فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
التهمة المفتراة
[ 27] [ فأتت به قومها تحمله ]
امرأة عذراء ، غير متزوجة ، صغيرة السن ، تحمل ولدا رضيعا !!
[ قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا ]
أي عظيما عجيبا .
(1) وسائل الشيعة / ج 7 / ص 390 .
ويبدو انهم في البداية لم يتهموها بالفاحشة ، و لكنهم شيئا فشيئا اتهموها بها بصورة غير مباشرة :
[ 28] [ يا أخت هارون ما كان ابوك أمرأ سوء وما كانت أمك بغيا ]لقد ذكروها بانها أخت هارون ، و الواقع ان مريم لم تكن أختا لهارون ، و انما كانت من عائلة زكية طاهرة نقية يقف في رأسها هارون أخو موسى ( عليه الصلاة و السلام ) ومن المعروف انه حينما كانوا يريدون أن ينسبوا أحدا الى عائلة كانوا ينسبونه الى عشيرته ، ولأن هارون كان مشهورا بالتقوى و الطهارة ، لذلك قالوا لمريم : " يا أخت هارون " و هذا الأسلوب معروفا أيضا في اللغة العربية ، حيث ان العرب حينما كانوا يريدون أن ينسبوا شخصا الى عشيرته يقولون له : يا أخا فلان .
قالوا لها : نحن نعرف أباك ، فلم يكن سيء الخلق ، و أمك لم تكن بغيا ، فمن أين هذا الطفل ؟! و من هذه الآية نستطيع أن نستوحي مدى تاثير الوراثة و التربية في حياة الانسان ، لأنهم عرفوا ان العائلة الزكية يجب أن تخرج منها امرأة زكية ، و العكس صحيح غالبا ،فمن عائلة غير شريفة لا يستبعد أن تخرج منها امرأة غير شريفة .
[ 29] [ فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا ]كيف نكلم من لم يزل في المهد طفلا ؟! فظنوا ان مريم انما تستهزىء بهم ، و لكن لم يلبث عيسى أن نطق بكلام فصيح ، و بين :
أولا : ثلاث صفات أساسية لنفسه : عبوديته لله - وهي أصل كل خير - وانه يحمل كتابا ، وهو نبي .
ثانيا : ثلاث قيم لرسالته ودعوته : " البركة ، و الصلاة ، و الزكاة " .
ثالثا : ثلاث سمات ، لسلوكه و اخلاقه ( و برا بوالدتي ، ولم يجعلني جبارا ، شقيا )رابعا : ثلاث نتائج له و لمن يتبعه ( و السلام علي يوم ولدت ، و يوم أموت ، و يوم أبعث حيا ) .