فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
بينات من الآيات
موسى النبي المخلص
[ 51] [ و اذكر في الكتاب موسى ]
ذكر موسى ، و ذكر سائر الأنبياء في القرآن ، إنما كان من أجل أن يتخذوا قدوة و أسوة .
ان من المستحبات الأساسية ، بل أحيانا من الواجبات ، الصلاة على محمد و آل محمد لأننا حينما نذكر رسول الله (ص) فاننا نتذكر صفاته و سلوكه ، و بالتالي نبحث في حياتنا عما يوافق حياة الرسول و نهتدي بهداه ، و هكذا يستحب ذكر النبيين و السلام عليهم بين الحين و الاخر لتوثيق الصلة الروحية بهم ، و ذلك بهدف إتباع نهجهم الصائب و القرآن الحكيم يؤكد هذه الفكرة هنا فيقول : " و اذكر في الكتاب موسى " ، " و اذكر في الكتاب إسماعيل " ، " و اذكر في الكتاب إدريس " .. الخ لكي نشعر بأننالسنا و حيدين في رحلة الايمان الطويلة ، فحينما نتحرك و معنا ٍإبراهيم و عيسى و يحيى و موسى و إسماعيل فاننا سوف نستلهم منهم الاستقامة و الصمود كلما ضعفنا أو أصابنا الوهن .
[ إنه كان مخلصا ]
لقــد كانت علاقة موسى بالله خالصة ، وإذا كانت علاقتك أيها المؤمن بالله كذلك ، فأن لك علاقة أيضا مع موسى إذ أنه سيصبح أخا لك في الايمان . و قدوة صالحة .
[ وكان رسولا نبيا ]
فموسى هو أخوك في الايمان و أبوك بالأقتداء ، من جهة هو أخوك لأنه كان مخلصا لله في علاقته ، ومن جهة أخرى هو بمنزلة أبيك لأنه كان نبيا و رسولا إليك .
[ 52] [ و ناديناه من جانب الطور الأيمن ]
إن الانسان ليشعر بالاطمئنان حينما يرى إن واحدا من بني جنسه قد تقرب الى الله بهذا المستوى ، حيث ناداه الله و تحدث معه بصورة مباشرة من جانب الطور الأيمن و الطور هو الجبل .
[ و قربناه نجيا ]
لو أن أحدا كان على مسافة منك و هو يحدثك فأن ذلك لا يعتبر نجوى ، بينما حين يقترب منك و يكلمك حينذاك يصبح حديثه نجوى . لقد قرب الله موسى و تناجى معه ، فأي مستوى هذا الذي يرتفع إليه الانسان حينما يتكلم الله معه و يناجيه ؟!
إن الانسان لا يمكن أن يصبح الله ، و لكن يمكنه أن يصبح قريبا من الله ، و هذا هو أفضل كرامة له على سائر خلق الله .
[ 53] [ و وهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا ]
ان من النعم العظيمة التي تفضل الله بها على موسى انه استجاب لدعائه فجعل أخاه هارون نبيا معه ليؤازره في مهمته العظيمة .