فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
لماذا الإمتراء و كيف نزيله ؟
هدى من الآيات
كنا مع عيسى ( عليه السلام ) و قد بشر برسالته صبيا ، و أمر الناس بأن يعبدوا ربهم .
و القرآن الحكيم يوفقنا هنا ليبين لنا حقيقة هامة و هي : إن الخلاف العقائدي الذي انتشر حول عيسى ( عليه السلام ) ، إنما كان بسبب عدم معرفة الله ، و الجهل بصفاته و أسماءه و بقدراته الواسعة المطلقة ، و بكيفية خلقه للأشياء ، و إن هذا الخلاف ينبع من ضعفالايمان بالآخرة .
ان خلق الله للكون إنما هو خلق أرادي إذ يقول للشيء : كن ، فيكون دون أدنى تأخير ، لذلك فربنا تعالى لا يحتاج الى أن ييتخذ ولدا أو معينا يرثه ، بل هو الذي يرث ما في السموات وما في الارض جميعا ، و الذين قاسوا ربهم بأنفسهم لم يعرضوا الفرق الشاسع بين طبيعة المخلوق و صفات الخالق ، لذلك قالوا : عيسىا إبن الله .
و الايمان بالآخرة يسقط الخلافات الدينية ، لأن قسما كبيرا من هذه الخلافات نابع من الأهواء و الشهوات ، ومن عدم تحمل مسؤولية العلم ، و من إن الذين كلفوا ببيان العلم أختاروا شهواتهم على دينهم فباعوا علمهم ببضع دراهم معدودة .
فالقرآن الحكيم يذكر الناس بيوم القيامة أبدا ليبين إن هذه الخلافات تتبخر إذا كان الايمان بالمعاد إيمانا راسخا ، ذلك أن الانسان يختلف مع الآخرين في الدين حينما لا يتخذ الدين محورا لحياته ، بل تكون أهواؤه و شهواته هي المحور أما لو إتخذ الدين محورا بحث عنه بجد و فكر بموضوعية . فإن الله سيؤيده لمعرفة الحقائق بسهولة .