فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
الداعية وهموم الدعوة
هدى من الآيات
يبحث هذا الدرس من سورة طه موضوعات شتى ولا غرابة، فكما قلنا مرارا: ان الدرس الأول والأخير من سور القرآ، قد تبدو موضوعات غير منسجمة بادئ الرأي، إلا انها –عند التأمل- نجدها ترمز إلى كل الموضوعات التي نجدها في السورة ببلاغة نافذة وقول فصل.
والموضوعات في هذا الدرس تشير إلى دور الرسالة، وانها جاءت لسعادة الإنسان، وان صاحب الرسالة التي يحملها لا ينبغي ان يقتل نفسه من أجل هداية الناس، بل يكفي ان يذكرهم، فمن خشي تذكر، ومن لم يخش أعرض، وان هذه الرسالة إنما هي من الله رب السماوات والارض المحيط بهما وبالإنسان وبما يجهر به من القول او يخفيه، وان لله الأسماء الحسنى، التي تتجسد في قصة موسى حيث انه ذهب فقيرا، مسكينا، ملتجئا إلى الله فحمل معه مشعل الرسالة مضيئا وهاجا وانقذ سائر الناس بهذا المشعل الوقاد من الظلمات التي كانوا فيها.
ذلك المشعل الذي كان قوامه ذكر الله المتجسد، وتوحيد العبادة لله، والإيمان بالآخرة، والإيمان بأن عمل الإنسان هو الذي يتجسد في الآخرة، وان كل نفس تجزى بما عملت، هذه هي الموضوعات التي يبحثها الدرس الأول عن سورة طه.