدا علي محلقين ! فحلق علي عليه السلام وحلق سلمان وحلق مقداد وحلق أبو ذر ولم
يحلق غيرهم ، ثم انصرفوا فجاؤوا مرة أخرى بعد ذلك ، فقالوا له : أنت والله
أمير المؤمنين وأنت أحق الناس وأولاهم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، هلم يدك نبايعك

00000000000000000

( 1 ) تفسير العياشي 1 : 199 ، بحار الأنوار 22 : 333 .
( 2 ) الفاضل الكامل ، المحقق المدقق عين الأعيان ونادرة الزمان محمد بن منصور بن أحمد بن إدريس
العجلي المولود حدود سنة 543 والمتوفى سنة 598 ، يلقب بالحلي نسبة إلى مدينة الحلة وهي بلدة
بأرض العراق ، من مصنفاته : السرائر ، مختصر البيان .
( 3 ) النوادر مستطرفات السرائر : 17 - 18 .
( 4 ) إختيار معرفة الرجال : 8 ، وفي البحار بعد بيان الحديث : أي هذان لم يستمرا على الردة أو لم
يصدر منهما غير الشك .

‹ صفحه 578 ›


وحلفوا ، فقال : إن كنتم صادقين فاغدوا علي محلقين ! فما حلق إلا هؤلاء الثلاثة ،
قلت : فما كان فيهم عمار ؟ ( ف‍ ) - قال : لا ، قلت : فعمار من أهل الردة ؟ فقال :
( إن ) عمار ( ا ) قد قاتل مع علي عليه السلام بعد ) ( 1 ) .
وعن المفيد في الإختصاص عن عدة من أصحابنا ، عن ابن الوليد ، عن
الصفار ، عن محمد بن الحسين ، عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله بن القاسم
الحضرمي ، عن عمرو بن ثابت قال : ( سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن النبي
صلى الله عليه وآله وسلم لما قبض ارتد الناس على أعقابهم كفارا إلا ثلاثا : سلمان
والمقداد وأبو ذر الغفاري ، إنه لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاء أربعون
رجلا إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فقالوا : لا والله لا نعطي أحدا طاعة بعدك أبدا ،
قال : ولم ؟ قالوا : إنا سمعنا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيك يوم غدير ( خم ) ،
قال : وتفعلون ؟ قالوا : نعم ، قال : فأتوني غدا محلقين ، قال : فما أتاه إلا هؤلاء
الثلاثة ، قال : وجاء ( ه ) عمار بن ياسر بعد الظهر فضرب يده على صدره ، ثم قال
له : ما لك أن تستيقظ من نومة الغفلة ، ارجعوا فلا حاجة لي فيكم أنتم لم تطيعوني في
حلق الرأس فكيف تطيعوني في قتال جبال الحديد ، ارجعوا فلا حاجة لي فيكم ) ( 2 ) .
وروى الكشي عن حمدويه ، قال : حدثنا أيوب بن نوح ، عن محمد بن
الفضيل وصفوان ، عن أبي خالد القماط ، عن حمران ، قال : ( قلت لأبي جعفر
عليه السلام : ما أقلنا ، لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها ! ( قال : ) فقال : ألا أخبرك
بأعجب من ذلك ؟ قال : فقلت : بلى ، فقال ( 3 ) : المهاجرون والأنصار ذهبوا إلا
- وأشار بيده - ثلاثة ) ( 4 ) .
وفي الإحتجاج في حديث طويل عن علي عليه السلام ، قال عليه السلام :
( فلما توفي رسول صلى الله عليه وآله وسلم اشتغلت بغسله وتكفينه
والفراغ من شأنه ( 5 ) ثم آليت ( 6 ) يمينا أن لا أرتدي إلا للصلاة حتى أجمع القرآن ،

000000000000000000000

( 1 ) إختيار معرفة الرجال ، الرقم 18 : 8 - 9 ، وفي الأصل : ( وهب بن حفص ) وهو مصحف .
( 2 ) الإختصاص : 6 .
( 3 ) في المصدر : قال .
( 4 ) إختيار معرفة الرجال ، والرقم 15 : 7 .
( 5 ) في المصدر : اشتغلت بدفنه والفراغ من شأنه .
( 6 ) آليت : أقسمت .

