فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس

الصراط المستقيم
[ وإن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم ]

هناك تساؤل : ما هي العلاقة بين الجملتين في هذه الآية الجملة الأولى التي تقول " و إن الله ربي و ربكم فاعبدوه " و الجملة الثانية التي تقول : " هذا صراط مستقيم " ؟

إن العلاقة هي علاقة العمل بالفكر ، و بالتالي علاقة الحياة الدنيا بالآخرة ، إن إيمانك بالله و عبوديتك المطلقة له هما اللذان يرسمان خريطة مسيرتك في الحياة و يعطيانك الضوء الكافي لتحركك نحو الله ، " هذا صراط مستقيم " فاذا عبدت(1) عالج المؤلف هذا البحث بتفصيل في كتاب " العرفان الإسلامي " .


الله وحده فسوف ترسم لنفسك الصراط المستقيم الذي يؤدي بك الى الله ، أما إذا لم تعبد ربك فان حياتك سوف تكون منحرفة ، ولا يمكنك أن تصل الى أهدافك ، وهذه هي العلاقة بين الجملتين .

بالرغم من إن هذه كانت رسالة عيسى الى قومه إلا أن قومه اختلفوا فيه إختلافا واسعا حتى أن قسطنطين إمبراطور الروم جمع ألفين و مائة و سبعين من الأساقفة في مجمع كبير وطرح عليهم سؤالا خلاصته : من هو عيسى ؟

فاختلفوا بينهم الى عشرات الآراء ، بعضهم قال : إن عيسى هو الله نزل الى الأرض ، ثم رجع الى السماء و بعضهم قال : إن عيسى إنما هو إبن الله ولنا إلاهان هما : الأب و الابن ، و بعضهم قال : إنه واحد من ثلاثة الأب والابن و روح القدس ، و بعضهم قال : هو جزءان : جزء إلهي و جزء بشري ، و بعض قال : إنه عبد الله .. و هكذا ، و لم يتفق منهم سوى ثلاثمائة و نيف إجتمعوا على رأي واحد . فاعبتره الأمبراطور الرأي الحائز على الأكثرية النسبية ( حوالي سدس الآراء فقط ) و جعله الرأي السائد الذي لا يزال أقوى النظريات الشائعة اليوم بينهم .

و في الحقيقة إن هؤلاء إختلفوا في عيسى هذا الاختلاف الشاسع ، بالرغم من إن القضية كانت واضحة جدا [ فالذي خلق الكون هو الذي خلق عيسى و طريقة خلقه لعيسى هي نفس طريقة خلقه للكون " كن فيكون " ] و هذه الآية تشير الى الاختلاف بالرغم من أنها لاتوضح أسبابه .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس