فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
يا ليتني مت قبل هذا
هدى من الآيات
تحدثنا في الدرسين الماضيين للسورة عن العلاقة بين الانسان و بين والده أو والدته ، و انه يجب أن يكون في إطار التقوى ، ذلك ان المحور الأساسي في حياة البشر ينبغي أن يكون العبودية المطلقة لله سبحانه .
و لكن يطرح هذا السؤال : لماذا ينبغي أن تكون علاقتنا بأبنائنا ، بل كل علاقاتنا في إطار التقوى و عبودية الله ؟
و الجواب :
أولا : ان سنة الحياة و طبيعتها هي : ان كل شيء من اله و الى الله : " انا لله وإنا إليه راجعون " بمعنى أن الحياة الطبيعية و الفطرية قائمة بالعبودية المطلقة لله ، إذن يجب أن تكون علاقاتنا انعكاسا للحياة الطبيعية الموجودة في الكون .
من الذي وهب لي ابنا ؟
و من الذي قدر لهذا الابن أن ينمو ؟
و من الذي يسبغ هذه النعم ان شاء ، أو يمنعها ان شاء ؟ أوليس الله ؟!
ثانيا : حينما تسوأ علاقتنا بأبنائنا بسبب ظلمهم ، تبقى علاقتنا بالله سليمة ، و اذا اعتمدنا على التقوى آنئذ لا نجد ركنا نلتجىء اليه سوى الله .
و نستوحي من هذه الآيات أيضا معنى الفرج بعد الكرب ، و بالذات في بناء الأسرة الأصعب من كل بناء ، الزواج هو تحمل مسؤولية الحياة بكل أبعادها ، فالزواج و الولوج في امتحانات عسيرة ، و متعددة الجوانب ، ومن دون ثقة كاملة بنصر الله قد تتهاوى ارادة الانــسان و تخور عزائمه ، ولهذا يضرب القرآن هنا مثلا للفرج بعد الكرب الذي أصاب مريم .