فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
سلبيات النفس البشرية
هدى من الآيات
تحدثنا سورة طه عن الانسان و تقص علينا أنباء أربعة نماذج بشرية هم : موسى و هارون ، و هما أعلى قمة بشرية ، ثم السحرة الذين اهتدوا بعد الضلالة ، ثم فرعون في الحضيض ، و أخيرا : جنود فرعون الذين استخفهم فأطاعوه و أضلهم وما هدى .
وفي الدرس الأخير تلخص السورة عبرها ، و تبين : سلبيات النفس البشرية ، بعد أن أشار الى عوامل الانحراف فيها ، ذلك ان معرفة الانسان بنفسه ، و بالعوامل المؤثرة فيها ، تساعده على الاختيار السليم و حيث : ان القرآن يبصرنا في هذه السورة بحقيقة و ساوس الشيطان ، و كيف ان النسيان ( و عدم العزم ) ، و الغفلة عن مكر الشيطان ، و اهمال ذكر الله ، كل أولئك يهبط البشر من جنته الى أرض الصراع .
بلى ان هناك مجالا للانسان أن يسمو و يسبق الآخرين ، و لكن ينبغي أن يكون تسابقه معهم شريفا يتجه نحو البناء ، و الا يكون على حطام الدنيا والا يتحول الى صراع هدام .
و لكي نبتعد عن الضلالة ، و لا نتأثر بعامل الحسد ، فيصير التنافس صراعا ، علينا أن نذكر الله تعالى وان نقيم الصلاة ، و نأمر بها أهلنا ، لأنهم قد يؤثرون علينا سلبا لو لم يكونوا مؤمنين ، فالصلاة معراج المؤمن ، و من يعرج الى الله ، لا يتأثر بضغوط الهوى، ولا بزينة الحياة الدنيا .
ثم يشير القرآن الى سبب من أسباب الضلالة ، وهو عدم القناعة بقضاء الله ، ولا ريب ان الذين يحملون هذه الروح لن يقبلوا برسل الله ولا برسالاته ، و سيبررون موقفهم هذا بطلب المزيد من الآيات و الدلالات الحسية المادية ، ولكنهم يغفلون عن حقيقة هامة ، وهي انكثيرا من الانبياء السابقين كانت لهم آيات و معجزات ظاهرة ، كعصا موسى و معاجز عيسى من قبيل احياء الموتى و اشفاء المرضى و لكن مثل هؤلاء الناس لم يؤمنوا بهم .