فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس

إقترب للناس حسابهم
هدى من الآيات

عجيب أمر الناس إنهم يلهون و يلعبون و الحساب يقترب اليهم .

لماذا تراهم يعرضون عن الحق ، حتى أنهم لا يأتيهم ما يذكرهم إلا تراهم يتخذونه لعبا ، و تحيط بافئدتهم الغفلة و يتناجون بينهم - ظالمين أنفسهم - هل هذا إلا بشر مثلنا ، لماذا نتبعه ، و يفسرون ذكر الله الجديد و أثره البليغ في قلوبهم ، بأنه سحر ، و يتناهون عنه .

و الرسول يبلغهم رسالات ربه ، و يتوكل عليه ويشهد على صدقه الله الذي يعلم القول في السماء و الأرض ، و يحتارون بماذا يفسرون هذا الذكر المحدث الذي يتهربون منه ، بسبب لهو قلوبهم . فتارة يقولون أضغاث أحلام ، و حينا ينسبونه الى الافتراء ، و مرة يقولون إنه خيال شاعر ، و أخرى يطالبونه بآيات مقترحة .

و يتساءل السياق اذا لم يؤمن السابقون حتى أهلكهم الله و قد انزلت اليهم تلك الآيات المقترحة أفهم يؤمنون ؟ و من هم الرسل السابقون ؟ أو لم يكونوا رجالا يوحى إليهم ؟ دعهم يسألون من انتفع بالذكر إن كانوا لا يعلمون ، بلى كان الأنبياء يتعرضون للجوع و لم يكونوا خالدين .

و كانت - مع ذلك - شهادة صدقهم قائمة في الامداد الالهي الذي تجلى في إنقاذهم ثم إهلاك المكذبين بهم ، الذين أسرفوا على أنفسهم .

و هذا كتاب فيه ذكر محدث ، و على المسلمين أن يتذكروا به إن كانوا يعقلون .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس