فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
هدى الله معراج الفضيلة
هدى من الآيات
الانسان مزيج من حفنة من تراب و ومضة من نور ، و الأولى هي التي تحتوي على جوانب ضعيفة ، أما الثانية فتستر سوءات التراب ، فارادة الانسان تستر شهواته ، و عقله يستر جهله ، و تقواه تستر غرائزه ، و لولا هذا الجانب الخير في حياته لكان أضعف و أعجز من كثيرمن الأحياء .
نعم إن لباس التقوى هو أفضل ما يستر به الانسان عجزه و جهله و غروره ، و لولا هذا اللباس لما تدافن الناس ، ولو تعرى كل إنسان للثاني ، لظهر أشد سبعية من الذئب ، و أخبث حيلة من الثعلب ، و ألدغ من الحية ، و الذي ينزع عن نفسه هذا اللباس فان أمامه طريقا عريضا ، ليعود الى الله ، مرة اخرى عبر التوبة .
و الانسان إنما يضعف و يذنب ، حينما ينشد الى التراب ، بينما يسمو حينا يميل الى جانب النور ، و إنما هبط آدم عندما تأثر بترابيته لا بروح الله التي نفخها فيه .
ولما خدع الشيطان آدم أنزله الله الى الأرض ليخوض صراعا عنيفا بين الحق و الهوى ، بين من يتبع هذا ومن يتبع ذاك ، و هذا ما يجعل الانسان محتاجا الى رسالات الله لتهديه الى سبيل الرشاد و السعادة ، فمن اتبع هدى الله فلا يضل عن الطريق ، ولا يصيبه الشقاء ،اما من اتبع هواه و أعرض عن ذكر الله ، فانه يخضع لضغوط الشهوات ، و يعيش في زنزانة الجهل و الجهالة ، و يصاب بمعيشة ضنك ، أما يوم القيامة فيبعث أعمى ، و حين يتساءل عن ذلك يأتيه الجواب : أو لم تنس آيات الله ؟ بلى فأنت اليوم تنسى .
إن المسرفين الذين يكفرون بآيات الله لهم عذاب شديد ، في الدنيا - كما أهلك الله القرون الغابرة و أِشد منه و أبقى في الآخرة .
إن الله سبــحانه و تعالــى يهمل الكفار لأجل مسمى ، و لولا ذلك لأخذهم بكفرهم .