‹ صفحه 579 ›


ففعلت ، ( ثم أخذته وجئت به فأعرضته عليهم قالوا : لا حاجة لنا به ) ، ثم
أخذت بيد فاطمة وابني الحسن والحسين ، فدرت ( 1 ) على أهل بدر ( وأهل
المسابقة ) ، فناشدتهم الله إلى حقي ( 2 ) ، ودعوتهم إلى نصرتي ، فما أجابني منهم
إلا أربعة رهط : سلمان وعمار والمقداد وأبو ذر ) ( 3 ) .
وفيه عن أبي محمد عليه السلام في حديث طويل عن الرضا عليه السلام قال :
( إنما شيعته ( 4 ) الحسن والحسين وسلمان وأبو ذر والمقداد وعمار ومحمد بن
أبي بكر ، الذين لم يخالفوا شيئا من أوامره ) ( 5 ) .
وزاد فيه في حديث سليم بن قيس الذي نقلنا بعضه في الباب
الحادي عشر ويأتي بعضه الآخر من أصل كتابه : ( قال سليم : ثم أقبل على
سلمان فقال : إن القوم ارتدوا بعد ( وفاة ) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا
من عصمه الله بآل محمد ( عليهم ) ( 6 ) .
وروى الكشي عن علي بن محمد القتيبي النيسابوري ، قال : حدثني
أبو عبد الله جعفر بن محمد الرازي الخواري من قرية استراباذ ، قال : حدثني
أبو الخير ( 7 ) ، عن عمرو بن عثمان الخزاز ، عن رجل ، عن أبي حمزة ، قال :
( سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : لما مروا بأمير المؤمنين عليه السلام وفي رقبته
حبل إلى زريق ( 8 ) ، ضرب أبو ذر ( ب‍ ) - يده على الأخرى ، ثم قال : ليت

000000000000000000

( 1 ) في المصدر : ثم درت .
( 2 ) في المصدر : ( فأنشدتهم حقي ) ، ناشده أي حلفه وأنشده أي عرفه ودل عليه .
( 3 ) الإحتجاج 2 : 190 .
( 4 ) أي علي عليه السلام ( منه ) .
( 5 ) الإحتجاج 2 : 141 .
( 6 ) الإحتجاج 1 : 86 .
( 7 ) الحسين خ ل .
( 8 ) في المصدر : آل زريق ، وفي البحار : ( لعله عبر عن أبي بكر بزريق ، تشبيها له بطائر يسمى
بذلك في بعض أخلاقه الردية ، أو لأن الزرقة مما يتشاءم به العرب ، أو من الزرق بمعنى العمى ، وفي
القرآن : ( يومئذ زرقا ) طه : 102 ، وفي بعض النسخ ( آل زريق ) بإضافة الحبل إليه ، وبنو زريق
خلق من النصار ، وهذا وإن كان هنا أوفق ، لكن التعبير عن أحد الملعونين بهذه الكناية كثير في
الخبار - انتهى ) ، ومن المعاني المناسبة الخداع قال في اللسان : يقال : فلان زراق - كشداد - أي خداع
وبنو زريق بطم من الخزرج من الأزد من القحطانية ، وهم بنو زريق بن عامر بن زريق ابن عبد
حارثة بن مالك بن عضب بن جشم بن الخزرج ، ينسب إليهم سكة : ( ابن رزيق ) بالمدينة .

‹ صفحه 580 ›


السيوف قد عادت بأيدينا ثانية ، وقال المقداد : لو شاء لدعا عليه ربه
عز وجل ، وقال سلمان : مولانا أعلم بما هو فيه ) ( 1 ) .
أقول : وهذا الخبر مؤيد بجميع الأخبار السابقة في أبواب فضائله ،
وأنه أفضل الثلاثة وأنه في الدرجة العاشرة ، إلا أنه روى في المقام أخبار
بظاهرها تنافي ما تقدم ، فلا بد من طرحها أو التأويل فيها .
فمنها : ما روى الكشي عن حمدويه بن نصير ، قال : حدثني محمد بن
عيسى ومحمد بن مسعود ، قال : حدثنا جبرئيل بن أحمد ، قال : حدثنا محمد بن
عيسى ، عن النضر بن سويد ، عن محمد بن بشير ، عمن حدثه ، قال : ( ما بقي
إلا وقد جال جولة إلا المقداد بن الأسود ، فإن قلبه كان مثل زبر ( 2 )
الحديد ) ( 3 ) ، وهذا الخبر كما ترى موقوف ، لا حجية فيه وإن صح سنده .
وعنه ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بكر
الحضرمي ، قال : قال أبو جعفر عليه السلام : ( ارتد الناس إلا ثلاثة نفر : سلمان
وأبو ذر والمقداد ، قال : قلت : فعمار ؟ قال : قد كان جاض جيضة ثم رجع ،
ثم قال : إن أردت الذي لم يشك ولم يدخله ( شئ ) فالمقداد ، فأما سلمان :
فإنه عرض في قلبه عارض : إن عند أمير المؤمنين عليه السلام اسم الله الأعظم لو
تكلم به لأخذتهم الأرض وهو هكذا ، فلبب ووجئت عنقه حتى تركت
كالسلعة ( 4 ) ، فمر به أمير المؤمنين عليه السلام فقال له : يا أبا عبد الله ! هذا من ذاك
بايع ، فبايع ، وأما أبو ذر : فأمره أمير المؤمنين عليه السلام بالسكوت ولم يكن يأخذه

000000000000000000

( 1 ) إختيار معرفة الرجال ، الرقم 16 : 7 - 8 .
( 2 ) الزبر جمع الزبرة - بالضم : القطعة .
( 3 ) إختيار معرفة الرجال ، الرقم 22 : 11 - 10 .
( 4 ) في المصدر : كالسلقة .