فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
بينات من الآيات
معجزتان
[ 17 - 18] [ وما تلك بيمينك يا موسى * قال هي عصاي أتوكؤا عليها و أهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى ]يعلم الله سبحانه مافي يد موسى ، و يعلم لماذا هو يحمل عصاه ، و مع ذلك فهو يسأله ربما ليمتحنه ، إذ ان هذا السؤال يجعل موسى ينتبه الى أهمية عصاه و فوائدها المادية له التي ربما يكون قد غفل عنها .
فعندما يأتيه أمر الله بطرحها و القائها بعيدا يمتثل لهذا الأمر بوعي .
كما اننا نستفيد من جواب موسى (ع) عدة أمور جانبية اخرى وهي : انه يتعب نفسه في العبادة و الشغل بدلالة قوله ( أتوكأ ) ، وانه كان يعمل في مهنة الرعي ، كما كان يستعمل عصاه في أغراض اخرى ، كالدفاع عن نفسه اذا تعرض للاعتداء مثلا .
[ 19] [ قال ألقها يا موسى ]
ان أمر الله لموسى بالقاء العصا بعد أمره بخلع النعلين بالاضافة الى ما قلناه من اختبار للطاعة ، و التوجه الخالص له سبحانه ، فهو أيضا لاعطاء درس لموسى (ع) ولنا من بعده ، و ذلك الدرس هو ان اعتماد الانسان يجب أن يكون فقط على الله الذي بيده ملكوت كل شيء، و هو يجير ولا يجار عليه ، وان اعتماد الانسان على الوسائل المادية الموجودة في الحياة ما لم تكن باذن الله و امتثالا لأمره فانه لا يغني عنه شيئا فان القوة لله جميعا .
[ 20] [ فألقاه فإذا هي حية تسعى ]
كانت هذه مفاجأة مذهلة و منظرا رهيبا بالنسبة الى موسى ، و قبل ان يستبد به الخوف و يؤدي به الى الانهيار جاءه النداء الرحماني .
[ 21] [ قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى ]
أي كما كانت من قبل عصا .
[ 22] [ واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء ]أي اجعلها تحت إبطك ، فادخل موسى يده الكريمة تحت ابطه ثم أخرجها فاذا هي تشرق نورا . و معنى من غير سوء : ان البياض لم يكن من البرص كما توحي الى مثل ذلك التوراة المنحرفة .
[آية أخرى ]
و ذلك تعزيزا للآية الأولى ( العصا ) .
[ 23] [ لنريك من آياتنا الكبرى ]
وعد الله موسى بأن يريه آيات أخرى أكبر من هذه و فعلا كان فلق البحر و إغراق فرعون و أصحابه آية كبرى ، ولا ننسى الآيات المفصلات الأخرى ( الجراد ، و القمل ، و الضفادع ، و الدم و .. و ) .
هذه الآيات يجب أن تزيدنا إيمانا بامكانية الانتصار ، و بامكانية الحصول على آيات أكبر منها ، ان الله سبحانه يعطينا بعض الآيات الصغيرة ليشير بذلك الى قدرته ، و يجعلنا نؤمن بأن الآية الكبرى أمامنا هي الانتصار الكبير ، و انما علينا أن نسعى و نبذل جهدنا، ولا نتقاعس او نجبن و نخاف .
[ 24] [ اذهب إلى فرعون إنه طغى ]
القرآن حدد كلمة واحدة حول فرعون و هي الطغيان ، و لكن هذه الكلمة تكفينا عن ألف كلمة ، فالانسان الطاغي يفعل كل الجرائم و يرتكب كل الشرور ..