فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
الايمان بالله و بالبعث
[ 65] [ رب السموات و الارض و ما بينهما فاعبده و اصطبر لعبادته ]
ان طاعة الله و عبادته و الاستقامة عليها بحاجة الى صبر عظيم ( و اصطبر لعبادته ) لان عبادة الله تعني التحرر من كل القيود ، و الارتفاع فوق كل السفاسف ، و الصبر أمام كل الضغوط ، لذلك فان القرآن الحكيم يقول ( و اصطبر ) أي حمل نفسك الصبر حتى تستطيع أن تعبد ربك ..
[ هل تعلم له سميا ]
لعل أحد معاني هذه الآية هل هناك اله يدعي ولو مجرد ادعاء بانه رب السماوات و الارض ، و رب هذه الآفاق البعيدة اللآمتناهية ؟!
كلا ، ليس هناك أحد يدعي الالوهية بهذا المعنى ، اما هؤلاء الطواغيت الذين يدعون الالوهية صراحة أو ضمنا ، فان أقصى ما تصل اليه ادعاءاتهم هو أن يقولوا : نحن نمتلك جنودا نسيطر عليهم ، أو اننا نسيطر على قطعة ارض .
[ 66] هذا عن الايمان بالله سبحانه و تعالى ، و هناك بعد آخر من الايمان هو الايمان باليوم الاخر ، واذا ما آمن الانسان بهذين البعدين ( مبدأه و معاده ) فانه يصبح انسانا متكاملا ، لذلك يركز القرآن الحكيم دائما عليها .
[ و يقول الإنسان أذا ما مت لسوف أخرج حيا ]
اتصور ان القرآن حينما يستخدم كلمة ( الانسان ) دون كلمة الناس أو البشر وما أشبه فان ذلك للدلالة على طبيعته ، فهناك غريزة اركزت في خلقة البشر وهي : ان هذا الانسان كثيرا ما يتساءل اذا ما مت لسوف اخرج حيا ؟!
هل الموت نهاية أم بداية ، أم مرحلة بين هذه و تلك ؟؟
[ 67] [ أولا يذكر الانسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا ]على الانسان ان يفكر .. ماذا كنت قبل أن أخلق ، ان الذي خلقني وأوجدني يستطيع أن يعيدني ، وهذا الكلام ليس كلاما يمكن ان يقنعك بمجرد طرحه عليك ، إنما هذا يوافق الوجدان ، فاذا عدت الى وجدانك و تذكرت احوالك الماضية ، و تخيلت العدم الذي كنت فيه ، و كيف جئت بعد ذلك الى الوجود ، آنئذ تفهم قدرة الله سبحانه و تعالى ، و تحيط ببعض اسمائه الحسنى ، و كذلك تعرف نفسك ، و تعرف انك مخلوق ، وانك مقدر ، وان الله هو الذي يدبر حياتك و بذلك تستطيع ان تؤمن بالآخرة .