فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
القدوات الرسالية
هدى من الايات
لكي تكون علاقات الانسان إيمانية سليمة مع أسرته ، و بالذات مع والده و أبنائه و أخوانه فانه يحتاج الى أن يقتدي بأولياء صالحين يتخذ من حياتهم أسوة لتصرفاته .
وفي سورة مريم يذكرنا القرآن الحكيم ببعض تلك القدوات الصالحة ، كما يضرب لنا مثلا من أمثلة السوء الذين عكسوا الآية ، و كانت علاقاتهم سيئة بالنسبة الى أسرهم .
فمن جهة نرى موسى (ع) يتخذ من أخيه هارون مساعدا له في تبليغ رسالته ، و تربطه مع أخيه علاقة رسالية هدفها تبليغ الرسالة الالهية ، و ذلك لأنه كان مخلصا قد أخلص نفسه لله ، و انصهر في بوتقة الايمان فانزاحت عنه سلبيات البشر ، لذلك فهو لم يفكر أن يتخذ منأخيه و سيلة للفخر و الغرور أو أن تكون علاقته باخيه مصلحية شخصية ، بل إنه إستفاد من هذه العلاقة من أجل الرسالة .
و نرى إسماعيل الذي كان صادق الوعد مع الآخرين ، تربطه بأهله علاقة فريدة ، حيث انه كان يأمر أهله بالصلاة و الزكاة ، و لذلك فقد كان مرضيا عند الله سبحانه .
إن هؤلاء زكريا و أبنه يحيى ، و مريم و إبنها عيسى ، و كذلك موسى و أخاه هارون ، و إسماعيل و أهل بيته إبراهيم و ابناءه ، يجب أن يصبحوا قدوات لنا .
من جهة أخرى نرى في الطرف الآخر ذريتهم الذين كان ينبغي أن يكونوا لا أقلا مثلهم أو في مستواهم ، قد ضيعوا الصلاة ، و تركوا عبادة الله ، و اتبعوا شهواتهم .