فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس

و الباقيات الصالحات خير عند ربك
هدى من الآيات

في إطار الموضوع العام لسورة مريم في ترشيد العلاقة بين الانسان و بين أولاده و أسرته . ولكن لا تضل هذه العلاقة عن الصراط المستقيم . تعالج آيات هذا الدرس مرض النفس البشري و هو الغرور بالمال و الولد ، و تبين أن اهتداء البشر من مســؤوليته إلا إن الله يزيده هدى ، وإن من أهم ما يهدي إليه الرب عبده العمل للمستقبــل . ذلك ان الأعمال الصالحات التي تبقى خير عند الله ثوابها ، و خير مصيــرها ، أما الضالــون الذين يكفرون بآيات الله ، و يفترون بما أوتوا من مال و ولد . ولكن هل اطلعوا على الغيب و علموا ان اللهلا يعذبهم ، أم اتخذوا عند الرحمن بذلك عهدا . كلا .. إن ادعاءه الكاذب بذلك سوف يصبح بذاته وبالا عليه . سوف يمد الله له من العذاب مدا ، و سوف يورثه الله أقواله ، و يمتثل أمام ربه للجزاء وحده من دون مال و ولد .

و تراهم اتخذوا آلهة من دون الله ، ليعتزوا بهم . كلا .. بل سوف تكون عبادتهم للآلهة وبالا عليهم ، فيكفرون بعبادتهم ، و ينقلبون ضدهم . إن الشياطين يثيرون الكافرين ، و يسوقونهم نحو الضلالة ، فلا تعجل في طلب العقوبة لهم . إذ أن استمرار ضلالتهم و كفرهمسيكون سببا لمزيد العقاب عليهم .

هكذا ينبغي أن يتقي البشر الاعتماد على المال و الولد والآلهة ، و تكون صلته بالله هي الأسمى والأعلى و الأمتن .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس